﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي

دخول الإسلام في الفلبين:
لا يوجد دليل واضح على تحديد الزمن الذي وصل فيه المسلمون إلى الفلبين، سواء كانوا من الجزيرة العربية أم من جنوب الهند، أم عن طريق الصين. فهناك رواية: أن بعض الرحالة العرب وصلوا إلى الجزر الفلبينية سنة 785هـ 1365م، ورواية أخرى تذكر أن ذلك كان في سنة 804هـ 1384م، ورواية ثالثة أن ذلك كان قبل هذا التاريخ. والذي يترجح لي ما سبق أن ذكرته عند الكلام على دخول الإسلام في ماليزيا، وهو أن المسلمين من العرب أنفسهم ومن جنوب الهند، وقد يكون عن طريق الصين، وصلوا إلى المنطقة في وقت مبكر، لأنهم كانوا يزاولون التجارة في المنطقة قبل الإسلام، واستمروا على ذلك بعد الإسلام وبخاصة الحضارم الذين اتجهوا إلى جنوب شرق آسيا من قديم. ولهذا لا نستبعد - ولا نجزم - أن يصل المسلمون إلى هذه الجزر في القرن الأول أو القرن الثاني الهجري، ولكنهم قد لا يوجد لهم تأثير يجعل السكان يدخلون في الإسلام دخولاً يشتهرون به ويكتب عنه، فقد لا يدخل أحد من السكان في أول الأمر، وقد يدخل في المنطقة التي يصل إليها المسلم الواحد أو الاثنان، وقد لا يكتب في أول الأمر شيء يدل على وجود الإسلام في أثر من الآثار كقبر ونحوه، لعدم معرفة الداخلين في الإسلام بتلك الكتابات التي جاءت متأخرة عندما دخل الدعاة واشتهروا وعرفت شخصياتهم وقبورهم. هذا، مع العلم أن الكتابة على القبور لم تكن معروفة في القرون المفضلة بل نهي عنها. وقد ذكر بعض المؤرخين أن وثائق وجدت باللغة الصينية، تدل على دخول الإسلام في جزر الأرخبيل (أرخبيل الملايو) في القرن الأول الهجري - السابع الميلادي - وأنه عثر في هذه الوثائق على نص يفيد أنه في عام 675م وصل إلى جاوة رجال من العرب، وقد أقاموا قرية على شاطئ سومطرة الشمالية عام 684م. [1]. وإذا كانوا قد أقاموا لهم قرية في هذا التاريخ في شمال سومطرة، وكتب عنها نص يدل على ذلك، فما المانع من وصول بعض المسلمين في هذا الزمان إلى جزر الفلبين؟ ولكن الإسلام والدعوة إليه اشتهرا بعد ذلك، عندما كثر الدعاة وبخاصة بعد سقوط بغداد، فقد ذكر بعض المؤرخين أن بعض السادة العلويين وصلوا إلى الفلبين، واشتهر منهم ثمانية وصفوا بالأولياء، وقد نُصَّ على أسمائهم، وهم: الشريف أولياء والشريف مرجا، والشريف حسن، والشريف زين العابدين، والشريف أحمد رجا باغندا، والشريف مخدوم، والشريف أبوبكر، والشريف محمد بن علي. وقد تختلف المراجع في بعض هذه الأسماء، ولعل السبب يعود إلى ذكر ألقاب محلية أطلقت عليهم دون ذكر الاسم العلم، أو يذكر العلم دون اللقب، أو يذكر اللقب العربي دون اللقب المحلي، وكلها واردة. وقد أثنت المراجع على هؤلاء الدعاة وسيرتهم واجتهادهم في الدعوة، بل إن بعضهم أقام حكومة تنفذ فيها شرع الله في كثير من المجالات المتاحة له، وأعظمهم في ذلك الشريف أبو بكر الذي اعتلى عرش صولو سنة 854هـ 1434م. انتشار الإسلام وثباته في الجزر الجنوبية: وانتشر الإسلام في هذه الجزر، ولكنه تعمق في الجنوب وتأصل في نفوس السكان حتى أصبح هو المسيطر على حياتهم، ووصل المسلمون إلى جزيرة لوزون في الشمال، وكانت مانيلا تحت أحد حكامهم ويسمى: راجا سليمان، ولم تسقط من أيدي المسلمين إلا باحتلال الأسبان الصليبيين سنة 979هـ 1571م وبذلك توقف انتشار الإسلام في الشمال وأخذ المسلمون يقاومون المستعمرين النصارى في الجنوب. وسبب انهزام المسلمين في الشمال هو عدم تمكن الإسلام في نفوس السكان في الشمال، بخلاف الجنوب كما سيأتي. ولقد بلغ تأثير الإيمان في نفوس أهل البلاد، أن كانوا يستجيبون للداعية إلى الله وينفذون أمره، في تحطيم الأصنام والهياكل وقطع الأشجار وسائر المعبودات التي كانوا يؤدون لها العبادة من دون الله، وكان الوثنيون الذين لم يدخلوا في الإسلام يدفنون أوثانهم في الأرض خشية عليها من التحطيم!. [2].
1 - راجع كتاب الإسلام في أرخبيل الملايو ومنهج الدعوة إليه للدكتور رؤوف شلبي الطبعة الثانية ص:48 وما بعدها
2 - راجع كتاب تاريخ الإسلام في الفلبين للشيخ أحمد بشير وكتاب حاضر العالم الإسلامي وقضاياه المعاصرة للدكتور جميل عبد الله محمد المصري



السابق

الفهرس

التالي


Error In Connect