﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
الخميس: 8/11/1405هـ.
وقد كنت أظن أننا سننزل بفندق على شاطئ البحر، للتمتع به عندما نكون في الفندق، وأن يكون أكثر ارتفاعا من هذا الفندق، كنت أريد أن يكون المحيط الهادي قريباً مني، لأرى أمواجه الهادرة تتابع، وبجانبه الجبال المكسوة بالغابات، ولكن هذا الفندق كان أقرب إلى الإخوة، والمدينة مترامية الأطراف، قد يصعب عليهم التردد علينا ونقلنا إذا ابتعدنا عنهم في الأوقات المحددة إلى المراكز الإسلامية والمساجد، لذلك قنعت بالنزول فيه، وأطلقت للقلم زمامه ليصف مشاعري في الرغبة في مناظر أفضل فكتبت ما يأتي:
إن التمتع بجمال الطبيعة الكونية أمر محبب إلى نفسي، ولا أزمع السفر إلى أي بلد من بلدان العالم، إلا مع العزم على محاولة التمتع بالنظر إلى أكبر قدر ممكن من ذلك الجمال: جمال الغابات الكثيفة، والأشجار الباسقة، وجمال الأنهار الممتدة المستقيمة أو الملتوية التي تتخلل غابات خضراء أو صحارى غبراء، وجمال الجبال التي لبست حلل الغابات كما تلبس الحسناء حللها ليلة زفافها [1]. وجمال البحار الهادرة والهادئة، وجمال السحب الطائرة: المتراكمة والمتفرقة، المسوقة إلى حيث شاء لها خالقها أن تمطر أو تتبدد في الفضاء الفسيح، وجمال صفوف المصلين المتراصة في بلدان الكفر ترفع في مساجد ها ذكر الله، وجمال صفوف أبناء المسلمين في مساجدهم أو فصولهم الدراسية في تلك البلدان، يرددون وراء معلمهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله، وكل جمال في هذا الكون متاح مباح، وبخاصة ما يحدث في قلبي من مشاعر إيمان بالخالق وعظمته المتجلية في الإتقان والإبداع.
ولقد حصل لي الكثير من التمتع بذلك الجمال، كما فاتني أيضاً الكثير منه، فكنت أشكر الله على ما حصل، وأصبر على ما فات، وهذا هو دأب المؤمن: " إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " أيضا، وأقول عندما يفوتني شيء: عسى أن يعوضني الله عما فات بما هو خير منه مما هو آت.
إنني أقعد في بعض الأوقات بجانب نافذة الطائرات لأتأمل في الجزء الذي يمكنني رؤيته منها، لأرى البحار والجبال والغابات فتأتي السحب فتغطي وجه الأرض وتحجبه عن نظري، وكأن الغيرة قد أكلت قلبها، فاغتاظت واستغلت ما منحها الخالق من القدرة على الحركة فغطت ما على وجه الأرض، فآخذ في النظر إلى تلك السحب، وأرى فيها من الجمال ما يثلج صدري ويكحل عيني.
فإذا ذكرت ما تحتها من جمال ناجيت ربي أن تنقشع تلك السحب أو تنقطع قافلتها، وكثيرا ما يستجيب الله دعائي فيتغير المنظر فأشعر بغبطة وسرور، فأمد بصري حتى أكاد اخترق نافذة الطائرة لأرى المزيد من ذلك الجمال: جبال مكسوة بالغابات وبحار يصعب الوصول المباشر إلى سواحلها، وأنهار تخترق الأرض محاطة بأشجار الغابات أو رمال الصحراء.
وأنزل في مدينة من المدن، فأتمنى أن أكون في أعلى طابق في أعلى بناء فيها في أجود بقعة منها، بجانب محيط من المحيطات الواسعة، وقرب غابة من الغابات الجميلة، أو في وسط البلد لأتمكن من مد بصري إلى كل أنحائها، لأرى مناظر مبانيها الشاهقة أو القصيرة المتناسقة، وسياراتها التي تكون في بعض الأوقات مزدحمة في شوارع عامة واسعة شبيهة بحبات السبحة التي انتظمت في خيط رفيع، كما انتظم الشارع تلك السيارات.
أو أرى السفن الكبيرة وهي ترسو أو تنطلق من مراسيها إلى أواسط البحار والمحيطات، أو القوارب الصغيرة التي تروح هنا وهناك، كأنها نوع من الأسماك، أو الطائرات المختلفة الأحجام والأشكال صاعدة وهابطة أو معلقة في جو السماء، أو أتجول في أطراف المدينة على قمم الجبال أو سواحل البحار، كل ذلك لترتسم في ذهني صور تلك البلدان وتلك المناظر الجميلة التي لا يتمكن من رؤيتها إلا بعض الناس في بعض الأزمان.
وقد أنال ما أتمنى وقد يخفق الأمل، فلا أجد إلا الصبر وتسجيل مشاعري في كراستي، وفي هذا اليوم الخميس سجلت هذه المشاعر، بعد صلاة الفجر.
وراودني شيطان الشعر أن أسطر بعض الأبيات، وهي ليست شعرا، ولكنها تحكي المشاعر، فبدأت أقول:
[sh]
الكون ينطق بالجمال الساحر= ويهز بالوجدان كل مشاعري
والقلب يطرب للبحار هوادرا= والأذن تعشق حسن صوت الطائر
والعين تأبى أن يحل بها الكرى= ما لم تكحل بالجمال نواظري
والبحر خلفي قد طغت أمواجه= ولشاطئيه تسابقت بتفاخر
[/sh]
ولكن الشيطان أدبر عندما دق جرس الهاتف، فرفعت السماعة فإذا محمد التومي ينتظرنا في قاعة الاستقبال، لينقلنا إلى بيت الأخ خليل بن عبد الله الخليل، لتناول طعام الإفطار.
1 - وإن اختلف لون لباس العروسين، فلكل عروس ما يناسبها!



السابق

الفهرس

التالي


15329854

عداد الصفحات العام

1987

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م