﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


رفيق السفر:

رفيق السفر:
وفي هذا العام عندما اتصل بي بعض الإخوة في شؤون الدعوة بالجامعة الإسلامية، وسألوني عن البلدان التي أحب السفر إليها، فأخبرتهم أن رغبتي في السفر إلى شرق آسيا: اليابان وكوريا، وكنت أطمع في أن أكون رفيقاً لفضيلة الشيخ عمر محمد فلاتة الذي حظيت بمرافقته سنتين: السنة الأولى سنة 1404هـ إلى كل من أستراليا ونيوزيلندا وسيريلانكا، والسنة الثانية سنة 1405هـ إلى كل من كندا والولايات المتحدة الأمريكية وأسبانيا والمغرب. وقد سعدت بالسفر معه لرجاحة عقله ورزانته، وجميل أخلاقه، وحسن معاملته وإيثاره رفيقه على نفسه. [1]
[/sh]
ولكن أراد الله لظروف رأتها الجامعة الإسلامية، تتعلق بتحسين أحوال الدعاة، أن يرافق كلَّ عضو من أعضاء هيئة التدريس، أحد المحاضرين أو المعيدين، من أجل التدرب على الدعوة واستفادة اللاحق من خبرات السابق، فكان من نصيبي مرافقة أخينا الكريم، الشيخ محمد باكريم باعبد الله، وقد كنت عرفته منذ أن كان طالباً في المعهد الثانوي، عندما كنت أُدَرسّ فيه بعض المواد ومنها مادة التفسير، فعرفته من الطلبة المجتهدين المؤدبين، ولكنى عرفته وأنا أستاذ، وهو أمامي طالب في قاعة الدرس، ولم أعرفه زميلاً مسافراً أو مشاركاً لي في عمل، ولكني كنت حسن الظن به، لما أتوسم فيه من الهدوء والخلق الطيب، وقد كان والحمد لله من خيرة من رافقتهم في الأسفار، ونصيبي كله بحمد الله طيب، ما رافقت أحداً إلا رجعت وأنا أحبه أكثر مما كنت أحبه من قبل، وهذا من فضل الله عليّ، فإن المسافر الذي يترك أهله وأولاده وما ألف من عادات في منزله وأعمال ونوم وقيام وطعام، في أوقات محددة، فيفارق بسفره الأهل والأولاد، ويضطرب وقته في النوم والطعام والشراب والعمل، وتختلف عليه الأجواء والعادات، هذا المسافر إذا كان رفيقه منافراً له في عاداته وأخلاقه، إن ابتسم قطب رفيقه وجهه، وان رغب في شيء رغب رفيقه في سواه، فله الويل من السفر الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: إنه قطعة من عذاب، ومن الرفيق الذي يُضَيِّق عليه الدنيا مع سعتها.
أما إذا وجد رفيقاً مناسباً له في أغلب أخلاقه، يبادله الخلق الطيب بمثله، ويضحكه إذا رآه متكدر الخاطر بالمزاح المباح والابتسام اللطيف، يحاول أن يعرف رغبته فيسبقه إلى ذلك، وإن لم يكن في الأصل راغباً في ذلك الشيء، فتأتلف النفوس ويتعاون رفيقا السفر على قطع الزمن بعمل الخير وقوله والحث عليه، فإن هذا المسافر لا يشعر إلا بالقليل من الحنين إلى الأهل والوطن، وهذا ما ظفرت به من رفقاء السفر والحمد لله، ومنهم الأخ الكريم محمد با عبد الله الذي افترقنا أنا وهو في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة بعد العودة من السفر، وكل منا يشعر بمرارة الفراق، مع أنا نلتقي بحمد الله في الجامعة الإسلامية التي جمعنا العمل فيها، فالحمد لله رب العالمين.
وقد قلت في جوهرة الإسلام عن رفيق السفر، بعنوان: "الأسفار تظهر الخلق الأصيل":
[sh]
ولرفيقي في السفر= مِنِّيَ بِشْرٌ يُنتظر
والصبر والإيثار= لا سيما الكبار
والغيظ سوف أكظم= وبارتياح أخدم
والخلق الأصيل في= أسفارنا لا يختفي
لا سيما في الحج أو= جهاد كفار طغوا
[/sh]
ولست أصف نفسي في هذه الأبيات من الجوهرة، وإنما أتحدث على لسان الأطفال والشباب، كما هو واضح من مقدمة هذه الأرجوزة، التي قلت في مطلعها:
[sh]
وبعد فالأطفال= همُ غداً رجال
منهم يكون القادة= والحكما والسادة
[/sh]
تابع الأخ محمد باكريم باعبد الله معاملات السفر، من قطع تذاكر السفر والحجز وتأشيرات الدول التي سنمر بها أو نزورها، حتى أنهي كل إجراءاتها، بعد صدور قرار الانتداب من معالي رئيس الجامعة الإسلامية. [الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وكان رقم قراره لانتدابي (578) بتاريخ 19/9/1406هـ].
1 - لقد توفي رحمه الله ورثيته بقصيدة بتاريخ 3/12/1419هـ 20/3/1999م عنوانها: جل المصاب، مطلعها: أفنيت عمرك في الخيرات يا عمر= ولم تزل ساعياً حتى أتى القدر
2 - الدكتور عبد الله بن صالح العبيد، وكان رقم قراره لانتدابي (578) بتاريخ 19/9/1406هـ



السابق

الفهرس

التالي


16125190

عداد الصفحات العام

3805

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م