﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


إمهال لا إهمال!

إمهال لا إهمال!
لقد كان البيض يعاملون السود ـ وغيرهم ـ وهم أهل البلاد معاملة لا يعاملون بها أحقر الحيوانات.
إنهم يربون الكلاب في منازلهم ومكاتبهم، ويعدون لها الملابس ويمهدون لها أماكن نومها، ويحضرون لها الطعام الخاص، وينظفون أجسامها، ويمشطون شعورها، ويحتضنونها، وقد تبيت معهم على سررهم، ويمنحونها الأغطية والمدافئ التي تقيها من البرد.
وتأبى نفوسهم بل تتقزز أن يجاورهم "الإنسان الأسود" في السكن أو في المركب أو في الدكان أو في المدرسة، بل في الكنيسة التي [1] بل في المقبرة التي تبلى فيها الأجساد وترم!
كان البيض يستخدمون السود في الأعمال الحقيرة ـ ولا زالوا ـ ويستأثرون عليهم بخيرات بلادهم ـ ولا زالوا ـ ولكنهم ـ البيض ـ تركوا الآن كثيراً من أحيائهم ومساكنهم ومعارضهم التجارية، وقصورهم الشاهقة، وفنادقهم الممتازة، وانتقلوا إلى ضواحي المدن هرباً من اعتداء مَن كانوا يهينونهم عليهم، ينشدون الأمن والرعب يهز قلوبهم هزاً.
وأصبح السود - الذين حال البيض بينهم وبين العلم الرقي والتقدم ـ يصولون ويجولون في الأحياء البيضاء التي كانت محرمة عليهم، كما أصبح ساستهم يحكمون بلادهم، بعد أن استعبدهم البيض أكثر من ثلاثة قرون.
ولولا أن هيأ الله للبيض الرجل "الأسود" العاقل الرزين "مانديلا" الذي ذاق في سجونهم ومعتقلاتهم الذل والهوان طول حياته، فعفا عنهم وصفح وحث أبناء بلده على العفو والصفح، لولا ذلك لأكل السود قلوب البيض وأكبادهم، ولم يتركوا لهم مالاً ولا عرضاً، ولأجلوهم من بلادهم فخرجوا منها صاغرين.
وفي هذا عبرة وعظة للطغاة الظالمين الذين إذا تولوا في الأرض تكبروا وأهلكوا الحرث والنسل، وأخذتهم العزة بالإثم، فإن الله تعالى يمهل ولكنه لا يهمل، وإنه ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته.
1 - التي يزعمون أنها مكان عبادة لله!



السابق

الفهرس

التالي


15983276

عداد الصفحات العام

1452

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م