﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الاعتراف بالفضل لأهله:

الاعتراف بالفضل لأهله:
وعندما سألت الأخ عبد الله عن انطباعاته عن العمل في الجزائر تحفز وقال: إنه استفاد استفادة كبيرة في فترة بقائه في الجزائر وقال: إن المسؤول في المكتب التعليمي بالجزائر، ترك أثراً طيباً ودوراً فعالاً في تطوير العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية والجزائر، كما ترك دوراً فعالاً في نشر الإسلام، وهو الأستاذ عبدالله بن محمد الناصر الذي تخرج في كلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.
ووصفه الأخ عبد الله بأنه كان صادقاً في تعامله مع ربه ومع نفسه - وهذه هي قاعدة الخير في الإنسان - وعقب الأخ عبد الله على ذلك بقوله: والجزائر تربة خصبة للدعوة الإسلامية، وقد تحررت سنة 1962م بكلمة: "لا إله إلا الله" وكان نشاط المكتب التعليمي كبيراً، أنشأت فيه مكتبة كبيرة، كان يرتادها ما بين مائتين وثلاثمائة طالب وطالبة، ولقد أثر ذلك في الطلاب والطالبات، حتى إن بعض الطالبات اللاتي كن سافرات، التزمن الحجاب، ووزع - يعنى الأستاذ ناصر - كتباً كثيرة على الجامعات، وكون علاقة طيبة مع رجال الفكر والأدب والعلم، وقويت بسبب ذلك العلاقة بين البلدين في مجال الدين والثقافة، وتطورت حرية التبادل بين رجال الفكر والأدب في البلدين، وهذا يقتضي احترام الرجل وتقديره، وجزاؤه عند الله. وهو الآن ملحق تعليمي في لندن، وقال الأخ عبد الله البخيت: وأنا أعرف انه لا يحب ذكر اسمه ولا ذكر ما قام به، لأنه أراد بذلك وجه الله، ولكن أرى أن الاعتراف بالفضل لأهله واجب، وفي ذلك قدوة حسنة لمن أراد الاقتداء.
وقال الأخ عبد الله البخيت: واصلنا العمل في المكتب في الجزائر، والتقينا مع رجال الأدب والجامعات، وكان التجاوب طيباً وهم صادقون معنا، وكانت الأمور ميسرة ولم نصادف أي مشكلات.
وكانت حركة التعريب في الجزائر نشطة، حتى إن الطالب في المرحلة الابتدائية كان يتكلم اللغة العربية بفصاحة، ولا يعرف اللغة الفرنسية، والمراسلات أصبحت باللغة العربية.
وفي الجزائر مؤتمر الفكر الإسلامي، وهو ثمرة طيبة ينبغي أن يشارك فيه رجال العلم والدعوة، وهو غني بالبحوث والمحاضرات، وليت الجامعات في المملكة العربية السعودية تشترك فيه بالحضور والبحوث، وتقوى العلاقة بينها وبين المؤتمر والمؤسسات العلمية في الجزائر.
وتمتاز الجزائر بارتفاع مآذنها في المساجد على منازل المدن، وأكثر المتحمسين هم الشباب، ورواد المساجد من الشباب أكثر من رواد السينما مع ما لها من ترويج ودعاية.
قلت: والبلاد التي يرى شبابها متحمساً لدينه قاصداً لمساجده، عازفاً عن سفاسف الأمور هي بلاد يبشر مستقبلها بخير، والعكس بالعكس. [1].
وانتقل الأخ عبد الله إلى تايوان في هذا العام 1406هـ وهو جاد ومتحمس للعمل الإسلامي الذي هو عقيدة بلاده وثقافتها وعماد حياتها، وعنده استعداد للمشاركة في الدعوة وتعليم اللغة العربية، وقد عرض ذلك على الأستاذ داود، ولا شك أن المسلمين في تايوان تنقصهم معرفة الدين الإسلامي، وكثير منهم يجهل هذا الدين وأركانه، كالصلاة والدعاء ونحوهما، ولا يوجد تخطيط سليم في الجمعية الإسلامية، والمفروض في هذه الجمعية أن تنظم دروساً لتعليم النشء والشباب لغة القرآن وتحفظهم إياه، ومبادئ الإسلام كأداء الصلاة المفروضة، ولعل نشاط الأخ عبد الله وعرضه أن يقوم هو ومن يتعاون معه بذلك، يجد تجاوبا من المسلمين في تايوان، فهذه فرصة قد لا توجد عند كثير من الموظفين في السفارات، ولا يقوم بها إلا من قوى إيمانه وأراد وجه ربه.
واقترح الأخ عبد الله على الجامعات في المملكة والمؤسسات المسؤولة عن الدعوة إلى الله، أن تستمر في بعث الدعاة ولو لفترات قصيرة بالتناوب فإن الاستمرار في ذلك يحدث أثراً طيباً على المدى البعيد.
كما اقترح أن تفتح الجامعات أبوابها للطلبة المسلمين في تايوان لتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي.
وقال: إن الدعاة الذين يبعثون للدعوة ينبغي أن تكون عندهم مقدرة على التحدث باللغة الإنجليزية على الأقل.
وقال: إن من أهم الوسائل النافعة للدعوة إلى الإسلام، أن تقوم مراكز الترجمة في المملكة بترجمة بعض الكتب الإسلامية النافعة، إلى اللغة الصينية ليعم نفعها، أو تؤلف كتب باللغة الصينية ابتداء.
وقال: إن معظم المسلمين في تايوان من كبار السن، ويخشى أن ينقرضوا مع الزمن، وفي هذا خطر على مستقبل الإسلام في تايوان، فلا بد من جذب الشباب بأي أسلوب نافع، ويتمنى أن تقوم الجامعات في المملكة بإيفاد بعض طلابها لزيارة هذا البلد للالتقاء بشبابه، وكذلك تستقبل بعض الشباب من الصين ليلتقي طلابها في المملكة والقيام بأداء العمرة، لأن ذلك سيؤثر في الشباب الصيني ويزيده قوة إيمان، ويمكن أن تنظم لهم لقاءات بالمثقفين والعلماء ليحثوهم على تحمل الأمانة والنهوض بدينهم.
واقترح أن يبعث المسؤولون في المؤسسات الإسلامية في المملكة العربية السعودية أئمة للمساجد وتعليم النشء، لأن المساجد في حاجة إلى أئمة فقهاء في الدين يجيدون تلاوة القرآن ويحفظونه أو يحفظون كثيراً منه. وكذلك لو انتدبوا بعض حفاظ القرآن الكريم خلال الصيف لتدريس القرآن الكريم لكان في ذلك فائدة عظيمة.
واقترح أن تتاح الفرصة لشباب الصين للدراسة في مدارس تحفيظ القرآن الكريم في المملكة. وهكذا تجد كل إناء بما فيه ينضح، فالحريص على نشر الإسلام وهداية الناس يفكر دائماً في السبل التي تؤدى إلى ذلك، ويعمل هو جاداً في أداء ما يقدر عليه. فجزى الله الأخ عبد الله خيراً كثيراً، وكثر من أمثاله.
1 - لقد وقعت الجزائر بين نارين: نار جهل كثير ممن يدعون الإسلام، وقد شوهوه بتصرفاتهم المنفرة باسمه، من الاعتداء على نفوس حرم الله قتلها بدون حق، ونار أعداء الإسلام من العلمانيين الجزائريين، ومن يدعمهم من خارج البلاد من اليهود والنصارى. لذلك أصيب الإسلام في الجزائر بنكسة شديدة، نسأل الله أن ينصره بمن يفقه دينه، وأن يرد كيد أعدائه في نحورهم



السابق

الفهرس

التالي


16102865

عداد الصفحات العام

3737

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م