﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أثر تحكم العادات والعقل عند الأوربيين في التسليم للشرع:

أثر تحكم العادات والعقل عند الأوربيين في التسليم للشرع:
إنه يتضح لي من حواري مع الأوروبيين أن العوامل التاريخية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية، والسياسية، والاقتصادية، التي توارثوها مدة طويلة، جيلاً بعد جيل، تجعل عقولهم بعيدة كل البعد عن الدين الحق وهو الإسلام لا غيره، الذي يترتب على الإيمان به التسليم المطلق لشرع الله تعالى، وعدم معارضة حكمه بعادة أو عقل أو أي مبدأ.
والأوروبيون ألفوا العبودية الكاملة ـ ولا أقول التحرر كما يزعمون ـ للعادة والهوى والشهوة والعقل والمبادئ الوضعية، وهذا ينطبق انطباقا كاملا على غير المسلمين، وينطبق في بعض الجوانب على بعض المسلمين الأوروبيين، فإن تحكيم العقل والعادة لا زالا مسيطرين عليهم، يضاف إلى ذلك الضغط الاجتماعي، وسوء الترجمات لمعاني القرآن الكريم، أو أي موضوع من الموضوعات الإسلامية، فإن كثيرا منها مترجم بمعان مخالفة للمعاني المقصودة من النصوص، وبخاصة ترجمات أعداء الإسلام المنتسبين إليه كالقاديانية.
وترجمة القاديانيين لمعاني القرآن بحسب اعتقادهم منتشرة بين الألمان باللغة الألمانية، وهي محرفة غاية التحريف، وقد واجَهَنَا كثيرٌ من المسلمين الذين قابلناهم بمعان لا شك أنها منها.
وأما غير المسلمين فإنهم يحاجون المسلم في دعواه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء بما يزعمه القاديانيون من أن الرسالة لم تنقطع. [ونحن نقول: إن الرسالة بمعناها الإلهي، هو وجود نور إلهي يهدي البشرية إلى يوم القيامة، لم تنقطع، بل هي باقية إلى يوم القيامة، ولكن هذا النور الإلهي الهادي وهو وحي الله الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظه من التغيير والتبديل، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذان كلف الله تعالى جميع الأمم في كل العصور الإيمان بهما واتباعهما، ولم يبق كتاب ولا دين سماويان يجوز الإيمان بهما والتعبد بهما، غير هذين المصدرين. ولمزيد من التفصيل في هذا راجع كتابي: (الإيمان هو الأساس) في فصل الإيمان بالكتاب].
وفي هذه الليلة مكثنا مدة طويلة مع الأختين المسلمتين الألمانيتين لمحاولة إقناعهما بمشروعية الحجاب، وهما تحاولان إقناعي بأنه في هذا الزمان غير مشروع، ومن ضمن ما احتجتا به الآية القرآنية الكريمة في سورة البقرة: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} قالتا في وجه الدلالة: إنهما قرأتا في تفسيرها أن الذي لا يعلم لماذا شرع الله أي حكم أو يعلم أن ذلك الحكم لا يلائم البيئة لا يلزم بذلك الحكم، لأنه لم يعلم أن فيه فائدة أو خير وقد شرط الله تعالى في كون الصيام خيرا أن نعلم ذلك.
ومعنى هذا الفهم البعيد عن مراد الله تعالى، أن الذي لا يعلم خيرا في الصيام فليس عليه الصوم.
وسبب انطلاء تلك الترجمة الماكرة عليهما وعلى غيرهما، هو عدم معرفة أساليب اللغة العربية من جهة، وموافقة تلك التحريفات لأهوائهم وعاداتهم من جهة أخرى، ولهذا فإن نفور غير المسلمين وسوء فهم المسلمين، يقع قسط منه على المسلمين القادرين على إيجاد الوسائل التي تؤدي إلى تفهيم هؤلاء الناس المعاني السليمة للإسلام وأحكامه، إما بإقامة مدراس إسلامية في هذه البلدان وإيجاد العالم المسلم الفقيه في الدين المتحدث بلغة القوم المجيد للغة العربية، والمطلع على أفكار الناس في هذه البلدان والعقليات التي يفكرون بها أو غير ذلك وبخاصة البحث عن الترجمات السليمة لمعاني القرآن الكريم المطبوعة وغير المطبوعة، والسعي في نشرها بعد عرضها على علماء الإسلام الذين يجيدون اللغتين وبخاصة الألمانية، وينبغي أن تكون طباعتها أنيقة واضحة، وإذا لم توجد ترجمة سليمة فيجب السعي في إيجادها، وكذلك يجب البحث عمن هو قادر على ترجمة بعض الكتب الإسلامية أو تأليفها في موضوعات متنوعة تدعو الحاجة إليها.
إن كثيرا من المسلمين الغربيين الذين اجتمعت بهم يبدو عليهم صدق النية ويقين الإيمان ومحبة الإسلام من الزاوية التي فهموها، ومن ذلك الطرق الصوفية، التي قد تصل إلى الاعتقاد الغالي البعيد عن الإسلام كما في طريقة ابن عربي، ومن ذلك اعتقاد الفرقة الأحمدية.
ولكن هؤلاء المسلمين الذين يتلقون تلك المبادئ والأفكار، يعتقدون أن ذلك هو الإسلام ويتحمسون له على ذلك الأساس، وعندما تبحث مع الشخص في سبب دخوله الإسلام من تلك الزاوية، تجد أنه لم يتمكن منه إلا من تلك الطريق في بداية الأمر، فلما تمكن ذلك المبدأ من قلبه أصبح متحمساً له متحزباً مع أهله.
وذكر لي بعض الإخوة أن بعضهم يترك الاعتقاد الفاسد ويعود إلى الإسلام الحق، وأقرب الأمثلة على ذلك الأخ يحيى الذي سبق قوله: إن أول دخوله في الإسلام كان عن طريق القاديانية، وإنهم حاولوا التأثير عليه وحرصوا على بقائه على مذهبهم، ولكن الله أنقذه ببعض الطلبة السعوديين وغيرهم فترك المذهب. [2].
وقد جرت العادة أن الذين تتمكن المبادئ من نفوسهم يحرصون على البقاء على تلك المبادئ وينصرونها، وقد يكونون صادقين في الإيمان بتلك المبادئ ولا يمكن صرفهم عنها إلا بحجج مقنعة واضحة، تجعلهم يعتقدون فساد المبادئ السابقة، وهذا قد لا يتيسر لكل الناس، وبخاصة أن أهل المبادئ الكافرة أو الفاسدة من الذين ينتسبون للإسلام نشطون، وعندهم إمكانات أكثر من غيرهم، ويكفي أن نعلم أن بعض البلدان لا يوجد فيها ترجمة معاني القرآن الكريم إلا ما ترجم عن طريق تلك الطوائف الضالة، أو بعض الكفار الأصليين كترجمات المستشرقين واليهود والقاديانية وغيرهم.
والذي يبحث عن الإسلام، لا يدري عن هذه الفرق المتعددة في أول الأمر، فإذا وجد القاديانية يدعونه إلى الإسلام ظن أن ذلك هو الإسلام وهكذا. فعلى أهل الحق أن ينشطوا لإنقاذ الناس بدين الله الحق!
1 - ونحن نقول: إن الرسالة بمعناها الإلهي، هو وجود نور إلهي يهدي البشرية إلى يوم القيامة، لم تنقطع، بل هي باقية إلى يوم القيامة، ولكن هذا النور الإلهي الهادي وهو وحي الله الذي أنزله على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وحفظه من التغيير والتبديل، وهو كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، اللذان كلف الله تعالى جميع الأمم في كل العصور الإيمان بهما واتباعهما، ولم يبق كتاب ولا دين سماويان يجوز الإيمان بهما والتعبد بهما، غير هذين المصدرين. ولمزيد من التفصيل في هذا راجع كتابي: (الإيمان هو الأساس) في فصل الإيمان بالكتاب
2 - كما سبق



السابق

الفهرس

التالي


15996625

عداد الصفحات العام

1818

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م