﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(02)المسئولية في الإسلام

(02)المسئولية في الإسلام

نص الحديث، وكونه من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم

عن ابن عمر رضي الله عنهـما قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته، الإمام راعٍ ومسئول عن رعيته، والرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راعٍ في مال سيده ومسئول عن رعيته، وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته). متفق عليه [البخاري (8/104) ومسلم (3/1459)].

وضع الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف - الذي هو من جوامع كلمه كلَّ فرد من أفراد المسلمين - حاكمين ومحكومين، ذكراناً وإناثاً، مخدومين وخادمين -ـ أمام مسئوليتهم المنوطة بهم، حسب منصبه ووظيفته.

فكل فرد مسلم يعتبر راعياً ومرعياً في وقت واحد، عليه حقوق يجب أن يؤديها لأهلها، وله واجبات يجب أن تؤدى إليه. وقد عمم النبي صلى الله عليه وسلم في مطلع الحديث بقوله: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)..وفي آخره بقوله: (وكلكم راعٍ ومسئول عن رعيته).
وخص فيما بين ذلك.

فذكر أعلى أصناف الناس في أول مَن ذكر، وأدناهم في آخر مَن ذكر، وأوساطهم فيما بين ذلك. فالمقصود من الحديث استغراق كل أفراد المسلمين بذكر أعلاهم وأدناهم، ووسطهم، لمسئولياتهم. وهو شبيه بقوله صلى الله عليه وسلم في ذكر شعب الإيمان: (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) [البخاري، برقم (9) مسلم، برقم (35) واللفظ له].

وإذا كان المراد من الحديث العموم، والتنصيص على من ذكر أريد به التمثيل، فلنبدأ بالكلام
على الأصناف الأربعة - حسب ترتيبهم في الحديث - مع ضرب أمثلة أخرى من واقعنا الذي كثر فيه الرعاة، وتعددت المسئوليات على تنوعها من الجسامة والضآلة، وعلى إثر ذلك ظهر لكل مسئولية أثرها الملموس.

معنى الإمام:يطلق الإمام في الشرع على من يُقْتَدَى به كإمام الجماعة في صلاتهم، ومعلم الخير وفاعله، والداعي إليه.كما قال تعالى عن المؤمنين: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} [الفرقان 74].

وكخليفة المسلمين وولي أمرهم، وهو أميرهم العام الذي يدينون له كلهم بالولاء والطاعة، لقيامه فيهم بشرع الله، وهذا هو المقصود من الحديث، وخليفة المسلمين هو أعلى رعاتهم ومسئوليته أعظم مسئولية، لتعلق حقوق كل الرعية به، ولخطره العظيم استحق التقديم في الحديث.

ويُشَبِّه العلماءُ إمامَ المسلمين معهم بالقلب مع سائر الأعضاء في الأهمية، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم، في القلب: (ألا أن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب) [البخاري (1/19) ومسلم (3/1219) من حديث النعمان بن بشير].

والأمر كذلك بالنسبة للإمام، فإن غالب رعيته يقتفون أثره ويحاولون محاكاته، ما استطاعوا في الملبس والمسكن والمركب، والعدل والظلم والتواضع والتكبر، والكرم والبخل، والإيثار والإسراف، والحزم والضبط، والفوضى والاضطراب.ففي صلاحه صلاح رعيته، وفي فساده فسادهم؛ لأن زمامهم بيده، ومصالحهم تحت تصرفه، يقودهم إلى ما تهواه نفسه، ويميل إليه طبعه، كما أن القلب مصدر صلاح الأعضاء وفسادها لسيطرته عليها.ومعلوم أن للإمام حقوقاً على رعيته، وأن للرعية حقوقاً على إمامهم، وسنخصص لكل منهما فصلاً فيما يأتي:الفصل الأول: حقوق الإمام على الرعية. الفصل الثاني: حقوق الرعية على الإمام.






السابق

الفهرس

التالي


16130867

عداد الصفحات العام

1593

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م