﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


وما ذا تريد الحكومة؟

وما ذا تريد الحكومة؟
قلت: فما الذي تريد أن تمنحه الحكومة للمسلمين في الحكم الذاتي؟
فقال: اتفقت الحكومة والمجاهدون في طرابلس أن تتولى الحكومة ثلاثة أمور فقط، وهي:
1- الدفاع والجيش.
2- الشؤون الخارجية.
3- الشؤون المالية.
وبقية الأمور يديرها المسلمون في بلادهم. [1].
ولكن الحكومة الآن تريد أن تسيطر على كل شيء، والحكم الذاتي بحسب ما تريده الحكومة صوري وليس حقيقة وذلك أن الحكومة تريد أن تتولى في بلاد المسلمين ما يأتي:
1- تريد الحكومة أن يُثَّبتَ في وثيقة الحكم أنه إذا حصل خلاف بينها وبين المسلمين (بين الشريعة والقانون) أن يطبق القانون الفلبيني، وهذا البند أخطر بند يقف ضده المسلمون، لأنه يجعل القرآن والسنة تحت هيمنة القانون.
2- وتريد أن تتولى بعض الشؤون الصحية المهمة، ومنها التطعيم للداخل والخارج، وهدفها من ذلك منع من تريد منعه من الخروج.
3- وتريد أن تتولى شؤون البريد، لتسيطر على الرسائل والمراسلات وتقطع الصلة بين المسلمين في الفلبين وإخوانهم في الخارج.
4- وتريد أن تتولى شؤون الجمارك، وهذا يمكنها من معرفة كل ما يأتي من بلدان المسلمين في الخارج إلى المسلمين في الفلبين، فتقف ضد أي شيء لا تريد وصوله إلى المسلمين.
5- وتريد أن تتولى شؤون الجوازات والإقامة والهجرة، والخطر في ذلك أن الحكومة تستطيع أن تأذن لمن تشاء في دخول بلاد المسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم، وتمنع من تريد عدم دخوله من المسلمين.
6- وتريد الحكومة أن تتولى شؤون الموظفين وترقياتهم وتقويم تقاريرهم، وبهذا تستطيع الوقوف ضد ترقية من لا ترغب في ترقيته.
7- وتريد أن تتولى شؤون تراخيص البناء والإنشاءات التعميرية، كالمدارس والمساجد وغيرها من المباني، وهذا يمكنها من تأخير مشاريع المسلمين أو منعها.
8- وتريد أن تتولى الإشراف على الانتخابات، وذلك يمكنها من اتخاذ الوسائل التي تحول بين المسلمين والفوز في الانتخابات.
9- وتريد الإشراف على التجارة الخارجية، لتمنع المسلمين من تصريف شؤونهم التجارية والاقتصادية، وتسيطر هي على تدبير التجارة والاقتصاد.
10- تريد الإشراف على شؤون المواصلات البرية والبحرية والجوية، بحيث تتحكم في أسفار المسلمين في الداخل والخارج، وفي دخول المسلمين من الخارج إلى بلاد المسلمين في الفلبين.
11- تريد السيطرة على التراخيص، مثل طبع الكتب وغيرها لتمنع ما تريد منعه.
هذه الأمور تريد الحكومة أن تسيطر عليها، ولكنها تخفيها عن المسلمين، وقد وضحت كلها في هذا الكتاب.
قلت: هل علم المسلمون في الخارج بهذه الأمور التي تضمنها هذا الكتاب؟ مثل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي وغيرهما؟
قال: السفراء المسلمون الموجودون في الفلبين تسلموا هذا الكتاب، والمفروض أن يبلغوه لحكوماتهم.
قلت: هل يوجد نشاط إعلامي لكم في الخارج؟
قال: نشر هذا في مجلة تسمى الأُخُوَّة باللغة الجاوية ويراد بعثها للخارج، ولكن المشكلة في التمويل.
والدستور الذي أعلنته الحكومة أرادت أن يطبقه المسلمون بالقوة، وتدعي أنها تريد أن يستفتى فيه المسلمون، وهذا الاستفتاء هو مجرد خداع وتزييف، ووراءه في حقيقة الأمر القوة والمال.
قلت: ماذا تتوقعون لتطبيق هذا الدستور؟
قال: يتوقع أن تطبق الحكومة هذا المشروع بقوة، وأن تحصل بسبب ذلك مشكلات كثيرة، من أهمها النزاع بين المسلمين، وبذلك تظهر صورة سيئة للمسلمين عند إخوانهم في الخارج بسبب هذا الخلاف، وهذا ما تريده الحكومة.
قلت: ألا ترون أن أخذ بعض المصالح من الحكومة والاتفاق معها عليها، وترك ما فيه ضرر على المسلمين معلقاً بدون اتفاق أولى من المطالبة بكل شيء وهو قد لا يتيسر الآن؟
قالوا: الحكومة اختارت 53 شخصاً لكتابة ما يريده المسلمون، ولما كشف الثلاثة (الذين كتبوا الكتاب) خداعها أخرجتهم الحكومة من اللجنة، لأنها لا تريد ذلك يظهر للمسلمين.
أما ما يتعلق باختيار المسلمين ما فيه مصلحة وتعليق ما فيه مفسدة، فهو غير ممكن، لأن الحكومة تستفتي في كل ما تريد بنعم أو لا بدون تفصيل.
قلت: ما موقف عامة المسلمين من هذا الاستفتاء؟
قال: الجمهور إذا لم يعرفوا الخداع، قد يظنون أن ذلك في مصلحتهم وقد يجيبون بنعم. ولا توجد نوعية جيدة فاهمة كافية للرفض، والكتاب لم يطبع إلا قريباً، وعدد نسخه ألفا نسخة فقط، وخرج قبل ثلاثة أسابيع.
قلت: يمكن أن تكون توعية الجماهير في المساجد والمدارس وأماكن التجمعات.
قال: التوعية بهذه الصفة غير موجودة، ولم يبق إلا شهران فقط على موعد الاستفتاء، ولا يمكن أن تؤخره الحكومة، لأن الإسراع به من مصلحتها.
وهذا الكتاب ممنوع نشره في الشعب، ونحن الثلاثة مطلوبون من الحكومة.
قلت: هل يوجد خلاف بين المسلمين وما سببه؟
قال: الخلاف الموجود هو خلاف رأي، وكلهم يريدون الحكم الذاتي، ولكنهم يختلفون في الأسلوب، فمنهم من يرى التدرج، ومنهم من يرى التطبيق الكامل، ومنهم من يرى تفويض ذلك للحكومة، بحسب وعيهم للنتائج المترتبة على آرائهم، وتمنى الإخوة لو ترجم هذا الكتاب إلى لغات المسلمين.
وذكر الإخوة أنهم مطاردون، وأنهم الآن لا يخرجون من منازلهم إلا وهم مختفون للضرورة.
وذكروا أن الحكومة أنفقت أكثر من عشرين مليون بيسو للترويج وللموافقة على مشروعها، ولم تسمح للمسلمين بالدعاية لآرائهم إلا خلال خمسة وأربعين يوماً قبل الاستفتاء.
هذا وفي ختام اللقاء أوصيت الإخوة بتقوى الله والإخلاص في العمل ومواصلة توعية المسلمين بحقوقهم والمخاطر التي تدبرها لهم الحكومة الصليبية، وأن يتوكلوا على الله ويصبروا على الابتلاء، وقلت لهم: إن العاقبة ستكون للمسلمين بإذن الله.
وارتاحوا كثيراً لهذه الكلمة وخرجوا مسرورون.
وقالوا: إنهم ازدادوا بهذا اللقاء حماساً وتصميماً على العمل.
1 - سيأتي النص الكامل للاتفاقية في الصفحات القادمة



السابق

الفهرس

التالي


16125197

عداد الصفحات العام

3812

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م