﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


سهولة إصلاح الآلات وصعوبة إصلاح القلوب الفاسدة!

سهولة إصلاح الآلات وصعوبة إصلاح القلوب الفاسدة!
الأحد: 1/12/1407هـ.
تحددت في هذا اليوم مغادرتي لـ( فيينا) إلى بروكسل، عاصمة بلجيكا، وموعد إقلاع الطائرة هو الساعة السادسة والنصف مساء.
واتفقت مع الأخ معتز الذي رافقني طيلة الأيام التي قضيتها في مدينة فيينا، وقد بذل جهداً طيباًَ في مساعدتي جزاه الله خيراً، اتفقت معه أن نخرج من الفندق في الساعة الثانية عشرة ظهراً، للتجوال في بعض المناطق القريبة من المدينة، وهي مناطق جميلة، إذا كان الجو صحوا.
وقد أصبت في هذه الليلة بالأرق، فلم أذق طعم النوم إلا في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، وصحوت في الساعة الرابعة والنصف صباحاً، وعدت بعد صلاة الفجر للنوم، فلم أستيقظ إلا قبيل مجيء موظف الفندق بطعام الإفطار بدقائق.
وعندما أفقت وجدت ساعتي قد فارقت روحُها جسدَها، مطموسة لا حراك بها، ولها عذرها فهذه سنتها الثالثة لم أغير لها جهاز التشغيل (البطاريات) وكنت مشغولاً لا أدري كم الوقت، ولكن مجيء الخادم بالطعام طمأنني، لأن موعده في الساعة العاشرة صباحاً.
وكان الجو ممطراٍ مغيماٍ، شبيها بما بعد الفجر عندما يكون الجو صحواً.
وقد قطع هذا الجو طمعي في التجول، وغلب على ظني أن أبقى في الفندق، ولو حُسبت علي ليلة أخرى، لأن إقلاع الطائرة في السادسة والنصف، والخروج من الفندق يجب أن يكون في الساعة الثانية عشرة، والوقت المناسب للتحرك إلى المطار هو الساعة الخامسة.
فانتظرت مجيء رفيقي لتقرير ما ينبغي فعله، ويفعل الله ما يريد.
وقد قلت أبياتاً بمناسبة توقف ساعتي، مقارناً بين موت ابن آدم، ومفارقة روحه جسمه، وتوقف الآلات بسبب أي خلل يطرأ عليها، وبين مفارقة الإيمان للقلوب، والتخلص من الموتى بدفنهم، وإمكان إصلاح الآلات المصابة بالخلل، وصعوبة غرس الإيمان في القلوب وإصلاح النفوس التي فقدته.
وهذه هي الأبيات التي أنشأتها:
[sh]
إذا فارقت روحُ ابن آدم جسمَه= غدا شبحا لحما وعظما وأنتنا
وصار على كل المحبين واجبا= بدون تراخ أن يوارى ويدفنا
وإن آلةٌ يوما توقف سيرها= فإصلاحها سهلٌ على من بها اعتنى
ولكن إصلاح ابن آدم غاية= يشق على من رامها أن يمكنا
إذا فقَد الإيمانَ واحتل قلبَه= هواهُ فأضحى قائدا ومهيمنا
[/sh]
وجاء أخونا معتز في الساعة الثانية عشرة والنصف وحاسبنا الفندق، وأودعنا الحقائب عند موظفيه، وخرجنا والمطر نازل، وكنت أظن أننا بمجرد خروجنا من الفندق سنركب في سيارة النقل الجماعي إلى منزل صديق صاحبنا معتز، وهو غائب عن فيينا ومفتاح منزله عند معتز، وإذا أخونا معتز يرفع مظلته على رؤوسنا ويمشي، قلت له: ولكن المطر نازل وسيبلل ثيابنا وقد يشتد أكثر فيؤذينا، فقال: ولكنا لو انتظرنا السيارة قد نتأخر أكثر، فمشينا، وهو يسليني بقرب المكان وقد تذكرت بصنيعه صنيع أخينا السوري: همام في قصر الحمراء بغرناطة في الأندلس السليب في 16/11/1405 هـ. حيث مشينا معه أنا والشيخ عمر محمد فلاتة أكثر من ساعتين ونصف، وكان كلما شعر أننا تعبنا يقول لنا: قريبا ننتهي إن شاء الله. [1].
وهكذا فعل معي أخونا السوري معتز في فيينا كما فعل أخونا همام في غرناطة.
فقد كنا نسير أنا ومعتز في مدينة فيينا لزيارة المسلمين، وارتياد المطاعم التي يوجد فيها الطعام الحلال، وفي السوق أحياناً عن طريق المواصلات العامة: سيارات النقل على ظهر الأرض وأخواتها في بطن الأرض، وكذلك القطارات، وكان معتز يجري بنا كما يجري الناس، وكان يلتفت إلى وأنا أجري وراءه، ويقول لي: "أرّبنا" يعني: اقتربنا من المحطة، وفي بعض الأوقات يقول: مشْيُنا أسرع لنا من الانتظار فنمشي مسافة، وعلى كل حال فقد كنت في حاجة إلى الحركة والرياضة، فحركني معتز وروضني ونفعني كثيراً في اتصالاتي، أسأل الله أن يثبته ويحقق له مرامه في دراسته وفي بلاده!.
وصلنا إلى بيت زميله مشياً، والمطر نازل، وهو يسليني برفع المظلة فوق رأسي.
وكان الأخ سمير صلاح الدين قد اتصل بنا وأخبرنا أنه سيأتي إلينا ليأخذنا في سيارته لنتجول في ضواحي مدينة فيينا إلى أن يحين وقت ذهابنا إلى المطار، فانتظرناه وفي وقت الانتظار أسمعنا الأخ معتز بعض الأناشيد الدينية السورية المسجلة على شريط (كاسيت) وهي مكتبة صغيرة.
1 - راجع المجلد الثامن من هذه السلسلة "في المشارق والمغارب" الخاص بإسبانيا



السابق

الفهرس

التالي


15996447

عداد الصفحات العام

1640

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م