﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


وقفة لا بد منها:

وقفة لا بد منها:
إن المدرسة النظامية من الروضة إلى الثانوية ـ على الأقل ـ هي المحضن الذي يمكن فيه تربية أبناء المسلمين، تربية إسلامية قوية يستفيدون فيها علماً، وعملاً، واعتزازاً بدينهم، ويُحْمَون من الذوبان في مجتمع، غالب أفكاره وتصرفاته السلوكية والاجتماعية ضد الإسلام والمسلمين.
ووجود مثل هذه المدرسة، فريضة على المسلمين المقيمين في البلدان الأجنبية، لأنهم مهما حاولوا أن يربوا أبناءهم في منازلهم ويعلموهم مبادئ دينهم في مساجدهم ساعات قليلة في الأسبوع، فإنه يصعب عليهم أن يحصلوا على ثمرة كافية لمقاومة التيار المضاد الذي يجتاح الأولاد خمسة أيام متوالية في المدارس الحكومية، من الصباح إلى المساء، مع زملاء نسبة أبناء المسلمين إليهم كنسبة شعرة بيضاء في شعر ثور أسود أو كنسبة قطرة عطر إلى بحر من القاذورات، يصعب على الطفل المسلم أن ينجو من عاداتهم وأفكارهم وسلوكهم، يضاف إلى ذلك فساد أسر كثير من المسلمين، فإذا كان الجو المدرسي فاسداً، والمنزل كذلك، فكيف يمكن حفظ الطفل المسلم من فساد الكفر وفروعه بتعليمه ساعة أو ساعتين في الأسبوع، هذا إذا قدر الله له أن يحصل على تلك الساعة أو الساعتين، فكيف إذا لم يتمكن منهما؟ هذا عدا أفلام الفيديو السيئة، وبرامج التلفاز الخليعة، وفساد المجتمع بأكمله.
فإذا كان الأمر كذلك فإنه يجب على المسلمين المقيمين في الغرب أن يسعوا بجد في إيجاد مدارس نظامية كاملة لأبنائهم، تشمل المنهج الإسلامي ولغة البلد الأم والمنهج الحكومي، بعد تنقيته مما يخالف عقيدة المسلم، ويجب أن يقتطعوا من أقواتهم ما يقيمون به تلك المدارس، والواجب على المفكرين أن يوقظوا المسلمين العوام من غفلتهم ويساعدوهم في إنشاء تلك المدارس قانونياً وإدارياً ومنهجياً.
ومن العجيب أن تأذن حكومة غربية للمسلمين أن ينشئوا مدرسة خاصة نظامية مستقلة متكاملة، وتمنحهم الحق في وضع المنهج الذي يحقق لهم ما يصبون إليه من تربية أبنائهم، وتمنحهم فرصة عشر سنوات لتختبر مقدرتهم على إدارتها فنياً ومالياً ومنهجياً وصحياً، فإذا نجحوا في ذلك، ترتب على نجاحهم الإذن بالاستمرار وإنشاء مدارس أخرى مماثلة للمسلمين في المدن الأخرى، وإن فشلوا كان مآل المدرسة الإغلاق، وسد الباب في وجه كل جماعة تحاول إنشاء مدرسة من هذا النوع، احتجاجاً بفشل الفئة الأولى التي ظنت أنها أقدر على الاستمرار بالشروط المناسبة.
وترتب على ذلك أن ينظر أهل البلد إلى المسلمين، أنهم غير جديرين بتحقيق مصالحهم وغير جديرين باتخاذهم قدوة لغيرهم، ثم مع هذه النتائج الخطرة، لا يتحرك المسلمون في داخل ذلك البلد، ولا المسلمون القادرون خارج ذلك البلد من حكومات الشعوب الإسلامية وأغنيائها بإعانة مثل تلك المدارس حتى تقف على أقدام راسخة، يتبعها غيرها من المدارس في المدن الأخرى.
يا رب هل كُتِبَتْ المذلة والشقاء على المسلمين في بلاد الكفار وفي بلادهم، ليذوبوا في مجتمعات الكفر وهم قادرون على حماية أنفسهم من ذلك الذوبان؟ ويهتموا بتوافه الحياة ودناءاتها فيضيعوا فيها أعمارهم وينفقوا أموالهم، ويَدَعوا معالي الأمور وغايات الفلاح؟! وأمجاد الآباء كلها تتحطم بأفعالهم هم، أعداؤهم يتيحون لهم الفرص وهم يرفضونها، ويفتحون لهم الأبواب وهم يقفلونها؟!
يا رب أين هم عبادك الصالحون من ولاة أمور المسلمين وأغنيائهم الذي يغارون على دينك، ويبذلون الجاه والنفس والمال في سبيل رفع راية الإسلام ونشر البلاغ المبين في مشارق أرضك ومغاربها؟!.
يا رب أبنا ء دينك يذوبون في عالم الكفر. والمنتسبون إلى دينك من القادرين على إنقاذهم لا يعبئون بغير أهوائهم وشهواتهم. فأين هي أخوة الإسلام التي أمرتهم بها وطبقها نبيك وصحبه في أعلى صورها؟ وأين الإيثار الذي هو من أهم صفات عبادك المؤمنين؟ ولماذا استبدلوا به الأثرة والأنانية؟ أين تجار الآخرة الذين أنعمت عليهم من فضلك وإحسانك، بالأموال الوفيرة التي لو وقفوا منها نسبة ضئيلة لمصالح المسلمين العامة لبَنَتْ المدارس وأوجدت المؤهلين للدعوة والتدريس وأنقذت غرقى في بحار الكفر وظلمات الأفكار وحمآت الشهوات؟!
يا رب إن كنا صالحين لإقامة دينك في أرضك، فأصلحنا وتب علينا وإن كنا غير صالحين لذلك فاستبدل بنا غيرنا، حتى لا نكون فتنة للكافرين من خلقك. ودينك أحق بالبقاء في الأرض منا، وهداة الخير أولى بالعيش في هذه الحياة وتسخير طاقاتها لرضاك، وطهر المسلمين من القاعدين عن الجهاد في سبيلك المتقاعسين عن نصر دينك وإعلاء كلمتك، ولا حول ولا قوة إلا بك.



السابق

الفهرس

التالي


16223180

عداد الصفحات العام

696

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م