موقع الروضة الإسلامي

الأخ عبد الله ستْسُواراي:

الأخ عبد الله ستْسُواراي:
هبطت بنا الطائرة في مطار سَبُّورُو في الساعة العاشرة صباحا، وكان في استقبالنا الحاج عبد الله ستْسُواراي، وهو أول مسلم في هذه المنطقة، وكان إسلامه في سنة 1976م في المركز الإسلامي في طوكيو، وأنشأ مركزاً [1] في مدينة "توماكوماى" وقد ذهب بنا الأخ عبد الله إلى هذا المركز في هذه المدينة، وهى تقع فيما يبدو في الجنوب الشرقي للمطار، وتبعد عنه ساعة تقريباً بالسيارة وكان المطر منهمراً طوال الوقت، وهذه المنطقة باردة في الصيف نسبياً، وسمى الأخ عبد الله جمعيته بجمعية الثقافة الإسلامية في توماكوماى.
وقد وجدنا في المركز الأخ عبد الله وزوجته وابنه علياً الذي أسلم وعمره ثلاث عشرة سنة، وقد أنهى دراسة الثانوية، ودرس في المعهد العربي الإسلامي في طوكيو سنة، وانتقل إلى الجامعة الإسلامية في ماليزيا وقد أكمل بها سنتين، ويخشى أبوه من عدم مواصلة ابنه الدراسة في ماليزيا بسبب عدم وجود النفقات وقال الأخ عبد الله: إن عدد المسلمين في مقاطعة أوكايدو (OKKAIDO) وهى الجزيرة الشمالية الكبيرة في اليابان ستمائة مسلم خلال ثمان سنوات، والله أعلم بصحة ذلك.
وقد أخذ الأخ عبد الله فترة طويلة وهو يشرح لنا ما بذل من جهود في سبيل الدعوة إلى الإسلام، ويبدو أن كل ما بذله ويبذله إلى الآن هو محاولة اعتراف الجهات المختصة بجمعيته، وقد اعترفت بذلك بعد تردد، لأنهم حسب قوله طلبوا منه أن يريهم رمزاً للإله الذي يعبده عندما حضروا ولم يجدوا في الجمعية صنماً كما هو الحال في الأديان الأخرى، وكتب الأخ عبد الله كلمة "الله" في لوحة وصورها وقدمها للمسئول فأقتنع ومنحه الترخيص.
ومن جهوده التي يبذلها إقامة شركة وهو كما قال: مثل الغريق يريد أن يتمسك بأي وسيلة تنفعه في إيجاد شركة تساعده بدخلها المادي على نشر الإسلام. وقد اتصل بالمسلمين في الفلبين بدعوة منهم كما قال لمحاولة التعاون بينهم وبينه، وقال: إن شركة إسلامية توجد في مندناو، وهى معترف بها من الحكومة، لا تقوم أي تجارة في الجنوب إلا عن طريقها وهو عضو فيها هو وجماعته، وهم الآن في الخطوات النهائية وسيعود إليهم. وقال: إن للأمريكان قاعدة في مانيلا ولم تستطع الدخول إلى تلك المناطق، وقد عرضت أمريكا على المسلمين في الجزيرتين تطوير صيد السمك، بشرط أن يسمحوا بوجود عسكري لها هناك فرفضوا، ويتوقع المسلمون أن تتعاون معهم الدول الإسلامية، قبل أن يضطروا إلى التعاون مع الكفار وأبدى الأخ عبد الله حماساً زائداً لمساعدة المسلمين في الفلبين!
ومن المشكلات التي يخاف من وقوعها الآن، حرمانه من مقر الجمعية، لأنه في عمارة يساعده صاحبها ويصبر على تأخر أجرتها، ولكن صاحبها سيبيعها، ويحتمل أن يخرجه المشترى الجديد منها أو يشق عليه في أجرتها، ويتمنى لو حصل مساعدة ليستأجر أو يبنى مقراً للجمعية في مدينة سَبُّورُو نفسها، حتى يتمكن المسلمون من الاجتماع فيه للصلاة والنشاط الذي يعود على الدعوة بالخير، وأهم ما رأينا الأخ عبد الله يفكر فيه هو النواحي الاقتصادية، لتكون سبيلاً للدعوة الإسلامية وعمره الآن خمسة وخمسون عاماً.
وقد أدلى بكلام كثير سجلته في مذكراتي ولا أرى داعياً لنقله كله لعدم الفائدة من ذلك.

1 - في شقة صغيرة