﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014) سافر معي في المشارق والمغارب

(014) سافر معي في المشارق والمغارب

في مسجد جامعة غاجه ماده:

وفي الساعة السابعة مساء ذهبنا إلى مسجد جامعة غاجه ماده، وهي إحدى الجامعات الحكومية الكبيرة في هذه المدينة، ويمتلئ المسجد بطلبة الجامعة بنين وبنات. صلى العشاء بالناس أحد طلبة الجامعة، ثم تقدم مدير الجمعية المحمدية، فألقى كلمة عن صيام رمضان وقيامه باللغة الإندونيسية - وكنت أفهم مضمون كلامه بالنصوص التي يستدل بها من القرآن والسنة - وكان الطلبة منسجمين معه غاية الانسجام، وترتفع صيحاتهم بالضحك في بعض الأوقات، فسألت عن السبب؟ فقيل لي: إنه يأتي ببعض النكات المضحكة أثناء حديثه لاجتذاب انتباههم له، وهذه عادة علمائهم معهم، عرفوا نفسياتهم فأتوهم من الباب الذي عرفوا أنهم يستطيعون الولوج إليهم منه.

وقد سمى الشيخ محمد المجذوب عندما التقيناه ـ كما سيأتي ـ سمى الإندونيسيين "الشعب الضاحك" وقلت أنا مرة: الذي لا يستطيع أن يُضحك الإندونيسيين لا يستطيع أن يبكيهم، أي إن تأثير الواعظ في نفوسهم يتوقف على دخوله إلى تلك الأنفس من باب الدعابة.

ولكني في نفس الوقت أنصح الوعاظ الإندونيسيين وغيرهم بعدم الإكثار من النكات المضحكة، لأن ذلك سيحول بين الواعظ وبين التأثير المطلوب الذي تضمنه قوله تعالى: )إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (. [الأنفال:2]. ثم صلى بنا الشيخ عبد القوي صلاة التراويح فأعجبتهم قراءته، فطلبوا منه أن يقرأ بعد ذلك على المنبر ففعل وكانوا جداً متأثرين بقراءته، ثم طلب مني إلقاء كلمة.

رأيُنا عن حالة المسلمين في إندونيسيا:

وهمس لي الأخ عبد الله باهرمز أنهم يرغبون أن يسمعوا مني رأيي في حالة المسلمين في إندونيسيا.
فقلت ما مضمونه:
1 ـ إن الوقت الذي قضيناه في بلدكم قصير واختلاطنا بفئات الشعب غير متيسر حتى نستطيع الحكم عليه.

2 ـ لقد سررنا بإقبال الشباب على المساجد لأداء الصلاة وسماع المواعظ والدروس، ولكن لا أدري أهذا الإقبال مستمر في غير رمضان كرمضان أم لا؟ فإن كان مستمراً فأنتم على خير وإلا فعليكم أن تداوموا على هذا الخير، لأن أحب العمل عند الله أدومه وإن قل.

3 ـ أرى الشباب يقفون في صفوف طويلة على أبواب السينما، فهل هذا الشباب هو الشباب الذي تغص به المساجد في أوقات الصلاة أو غيره؟ فإن كان هو هُو فإن هذا لا يسرني، ولا يليق بشباب المساجد الذي وفد إليها ليتزود بالتقوى أن يفد إلى قاعات السينما ليمحوا إيمانه وعاطفته الإسلامية، وإن كان غيره فإن على شباب المساجد أن يضاعفوا جهودهم لاجتذاب شباب السينما إلى المساجد.

4 ـ هل يُقبل هذا الشباب الذي يملأ المساجد إلى تعلم دينه والتفقه فيه، أو أنه يعبد الله على جهل ولا يعلم حلالاً ولا حراماً، فإن كانت الأولى فالشباب الإندونيسي على خير، وإن كانت الثانية فعليكم أن تبدءوا حياة جديدة هي حياة تعلم الدين والتفقه فيه والعمل به.

5 ـ ثم وجهت نصيحة للفتاة المسلمة فقلت: هل هذا اللباس الذي أراه في المسجد بالنسبة للمرأة ـ وهو لباس حشمة ووقار - هو لباسها في الجامعة والشارع؟ إن كان كذلك فهذا ما يسرنا وهو دليل على الالتزام بالإسلام، وإن كان لباسها خارج المسجد مشابهاً للباس غير المسلمة لا حشمة فيه ولا وقار، فإنها يجب عليها أن تتوب إلى الله وأن تقتدي بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يليق بالفتاة المسلمة أن تلتزم بالإسلام في المسجد وتتحلل من أوامره خارج المسجد، بل يجب أن تكون مسلمة في المسجد والجامعة والبيت والشارع، وهنا أخذ الشباب من الفتيان في التصفيق حتى ارتج المسجد إعجاباً بهذه النصيحة على الرغم من إنا كنا نوصيهم بعدم التصفيق. وبعد الفراغ أخذ المصلون يتزاحمون علينا لمصافحتنا، وكان عددهم كثيراً، فصبرنا حتى أعاننا الله على الفراغ من استقبال ذلك العدد.






السابق

الفهرس

التالي


16130749

عداد الصفحات العام

1475

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م