رعب الحرب النووية وتكلفتها في سويسرا:
قالت الجريدة المذكورة في نفس العدد في ص 4: سويسرا هي الدولة الوحيدة في العالم، تأخذ تهديدات الحرب الذرية والنووية مأخذاً جدياً، فبعد تطبيق قانون إلزام كل من يريد أن يبني مبنى أو مسكن ـ هكذا! والصواب مسكناً ـ ببناء مخبأ للحماية من الإشعاعات الذرية، نجد الآن أماكن تحت الأرض لحوالي 80% من الشعب السويسري يذهبون إليها في حالة نشوب حرب ذرية أو نووية.
هذه المخابئ لها مواصفات خاصة وتحتوي على كل ما هو أساس للحياة من مولدات كهربائية ومرشحات للهواء والمياه... الخ.
ولم يتوقف استعداد السويسريين للحرب النووية عند هذا الحد، بل أنشأوا أيضاً مستشفيات تحت الأرض ظهر منها حتى الآن اثنان: الأول: في ميران، والثاني: أسفل المستشفى الجامعي بجنيف، أما الثالث: الذي يفوقهما تقدماً، إنه المركز الجراحي المقرر بناؤه في منطقة بل إير، لأغراض الحماية المدنية، وذلك على مساحة 2500متر مربع وبعمق 1,10متر تحت سطح الأرض والذي تغطيه طبقة خرسانية سمكها 50 سنتمتراً، وقد صمم هذا المركز بحيث أنه لو انفجر صاروخ نووي متوسط المدى "قوة انفجاره" 150 كيلو طن على بعد 800 متر فإنه لن يصيب نزلاء المستشفى بخدش، وسطح المركز سيعد ليتحمل قوة ضغط هائلة تصل إلى 30 طن للمتر المربع، كما سيتم تزويد هذا المستشفى المركزي بأحدث أجهزة النجدة من أجل توفير الحياة وتوليد الكهرباء، وحفظ كميات ضخمة من المازوت، هذا بالإضافة إلى جهاز التهوية، ولتنقية الجو في حالة وقوع حرب كيماوية وسيتكلف المشروع 6,5 مليون فرنك، تساهم الحكومة الفيدرالية، بـ(30% )من التكلفة الإجمالية.
|
|