﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع كبير القساوسة فيليب سميث:

حوار مع كبير القساوسة فيليب سميث:
الأحد: 3/2/1410 هـ ـ 3/9/1989م.
في هذا اليوم تقرر السفر إلى مدينة زامبونجا، وكانوا قد ضربوا لي موعداً مع كبير القساوسة في كوتاباتو، وهو أمريكي ويدعى فيليب سميث (PHILIP SMITH).
وتخصصه في الفلسفة، وكان الوقت ضيقاً جداً، ولكني فضلت أن أجتمع به قبل السفر، ونحن ذاهبون إلى المطار لأحاوره في ديانته والإسلام.
ولضيق الوقت طلبت منه أن يكتب اسمه بنفسه في دفتري وبعض المعلومات المختصرة ففعل.

رئيس القسس في كوتاباتو الفلبين 3/2/1410هـ ـ 3/9/1989م


رئيس القسس، وهو يكتب اسمه وتخصصه وعنوانه في دفتر الكاتب 3/2/1410هـ ـ 3/9/1989م


قلت له: ما دينك؟
قال: رومان كاثوليك.
قلت: من خالق الكون ومن هو المعبود؟
قال: خالق الكون الله، والمعبود هم الثلاثة.
قلت له: ما الدليل على التثليث؟
قال: موجود في الإنجيل أن عيسى قال هو والله وروح القدس الإله.
قلت له: عقول الناس يصعب عليها أن يكون ثلاثة في واحد تساوي واحد؟‍!
قال: لا يمكن شرح هذا، لأنه من الأمور الغيبية التي يجب التسليم بها.
قلت: ما سبب اختلاف الأناجيل والفئات المسيحية بعضهم يرى التثليث وبعضهم يرى أن الإله واحد فقط.
قال: هذه الجماعة - التي لا ترى التثليث - عددها قليل، ويبدو أنه دين خاص أو وطني!
قلت: وجدتهم في بلدان كثيرة في أوربا وغيرها يقولون بعدم التثليث.
قال: البروتستانت الأصل فيهم الإيمان بالتثليث وبعضهم لا يؤمن به.
قلت: إن اختلاف الأناجيل يوجب الشك فيها، وسمعت أنه يوجد إنجيل برنابا وهو يخالف الأناجيل الموجودة في أمور كثيرة، ويقال أن أصله في النمسا؟
قال: الكاثوليك عندهم إنجيل واحد، والإنجيل المخالف عند البروتستانت فيه نقص ولم يقبلوا ما عند الكاثوليك.
قلت: يقال: إن إنجيل الكاثوليك يختلف أيضاً؟
قال: يوجد اختلاف في أناجيل الكاثوليك، والسبب الترجمة أما الأصول فمعناها واحد.
قلت: هل يوجد في الإنجيل النص أو الإشارة على وجود أنبياء قبل عيسى أو بعده؟
قال: فيه أنه يوجد أنبياء قبله، أما بعده فلا يوجد رسول.
قلت: العقول لم تقر بعقيدة التثليث؟
قال: هذا شيء خارق للعادة وإن لم تؤمن به العقول.
قلت: هل كان عيسى في بطن أمه مريم؟
قال: نعم.
قلت: من وضعه في بطنها؟
قال: روح القدس هو الذي وضعه، وعيسى ابن الله.
قلت: لماذا لم تكن الأم إلها كما كان الأب إلها؟
قال: لأن أمه بشر فلا تكون إلها.
قلت: وعيسى؟.
قال: عيسى إله وهو بشر.
قلت: وأمه يمكن أن تكون إلها وهي بشر؟
قال: هذا أمر خارق للعادة.
قلت له: هل يرسل الإله إلها آخر؟
قال: نعم، هو إله، ولكنه تواضع وصار طفلاً حتى ينقذنا، ومريم ليست إلهاً، ولكنها سيدتنا أم الإله.
قلت: هل قتل عيسى فعلاً؟.
قال: نعم قتل وصلب.
قلت: كيف يقدر المخلوق أن يقتل الإله الرب؟
قال: رضي القتل والصلب لينقذنا.
قلت: أليس هو قادر أن ينقذنا بقدرته إذا كان إلهاً؟
قال: هو تحمل ورضي أن يقتله اليهود، ليغفر الذنب الذي عند البشر، ولا أدري لماذا لم يستعمل قدرته، وكان يمكن أن يمنعهم من قتله ويضغط عليهم ليؤمنوا به، ولكنه لا يريد أن يكره أحداً على ذلك، بل يريدهم أن يؤمنوا به بحريتهم.
وكان عيسى في الأرض وعندما قتل كان يحوم، وقابل بعض أصحابه ورفع إلى الجنة، وبعث روح القدس نيابة عنه.
وقال: إنهم يؤمنون بالإله الأب القادر على كل شيء خالق العالم أرسل ابنه لإنقاذ البشر وتحمل القتل.
وقال: إن عندهم نوتر دام (مدارس خاصة) يدرس فيها بعض المسلمين، ولا يكرهون على أن يكونوا نصارى ولا على دراسة العقيدة الكاثوليكية.
قلت: أيهما أقرب إلى العقل القول باله واحد أو القول بأن ثلاثة في واحد تساوي واحداً؟
قال: إله واحد.
قلت: العهد القديم فيه إله واحد أو ثلاثة؟
قال: فيه إله واحد ولذلك قتله اليهود وخالفوا التثليث.
قلت له: نحن نؤمن بكل الأنبياء فلماذا لا تؤمنون أنتم بمحمد؟
قال: لا يعرف أن الإنجيل ذكر رسالة محمد، ولهذا لم يؤمن به - ثم قال -: إنه يؤمن بأن محمداً نبي، ولكنه ليس عضواً في الكنيسة.
قلت: العهد القديم فيه إله واحد، وإنجيل البروتستانت فيه إله واحد، والقرآن فيه إله واحد، والعقل يقضي أن يكون الإله واحداً، والإنجيل كتب بعد عيسى بمدة طويلة، ألا يحتمل أن يكون دخلت فيه عقيدة التثليث من بعض الوثنيات؟
قال: بعد موت عيسى كتب الإنجيل، والذي كتبه بابا كبير يسمى: بيتر اجتمع مع القسس ورأوا أن الناس يفهمون آلهة كثيرة في الكون، فشرحوا لهم أن الإله ثلاثة وهو واحد.
قال: توجد مراجع تثبت قضية التثليث، وقد كتبت بعد موت عيسى بثلاثمائة سنة.
قلت: إذا كانت كتبت بعد ثلاثمائة سنة، معناه أن الذين كانوا مع عيسى قد ماتوا، والذين كتبوا ذلك متأخرون، ولا توجد نسخة أصلية للإنجيل، ألا يحتمل أن يكون الكُتَّاب قد أخطئوا أو كتبوا شيئاً هم يعتقدونه ونسبوه إلى الإنجيل؟
قال: الإنجيل كتب بعد موت عيسى بثلاثين سنة 60 من الميلاد.
وأول من كتبه مارك وكان ينقل من أصحاب عيسى، والذي كتب الإنجيل لم ير عيسى، ويمكن أن يحصل منه خطأ، لكن النقطة الأساسية وهي أن عيسى إله موجودة ويمكن أن يغلطوا، ولكن روح القدس ساعدهم حتى كتبوا الصحيح.
قلت: هل عقلك يسلم بهذه العقيدة بصرف النظر عن الإنجيل؟
قال: نعم.
قلت: ما معنى الإقرار بأن محمداً نبي، ولكنه ليس من أعضاء الكنيسة الإلهية؟
قال: النبي هو الذي يخبرنا بالمستقبل بوحي من الله وكل الأنبياء قبله كذلك.
قلت: إذاً محمد صلى الله عليه وسلم نبي أخبرنا بالمستقبل وجاءه وحي من الله؟
قال: نعم.
وانتهى الوقت فسارعنا إلى الفندق استعداد للذهاب إلى المطار.



السابق

الفهرس

التالي


16125563

عداد الصفحات العام

4178

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م