﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


خطر بدل الغلط في الأفعال!

خطر بدل الغلط في الأفعال!
بعد يوم طويل من العمل خارج الفندق، وإرهاق شديد من صباح اليوم إلى مسائه، والرغبة الشديدة في الراحة من التعب، رجعنا إلى الفندق، وكنت طلبت نقلي من الطابق الثاني إلى الخامس، لأتمتع بالمناظر من علِ، وقد قلت مرة في مناسبة قديمة في منظومة "جوهرة الإسلام":
[sh]
فالكون فوق العالي= أوسع في المجالِ
[/sh]
وعندما رأتني موظفة الاستقبال قالت: قد هيأنا لك الغرفة (511) في الطابق الخامس، وهذا الفَرّاش يرافقك لنقل أمتعتك من غرفة (216) إلى غرفتك الجديدة، وكان الأخ إبراهيم سلو لا زال معي جزاه الله خيراً.
وصعد معنا الفراش ماشياً أمامنا ونحن نتبعه، وحاول فتح باب الغرفة بالبطاقة، فلم يفتح، ونزل ـ ونحن واقفان أمام الغرفة ـ إلى موظفي الاستقبال شاكياً البطاقة التي لم يستجب الباب لفتحها.
والظاهر أنهم أعطوه بطاقة قادرة على فتح أي غرفة وهو ما يطلق عليه بعض الناس "مفتاح حرامي!" وهو عند الإنجليز "ماستر" فجاء وفتح الغرفة، وكانت مفاجأة مفجعة! لم نجد في الغرفة أي أثر لأمتعتي، لا حقائب ولا غيرها، وأسرعت إلى صندوق الأمانات الموجود في دولاب الغرفة ـ وفيه كل مستلزمات سفري ـ الجواز والتذاكر والشيكات والنقود، والكمبيوتر ... فوجدت الصندوق مفتوحاً وهو خال يباب، ففزعت فزعاً شديداً، وسألنا الفراش ما هذا؟ فقال: لا أدري!
واتصل الأخ إبراهيم بموظفي الاستقبال، وسألهم أين أمتعة الضيف، لم نجدها في الغرفة؟! ففزعوا هم أيضاً، ولكنهم حاولوا أن يطمئنونا قائلين: لعل متاعكم حفظ في المخزن!
وتأخروا في رد الجواب، وصعدنا إلى الغرفة الجديدة لاحتمال أن يكونوا قد تجرءوا ونقلوا الأمتعة إليها، فلم نجد فيها شيئاً، فقلت للأخ إبراهيم: ألا ترى أنه يجب استدعاء الشرطة بسرعة؟ ليس من العادة ولا نظام الفنادق العالمي أن يدخل موظفو الفندق ويأخذوا أمتعة الضيوف بدون حضورهم أو إذنهم، وبخاصة صندوق الأمانات الذي يوجد فيه عدة السفر المهمة، وهو مقفل بستة أرقام سرية. وأنا لا أشك في أن أمتعتي سرقت.
وبعد ربع ساعة ـ تقريباً ـ جاء الفراش مبدياً أسفه واعتذاره والخجل بادٍ على وجهه، قائلاً: صُرِي ـ آسف ـ أنا أخطأت الغرفة التي فتحتها ليست غرفتكم!
لقد هدأت أعصابي ونظرت إلى الأخ إبراهيم مبتسماً ابتسامة تعجب وسرور، وقلت له: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)) والحمد لله لقد صبرنا عن استدعاء الشرطة، وإن كان الجزع قد أخذ مني كل مأخذ!
ثم نزلنا إلى غرفة (216) وفتح الباب، فإذا كل شيء في مكانه.
عندئذ قلت للأخ إبراهيم: قل لهذا الرجل "الفراش": لا حرج فيما حصل، والإنسان معرض للخطأ، وبدأت أشفق عليه من تأنيب الموظفين له، أو عقابه، ثم ذكرت قول ابن مالك في القاعدة النحوية في باب البدل:
[sh]
وذا للاضراب أعز إن قصدا صحب= ودون قصد غلط به سلب
[/sh]
ولكن غلط القاعدة النحوية يسير ومباح، أما الغلط في الفعل كفتح غرفة فارغة بدلاً من غرفة مليئة، فما أخطره وأشقه على النفس!
وقد يقال: إذا كان الفراش قد غلط في الغرفة، فكيف يغلط صاحب الغرفة ولا ينتبه لرقم غرفته، والجواب من ثلاثة أوجه:
الوجه الأول: أن الممرات متشابهة، وعندما يكون النزيل وحده يخرج من المصعد ويتأمل في أرقام غرف الممر ليذهب إلى الممر الذي فيه غرفته، أما في مثل حالتي فكنت أتبع الفراش وأنا موقن أنه لا يذهب إلا إلى غرفتي فتبعته أنا ورفيقي دون تأمل.
الوجه الثاني: أنه بعد فتح الغرفة وما حصل من عدم وجود الأمتعة فيها أصبت بصدمة لم أفكر بعدها بغلط أو عدمه حتى أنظر إلى رقم الغرفة.
الوجه الثالث: قرينة قول الموظفين: احتمال وضع الأمتعة في المخزن.
وعلى كل حال فقد حمدت الله على سلامة أمتعتي، وهكذا الأسفار لا بد فيها من المنغصات أكثر من الإقامة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم في السفر: ((السفر قطعة من عذاب، يمنع أحدكم طعامه وشرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليعد إلى أهله)).



السابق

الفهرس

التالي


15982942

عداد الصفحات العام

1118

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م