﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


العمل الجماعي وثمرته:

العمل الجماعي وثمرته:
عندما يؤدي كل واحد في الشعب واجبه المنوط به مع علمه به وخبرته وأمانته، تتجمع تلك الأعمال وتكون ثمرتها مفيدة تعود على الأمة بالقوة وعلى البلاد بالبناء والإعمار، يكون ذلك شبيهاً بالغيث الذي ينزل على رؤوس الجبال المتفرقة، مكوناً سيولاً تندفع في شعاب عدة، ثم تتجمع سيول تلك الجبال كلها في واد واحد، فإنه يكون سيلاً جارفاً قوياً.
وقد يدهش المرء لقوة ذلك السيل، إذا لم يتذكر أنه قد تجمع من قمم جبال متعددة وبتجمعه صارت له تلك القوة.
وهكذا يدهش المرء عندما يرى بناء اليابان القوي ويربط ذلك البناء بالمدة القصيرة التي تم فيها ذلك البناء، ولكن ذلك الدهش يذهب عندما يعلم أن اليابانيين تحركوا بجد في بناء بلادهم تحركاً جماعياً، كقطع في آلة واحدة لا تكف عن الحركة.
وقد استغلوا كل طاقاتهم البشرية، ومن ذلك المرأة فقد استغلوها في مكانها المناسب عندهم لعاداتهم وتقاليدهم، استغلوها في المكتب وفي كل الأعمال التي يبدو أنها قادرة عليها، كالمستشفيات والمدارس والمطاعم وغيرها، ولا ضير عندهم في استعمال المرأة في هذه الأماكن، والرجال يستعملونهم في المصانع ونحوها من الأعمال المحتاجة إليهم أكثر من المرأة.
وعندنا دعاة في بلاد المسلمين يدعون إلى استغلال المرأة، ويرون ضرورة خروجها للعمل كالرجل، وهم لا يفرقون في الغالب بين مكان وآخر، وذلك يؤدي ـ بقصد أو بدون قصد ـ إلى زيادة الفساد في بلدان المسلمين باختلاط الرجل بالمرأة.
وأنا أرى أن المسلمين يمكن أن يستغلوا المرأة القادرة على العمل في أماكن نحن في أمس الحاجة، إليها دون أن نعرضها للاختلاط بالرجل في أي مكان، إلا في النادر الضروري الذي لا مفر منه.
ومجالات عمل المرأة الذي نحتاج إليه كثيرة، من ذلك ما طبق في المملكة العربية السعودية من استقلال مدارس الفتيات من الروضة إلى الجامعة، فقد نجحت في ذلك أيما نجاح، وتستطيع أي دولة من دول الشعوب الإسلامية أن تحذو حذوها في ذلك.
ومن ذلك التفتيش الأمني في المطارات، فإنه ضرورة ويمكن أن توظف الرجل والمرأة الذي يعتبر محرماً لها، ليوصلها هو إلى مكان عملها، ويعمل هو قريباً منها.
ومن ذلك إقامة مستشفيات نسائية لأمراض النساء والولادة، لا يعمل فيها إلا النساء: مديرات وكاتبات وممرضات وخادمات وطبيبات ومأمورات سنترال وغيرهن، ولا يعمل أي رجل في هذا المستشفى إلا الحراس وأجهزة الأمن في الأماكن التي يحتاج فيها إليهم، أما في داخل المستشفى فلا يوجد إلا النساء، ما عدا الحالات الضرورية التي قد يحتاج فيها إلى طبيب ماهر يقوم بعمليات قد تصعب على المرأة الموجودة، فإن ذلك يباح للضرورة وهي تقدر بقدرها، وهذا كما أن فيه استغلالاً لطاقات المرأة التي ينادي بها بعض الناس، فيه سد ذريعة اطلاع الرجال على عورات النساء بدون ضرورة، واطلاع النساء على عورات الرجال بدون ضرورة كما هو الحال في المستشفيات العامة ـ المختلطة ـ ومن ذلك الإدارات المتعلقة بالضمان الاجتماعي التي يحتاج إليه النساء.. وهكذا كل مرفق تحتاج إليه الأمة ولا يختلط فيه الرجال بالنساء.
أما المناداة باتخاذ سكرتيرات للرجال أو كاتبات آلة أو نحو ذلك، فالقصد منه خبيث، يجب أن يلقم دعاته أحجاراً في أفواههم، فأوضاع المسلمين الشرعية والاجتماعية تختلف عن أوضاع غيرهم، وقياسها على أوضاع غيرهم كقياس المؤمن على الكافر.



السابق

الفهرس

التالي


15979126

عداد الصفحات العام

1341

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م