﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


يا ليتهم مسلمون، ويا ليتنا نعتبر بهم!

يا ليتهم مسلمون، ويا ليتنا نعتبر بهم!
وجاء الأخ خميس فذهبنا أولاً إلى شركة الخطوط الإسكندنافية (SAS) قبل أن نذهب إلى مكتب الخطوط السعودية، لنسألهم إن كان أحد جاءهم بالتذاكر المفقودة، وكانوا قد اهتموا بالأمر من قبل، حيث اتصلوا بمكتب السعودية في كوبنهاغن، وأخذوا صورة من التذاكر المصورة واتصلوا بمكاتبهم في المطار، لإبلاغهم بالأمر، وسؤالهم وعندما جئنا أبدوا أسفهم لعدم العثور على التذاكر.
ثم ذهبنا إلى مكتب الخطوط السعودية، وعندما رأتنا الموظفة داخلين قالت وهي تبتسم: أوكي (طيب) وناولتنا التذاكر جاهزة.
وطلبت منها أن تبلغ المدير بأني أريد أن أراه وهو من أهل الدنمارك، فجاء وشكرته على اهتمامه، وسألته: هل جاء الجواب من المدينة، أو وجد الأخ مدير مكتب السعودية في فرانكفورت أحمد مصطفى؟ فقال: لم يأتني جواب من المدينة، ولا وجدت أحمد مصطفى، وإنما توليت أمرها تيسيراً عليك، وثقة بصدقك، واستئناساً بالصورة التي معك، فكررت شكري له وودعناه وخرجنا. [1].
واهتمام هذا الرجل الطيب ومعاملته الحسنة، ومحاولته قضاء حاجة صاحب الحاجة بأقصى سرعة، هو القاعدة في هذه البلدان من كل عامل وموظف، مع كل مراجع صاحب حق.
والإخوة المسلمون الذين يسكنون في تلك البلدان، يشهدون بذلك ما دام الأمر في حدود القانون، والموظفون يعاملون الناس على أساس أنهم يخدمونهم، لا على أساس الغطرسة والكبرياء الكاذبة، المبنية في كثير من الأحيان على الجهل والنقص في الخبرة والإدارة وكيفية سير العمل.
لذلك تجد الموظف في كثير من البلدان الإسلامية يهمل معاملات الناس إلا إذا كانت لأصدقائه أو توسط لصاحبها أحد أصدقائه، وقد يصل إهماله لها إلى ضياعها، مهما كانت الأضرار الناتجة عن الإهمال أو الضياع، فتتراكم بسبب ذلك المعاملات ويكثر المراجعون، ويحصل الزحام وتضيع الأوقات العامة والخاصة ويتذمر الناس، والموظف لا يبالي بشيء من ذلك تجده ـ إن كان موجوداً على مكتبه ـ كالقرد، يفتح عينيه ويغمضها ويضع رجلاً على أخرى غير ملتفت للناس، فإذا سأله أحد عن معاملته قال له: ما جاد به لسانه دون تفكير: تعال بكرة، أو يوم السبت أو بعد أسبوع، وقد قال لي كثير من الإخوة الساكنين في الغرب: إن أكثر المعاملات تنجز عن طريق البريد أو الهاتف، ولا يحضر صاحب المعاملة إلا إذا كان الأمر يقتضي حضوره شخصياً!
قلت: يا ليت المسلمين، وهم أولى بحسن الخلق من غيرهم وقضاء حاجات الناس وأداء حقوقهم، يا ليتهم يأخذون من ذلك عبرة ويعودون إلى أنفسهم ليقنعوها بأنهم في وظائفهم أجراء ليخدموا الناس، لا ليتكبروا عليهم ويضيعوا حقوقهم!
ويا ليت أولئك الكفار الذين يعاملون الناس بتلك المعاملة الحسنة، ويؤدون إليهم حقوقهم في أسرع وقت، يا ليتهم يكونون مسلمين، فإنهم لو أسلموا مع وجود تلك الطباع الطيبة سيعمرون الأرض حق عمارتها!
1 - وقد وعدته ببعث بعض الكتب الإسلامية المترجمة



السابق

الفهرس

التالي


15254197

عداد الصفحات العام

2991

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م