﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)قواعد مختصرة في تزكية النفوس

(01)قواعد مختصرة في تزكية النفوس

مقدمة معنى التزكية في اللغة:

مأخوذ من الزكاء، ويطلق على النماء، والطهارة، والشيء الطيب، والصلاح، ويقال للرجل التقي: زكي، وللقوم الأتقياء: أزكياء، والزكاة الطهارة، يقال: زكى ماله، أي طهره بإخراج زكاته منه. راجع لسان العرب وغيره من القواميس.

وهي في الشرع: تزكية الإنسان نفسه وقلبه: أي تطهيرهما من الشركيات والعقائد الباطلة، والأعمال الفاسدة، والأخلاق السيئة، بالإيمان الصادق، والأعمال الصالحة، والأخلاق الحسنة التي تقربه إلى الله تعالى، وتجعله مؤديا لما أمره به ونهاه عنه، ليلقاه طاهرا نقيا، يدخله في جنته التي لا يعلم إلا الله ما أعده فيها لعباده المؤمنين المتطهرين:

كما روى سهل بن سعد رضي الله عنه، عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قَال: شَهِدْتُ مِنَ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم مجْلِساً وَصفَ فِيهِ الْجَنَّةَ حتَّى انْتَهَى، ثُمَّ قَال في آخِرِ حدِيثِهِ: « فِيهَا ما لاَ عيْنٌ رأَتْ، ولا أُذُنٌ سمِعَتْ، ولاَ خَطَر عَلى قَلْبِ بشَرٍ، ثُمَّ قَرأَ {تتجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المضَاجِعِ} إِلى قَوْلِهِ تَعالَى: {فَلاَ تعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْينٍ} [البخاري]

وسميت تزكية، لأنها تزكي النفس وتنمي الإيمان وما يترتب عليه من طاعات الله ورسوله، وتطهر القلوب من معاصيها، كالحسد والحقد والبغضاء، وتطهر الأعضاء من ارتكاب الفواحش والمنكرات.

والأصل في الإنسان أن الله تعالى خلقه على فطرته سليما من كل شوائب الشرك والمعاصي ومسببات الآثام، ولا يخرجه عن تلك الفطرة، إلا من يفسدها بحرفه عنها إلى ما يكدرها، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تحسون فيها من جدعاء). ثم يقول أبو هريرة رضي الله عنه: {فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم}. [البخاري ومسلم]

وقد بدأ الشيطان الرجيم، بمحاولة إفساد فطرة أبي البشر "آدم" وأمهم "حواء" فأغواهما بالأكل من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها، وحذرهما من وسوسة عدوهما لهما وإغوائه، ولكنهما رجعا إلى ربهما، وتابا من معصيتهما، فكانت توبتهما تزكية لهما وتطهيرا، نجاهما الله تعالى بهما من مصير عدوهما، الذي استمر في عصيانه، فكان جزاؤه اللعنة والطرد من رحمته في الدنيا وجزاءه المضاعف في نار جهنم، وكان جزاء آدم وحواء أن تاب الله عليهما، وآواهما إليه في الدنيا وفي دار نعيمه في الآخرة.

لذلك أنعم الله تعالى على ذرية آدم عليه السلام، في كل أجيالهم، بهداه الذي أنزله مع ملائكته في كتبه، إلى رسله، ليهدوهم به إلى صراطه المستقيم، فمن اتبع هداه وآمن به وصدق رسله، آواه إليه وهداه ووفقه لسلوك ذلك الصراط، ونجاه من الضلال عنه في الدنيا، ومن الشقاء والعذاب في الآخرة، وأسكنه جنته خالدا مخلدا فيها.

ومن عصاه منهم ولم يؤمن به، استحق من الله التخليد في نار جهنم -يوم القيامة- والشقاء والضيق في الدنيا، فلا يعيش عيشة راضية مطمئنة، مهما أوتي من الغنى والملك، كما قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39)} [البقرة] وقال تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)} الآية [طه].

وذكر تعالى عن العصاة الذين أحرزوا في الدنيا الأموال والجاه والملك، ولكنهم أوتوا يوم القيامة كتابهم بشمالهم، وعاينوا ما كانوا ينكرونه من الهدى والنور، والجزاء والحساب، أنهم يتمنون في ذلك اليوم أن الموتة التي قضت عليهم في الدنيا استمرت، ولم يحيهم الله تعالى بعدها: {وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتْ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ (29)} [الحاقة]




السابق

الفهرس

التالي


16125393

عداد الصفحات العام

4008

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م