﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الجندي المجهول:

الجندي المجهول:
الخميس: 6/11/1407هـ
نسمع كثيراً في الإذاعات وغيرها من أجهزة الإعلام مديحاً يكال للجندي المجهول، وهو الذي يبذل نفسه في المعركة دفاعاً عن وطنه، فإذا قتل صعب التعرف على جثته لعدم وجود هوية معه، أو عدم وجود أهل يتعرفون عليه، أو لاختلاط أجزاء جسمه اختلاطاً يمنع من التعرف عليه، وتوضع للجنود المجهولين قبور خاصة يشيد عندها نصب عال يذكر بهم وبتضحياتهم، وقد يمد دائماً بشموع مشتعلة تخليداً عند الناس لذكراه، وإكراماً له جزاء ما بذل في الدفاع عن وطنه!
وقد يكون هذا الجندي المجهول لا يؤمن بالله واليوم الآخر، وقد يكون جباناً غير مقدام، ولكن الإكراه العسكري أمام الأوامر المسندة بنار القتل، اضطرته أن يكون في صف المقاتلين.
وقد يكون مقاتلاً شجاعاً، ولكنه ينصر الظلم والظالمين بقتاله، وقد يموت برصاص أهل الحق المظلومين الذين اعتدى عليهم في بلادهم.
وما أكثر الجنود المعلومين والمجهولين من هذا النوع أو ذاك، وهناك أصناف من البشر ينالون شهرة واسعة في شرق الدنيا وغربها، من أرباب السياسة، أو القتال، أو العلم، أو الرياضة، أو أرباب الرقص والغناء والموسيقى، أو غير هؤلاء وأولئك وكلهم ـ في الغالب ـ لم يقل يوماً من الأيام: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين، وإنما اشتهر لموافقة نشاطه لأهواء الناس وبخاصة الذين بأيديهم وسائل منح الشهرة، كالحكام والمؤسسات الإعلامية وغيرها، فيرفعون ذكره ويمجدونه، حتى يعرفه الصغير والكبير والمحب له والمبغض، وقد يكون وبالاً على الأمة وسبباً في زيادة انحطاطها...!
ولكننا في مقابل ذلك نعرف رجالاً ونساءً وشباباً وكهولاً، يخدمون أهداف الأمة العليا، ويفنون أعمارهم في محاولة تحقيقها، وهي أهداف سامية، وأعمالهم التي يبذلونها لذلك أعمال مجيدة، وإن قلت في النظر في بعض الأحيان، فهي جهد طاقتهم وغاية قدرتهم، ولكنهم حقاً جنود مجهولون عند البشر، وإن كان الله لا يضيع عمل عامل منهم من ذكر أو أنثى وهو مؤمن.
بل قد يكون في نشاط الرجل المؤمن والمرأة المؤمنة حياة الشعوب ومجدها، لما يثمره ذلك النشاط من الخير والتوجيه والبناء، فيكبت صوته ويؤمر بالانزواء داخل منزله، ليسدل عليه ستار النسيان، وتذلل الصعاب لرذيل أو رذيلة، في نشاط كل منهما موت الشعوب ودمارها، ولكنه ينال من التمجيد بقدر ما يفسد الأمة، وما أكثر هذا وذاك في العالم الإسلامي..!



السابق

الفهرس

التالي


15996650

عداد الصفحات العام

1843

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م