{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الخميس 6/1/1409 هـ -18/8/1988م

الخميس 6/1/1409 هـ -18/8/1988م
في صباح هذا اليوم خرجنا من مدينة لشبونة إلى مدن البرتغال الجنوبية للاطلاع على ما بقي من آثار الفتوحات الإسلامية، وكنا أربعة، الثلاثة الآخرون هم: الشيخ البقالي والمستشرق ماريانو والسائق.

الشيخ البقال والمستشرق ماريانو


الكاتب والشيخ البقال على شاطئ البحر


وفي الطريق وجدنا كثيراً من الأسماء العربية التي تبدأ بـ(أل) وكذلك الألفاظ نفسها عربية محرفة. مثل (الكاسر) هكذا ينطقونها، وهي محرفة عن (القصر) وهم يكتبونها هكذا (ALCACER) وهو اسم مدينة وبها قصر عربي لا زال ماثلا للعيان.

منظر لقصر عربي على تل يشرف على مدينة تسمى الكاسر (Alcaser) محرفة عن القصر كما قال المستشرق ماريانو 6/1/1409هـ ـ 18/8/1988م


وقال المستشرق ماريانو: عندما خرج العرب من البرتغال سمي أول ملك للبرتغال: ملك البرتغال والغارف (أي الغرب) وهي منطقة تقع في جنوب البرتغال، غرب أسبانيا، وكان العرب يسمونها الغرب لوقوعها غرب إقليم الأندلس الأسباني، وهي تكتب هكذا (ALGARVE).
وآخر من خرج من مدينة لشبونة من العرب كان سنة: 1380م، وبقى بعض العرب المسالمين غير الحكام والعسكريين، واختلطوا بأهل البلد وذابوا فيهم، بسبب طغيان محاكم التفتيش.
ومررنا بمدينة على يميننا تسمى "القاصر دوسال" (أي مدينة الملح) والقصر يقع على هضبة المدينة، يشرف على نهر يسمى: سادو.
وكانت أشجار الفلين والبلوط عن يمين وشمال.
وقال المستشرق (ماريانو): إن العرب الذين بقوا في البرتغال كثيرون، والظن أنهم كانوا كثيرين من مدينة لشبونة فما يليها من الجنوب، و بعضهم نزحوا إلى الشمال خوفاً من الاضطهاد، وبقيت ألقابهم العائلية عربية، مثل: فلان ومدينة، وتوجد شوارع باسم (ساوماهماد) أي القديس محمد.
قلت لماريانو: الذي يتأمل في وجوه البرتغاليين والأسبان يبدو له أنهم يشبهون العرب أكثر من الأوربيين.
فقال: إن سبعين من كل مائة في جنوب البلد أشكالهم عربية، بخلاف الشمال فإنهم أشبه بالأوربيين.
وقال: إن منطقة سلفس (SILVES) سكانها كانوا من اليمن.
وقال: إن البرتغاليين ما زالوا يستعملون كلمة أوش الله (OSHALLAH) [1] بمعنى إنشاء الله التي يكثر استعمالها عند العرب.
ومررنا ببلدة تسمى المدوفر (ALMODOVAR).
قال الشيخ البقالي: لعلها حرفت عن المظفر الكلمة التي كان يلقب بها الأمراء.
ويكثر في منطقة الغرب (ALGARVE) البرتقال واللوز والتين وصناعة حلويات اللوز والتين.
وصلنا إلى مدينة سلفس في الساعة الواحدة والربع بعد الظهر. وهي المدينة التي نشأ فيها المعتمد بن عباد الملك الشاعر، [انظر ترجمته في سير إعلام النبلاء (19/58)]. وهي المدينة الوحيدة التي كان بها جامعة عربية في البرتغال.
ثم ذهبنا إلى مدينة فارو (FARO) وهي عاصمة جنوب البرتغال المسماة: الغرب كما مضى وهي على شاطئ البحر.
قال ماريانو: وكلمة (فارو) في الأصل تطلق على منارة في البحر لإرشاد السفن.
ويوجد في هذه المدينة المتحف الأثرى.
والمبنى الذي يوجد فيه المتحف كان كنيسة حول إلى متحف، وما أكثر الكنائس التي تتعطل من الطقوس لعزوف الناس عنها في بلا الغرب، فتحول إلى متاحف أو مخازن، وقد يتمكن المسلمون من شراء بعض الكنائس فيحولونها إلى مساجد.
ومحتويات المتحف نقلت إلى الكنيسة منذ عشر سنوات، وكانت في متحف آخر من القرن الثامن عشر الميلادي، ومدخل المتحف الحالي من بقية الآثار العربية.
وتوجد بالمتحف قطع إسلامية عثروا عليها في منطقة تسمى ميلامورا وهي تحتوى على آثار إسلامية كثيرة وبخاصة الفسيفساء، وقد رأينا مواعين صغيرة وكبيرة عليها كتابات عربية.

آثار إسلامية في مدينة فارو جنوب البرتغال 6/1/1409هـ


وقالت مديرة المتحف: إنهم كلما بحثوا وجدوا آثارا عربية كثيرة، وهم يحاولون جمع القطع وبناؤها وترميمها، وقد طلبوا منا قراءة بعض الكتابات الموجودة فلم نستطع ذلك واعتذرنا، ونصحناهم أن يستعينوا ببعض المؤسسات الإسلامية لتمدهم ببعض خبراء الخطوط.
ثم واصلنا السير إلى مدينة تافيرا (TAVIRA)، وهذه المناطق فيها شبه ببلاد غامد في الأشجار والمرتفعات، إلا أن جبال بلاد غامد أعلى وأكثر، وبقينا في المدينة ساعة.
ثم ذهبنا إلى مدينة ميرتولا (MERTOLA) وهي تبعد عن مدينة فارو 74كيلومتر، وكانت ميناء نهرياً للعرب، وفيها مسجد حُوِّل إلى كنيسة، ويسمى النهر الذي تشرف عليه القصر، والمسجد: جواديانا (GVADIANA) يمتد على النهر جسر للوصول إلى المدينة.
وفي الطريق إلى ميرتولا رأينا لوحة تشير إلى ضاحية اسمها: القرية (ALCARIA) وتكثر في هذه المنطقة أشجار الصنوبر.
1 - هكذا كتبها ماريانو بيده في دفتري ونقلتها منه بحروفها
2 - انظر ترجمته في سير إعلام النبلاء (19/58)



السابق

الفهرس

التالي


14234903

عداد الصفحات العام

551

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م