﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


البلاغ المبين وتأثيره في من يريد الحق:

البلاغ المبين وتأثيره في من يريد الحق:
وقد ذكرت في هذا اليوم شيئاً سمعته من بعض الإخوة في اليابان، وهو أن إسلام اليابانيين صعب، لأنهم لا يقتنعون بسهولة.
والحقيقة أن ذلك لا يخص الياباني فقط، بل كل الناس الذين لهم عقائد ومبادئ يؤمنون بها مهما كانت باطلة، لا يمكن أن يتركوها بسهولة لينتقلوا إلى مبدأ آخر غريب عليهم، إلا إذا بُلِّغوه بلاغاً واضحاً تخضع حججه عقولهم، وتأسر معانيه السامية قلوبهم، فإنهم عند ذلك ينقسمون قسمين: قسم يريد الحق فيستجيب له، وقسم عنده هوى فيعارض الحق على بصيرة، وهذا الأمر كان موجوداً في عهود جميع الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم، ووجد في مبدأ دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قاتلته قريش وآذته أذية فصَّلتها كتب السيرة النبوية، مع أنه بلغهم البلاغ المبين، والناس بشر متشابهون في القديم وفي الحديث في الشرق وفي الغرب، في اليابان وغير اليابان.
وأنا أُسأَل كثيراً إذا رجعت من بلد من بلدان العالم في المشارق وفي المغارب: هل عند أهل ذلك البلد قبول للإسلام؟ فأقول للسائلين: السؤال الصحيح قبل هذا هو: هل بلغ أهل ذلك البلد البلاغ المبين الذي أوجبه الله على رسله وأتباعهم؟ فإذا كان الجواب: نعم، يأتي ذلك السؤال: هل عند أهل ذلك البلد قبول للإسلام؟ وإن كان الجواب: لا، فالسؤال يكون على من يقع الإثم أولاً؟
والمسلمون في هذا العصر لم يقوموا بواجب التبليغ كما أراد الله على كل المستويات: الزعماء والعلماء، والتجار، وغيرهم إلا من شاء الله.
وكثير من الدعاة الذين يبعثون إلى الخارج، لا يزورون إلا المسلمين في تلك البلدان، وغالب المسلمين في الخارج لا يتصلون بغيرهم، ليدعوهم إلى الله، وإن رافقوهم في الأعمال واحتكوا بهم في التجارة، لهذا يجب على المسلمين قبل أن يلقوا اللوم على الكفار أن يسألوا أنفسهم عن قيامهم هم بتبليغ الإسلام كما كان يبلغه الرسل وأصحابهم، وبخاصة رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.
ولقد جربت في كثير من البلدان التي زرتها أن المسلمين الذين يسكنون بها، لا يجرؤ كثير منهم أن يساعد في الاتصال ببعض زعماء الأديان معنا لنقوم بشرح مبادئ الإسلام والدعوة إليه بينهم، ولعل ذلك ناتج عن الخوف من أن يقال: إن المسلمين يريدون أن يحولوا أهل الأديان الأخرى إلى دينهم وذلك قد يسبب لهم الأذى.
كما جربت - وإن كانت التجربة في هذا الميدان قليلة - أن الاتصال بأولئك الكفار وشرح معاني الإسلام لهم، ليس فيه أي خطورة على المسلمين، بل على العكس إذا كان الداعي عنده قدرة على توضيح العقيدة الإسلامية ومحاسن الإسلام والرد على الشبهات، فإن أولئك القوم يتأثرون ويظهرون عاطفة جيدة، ولو وجدوا من يتابعهم لربما أسلموا، ولكن العيب يا مسلمون فينا، فنحن لم نبلغ دعوة الله، ويغلب على ظني أن البلد الذي يمتاز أهله بثقافة عالية كاليابان، سيكون أكثر استجابة للإسلام إذا بلغته الدعوة على مستوى ثقافته، قيض الله لهذا الدين دعاة أكْفَاء مخلصين صادقين.



السابق

الفهرس

التالي


15978896

عداد الصفحات العام

1111

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م