﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع الأمريكي غير المسلم توماس كوبيك:

حوار مع الأمريكي غير المسلم توماس كوبيك:
الثلاثاء: 18/11/1407 هـ.
توماس كويبك ألماني أمريكي وهو يعيش في ألمانيا من سنة 1971م، وأصله أمريكي(27).

حوار مع الأمريكي الألماني غير المسلم: توماس كويبك 18/11/1407هـ


ولد سنة 1950م.
يدَرِّس التاريخ والإنجليزية والألمانية في المرحلتين: الابتدائية والإعدادية.
وكان السبب في اجتماعنا به، أنه جار للأخت المسلمة أمينة فيدر التي سبق الحديث معها قريباً، وهي تعلم أنه يبحث عن الإسلام ويحب الاطلاع عليه، فأخبرته بوجودي وضربت بيننا موعداً عن طريق الأخ عبد المنعم، وكان الاجتماع في دكانه، وهو الذي ترجم بيننا.
سألتُ توماس: متى سمعت عن الإسلام في حياتك؟
قال: عندما كان سنه 15 سنة وكان في إيطاليا، وسمع نشيداً أو أغنية من مغن بلجيكي يسمى آدم، والأغنية تسمى "إن شاء الله"، فسأل عن معنى "إن شاء الله"؟ ففسروا له ذلك بأنه عندما يريد الله، قال: وكانت الأغنية تتضمن معاني الحب والسلام ومعاني طيبة أخرى، وفهم أن هذه الأغنية تتعلق بالإسلام.
ولم يسمع بعد ذلك شيئاً عن الإسلام، إلا ما في نشرات الأخبار المتعلقة بمشكلات المسلمين، كقضية لبنان وإيران وليبيا.
وكان قبل أربع سنوات في المكتبة العامة، فوجد كتاباً صدفة مترجماً لرجل يدعى إدريس شاه يعيش في إنجلترا، وهو مترجم من اللغة العربية إلى الألمانية، والكتاب يسمى: الصوفية، وقبل ذلك بعشر سنوات حصل على كتاب يسمى: من الديوان لجلال الدين الرومي الصوفي المعروف، وهو باللغة الألمانية، وقرأه في ذلك الوقت على أساس أنه شعر وليس متعلقاً بالدين. [1].
قلت له: هل كونت هذه الكتب والأغنية عنده فكرة عن الإسلام جعلته يبحث عنه؟
قال: إنه عندما قرأ كتاب إدريس شاه، رأى بعد ذلك كتاباً في مكتبة زوجته، وكتبها كثيرة، وقد رأى هذا الكتاب كثيراً من قبل ولم يتصفحه قبل هذه المرة، أما هذه المرة فإنه تصفحه، فوجد في هذا الكتاب فصولاً تحتوي على معلومات عن عالم من العلماء أو حاكم من الحكام في حياته وتفكيره، ولا يزيد الفصل عن عشر صفحات، ويسمى الكتاب: علماء الفكر الإسلامي.
وبعد ذلك أجريت له عملية جراحية في ظهره، وخرج من المستشفى وأراد أن يبحث عن علاج طبيعي للظهر كالتمرينات الرياضية، وبدأ مدرس الرياضة يحكي قصصا صوفية عن مولانا ـ هكذا نطقها ـ ناصر الدين، ومعظم ما قرأ وسمع أو تكون عنده من أفكار عن الإسلام، هو من الفكر الصوفي.
قلت له: هل وجد أن هذا الفكر الصوفي يستحق أن يتابعه الإنسان، ويجعل الإسلام ديناً له من وجهة النظر الصوفية هذه؟.
قال: إنه رأى من الفلسفة الصوفية الفكر الحر والإرادة، بمعنى أن الإنسان يمكنه أن يقول: إنه يسير خطأ، وإن العالم المحيط به موجود، ويسأله قائلاً ماذا تفعل بالضبط؟ ومعنى هذا أنه يجب أن آكل المال الذي أشتري به الطعام. [2].
قلت له: ما ديانته وهل هو مستمر على اعتقادها؟
قال: إنه كاثوليكي، ولكنه لا يذهب إلى الكنيسة الآن ولا يمارس طقوسه الدينية، ولكنه يرى الحق في الإنجيل.
قلت: فلماذا لا يعمل بدينه وهو يراه حقا؟
قال: لأن الحياة الدينية يمكن أن تمارس دون ارتباط بالكنيسة، ويمكن أن يكون الحق في غيره من الديانات، كالإسلام والبوذية، ويعتقد أن كل رجل متدين عنده شئ من الحق.
وقال: إنه من شهر يناير 1987م إلى هذا الوقت، بدأ يقرأ الكثير عن يودي كرشنا مورتي، وهذا الرجل ليس له دين، وهو يرى أن الإنسان لا يحتاج إلى دين معين كالإسلام واليهودية والبوذية والنصرانية، ولكنه يحتاج إلى إيمان وعقيدة، بمعنى أنه لا بد أن يؤمن بوجود إله.
وقال: يمكن القول: إن بعض الناس يحتاجون إلى دين، ولكن بالنسبة لي أرى أن الدين ضيق يقيد حركاتي، ومعنى ذلك أني إذا رأيت شيئاً طيباً عند المسلم أو اليهودي أو البوذي آخذ به، دون أن أتقيد بدين من الأديان وهذا فيه احترام لجميع الأديان، ولا أثبت لأهل دين أنهم أفضل من أهل دين آخر.
وسألته: هل تحب أن تعرف شيئاً عن الإسلام؟
فقال: إنه في غاية الاشتياق لمعرفة الإسلام.
قلت: هل تؤمن فعلاً أنه يوجد إله؟
فقال: كلمة إله هي شئ لا نعرفه.
قلت: هل يوجد خالق لهذا الكون؟
قال: هو يعيش في الخلق.
قلت: من الذي يعيش في الخلق؟ أنا أسأل هل يوجد لهذا الكون: السماوات والأرض والنجوم والكواكب والإنس والحيوان، وكل ما هو موجود في هذا الكون، هل له خالق أو ليس له خالق؟
قال: نعم لا بد من خالق.
قلت: هل تستطيع أن تعرف لهذا الخالق بعض الصفات، من نظرتك إلى مخلوقاته؟
قال: نعم.
قلت: مثل ماذا؟
قال: إنه عالم، ولكن علم الله لا أستطيع كتابته.
قلت: تعني أن الخالق لا بد أن يكون عالما؟
قال: نعم لأن الصانع أعلم.
قلت: ثم ماذا؟
قال: القدرة، يعني أن الحياة دائماً مستمرة.
قلت: أنا أريد من القادر، أن الشخص الذي صنع المذياع لا بد أن يكون عنده قدرة على مادة المذياع وعلى صنعه، ومعنى هذا أن هذا الكون لا بد أن يكون الذي خلقه عنده قدرة على إيجاده.
قال: الإنسان قادر على صنع هذا المذياع إذا وجد المادة ولكن الموجد لهذه المادة هو الله.
قلت: يعني أن الله أقدر من المخلوق.؟
قال: نعم.
قلت: هل تذكر صفة أخرى للخالق؟
قال: البقاء.
قلت: وأخرى؟.
قال: حياة لا تنتهي.
قلت: هذا الخالق العالم الحي القادر الباقي، هل ترى أنه حكيم؟
قال: نعم.
قلت: ما الذي تفهمه من الحكمة؟
قال: كوني أرى العالم مرتبطاً.
قلت: كون العالم متقناً؟
قال: نعم.
قلت: هذا الخالق الذي خلق هذه المخلوقات، هل من الحكمة أن يتركها تتصرف في هذا الكون بدون منهج يوجهها؟
قال: يوجد منهج الآن.
قلت: أنا أسأل سؤالاً عاماً: هل يجوز أن يخلق هذا الخالق الحكيم الكون، وبخاصة الإنسان ويتركه بدون منهج يتصرف فيه على ضوئه؟
قال: من غير منهج تحدث فوضى.
قلت: هذا صحيح، إذًا اتفقنا أنه لا بد للإنسان من منهج يأتيه من الخالق لينظم حياته.
قال: نعم ولكن يمكننا أن نعيش من غير منهج.
قلت: قبل قليل قلتَ: إن العيش بدون منهج يحدث فوضى؟
قال: ليس عندنا قدرة على وجود منهج، ولا بد أن يكون عندنا منهج.
قلت: من يأتي الناس بهذا المنهج؟
قال: عندما أرى بوضوح سأرى المنهج.
قلت: متى ترى، وأين هو المنهج ومن يضعه، هل تضعه روسيا الشيوعية أو أمريكا الرأسمالية؟
قال: عندما أضع النار على جلدي تحرقني [3]؟
قلت: هذا ليس بجواب: من يضع المنهج البشر أم الخالق؟ وهل في استطاعة البشر أن يضع منهجاً يسعد كل البشرية؟
قال: عندما يرى الناس بوضوح ويسيرون تبعاً للأوامر الإلهية فسيكونون كلهم في سعادة.
قلت: هل يعني هذا أنك تقر بأنه لا بد من منهج إلهي للبشر؟
قال: لا بد من قبول القوانين الإلهية واتباعها.
قلت: الآن وصلنا إلى نتيجة طيبة، ثم أخذت فنجان قهوة كان أمامي وقلت له: ما الحكمة في وضع هذا، هل صنع لحكمة أم صنع عبثا؟
قال: وجد لغرض معين وليس عبثا. فأشرت له إلى عيني وأذني وأنفي وقلبي ورئتي وبعض أجزاء جسمي، وقلت: وهذه كلها وجدت لغرض؟
قال: نعم كلها وجدت لحكمة وغرض.
قلت: إذا كان كل شئ وجد لحكمة بما في ذلك أجزاء الإنسان، فهل الإنسان وجد لحكمة أو لا؟.
قال: نعم وجد لحكمة.
قلت: من يعين هذه الحكمة، هل يستطيع أحد من الناس أو مجموعة من البشر أن يحددوا هذه الحكمة لكل الناس؟
قال: لا يحدد هذه الحكمة رجل شيخ كبير عجوز ذو لحية بيضاء ـ يشير بذلك إلى رجال الكنيسة ـ.
قلت: ومن الذي يحدد الحكمة؟
قال: موجود.
قلت: من؟
قال: وهل يجب أن يكون له اسم؟
قلت: لا بد أن نعرف من يحدد لنا الحكمة.
قال: نتحدث عنه.
قلت: من هو؟
قال: الإنسان يتحدث عن شئ لا يعرفه، وبعد ذلك يعطيه الاسم.
قلت: أنا أنتظر أن أعرف منك من الذي يحدد لي الحكمة من وجودي في هذه الأرض.
قال: الوجود.
قلت: وجود من؟
قال: ما نحس به في قلوبنا وما نراه.
قلت: كل واحد يحس ما لا يحس به الآخر، وكل واحد يحدد لنفسه ما لا يحدد له الآخر، يمكن أن تسألني لماذا وجدت؟ فأقول: وجدت لآكل وأشرب….. وأموت، وتسأل آخر، فيقول: وجدت لأسيطر على العالم، وأحكمهم حكماً استبدادياً ـ دكتاتورياً ـ وهم خلقوا كلهم ليطيعوني، وآخر يقول: إنه خلق للخمرة والرقص والنساء، ونحن نريد حكمة لسعادة البشر في العالم، من الذي يحددها؟
قال: عندما يكون الإنسان أعمى لا يرى الأشياء بوضوح يحدد أشياء غير طيبة، ولكن عندما يكون فاهما ليس محتاجا إلى الرقص والمتع الشهوانية.
قلت: من يفهمه؟
قال: يمكن أن يقول الإنسان هذا يأتي من الله.
قلت: مِن الله؟
قال: نعم.
قلت: الآن وصلت.
[4].
قلت: معنى هذا أن هذا المذياع لو وجده رجل بدوي لا يفهم شيئاً، ولم يدر عن حكمة صنعه، لا بد أن يسأل صانع هذا المذياع عن الحكمة من صنعه؟
قال: نعم.
قلت: ولذلك تبعث الشركات مع آلاتها كتباً تدل الناس على كيفية استعمالها، ولولا ذلك لما عرف الناس استعمالها بسهولة، ومعنى هذا أنه ما دام الخالق الإله هو الذي يحدد لنا الحكمة من وجودنا على هذه الأرض، فلا بد من أن يبعث لنا من يرشدنا؟ قال: نعم.
قلت: وهذا المرشد لا بد أن يكون رسولاً من الله، ولا بد أن يكون معه كتاب يعلم به الناس؟ قال: نعم.
قلت: هل يوجد الآن في التوراة والإنجيل التي بأيدي الناس ما أهله على يقين أنه من عند الله وليس فيه تناقض وأنه يلبي الفطرة، ويصلح أن يكون منهج حياة للبشر يبين لهم كيف يسيرون؟ قال: لا.
قلت: إذًا الله الخالق إذا لم يوجد للبشر كتاباً يوجههم، معناه أنه ظلمهم ـ استغفر الله ـ لأنه خلقهم لحكمة وهم لا يعرفونها، وتركهم يتصرفون بدون رسول ولا كتاب يوجههم؟ قال: هذا واضح.
قلت: هنالك قوم يقولون عن أنفسهم :إنهم مسلمون ويقولون: إن عندهم كتاباً هو آخر كتب الله نزولاً، وأنه كتاب حق، وأن فيه ما يشبع الفطرة من الإيمان، ويوجه الإنسان إلى كيفية عبادة الله التي هي الحكمة من خلق الناس، ويبين له كيف يعيش ويحيى في هذه الأرض، من علاقة الإنسان بربه، وعلاقة الزوج بزوجته والزوجة بزوجها، والأب بابنه والابن بأبيه، وكذلك الأم، والجار والمجتمع بأكمله، والدولة بالشعب والشعب بالدولة، يعني كل نظام الحياة الذي يحتاج إليه الناس موجود في هذا الكتاب، وعندنا الأدلة القاطعة أن هذا القرآن كلام الله.
وقد اعترف غير المسلمين من علماء الكون، من أطباء وجيولوجيين وفلكيين، بما رأوا في هذا القرآن من الأخبار التي لم يكن الناس يعرفونها عندما نزل، وإنما عرفت بعد أحقاب من الزمن، وبعد اجتهاد وكد في العلوم الكونية، اعترفوا أن هذا القرآن كلام الله، وضربت له بعض الأمثلة، وكان في غاية من الإصغاء والاهتمام .
ثم شرحت له بعض مبادئ الإسلام باختصار، ومنها أركان الإسلام، وقلت له: لقد أبلغتك دين الله الذي هو الدين الحق، وما عداه من الأديان باطل، وأنه دين يجب على كل البشر الدخول فيه، وأن من اتبعه فهو من أهل الجنة، ومن كفر به فهو من أهل النار، وإنني أدعوك أن تدخل في هذا الدين وتنقذ نفسك من البعد عن الله، فوعد أنه سيقرأ زيادة ويفكر بجد في هذا الأمر ويخبر زوجته بذلك.
وأنبه هنا أن أغلب الذين عندهم علم عن الإسلام في ألمانيا أخذوه من غير المسلمين: إما من المستشرقين، وإما رجال الكنيسة، وإما القاديانية، أو من الفرق المبتدعة، وقليل من علم الإسلام من مصدر صحيح.
هداه الله للرجوع إلى دينه في بلاد الكفر:
ثم ذهبنا إلى منزل الأخ عبد المنعم المصري الذي أصبح بحمد الله بعد أن هداه ملتزما بدينه، وقد مضت عليه فترة وهو لا يشعر ببعده عن الله، وكان في هذه الأيام يستعد للسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. ذهبنا إلى منزله لتناول الطعام.
وعلمت منه أنه كان ضمن الجنود المصريين الذين بعثهم عبد الناصر للسيطرة على اليمن أيام الثورة سنة 1382 هـ ـ1962م، وأنه كان في بلدة عبس، وكان جنديا يسوق دبابة، فقلت له: إن في بلدة عبس إخواني وأقاربي وسألته كيف كان القتال بينكم وبين اليمنيين؟
قال: لقد قتل اليمنيون المصريين بوحشية، قلت: بل أنتم الذين قتلتموهم بوحشية، لأنكم اعتديتم عليهم في بلادهم، وكانوا هم يدافعون عن أنفسهم.
وهددته ـ مازحاً ـ بأني سأثأر لقومي منك، وذكرت له أنني هجوت جنود عبدالناصر الذين دخلوا اليمن بقصيدة وبينت فيها بعض عيوبه وفتنته للناس، فقال: اذكر لي منها شيئاً، فحاولت أن أتذكر منها شيئاً فقلت:
[sh]
يمن العقيدة فافخري وترنمي= واشدي بنصر في الأنام وعزةِ
واغدي قبوراً للفراعنة الأولي= ركبوا رؤوسهمُ لهذا المحنةِ
[/sh]
فقال الأخ عبد المنعم: صدقت، لقد كنا كذلك!
قلت: وهذه طبيعة المنصف العادل يعترف بخطئه، فالاعتراف بالحق خير من التمادي في الباطل.
1 - انظر كيف تتوالى على الشخص الواحد مراجع الصوفية دون الكتب الإسلامية السليمة، والسبب أن الناشرين في الغرب يهتمون بشر هذه الكتب أكثر من غيرها، هذا مع نشاط أهلها كذلك
2 - في الكلام شئ من الغموض ولعله يريد أن يقول: إنه مسؤول عن تصرفاته
3 - يقصد أن الشيء النافع معروف ويجب أن نفعله، والشيء الضار معروف يجب أن نتجنبه، وكأنه من القائلين بالتحسين والتقبيح، مع أنه لا يعرف فلسفته
4 - يعني بعد هذه الرحلة الطويلة معه، من سؤال إلى آخر، وكنت متعمداً ذلك ليصل إلى هذه النتيجة هو بنفسه، وقد وصل والحمد لله، وسرد الكلام مع الأوروبي لا يكفي، لأنه يدعي أنه يعتمد في إيمانه بالأشياء على العقل وليس على العاطفة



السابق

الفهرس

التالي


15992317

عداد الصفحات العام

1469

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م