﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(022)سافر معي في المشارق والمغارب في مدينة سَبُّورُو

(022)سافر معي في المشارق والمغارب في مدينة سَبُّورُو

وفي الساعة الثالثة إلا ربعاً خرجنا من مدينة "توماكوماى" إلى مدينة "سبورو" والمطر منهمر، والمسافة
بينهما سبعون كيلومتراً ـ كما بين جدة ومكة ـ ومدينة سبورو هذه مدينة سياحية، والفنادق السياحية فيها مزدحمة، ولم نجد فيها مكاناً، لذلك ذهبنا إلى بعض الفنادق الشعبية التي تشبه الموتيلات في الغرب، وغرفها واسعة نسبياً تُسكن جماعياً، لذلك سكنا نحن الأربعة في غرفة واحدة، وقد حاول الدكتور صالح السامرائي أن يأخذ فراشه ـ ولا توجد بالغرف سرر ـ وينام في إحدى زوايا الغرفة في مكان يتسع لطوله، لذلك نام الثلاثة باتجاه، ونام الدكتور صالح باتجاه آخر أعانه الله.

وقال الدكتور صالح: إن جامعة أوكايدو هي إحدى أكبر خمس جامعات في اليابان، وأول كلية أنشئت في سبورو أنشأها المبشر النصراني: كلارك سنة 1904م، وهى كلية زراعة، ولا يزال اليابانيون يحفظون له كلمة نصحهم بها ولقيت منهم آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة مناسبة لطبيعتهم المتلهفة للعلم، فقد قال لهم: يا أبنائي كونوا طموحين. وتلك الكلية هي نواة جامعة أُوكايدو، ولا زال تمثاله موجوداً في الجامعة. وأغلب الزوار لمدينة سبورو يزورون هذه الجامعة ويأخذون صوراً مع تمثاله تكريماً منهم له.

وعندما جاء وقت النوم أخذ بعض الإخوة بدلات النوم التي تعدها فنادق اليابان للضيف، وهى (بيجامات) ولبس الدكتور صالح إحداها، فإذا هي تصل إلى نصف فخذه، وهكذا لا يجد الدكتور صالح ما هو على قدره إلا بالبحث والتنقيب أو التفصيل.

الأحد 6/11/1406ﻫ

في الطريق إلى مطار سبورو:

ذهبنا بعد صلاة الفجر أنا والدكتور صالح للتجول قليلاً في شوارع مدينة سبورو، وعندما خرجنا من باب الفندق وجدنا المطر نازلاً والجو مغيماً فرجعنا لنشارك زميلينا النائمين في نومهم. وفي الساعة السادسة والربع خرجناً إلى محطة القطار، وهى قريبة من الفندق، فامتطينا القطار الأول الذي تحرك بنا في الساعة
السابعة إلى محطة القطار الثاني، وفي الساعة السابعة والنصف بمجرد نزولنا في المحطة الثانية، امتطينا القطار الثاني فتحرك بنا إلى المطار.

قال الدكتور موسى: إن اليابان تصنع في السنة ثمانية ملايين سيارة وتستهلك منها محلياً أربعة ملايين ونصف المليون، والمواصلات عندهم أحسن مواصلات في العالم، لكثرتهم وضيق بلادهم، فلا يتركون أي قطعة مسكونة بدون مواصلات، ويقع المطار في الجنوب الشرقي لمدينة سبورو. وكنا ننظر إلى اليمين واليسار، فلا نرى إلا خضرة الغابات التي تكسو الجبال والمزارع، وبخاصة مزارع الأرز الذي لم تكن هذه المقاطعة صالحة لزراعته بسبب برودتها، ولكن اخترع لهذه الأرض سماد خاص أصبحت قابلة لزراعته.

وسألت الدكتور موسى عن لعبة القمار في اليابان، فقال: إن هذه اللعبة محظورة رسمياً، وأجهزة الأمن تتابع من يرتكب ذلك، ويسمح لسباق الخيل والدراجات في حدود النظام، وسألته عن صنو القمار، وهو الخمر فقال: الخمر هي الماء المقدس للإله عندهم، وأجهزة الإعلام تسرف في الإعلان عنها، وهم يسرفون في شربها، واليابان أكثر البلدان مراقبة للمخدرات، والغالب أن الفنانين أكثر تعاطياً لها من غيرهم، وإذا اكتشف من يجلس مع متعاطي المخدرات من الفنانين يسحب نشاطه كله من أجهزة الإعلام فيختفي في يوم واحد مع الجزاء. وأولاد اليابانيين أكثر أطفال العالم تحصيلاً للمعلومات، حيث يلتحق الطفل إضافة إلى المدرسة النظامية، بمدرسة أخرى تفيده في أي جانب من جوانب الحياة التي يهتمون بها.

السفر إلى مدينة سنداي:

وفي الساعة العاشرة أقلعت بنا الطائرة من مطار سبورو إلى مطار مدينة سنداي، وهي تقع بين سبورو وطوكيو.

مع الدكتور موسى محمد عمر:


واخترت أن أجاور في الطائرة الأخ الكريم: الدكتور موسى محمد عمر السوداني وأخذت منه المعلومات الآتية: ولد الدكتور موسى سنة 1942م، دراسته كانت في مدينة الخرطوم، من الابتدائي إلى الجامعة ـ جامعة الخرطوم ـ تخرج من الجامعة سنة 1966م ـ قسم العمارة.
ثم واصل دراسته العليا في اليابان، فحصل على الماجستير والدكتوراه من سنة 1970م إلى 1978م، ومكث في اليابان من سنة 1970م إلى سنة 1984م، شارك في العمل الإسلامي الذي كان من ضمنه: إحياء جمعية الطلبة المسلمين. كما شارك في إنشاء المركز الإسلامي ونشاطه.


مع الدكتور موسى محمد عمر في مطار سبورو: الكاتب وعلى يساره د. محمد موسى السوداني، وعلى يمينه محمد باكريم، فالدكتور صالح السامرائي.

تزوج في سنة 1971م وزوجه خريجة كلية الشريعة في جامعة أم درمان الإسلامية. ويقول الدكتور موسى: إنه عجل بالزواج منها لتستفيد منها النساء اليابانيات، وقد كانت الطالبات يزرنها في المنزل، المسلمات وغير المسلمات وتحصل مناقشات، هذا بالإضافة إلى تحصين نفسه وهو في سن الشباب في بلد مفتوح.

وسألت الدكتور موسى عن السبب الذي جعله يختار اليابان في وقت كان يندر وجود طلاب من البلدان العربية في جامعات هذا البلد، وبخاصة أن لغتهم صعبة؟ فقال: إن السبب في اختيار اليابان أنه زار كثيراً من بلاد أوروبا الشرقية والغربية، وسمع من الطلبة عن الحياة في بريطانيا، فلم تعجبه الحياة هناك لمنافاتها للآداب الإسلامية منافاة لا تطاق، فقد زار مدينة بودابست، عاصمة المجر في وقت الفجر، وسأل سبعة من الطلاب المسلمين عن القبلة؟ فلم يقدروا على تحديدها، وهم مقيمون هناك من مدة.

وهذا دليل عن البعد عن الدين الإسلامي، وقال الدكتور موسى: إنه تعرف على طبيعة اليابانيين عندما درس الهندسة المعمارية في السودان، فأعجب ببعض عاداتهم وتقاليدهم ومن ذلك احترامهم للعائلة. وشجعه ذلك على الذهاب إلى اليابان. ولم يكن يتوقع وجود مسلمين أو ذكر للإسلام في اليابان. وكان انطباعه عن المبعوثين من الطلبة المسلمين هو ذلك النوع الذي وجده في أوروبا. وعندما وصل إلى اليابان وجد طالباً باكستانياً مسلماً، ولم يرغب الأخ موسى في التعرف عليه أول الأمر، خشية أن يكون من النوعية السابقة.

قال الأخ موسى: وشاء الله أن يزورني أحد الإخوة السودانيين الذين كانوا يدرسون في روسيا، وقد جاء من روسيا خاصة لزيارتي بعد أربعة أشهر من وصولي إلى اليابان، وهو من خيرة الطلبة المسلمين وقد كنت زاملته في الدراسة في الصغر في حيّنا الذي نسكن فيه وافترقنا في المرحلة الجامعية، حيث التحقت بجامعة الخرطوم، وهو ابتعث إلى روسيا، وكان من حسنات الحكومة العسكرية في السودان عدم ابتعاث أي طالب إلى روسيا إلا إذا كان متديناً ملتزماً بالإسلام.

وعندما التقاني في طوكيو سألني هل يوجد مسجد في طوكيو؟ فقلت له: لا أظن، لأني لم أكن أظن أنه يوجد إسلام أو مسلمون في البلد، فأصر على أن نسأل الطالب الباكستاني، فتعرفنا عليه وأخبرنا أنه يوجد مسجد جامع في طوكيو، وكان هذا الجامع يبعد عن محل إقامتي بمقدار كيلو ونصف فقط، وكان ذلك بداية فتح طيب ومن ذلك اليوم إلى يومنا هذا كان الخير الكثير.

واسم زميله السوداني الدكتور مصطفى عبد الباقي أحمد، وتخصصه هندسة معمارية، ويعمل الآن في جامعة أم القرى، وكان قبل ذلك يعمل في مخطط مكة المكرمة. كان بعض السودانيين الذين ليسوا متدينين يبتعثون عن طريق الحزب الشيوعي والمنظمات اليسارية إلى الدول الشيوعية. وكان الأخ مصطفى يشكو من شدة عداوة الشيوعيين السودانيين للإسلام أكثر من عداوة الشيوعيين الروس.

وقال: إن المتحمسين للشيوعية في روسيا هم أعضاء الحزب الشيوعي، وبعض الروس يسبون الشيوعية إذا وثقوا ممن يسمعهم، وقد زار الأخ مصطفى بعض مناطق المسلمين وخاصة في الجنوب تحت ستار زيارة الآثار والمناطق السياحية.





السابق

الفهرس

التالي


16130951

عداد الصفحات العام

1677

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م