﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الاجتماع بالسفير السعودي في جاكرتا:

الاجتماع بالسفير السعودي في جاكرتا:
[1].
الجمعة: 23/3/1419هـ ـ 17/7/1998م.
كنت زرت سعادة السفير السعودي: عبد الله بن عبد الرحمن عالم يوم الجمعة الموافق: 16/3/1419هـ ـ 10/7/1998م. وطلبت منه ـ كما جرت عادتي ـ مع الشخصيات التي أجتمع بها، أخذ بعض المعلومات، فاعتذر بزحمة العمل في هذا اليوم، ووعدني باللقاء يوم الجمعة القادم، وهو هذا اليوم.

السفير السعودي عبد الله عالم أندونيسيا ـ جاكرتا


الكاتب والسفير السعودي عبد الله عالم أندونيسيا ـ جاكرتا 16/3/1419?


الحوار مع السفير السعودي في مكتبه


قلت له: أرجو أن تعطيني معلومات مختصرة عن سيرتكم الذاتية، ووظائفكم، وعن تجاربكم في الاتصال بزعماء المسلمين في البلدان التي عملتم فيها...
وقد أدلى سعادته بالمعلومات الآتية:
1 ـ ولدت بمدينة مكة المكرمة، سنة: 1358هـ ، ونشأت بها، وأكملت بها دراستي إلى المرحلة الثانوية، ودراسة تحضير البعثات.
2 ـ ثم درست في كلية الآداب بجامعة الإسكندرية، فرع بيروت، ونلت منها شهادة: البكالوريوس.
3 ـ التحقت بوزارة الخارجية سنة: 1376هـ.
4 ـ عملت مدير إدارة في السفارة السعودية بالقاهرة.
5 ـ عملت ملحقاً سياسياً في بيروت.
ثم ترقيت في وظائف السلك الدبلوماسي، وعملت في بلدان: منها نيجيريا والسودان، ووزيراً مفوضاً في الولايات المتحدة الأمريكية، وكنت الرجل الثاني في الوزارة، نائباً لرئيس البعثة.
6 ـ انتقلت إلى تونس، في مندوبية جامعة الدول العربية، وكنت الرجل الثاني في المندوبية.
7 ـ عينت سفيراً في الصومال، سنة: 1967م، وبقيت بها إلى سنة: 1991م عندما نشبت الحرب الأهلية في الصومال.
8 ـ وسألت سعادة السفير عن أسباب أزمة الصومال من وجهة نظره، وكيف كان وضع السفارات عند قيام الحرب، وبخاصة السفارة السعودية؟
فأجاب: أزمة الصومال كانت نتيجة للحكم الفردي الاستبدادي الذي قام في الأصل على العصبية القبلية، ثم على استبداد زياد بري وأسرته واستئثارهم بالحكم.
ولهذا قامت المعارضة ضد هذا الاستبداد من قبل القبائل الأخرى التي سلبها حقوقها وحرمها من المشاركة السياسية. فعارضته كل الأقاليم، وحاصرته حتى ضاقت عليه الحلقة، وأصبح لا يستطيع أن يتحرك في أكثر من خمسة كيلو مترات في العاصمة. وكان في تحركه يتنقل من ثكنة إلى أخرى من ثكنات الجيش. واشتدت الانتفاضة عليه حتى اضطر إلى الخروج إلى الحدود الكينية.
عندئذ وجد فراغ سياسي، فانفصل الشمال عن بقية الأقاليم، وسمي بأرض الصومال. ثم تولى السلطة في الجنوب علي مهدي محمد، وعارضه حسين عيديد، وتفاقم الانشقاق، ولا زالت الحرب مستمرة إلى الآن.
أما السفراء الذين كانوا موجودين في مقديشو، فقد فروا مع أسرهم.
وأنا رحلت أسرتي، وفي اليوم الثالث رحلت زملائي، وبقيت أنا وواحد منهم فقط لمدة أسبوعين، وكنا ـ لشدة القصف المتواصل من كل اتجاه ـ نقيم في ممر المبنى، وليس في الغرف، اتقاء لإطلاق النار. وعندما سنحت الفرصة سافرت أنا وزميلي على الطائرة المصرية.
9 ـ ثم عينت سفيراً في جاكرتا، في شهر ديسمبر سنة: 1992م، ولا أزال على هذه الوظيفة.
10 ـ لي ولدان، وهما: باسم وعبد الرحمن، وثلاث بنات، وهن: خلود وسوسن ودعاء. وكلهم متزوجون، ما عدا عبد الرحمن الذي يواصل دراسته في الجامعة.
ولي في السلك الدبلوماسي: 43 سنة، أكثرها في خارج البلاد.
قلت له: أما شعرت في هذه المدة الطويلة بالتعب والغربة، وهممت بترك العمل في الخارج والرجوع إلى بلدك، للاستقرار فيه أنت وأسرتك، وبخاصة أن المشكلات التي يتعرض لها الدبلوماسي كثيرة؟
قال: كان دخولي في السلك الدبلوماسي هواية ورغبة ذاتية، ثم صار بعد ذلك عشقاً. وبرغم كثرة التنقلات مع الأسرة ووجود بعض المشكلات، فإني لا أزال أعشق هذا العمل.
ومع وجود بعض السلبيات والمشكلات في هذا العمل، فإن إيجابياته أكثر من سلبياته. ومن تلك الإيجابيات: أن الأسرة والأولاد يكونون أكثر انفتاحاً واطلاعاً، وأوسع آفاقاً وأعمق فهماً للحياة، لأن الطفل الذي يعيش في بيئات متنوعة يتوسع أفقه أكثر من غيره.
وأضرب مثالاً لذلك: أن أولادي ـ بنين وبنات ـ ألموا بأمور كثيرة في الثقافة والتخصصات... لذلك إذا قارنتَ بينهم وبين بعض زملائهم الذين لم تتنوع بيئات عيشهم تجد الفرق بينهم شاسعاً. [2].
11 ـ قلت له: ماذا تتمنى من الصفات التي ينبغي أن يتحلى بها السفير المسلم؟
قال: السفير هو الداعية الحقيقي إلى الإسلام، وبخاصة إذا كان سفيراً لأرض الرسالات، ولو لم أكن سفيراً لتمنيت أن أكون داعية، وقد وفرت لي مهنتي أن أكون داعية والحمد لله.
ومما ساعدني على هذا لاتجاه رعاية والدي وإعانته لي، حيث كان يزورني مع الأسرة كلها في أيام الإجازات، عندما كنت في بيروت والقاهرة.
وكان حريصاً على أن لا أغيب كثيراً عن البيت، وكان إذا سهرت مع بعض الزملاء وتأخرت عن البيت في بيروت لا ينام، حتى إذا أحس أنني دخلت البيت تنحنح، فأسأله: لما لم تنم يا أبي؟ فيقول: لم يأتني النوم خوفاً عليك… فكان في ذلك الأسلوب تربية وتأديباً مؤثرين غير مباشرين، لذلك كنت أحرص على أن أعود مبكراً، وإذا احتجت إلى التأخير قليلاً، أتصل به هاتفياً وأطمئنه، فكان لذلك أثره في تربيتي.
وهناك عامل آخر مهم في حياتي ساعدني مساعدة عظيمة على مهمتي، سواء فيما يتعلق بالوظيفة الرسمية، أم بالدعوة العملية إلى الإسلام... وهذا العامل هو: زوجتي التي هيأت لي كل الوسائل التي تريحني وتجعلني أقوم بمهمتي وأنا مرتاح البال.
12 ـ وسألته عن: صلته بزعماء الجمعيات الإسلامية في البلدان التي عمل فيها، وعن تجاوبهم معه؟
فقال: الصلة بهم على أحسن ما يرام، وبخاصة زعماء الجمعيات الإسلامية في إندونيسيا، مثل جمعية نهضة العلماء والجمعية المحمدية وجمعية الإرشاد وغيرهم. وأعتز بحضور احتفالاتهم، وإن كانت مرهقة، لكثرتها وكثرة مناسباتها.
13 ـ قلت: ماذا تتمنى أن يكون عليه الداعية؟
قال: أتمنى ـ مع فقهه للدين ـ أن يدرس تاريخ البلد وعاداته وتقاليده، وكيف تلقى أهله الإسلام ودخلوا فيه، فإذا كان الداعية كذلك فإنه سيكون ناجحاً في دعوته بإذن الله.
وليس الداعية ـ فقط ـ من يحمل الكتاب ويأتي إلى المسجد ويدرس ويؤم الناس، لكن الداعية هو كل مسلم في مهنته: الطبيب والأستاذ والسفير وعضو السفارة والتاجر... كل منهم يكون داعية في مهنته، ولا تقتصر الدعوة على فئة معينة من الناس، وإن كان الواجب على كل داعية أن يفهم ما يدعو إليه قولاً وعملاً.
14 ـ وضرب السفير مثالاً حصل له مع الرئيس الصومالي زياد بري، فقال: كنت عنده فسألني: هل تشرب الخمر؟
قلت: لا.
قال: هل أنت مريض؟!
قلت: لا. بل أنا بصحة جيدة، وأمارس أنواعاً من الرياضة.
قال: فلماذا لا تشرب الخمر؟!
قلت: لأني مسلم، والإسلام حرم الخمر.
قال: ولكن غيرك ـ يقصد من السفراء والدبلوماسيين ـ يشربون!
قلت: الأولى بهم إذا كانوا يتناولونها ـ مع حرمتها ـ أن يستتروا، بدلاً من المجاهرة التي هي أشد حرمة.
وقال: إن كثيراً من الدبلوماسيين يظنون أنه لا بد من مجاملتهم للآخرين بسبب علاقاتهم الدبلوماسية!
وقد قال لي سفير شاب مسلم: أنا أعجب من كثرة صلاتك بالناس، وبخاصة الزعماء، وأنت لا تشرب الخمر، والأصل في الدبلوماسي أن يجامل!!
فقلت له: المسلم إذا التزم بدينه يحترمه الناس.
وضرب السفير مثالاً آخر، يرد به على من يزعم من الدبلوماسيين أنه يضطرون لتعاطي الخمر ونحوها من باب المجاملة، لأن صلاتهم بالناس متنوعة وبعضها حساسة! وهذا المثال يدل على احترام من يلتزم بدينه ومبدئه من السفراء، فقال: كان السفراء في اليابان يجتمعون مع عوائلهم في منزل أحدهم، وكانت زوجتي تحضر معي وهي محتجبة، ولم نكن نشرب الخمر والسفراء الآخرون وعوائلهم يشربون ويراقصون النساء، وذات ليلة كان اجتماعنا في منزل سكرتير السفارة الأمريكية، فقدم الطعام ولم يقدم الخمر، وأعلن للسفراء بأنه سوف لا يقدم الخمر احتراماً للسفير السعودي وزوجته، ومن يرد منكم الخمر فليذهب إلى المطبخ ويشرب هناك!
وتعجب الحاضرون من ذلك، وكثير منهم لم يتناولوا الخمر في تلك الليلة، وبعضهم ذهب إلى المطبخ وتناولها...! [3].
1 - كان هذا الاجتماع بعد الرجوع من مدينة: باندونغ. وإنما قدمته هنا، لوقوعه في مدينة: جاكرتا
2 - هذه الميزة التي ذكرها سعادة السفير، وهي سعة الأفق والإلمام الواسع لأولاد الدبلوماسيين الذين يعيشون في بيئات متنوعة صحيحة من هذه الناحية، ولكن بشرط أن يكون السفير أو الدبلوماسي وزوجته على فقه في الدين وتمسك به، مع الاجتهاد في توجيه الأبناء وتربيتهم على هذا الدين، كما هو واقع هذا السفير وزوجته. أما عندما يكون السفير وزوجته أو أحدهما غير ملتزمين بالمبادئ الإسلامية التزاماً صادقاً، أو غير مهتمين بتربية أبنائهما التربية الإسلامية السليمة، فإن ضياع أولادهما وبعدهما عن الالتزام بالإسلام متوقع بنسبة كبيرة، كما هو حال أبناء كثير من الدبلوماسيين
3 - إلى هنا انتهت المقابلة مع السفير السعودي. وقد استغرق الاجتماع به ساعة ونصف الساعة بعد صلاة الجمعة، وكانت لدي أسئلة أخرى أود أن أسمع إجابات السفير عنها، لما في إجاباته من تجارب سفير مسلم داعية، وهذه الفئة من السفراء قليلة جداً، ولكني فضلت الاقتصار على ما مضى، خشية من الإثقال على الرجل، لكثرة أعماله. وقد دعاني لتناول طعام العشاء في منزله، ولكني اعتذرت لأني كنت مرتبطاً بموعد آخر، مع حاجتي إلى الاستعداد للسفر إلى جزيرة بالي



السابق

الفهرس

التالي


15970306

عداد الصفحات العام

1503

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م