﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


لكل لقمة آكل:

لكل لقمة آكل:
كان الأخ خالد على موعد مع عدد من اليابانيين غير المسلمين لنجتمع بهم في المركز الإسلامي في توكوشيما، ليسمعوا منا شيئاً عن مبادئ الإسلام، فذهبنا إلى المركز حيث كنا هناك في الساعة الثانية ظهراً، وكان اليابانيون في انتظارنا، وكان عددهم يقارب خمسة عشر، وكلهم مثقفون، منهم بعض الأطباء، وقد عرفهم بنا الأستاذ خالد كيبا، ثم استمعوا المحاضرة لمدة تزيد عن الساعتين.
وكانت هي النقاط التي أعددتها لمحافظ ناروتو، الذي لم أتمكن من شرحها له كلها لضيق الوقت.
وسبب طول المحاضرة أنها كانت تترجم من اللغة العربية إلى اللغة الإنجليزية، ثم من اللغة الإنجليزية إلى اللغة اليابانية، وكان الحاضرون يصغون بإمعان شديد ويسجلون في مذكراتهم كل ما يفهمون، وهم رجال ونساء، وبدا لي من وجوههم أن بعضهم كان أكثر تأثراً من بعض، وكنت أتوسم في إحدى الحاضرات وهي متقدمة في السن قد يكون عمرها أكثر من خمسين سنة أن تكون أكثر تأثراً من غيرها، وقد أهدتنا بعد انتهاء المحاضرة قطعتي قماش للذكرى، وأظهرت احترامها لنا.
ثم علق الأخ محمد باكريم على المحاضرة قائلاً: إن عليكم أن تقارنوا بعد أن سمعتم هذه المعاني عن الإسلام بين الأديان الموجودة في الأرض وبين دين الإسلام، وتختاروا ما تدلكم عقولكم أنه حق، مع التجرد التام عن التعصب حتى تخلصوا أنفسكم من عذاب الله.
ثم فتح الباب للنقاش والأسئلة، ويبدو أنهم لم تبق عندهم شبهة، لأن كل شبهة سمعنا عنها، حاولت التعرض لما يدحضها بصفة عامة في المحاضرة، إلا أن أحدهم وهو طبيب أبدى شبهة واهية، وهى أن الأرواح تنتقل من بعض الناس إلى بعض، بدليل أنا نرى بعض الفقراء يمسون فقراء ويصبحون أغنياء والعكس، ومعنى ذلك أن روح الغنى تنتقل إلى الفقير فيكون غنياً، وروح الفقير تنتقل إلى الغنى فيكون فقيراً، وأجيب بأنها خرافه لا يدل عليها عقل ولا دين سليم، فسكت الجميع وشكر كل منا الآخر وودعونا وذهبوا.
ولعلنا قد أقمنا عليهم الحجة ببيان معنى الإسلام، وأنه هو الدين الوحيد الذي بقى على الأرض صحيحاً، وأنه عالمي يجب على كل من سمع عنه أن يؤمن به ويعمل به.
وقد أراد الله أن تكون هذه المعاني التي أعدت ـ أصلاً ـ لمحافظ ناروتو لهؤلاء الناس، كما يقال في المثل: لكل لقمة آكل، وعسى أن يهديهم الله صراطه المستقيم.
ويبدو أن الأخ خالد مؤثر فيهم بسلوكه الحسن وأخلاقه ومعرفتهم أنه يحب لهم الخير، ولذلك يحرصون أن يستمعوا إلى كل شئ عن الإسلام، لأنهم يرون خالداً صامداً على الإسلام متحمساً له، مع اتصافه بصفات حميدة يندر وجودها في غيره.
ودار النقاش بعد ذلك بيننا وبين الأخ خالد كيبا عن خطتنا لصباح غد الخميس، ولم نصل إلى نتيجة، هل نذهب إلى هيروشيما غداً أو بعد غد؟ فأجلنا الموضوع واتفقنا على أن نعود إلى فندق ناروتو الواقع على هضبة مرتفعة، تحيط به الغابات على هضاب مماثلة، وهو يشرف على جزء من المحيط الهادي الذي تقع في وسطه جزر من الهضاب المكسوة بالغابات أيضاً، وبقربه جسر ناروتو الذي تقدم ذكره، وليس بجواره مساكن ولا طرق تكثر بها السيارات، فهو يمتاز بالهدوء والمناظر الجميلة التي يكون شكلها العام منظراً عاماً جميلاً بديعاً يغرى بالبقاء فيه مدة أطول، ولكن مهمتنا كانت تقتضي الترحال محاولة لتحقيق الهدف الذي سافرنا من أجله، نسأل الله تحقيقه والإخلاص فيه والإثابة عليه.
ولقد رجعنا إلى الفندق في وقت بدأ فيه جلباب الليل يغطي ما حوله، وكان ذلك من فضل الله علينا، لأننا كنا مجهدين من السبح في نهار طويل لم نتمكن فيه من الراحة، فأخلدنا إلى النوم، بعد تناول ما نحتاج إليه من الطعام الذي زودنا به الأخ خالد، ولو كنا رجعنا والشمس حية مرتفعة، لما استطعنا إغماض أعيننا بسهولة للتمتع بجمال المناظر المحيطة بنا.



السابق

الفهرس

التالي


15979285

عداد الصفحات العام

1500

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م