﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


شكوى وحرقة:

شكوى وحرقة:
ثم قلت لهم: لقد تكررت شكوى المسلمين السود من موقف المسلمين منهم: يشكون من عدم الاجتهاد في دعوة من لم يدخل في الإسلام، ويشكون من عدم الاهتمام بمن دخل في الإسلام، ويشكون من عدم إعانة المسلمين للدعاة منهم... وإذا استمر موقفكم هذا منهم فسيُحدث في نفوسهم حقداً عليكم وستكون عواقبه سيئة جداً.
قالوا: نحن نحاول الاتصال بالسود ونعطيهم منحاً دراسية، ولكن إمكاناتنا محدودة.
قلت لهم: الأمر أعظم من أن تقوم به مؤسسة واحدة، الواجب أن يجتمع زعماء هذه الجمعيات ليتدارسوا الأمر بجد، ويخططوا لهذه الوظيفة الخطيرة، فيضعوا لها أهدافاً قريبة الأمد، وأخرى متوسطة، وثالثة بعيدة، ويضعوا لكل هدف وسائله ويتفقوا على التعاون الصادق فيما بينهم للقيام بهذا الأمر.
قالوا: وجدت محاولات واجتماعات بين الجمعيات الإسلامية، ولكنها كانت تنتهي بالفشل، فهل توجد طريقة تأتي من الخارج يمكن أن تجمع المسلمين؟
قلت: إذا لم يكن عند زعماء الجمعيات الإسلامية في الداخل استعداد للتعاون على تحقيق مصالح المسلمين، بصرف النظر عن المصالح الشخصية للزعماء التي قد يرونها تتعرض لشيء من النقص، فإن أي حل يأتي من الداخل أو من الخارج، سيبوء بالفشل، ولا بد أن أصارحكم بأن غالب مشكلات المسلمين من أهم أسبابها حرص زعمائهم على مصالحهم الشخصية وتقديمها على المصالح العامة للإسلام، فليخلص الزعماء لربهم ويفكروا في مصالح الإسلام، ويقدموها على المصالح الشخصية المتوهمة، وإذا حصل هذا فسوف تثمر اجتماعات الجمعيات الإسلامية ما يحقق مصالحها.
وسألوني عن اختلاف الجمعيات الإسلامية في عيد الأضحى هنا، بعضهم يتبع توقيت مكة المكرمة، الذي يؤدي عليه الحجاج من كل أنحاء العالم فريضة الحج وطواف الإفاضة ورمي الجمرات، وبعضهم يشذ ويصر على أنه لا بد من رؤية الهلال ولا يعتبر ما ثبت في مكة؟
قلت: لا شك أن ثبوت رؤية الهلال في المملكة العربية السعودية هو ثبوت شرعي ينبغي أن يأخذ به المسلمون في الأقاليم المجاورة لها، ولو أخذ به كل المسلمين، لكان أولى، ولكن العلماء اختلفوا من قديم الزمان في البلدان المختلفة المطالع، فرأى بعضهم أن رؤية الهلال في بلد يثبت به حكم الصيام والعيد في أي بلد يشترك معه في جزء من الليل، بعد عنه أو قرب، وبعضهم رأى أن البلدان تختلف باختلاف المطالع، فلا يثبت حكم الصوم ولا العيد في بلد برؤية الهلال في بلد يختلف فيه مطلع الهلال، وهذا حصل في عهد الصحابة بالنسبة للشام والحجاز.
وبناء على هذا فالمسالة اجتهادية، والذي أراه أن اجتماع كلمة المسلمين واحتفالهم بالعيد في يوم واحد - سواء وافق ثبوت الهلال في مكة أو خالفه - أولى من التفرق والاختلاف، بحيث يصلي العيد بعضهم اليوم وبعضهم غداً، لما في ذلك من التنازع المؤدي إلى الفشل، ولما يحدثه في نفوس غير المسلمين من نفور من الإسلام جملة ... وحصل نقاش طويل في هذا الأمر، وكان الذي يناقش ويشتد في مخالفة رأيي رجلاً ليس من أهل العلم، فقلت له: أفضل أن تسكت أنت ويحاورني أحد العلماء الحاضرين، لأن غير العالم لا حق له في فتوى ولا في مجادلة علماء ...
وسألني بعضهم قائلاً: إن كثيراً من العلماء يكررون كلمة: "الجهاد" وعدد العرب أكثر بكثير من عدد اليهود، فضلاً عن عدد المسلمين، وقد مضى على قضية المسلمين خمسون سنة، وإلى الآن لم يحرروا القدس، وقد مل الناس من تكرار كلمة الجهاد وكلمة: "إن شاء الله"..
قلت له: المصطلحات الإسلامية يجب فهمها على حقيقتها، ومنها هذه الكلمة: "الجهاد في سبيل الله" وهو مصدر للفعل "جاهد" والفعل لا يقوم بذاته وإنما يقوم بفاعله، فإذا قام الفاعل بالفعل تحقق الفعل، وإن لم يقم الفاعل بالفعل لم يتحقق، فقد كلف الله تعالى المسلمين بالجهاد في سبيله، فلما قاموا به في العصور الإسلامية السابقة ارتفعت راية الإسلام ونال المسلمون عزتهم، وقد احتل النصارى الصليبيون بلاد المسلمين في الشرق، وبقي المسجد الأقصى أسيراً بأيديهم مائتي عام، حتى كاد المسلمون ييئسون من طرد عدوهم، وعندما قاد المسلمين "صلاح الدين الأيوبي" وجاهد بهم المعتدين حرر البلاد الإسلامية منهم في فترة قصيرة، وما من عصر رفع فيه المسلمون راية الإسلام في وجوه عدوهم إلا نالوا النصر، ودليله في هذا العصر الجهاد الأفغاني الذي جعل الاتحاد السوفييتي ـ وهو دولة عظمى ذات قوة عسكرية ضاربة ـ يخرج من أفغانستان يجر أذيال الهزيمة. [1].
والعبرة ليست بكثرة عدد المسلمين وحده ـ وإن كان العدد مطلوباً وله مكانته في الإسلام - وإنما العبرة بإخلاص المسلمين وقوة إيمانهم، وإعدادهم العدة التي كلفهم الله إياها، والنصر الذي وعده الله عباده المؤمنين إنما وعد به المؤمنين الصادقين الذين يتوكلون عليه ويتعاطون الأسباب التي أمرهم بها، ولم يَعِد الله بالنصر مدعي الإيمان الموتى الذين يدعون الإيمان بألسنتهم ويخالفون دعواهم بقلوبهم وأعمالهم.
ونحن عندما نقول: سننتصر على اليهود (إن شاء الله) نقولها عن اعتقاد جازم أن هذا الضعف الذي أصيب به المسلمون اليوم لا بد أن يتغير، وأن يقوى إيمانهم، وتجتمع كلمتهم على الحق، ويقوموا بأمر الله لهم بالجهاد، وعندئذ يتنزل نصر الله عليهم، ونعتمد في هذا على ثلاثة أمور:
الأمر الأول: النصوص العامة الواردة في القرآن والسنة بنصر الله تعالى من نصره.
الأمر الثاني: ما ورد من بشرى عن الرسول صلى الله عليه وسلم، من أن المسلمين سيقاتلون اليهود وينتصرون عليهم.
الأمر الثالث: ما علم من تاريخ الأمة الإسلامية أنها تمرض ولا تموت، وأنها تغفو ولا تنام، وتستعيد صحتها وقوتها وصحوتها، وتنتفض انتفاضة تسترد بها حقوقها، وتلقن أعداءها دروساً تفقدهم كبرياءهم وتحرمهم ثمار عدوانهم، وفي التاريخ دروس وعبر.
1 - وإن كان المسلمون قد أصيبوا بصدمة شديدة بالصراع الذي حصل بين قادة المجاهدين، أياً كانت أسباب هذا الصراع، وكان ذلك سبباً في تنصيب الصليبيين الجدد عملاءهم على البلاد بعد احتلالها والعدوان عليها



السابق

الفهرس

التالي


15982891

عداد الصفحات العام

1067

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م