﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(015)سافر معي في المشارق والمغارب

(015)سافر معي في المشارق والمغارب

السفر إلى مدينة غلاسغو:

ثم أوصلنا الأخ عمر عبد الله إلى محطة القطار في ليفربول، وتحرك بنا في الساعة الرابعة والربع مساء، ووقف في مدينة برستون (PRESTON) في الساعة الخامسة والثلث تقريباً. وانتظرنا قطاراً آخر يوصلنا إلى مدينة غلاسغو، وقد تحرك هذا في الساعة السادسة والنصف.

وجرت أحاديث متنوعة في القطار مع الأخ الهندي الذي رافقني في تنقلاتي في المدن البريطانية، ابتداء من مدينة برمنجهام، وهو عبد الخالق ابن مظفر حسين وهو طالب في مرحلة الماجستير في إحدى الجامعات.
ومما ذكره لي أن أديباً هندوسياً في جنوب الهند من قبيلة تاميل يسمى: أديار (ADAYAR)، ورئيس تحرير صحيفة يومية تصدر في مدينة مدراس، ألف كتاباً سماه "النبي الذي أحبه"، وقد طبع خمس مرات، وترجم إلى اللغة الإنجليزية والسندية والبنغالية والهندية، وقد أبدى إعجابه الشديد بالرسول صلى الله عليه وسلم، والدين الإسلامي، وقد أسلم قبل شهرين من الآن (وكان هذا التاريخ الذي حدثني فيه عبد الخالق في سبتمبر سنة 1987م) والرجل من مدينة مدراس متخصص في القانون، وله تأثير كبير في الأوساط الهندية.
وقد استمر سيرنا بين مدينتي ليفربول وغلاسغو ثلاث ساعات. فقد وصلنا إلى مدينة غلاسغو في التاسعة والنصف ليلاً.

في مدينة غلاسغو(GLASGOW)

بشاشة وترحيب حارين! ذهبنا إلى فندق يسمى: فندق ألباني (ALBANY HOTEL) وعندما وقفنا أمام موظفي الفندق في قاعة الاستقبال. وقف أمامنا رجل ضخم الجثة طويل القامة، وبيده اليسرى كأس كبيرة من الخمر يتصاعد زبدها وهو يرشف منها، ويمد إلينا يده اليمنى ليصافحنا، وعيناه محمرتان وهو يضحك بأعلى صوته ويتكلم بسرعة، وعندما لم نمد له أيدينا ولم نضحك معه لكز كتف الأخ عبد الخالق واكتفى بذلك ولم يصل إليَّ!

وأهل الغرب لا يتكلمون كثيراً إلا مع أصدقائهم الخواص، ولكن الفرصة تسنح لهم عندما يسكرون، فيتحدثون مع كل من يلقونه، ويخرجون كل ما في نفوسهم بدون حرج، وغير السكارى يغتنمون الفرصة

أيضا فيضحكون ويثرثرون مع السكارى.

الأحد: 13/1/1408 ﻫ.

كانت أجرة الغرفة في الفندق مرتفعة جداً، ولكنا عزمنا على البقاء فيه لنرتاح بدلاً من التنقل لالتماس فنادق أخرى مناسبة. وحاولنا الاتصال بالأخ محمد صالح الحريري في الليل، فلم نجده وأعطينا أهلَه رقم هاتف الفندق ورقم الغرفة، ليتصل بنا فلم يتصل لأنه جاء متأخراً فيما يبدو.

وفي الصباح اتصلنا به أيضا فلم نجده، فأخذنا حقائبنا وذهبنا نلتمس فندقاً مناسباً، واستأجرنا في فندق آخر ويسمى: (KELVIN PARK LORNE HOTEL) واتصلنا منه بالأخ الذي جاءنا مشكوراً وعلمنا أن ابنته الصغيرة في المستشفى ـ شفاها الله ـ. والأخ محمد صالح الحريري من مكة المكرمة، مبتعث من جامعة الملك عبد العزيز بجدة كلية علوم البحار لدراسة الماجستير والدكتوراه. ولد سنة 1375ﻫ. وهو في بريطانيا من عام 1403ﻫ.

معلومات عن المسلمين في مدينة غلاسغو:

عدد سكان مدينة غلاسغو مليون ونصف المليون. وبها جامعتان. الجالية فيها أغلبهم باكستانيون وعددهم ستون ألفاً. عدد الطلبة ألف وخمسمائة طالب في الجامعتين. والمساجد في المدينة ستة.

1 ـ المسجد المركزي ويتبع الديوبنديين، ويتسع لثلاثة آلاف مصل تقريباً. 2 ـ ومسجد الفرقان، وهو تابع للبعثة الإسلامية. 3 ـ ومسجد دعوة الإسلام، وهو تابع للجماعة الإسلامية في بنغلادش. 4 ـ و(مسجد) دار المسلمين ـ وهي مركز إسلامي يتبع جمعية الطلبة المسلمين في بريطانيا ـ دار الرعاية في لندن ـ ويشرف على هذه الدار عدد من الإخوة السعوديين والمصريين والكويتيين. 5 ـ مسجد النور وهو تابع لجماعة التبليغ. 6 ـ

ويوجد مركز للبرلويين. ومركز للصوفية المتطرفة. ومركز للشيعة. ومركز للقاديانية.








وتوجد للطلبة جمعيتان:

جمعية الطلبة المسلمين فرع غلاسغو ويرمز له بـ(GMS). وجمعية الطلبة المسلمين في جامعة سترث كلايد، ويرمز لها بـ(SMS) ولها أنشطة مختلفة في الجامعتين: نشرات إسلامية وندوات ومعارض كتب، وعرض أفلام لدعوة غير المسلمين. ويشرف على ذلك عدد من الطلبة الماليزيين والمصريين والفلسطينيين.

ودار المسلمين أسست سنة 1405ﻫ ، وبها مدرسة لتعليم اللغة العربية والقرآن الكريم ومبادئ الإسلام، تفتح أربعة أيام في الأسبوع من الساعة السادسة إلى الساعة الثامنة مساء، والطلبة الذين يدرسون بها هم من أبناء الجالية من سن خمس سنوات إلى سن ثلاث عشرة سنة، وعددهم 44 طالباً وطالبة، وهم من الناطقين باللغة العربية وغيرهم. ويوجد فصل للرجال غير الناطقين باللغة العربية، وآخر للنساء كذلك.
ويوجد بالدار نشاط ثقافي: حلقات دراسية للرجال والنساء كل يوم سبت باللغتين العربية والإنجليزية، وندوات ومحاضرات منظمة كل شهر تقريباً.

كما تعقد ملتقيات فصلية مرتين كل عام، ويدعى لها محاضرون من داخل بريطانيا وخارجها.
وستقوم الدار بعمل دورات على أعمال كمبيوتر لأبناء الجالية ليحملوا شهادات تؤهلهم للحصول على وظائف جيدة.

ويوجد نشاط اجتماعي:

كالاحتفال بالأعياد، وحفلات الزفاف والعقيقة، وتنظيم رحلات ترفيهية هادفة. وسيؤسس صندوق الطالب المسلم، لمساعدة المحتاجين وتطبيق مبدأ التكافل الاجتماعي. ويوجد نشاط رياضي في نفس الدار، وقد توافرت بعض المواد الرياضية، ليمارس أبناء الجالية نشاطهم الرياضي في جو إسلامي، بدلاً من ممارسته في جو المجتمع غير المسلم.

ويوجد نشاط في مجال الدعوة:

حيث يتطوع بعض الإخوة بإلقاء محاضرات، ولكن الدار في حاجة إلى من يتفرغ للدعوة. وبها مكتبة إسلامية تحتوي على عدد كبير من الكتب باللغة العربية والإنجليزية. وبها وسائل تعليم سمعية وبصرية. وافتتحت الدار سنة 1406ﻫ وأسهم في إنشائها رابطة العالم الإسلامي، وبيت الزكاة في الكويت، وبعض التجار من المملكة العربية السعودية، وبعض الطلبة المسلمين هنا.

وللدار مشروعات مستقبلية:

من ذلك إنشاء مبنى في الجزء الخلفي، لاستيعاب البرامج التربوية للأطفال أثناء انشغال آبائهم في الحلقات الدراسية كل أسبوع، وقدرت تكلفتها بعشرين ألف جنيه إسترليني. ومن ذلك شراء عقار يكون وقفاً على الدار يدر دخلاً يغطي نفقاتها، لتكتفي ذاتياً في القيام بنشاطاتها.

زيارة مسجد الفرقان:


مسجد الفرقان في غلاسغو (يتبع البعثة الإسلامية) على يسار الكاتب طفيل شاه إمام المسجد.

ثم ذهبنا لزيارة مسجد الفرقان. والتقينا الإمام الشيخ طفيل حسين شاه. ولد سنة 1942م.
ودرس في جامعة بنجاب في باكستان دراسة عامة، وحفظ القرآن الكريم ودرس الطب اليوناني. وقال: إن هذا المركز أسس سنة 1979م. ويتكون جهازه الإداري من سبعة أعضاء. والرئيس هو الشيخ محمد إسحاق. والأعضاء الرسميون في المركز ثلاثة وعشرون شخصاً، وعدد المستفيدين منه ما بين ثلاثمائة وأربعمائة.

ونشاط المركز هو:

تدريس الأولاد في فصول مسائية: القرآن الكريم ومبادئ الإسلام واللغة العربية والأردية. ويوجد نشاط في صفوف فتيات الجالية تشرف عليه لجنة نسائية وتقوده إحدى الأخوات، وتوجد فصول دراسية للبنات، وأكثر عضوات اللجنة النسائية ملتزمات. ومجموع الطلاب والطالبات ثلاثمائة. وللنساء دروس في القرآن كل أسبوع. والرجال مشغولون بالتجارة، وإن كان عندهم شعور طيب بالعمل الإسلامي وتعليم أولادهم.
وتوجد مكتبة في المسجد، وتوزع الكتب لغير المسلمين في أوقات الفرص. ولا يوجد أفراد أكفاء متفرغون للدعوة بين غير المسلمين.

وعندهم خطة في هذا العام للذهاب إلى منازل بعضهم، لشرح معاني الإسلام. وأحياناً يدعو المركز كبار الموظفين منهم للاطلاع على نشاطه. ويرى الإخوة ـ ومنهم إمام المسجد ـ أن الحجة لم تقم على أغلب الغربيين. وقال الإمام: إننا في موقف الدفاع عن أبنائنا وبناتنا من الذوبان في المجتمع الغربي. ودعوة غير المسلمين تحتاج إلى حكومات إسلامية تقوم بها، ونحن قدراتنا لا تكفي، والكفار يرون في أعمال المسلمين ما ينفرهم عن الإسلام كالخلافات والحروب.

وقال الإمام: إن الداعية المؤثر في الغربي يجب أن يفهم الإسلام فهماً شاملاً، وأن يكون قدوة حسنة، وأن يعرف الأديان المقارنة، ويجيد اللغة الإنجليزية، ولو كان من الإنجليز أنفسهم يكون أكثر تأثيراً، ولا بد من التفرغ للدعوة ليتمكن من المتابعة. وقد أسلم ستة وعشرون شخصاً في هذا المركز ـ وبعضهم يسلمون في مراكز أخرى ـ ولكن لا يوجد من يتابعهم. وقال الإخوة: إن صلة المراكز الإسلامية في غلاسغو بعضها ببعض طيبة، ولا توجد خلافات، وتوجد ثمانية مراكز أحدها مسجد جامع كبير يعتبر من أجمل مساجد أوروبا وأكبرها، وتوجد لجنة المساجد للتنسيق.

حوار مع الأخ المسلم نور الهدى:

وهو بريطاني من اسكتلندا: ولد سنة 1937م. دينه قبل الإسلام بروتستانتي، ولم يكن متمسكاً بدينه، لأنه لم يقتنع بطريقة العبادة التي يتضمنها. ولم يسمع عن الإسلام إلا قبل ثلاث سنوات فقط، وعندما

كان يدرس في صغره لم يكن في مناهج المدارس مادة تاريخ الأديان.


نور الهدى على يسار الكاتب، وعلى يمين الكاتب ويسار نور الهدى طالبان عربيان

وقال ا لأخ : لا بد من وسائل للدعوة تكون جذابة في وسائل الإعلام المختلفة ومنها التمثيليات.
وقال: إن أسلوب المسلمين في الهجوم المباشر على المسيحيين يعتبر من الحواجز النفسية عند المسيحيين، والأولى أن يهتموا بشرح معاني الإسلام كما جاءت في القرآن والسنة، ويكون الرد على المسيحية من ضمنها ليس هو البارز.

وقال الأخ أحمد: إن كثيراً من الأسئلة العقدية التي كانت عنده، لم يجد لها إجابة في المسيحية، ولكنه وجد لها إجابة في الإسلام. وقال: إن المؤسف أن كثيراً من المسلمين يكونون مسلمين بالولادة، وليسوا ملتزمين بالإسلام حقاً.





السابق

الفهرس

التالي


16131091

عداد الصفحات العام

1817

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م