﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(064)أثر الربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي

(064)أثر الربية الإسلامية في أمن المجتمع الإسلامي

تربية الأولاد على العبادة والصدق و والأخلاق الفاضلة، وتنفيرهم من الكذب والفوضى

ومن أهم ما يجب أن يعنى به في تربية الأولاد: تعويدهم على الصدق في القول، واجتناب الكذب، فإن الصدق يؤمن صاحبه، والكذب يلقي من اتصف به في المهالك، ولا يؤتمن على كبير أو حقير، وكيف يأمن الناس الكاذب وفيه خصلة من خصال النفاق؟!

ويجب أن يبين لهم مزايا الصدق وفضائله في الدنيا والآخرة، كما يبين لهم مضار الكذب كذلك في الدنيا والآخرة. وقد روى عبد الله بن مسعود، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (إن الصدق يهدي إلى البر، وإن البر يهدي إلى الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكون صديقاً، وإن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً) [البخاري (7/95) ومسلم (4/2012)].

وروى أبو هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان) [البخاري (7/95) ومسلم (1/78).]. ومعلوم أن من عرف الناس عنه الكذب، قد لا يصدقونه ولو صدق: وَالشَّكُّ فِي ذِي الْكَذِبِ،،،،،،أَصْلٌ وَلَوْ لَمْ يَكْذِبِ
تمرينهم على عبادة الله

ومن ذلك تمرينهم على أداء الشعائر التعبدية من صغرهم، حتى ينشئوا عليها ويعتادوها، فلا يكونون مقصرين فيها إذا بلغوا رشدهم، وأصبحوا مكلفين بالخطاب مباشرة يعاقبون على تركها.

فقد أمر الرسول صلى الله عليه وسلم، ولي الصبي أن يُعْلمه بالصلاة لسبع، ويضربه عليها لعشر، كما روى عبد الملك بن الربيع بن سبرة عن أبيه عن جده، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (علموا الصبي الصلاة ابن سبع سنين، واضربوه عليها ابن عشر) [الترمذي (2/259) وقال: حديث حسن صحيح، وأبو داود (1/ 332-333) وقال المحشي عليه: "وفي المجموع النووي (3/10): حديث سبرة صحيح".]. وقد رفعت امرأة صبياً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت: ألهذا حج؟ قال: (نعم، ولك أجر) [مسلم (2/974) وراجع التمهيد لابن عبد البر (1/94).].

وهكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يمرنون أبناءهم على الصوم وهم صغار، كما في حديث الربيع بنت معوذ بن عفراء، قالت: "أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار التي حول المدينة: (من كان أصبح صائماً فليتم صومه، ومن كان أصبح مفطراً، فليتم بقية يومه).. فكنا بعد ذلك نصوم ونصوِّم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد، فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند الإفطار" وفي رواية: "ونضع لهم اللعبة من العهن فنذهب به معنا، فإذا سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم حتى يتموا صومهم" [مسلم (2/798) والرواية الثانية تبين المعنى المراد من الأولى، أي أعطيناهم يلهون بها حتى يحين الإفطار.].

ولا شك أن تنشئة الصبي بالتعليم والتربية الإيمانية والعبادية، تعده ليكون إنساناً صالحاً يقوم بحق الله، وحق نفسه، وحقوق أسرته، وحقوق المجتمع كله، وبذلك يأمنه الناس على أنفسهم ودمائهم وأموالهم وأعراضهم؛ لأن نشأته على طاعة الله وطاعة رسوله، وقيامه بالعبادات التي يقدر على أدائها من صغره تورثه التقوى، والتقوى هي سبيل الأمن، لكن لا ينبغي أن نكلفهم ما يرهقهم من العبادات، لما في ذلك من تنفيرهم عنها: {لَا يُكَلِّفُ اللًّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا... (286)} [القرة]

ومن ذلك تدريبه على خِلال الكمال، كالإيثار، وأن يحب لغيره ما يحب لنفسه من الخير، وأن يعطِي ولا يأخذ، وأن يستشعر مسؤوليته في تصرفاته، بحيث يجعله ذلك يقدم على ما ينفعه أو ينفع غيره، ويحجم عما يضره أو يضر غيره.

ولو أن الأسر اهتمت بتربية أبنائها وتعليمهم وتنشئتهم على طاعة الله وطاعة رسوله، مع الإخلاص والتجرد لله، ووجد الطفل نفس الاهتمام في المدرسة والمسجد وغيرهما، لكان لأولاد المسلمين شأن في نشر الخير والطمأنينة بين البشر في مشارق الأرض ومغاربها، كما كان لأسلافهم في العصور المفضلة.

وما أحوج أُسَر المسلمين اليوم إلى العناية بتربية أولادهم تربية إيمانية عميقة قوية وتعليمهم تعليماً إسلامياً مستمراً متواصلاً، لما انتشر من الفساد في الأرض، ولكثرة وسائل هذا الانتشار من وسائل الإعلام، ومن الحملات المنظمة من قبل أعداء الأمة الإسلامية من الكفار في خارج البلاد الإسلامية ومن المنافقين الموالين لهم والمتعاونين معهم في داخلها!





السابق

الفهرس

التالي


15251379

عداد الصفحات العام

173

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م