﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الربوع الطاهرات:

الربوع الطاهرات:
خرجت إلى شرفة الغرفة وهي تطل على البحر، ولم يكن عندي في هذا اليوم مواعيد، وتذكرت بلادي - أرض الحرمين - التي مضى لي على فراقها أكثر من ثلاثة شهور، وأنا مسافر في الغربة أنتقل من بلد إلى آخر، ومن مدينة إلى أخرى، ومن حارة إلى حارة.
وأخذت أقارن بين الجو في مكة والمدينة وطبيعة البلاد الصحراوية القاحلة ذات الحرارة المرتفعة، والجبال الجرداء والأرض الناشفة لقلة الأمطار، وبين هذه البلدان التي زرتها، وفيها الجو المعتدل والغابات الكثيفة التي تغطي عامة أرضها، والأنهار الجارية، والفواكه المتنوعة.
ثم رجعت إلى بلادي لأتذكر أنها أفضل أرض الله على الإطلاق، ففيها المسجد الحرام والمسجد النبوي، وبها بدأ نزول الوحي السماوي في غار حراء، وفي وهاد الحجاز ونجودها، وبها غزوات بدر وأحد والأحزاب وخيبر وحنين وتبوك، ومنها انطلقت جحافل الجيوش ومواكب الدعوة إلى الله، إلى أرض الله فاتحة قلوب أهلها بالعلم ولإيمان، ومعاقل الطغاة بالرمح وبالسنان، وهنا سجلت هذه المشاعر في هذه الأبيات:
[sh]
نأيت عن الجبال العاريات= وعن تلك الصحارى القاحلات
علت فيها رمال سافيات= أحاطت بالصخور المحرقات
إلى أرض بها روض ونهر= وفاكهة تلذ لكل آت
حباها ربها الباري جمالاً= وقد ضمت قصوراً شاهقات
تحيط بها بحار عاتيات= فتتحفها بسحب ممطرات
بها طلق الهواء يكاد يشفي= لجودته لديغ الناقعات
ترى ماذا جرى لغريب دارٍ= حوت نعم الإله السابغات
أطاب له المقام بأي أرضٍ= سوى تلك الربوع الطاهرات
بلاد قد أتى فيها رسول= بوحي الله أعلى المعجزات
فأحيا أمة كانت مواتاً= وكم أحيت هنالك من موات
وفيه الكعبة الغراء تعلو= على كل الحصون الشامخات
خليل الله شيدها امتثالاً= ليحظى بالعبادة كل آت
أتاها الأنبيا من كل فج= حجيجاً يبتغون الصالحات
بها عرف الخلائق أين ربعي= وإن كانوا بأقصى النائيات
فليس هناك من أرض سواها= إليها الناس تصمد بالصلاة
ثمار الأرض تأتيها جميعاً= وإن بعد المكان عن السعاة
وطيبة في بلادي وهي مأوى= رسول الله وقت المعضلات
وجبرائيل كان له رفيقاً= بطيبة في السنين الباقيات
فسل عنه قريظة بل وبدراً= وأحزاباً تولت هاربات
وفيها المسجد الثاني إليه= تشد الرحل من كل الجهات
كذلك مرقد المختار فيها= فطابت بالحياة وبالممات
وعاصمة الخلافة في علاها= ومنطلق الجيوش الفاتحات
وطينتها تروت من قديم= دم الشهداء أبطال الغزاة
أأرغب عن بلادي وهي أغلى= بلاد في جميع الكائنات
فلا والله لا يحلو مقام= بغيرك يا بلاد المكرمات
ورحلاتي وإن طالب بريد= بهديك للقلوب الظامئات
وأرجو الله أن أبقى نزيلاً= بأرضك ما حييت إلى الممات
وأن ألقى إلهي وهو راض= بأعمالي ويغفر سيئاتي
[/sh]




السابق

الفهرس

التالي


16125604

عداد الصفحات العام

4219

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م