﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


نص ملخص مقدمة كتاب "الإسلام قوة عالمية":

نص ملخص مقدمة كتاب "الإسلام قوة عالمية":
إن الإسلام كان لفترة غير قصيرة قوة تؤثر على العالم، وهو يتهيأ في الوقت الحاضر ليصير مرة أخرى قوة تؤثر على العالم.
النظرة السريعة على العالم الإسلامي تعطى صورة سيئة عن التمزق والخلاف والدعاوى العريضة الجوفاء والظلم الصارخ في توزيع الثروة، بل والحروب المنهكة، مع عدم القدرة على الوقوف جبهة واحدة لحل المشاكل الدامية.
ولكن السياسي الحاذق يجب أن تكون نظرته أعمق، فإن الإسلام الذي استطاع في السابق في فترة قصيرة للغاية أن يصبح ـ ولمئات السنين القوة الكبرى في العالم ـ قادر على، الأقل نظرياً، أن يصبح كذلك مرة أخرى.
ثم إنه كسياسي حكيم في أوروبا لا ينبغي أن يستهين بعلاقة أوروبا مع العالم الإسلامي الذي يحيط بها من جنوبها الغربي لجنوبها الشرقي، والذي يحتمل أن يتوحد، إما رغماً عن أوربا التي لا تريد ذلك، وربما تحاول أن تمنع هذه الوحدة، جرياً وراء السياسة قصيرة النظر التي تسير عليها إسرائيل بغباء، فتصبح هذه الوحدة موجهة ضد أوروبا التي تنسحق بين هذا العالم والعالم الشيوعي الشرقي، وإما أن تتم هذه الوحدة بمساعدة ورضا أوربا فتكتسب بذلك عمقاً لا تملكه الآن، وإن كانت في حاجة شديدة إليه في شمال أفريقيا بصداقة العالم المسلم المتحد.
الأسباب التي تقود إلى النظرة السريعة التي ذكرت أولاً وتحول دون النظرة العميقة لعلاقة أوروبا في المستقبل بالعالم الإسلامي هي أسباب تاريخية.
1 ـ لما بدأت الشعوب الأوربية والدول الأوربية تتشكل منذ ألف سنة، كان يقوم هناك بجوارها عالم إسلامي يسبقها، ويتفوق عليها، سبقاً كبيراً في العلوم والحضارة والمدنية ولم ترد تلك الدول والشعوب المسيحية تحت سلطة الكنيسة أن تعترف بذلك، خوفاً من ضياع نفوذها وسلطانها، فأعطت الصورة الخاطئة عن المسلمين ومكنت لها في النفوس "إنهم قوماً [1] وثنيون ويعبدون صنماً اسمه "ماهمت" [يعنون (محمداً صلى الله عليه وسلم)]. ويقترفون أبشع الرذائل.
ذلك على الرغم من علم كبار رجال الكنيسة بدرجة تفوق المسلمين (البابا الذي أمر بترجمة القرآن الكريم في 1143هـ) وقد استخدمت هذه الصورة لتوحيد أوربا ضد العدو المشترك خلال الحروب الصليبية وهجمات الأتراك العثمانيين.
2 ـ لما بدأت الدول الأوربية في بداية العصر الحديث تغزو القارات الأخرى، وقفت الخلافة العثمانية وفارس الإسلامية ودولة المغول في الهند، عائقاً في وجه ذلك التوسع.
3 ـ في الحقبة الأخيرة التي تخلصت فيها الشعوب الإسلامية من الاحتلال الأوربي زاد حقد الأوربيين، وفي نفس الوقت الشعور بالصلف والترفع والاحتقار لغير الأوربيين، وهذا قبل أن تظهر العنصرية ونازية هتلر.
وألمانيا وإن كانت لم تحتل بلاداً مسلمة كغيرها من دول أوربا، بل تحالفت مع الدولة العثمانية في الحرب، إلا أن اضطهادها لليهود في الحرب العالمية الثانية والتزامها لهذا السبب بعد الحرب بمساندة إسرائيل في الحق وفي الباطل، جعل الألمان لهم نفس الموقف ونفس الشعور بالنفور والشك والتخوف مما يأتيهم في وسائل إعلامهم والإذاعة، عن المسلمين في عباداتهم وتطبيق شريعتهم وزي نسائهم، شعور بالخوف من المجهول والاعتزاز بتقدمهم المادي.
هذه الصورة الموروثة يجب أن يتنبه لوجودها القارئ الأوربي، قبل أن يحاول الإجابة على الأسئلة الآتية:
1 ـ بماذا ندين كأوربيين للإسلام، وهل كان يمثل العدو بالنسبة لنا؟
2 ـ ما هي المشاكل التي تواجه الإسلام اليوم نتيجة لتصادم الإسلام بمدنيتنا الغربية التي هي في جوهرها لا دينية؟
3 ـ هل نحن اليوم فعلاً كما نفترض دائماً بالنسبة للمسلمين في موقف المعطي؟
4 ـ ألا يستطيع الإسلام أن ينير ظلاماً في نفوسنا وأن يعطينا شيئاً لا يقل عما نعطيه نحن إياه؟
1 - هكذا والصحيح: قومٌ
2 - يعنون (محمداً صلى الله عليه وسلم)



السابق

الفهرس

التالي


15991942

عداد الصفحات العام

1094

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م