﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(028) سافر معي في المشارق والمغارب

(028) سافر معي في المشارق والمغارب

مكافحة التنصير:

لا أزال أسجل هذه المعلومات عن الدكتور محمد رشيدي، لما أعلم من غزارة معلوماته عن بلاده، وما يعلَم من مشاركته في وظائف حساسة في الدولة، وصدقه في النصح لبلاده، من كفاحه في بناء سياستها على أساس دين أبناء وطنه الغالبة فيها، وهذه المعلومات قد لا يجدها قراء العربية في كتاب بلغتهم.

[قد تتكرر بعض العناوين وبعض المعلومات لتكرر من يتم اللقاء معهم...] قال الدكتور رشيدي: من العجيب أن نرى بلجيكا ـ وهي دولة نصرانية ـ توظف المسلمين لتدريس أبنائهم الدين الإسلامي، وهنا في إندونيسيا، وهي شعب مسلم وفيه أقليات غير مسلمة، نجد الدولة تحارب الإسلام بوسائل كثيرة، وتدريس الدين على الحالة الراهنة في إندونيسيا لا يترك أثراً في التلاميذ، مع أن وزير الشؤون الدينية يقول: إن المسلمين في إندونيسيا هم أسعد الناس في العالم!

وأثنى الدكتور رشيدي على الجمعية المحمدية والمجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية، في مكافحة التنصير ونشر الإسلام، ولكن أعمال الحكومة المؤيدة للتنصير عملياً وبخاصة عن طريق الوزراء النصارى فيها تكاد تُضيِّع هذه الجهود.

وقد أنشأت وزارة الشؤون الدينية جامعات إسلامية بكليات متعددة، وخريجوها من جامعات البلاد الغربية، ولكن الوزير الحالي أصبح مسْتَغْرِباً أكثر من اللازم، مع أنه من عائلة مسلمة، وأبوه مدرس في قريته، وهو انتسب أولاً إلى الحزب الإسلامي ماشومي، ثم توظف في السلك الدبلوماسي، وكتب رسالة ماجستير أنكر فيها إمكان قيام دولة إسلامية، وهو على شاكلة علي عبد الرازق، واتخذ خطوة جريئة ببعث كثير من مدرسي الجامعات الإسلامية إلى جامعة مغيل في كندا، ولو أنه بعث بعض النابغين الملتزمين لا يضير ذلك، ولكنه بعث أعداداً كثيرة بقصد علمنتهم. ويوجد الآن الدكتور تشارز آدم - مستشرق - هنا للإشراف على ترتيبات بعث هؤلاء المدرسين إلى الغرب.

وقال الدكتور رشيدي: ومع هذا فإن الدعوة الإسلامية في إندونيسيا تتقدم، وبخاصة في الشباب الجامعي، ففي كلية الطب ـ مثلاً ـ تلقى محاضرات عن الإسلام كل أسبوع، ويدار فيها حوار ونقاش مفيد، وإقبال الشباب على الإسلام يزداد، وقال: إنه متفائل.

وأنكر الدكتور رشيدي على المتخرجين من جامعات الدول العربية، بأنهم لا يسمع لهم صوت ولا حركة. [ليس على الإطلاق ويوجد كثير من الشباب الذين تخرجوا في جامعات الدول العربية لهم نشاط دعوي وتعليمي جيد وهم في حاجة إلى الإمكانيات المادية]. ولعل السبب قلة الاطلاع، وقد تكون لغتهم العربية لا تساعدهم على الاطلاع. [الذي يتخرج من جامعة عربية يكون غالباً قادراً على الاستفادة من الكتب العربية إلا إذا هجر اللغة العربية ويستطيع أن ينمي معلوماته بالكتب المترجمة]. وأكثرهم يريدون العيش في المدن الكبيرة لما فيها من المرافق.



أندونيسيا ـ جاكرتا 28/6/1410 ﻫ

الكاتب على يمين الدكتور محمد رشيدي في الوسط وعلى يساره الشيخ عبد الله با هرمز

وقال الدكتور رشيدي: إنه يأسف كثيراً لأنه لم يجد كتاباً صغيراً جذاباً يبين أهمية الإسلام في حياة الأمة وأنه كتب هو كتاباً يتكون من 150 صفحة في أربع محاضرات عن الإسلام يبين معنى الدين وتاريخ الأديان. وقال: إن الشعب لا يفرق بين القرآن والإنجيل [يعني الجهلة الذين لا يفرقون بينهما من حيث فهم معناهما وأن الأول كتاب الله الخالد المحفوظ، والثاني محرف لم يعد صالحاً للناس بعد نزول القرآن الكريم].

فلا بد أن يبين للناس بطريقة علمية ما يعرفهم بمعنى الدين والإقليمية والجنسية، والحكومة لا تريد فعل هذا، ولكن إذا كتب عنه بأسلوب علمي لا يخشى على الكاتب. وقد كان عدد الجمعيات في إندونيسيا كثيراً، وفي آخر عهد الاستعمار الهولندي وجد اتحاد للجمعيات الإسلامية، وعندما جاء اليابانيون اتصلوا بهذا الاتحاد، وكان يسمى المجلس الأعلى الإسلامي، تقليداً للمجلس الأعلى الإسلامي في فلسطين الذي كان يرأسه الحسيني. وأصبح هذا الاتحاد قوة سياسية كبيرة، وهو حزب ماشومي "مجلس
شورى مسلمي إندونيسيا". وقد حلته الحكومة الإندونيسية فيما بعد.

وبقيت أربع جمعيات: المحمدية، ونهضة العلماء، والإرشاد، والوصلية. واتحاد التربية الإسلامية [على هذا تكون خمس جمعيات وليست أربعاً] وأكبرها المحمدية ولها مرافق كثيرة. [لعله يقصد من حيث العمل والنشاط لا من حيث العدد، لأن نهضة العلماء أكثر الجمعيات عدداً]. والأحزاب التي كانت موجودة وهي تعمل للإسلام حزب ماشومي، وحزب مسلمي إندونيسيا، وعرقلت سيرهما الحكومة. وبقي حزب التنمية الذي لا تقر الحكومة فيه إلا من يؤيدها والحزب الوطني الذي يعمل فيه النصارى وبعض الوطنيين من المنتسبين للإسلام.

مستقبل إندونيسيا:

ويوجد ما يبن 3 - 4 ملايين من الصينيين وهم نشيطون في الاقتصاد والتجارة، وأكبرهم يتصل برئيس الجمهورية مباشرة في أي وقت، وهو يسكن بجوار بيت الرئيس ويدخل عليه في أي وقت، وهذا يدل على نفوذ كبير للصينيين، وكان الصينيون وراء الثورة الشيوعية، والآن ستستأنف العلاقات وتقوى بين إندونيسيا والصين وهذا يوجد تساؤلات، ويخشى أن تعود الشيوعية من جديد، لأن الأوضاع ازدادت سوء، فالغني افتقر والفقير زاد فقره، والرئيس نفسه اغتنى غناء فاحشاً. والمسلمون العاملون لا يألون جهداً في العمل للإسلام.

آثار قديمة تدل على دخول المسلمين في المنطقة في وقت مبكر:

وسألت الدكتور رشيدي عن أقدم أثر وجد في إندونيسيا يتعلق بالعرب؟ فقال: أقدم أثر وجد في القرن الخامس عشر الميلادي، في سومطرة الغربية من سلالة العباسيين، قدم عن طريق الهند، وتركوا آثاراً صوفية، بعض طوائفها تقول: بوحدة الوجود، وأخرى تقول بوحدة الشهود، وتضمنته بعض الأشعار الإندونيسية، وهو في مؤلف مطبوع، وقد أعدت في رسالة دكتوراه في هولندا.

وكانت قد أقيمت مملكة إسلامية في ملقا، ودمرها البرتغاليون، وذهب بعض الشبان من أولاد التجار إلى جاوة الشرقية، وبنوا جامعاً في AMPEL في سورابايا، ولا زال موجوداً حتى الآن، وتوجد مقابر لبعض المسلمين، وغالباً تكون قد أقيمت في القرن السادس عشر الميلادي. [سبق الكلام على دخول الإسلام في إندونيسيا في القسم الأول من هذا الكتاب].

وتوجد في جنوب سورابايا مملكة هندية، وفي جاوة الوسطى توجد مدينة تسمى: "القدس" وقد أسلم أحد الملوك هناك. وبدأ الإسلام في الانتشار في القرن السادس عشر، وذهب بعض المسلمين إلى شرق إندونيسيا وبعضهم ذهب إلى سولاويسيي، والمسلمون فيها أقوياء إلى الآن.

الأولياء التسعة:

لم يكونوا يعيشون في وقت واحد، وبعضهم كان مع الأمير الذي بنى مدينة القدس. وهناك خرافة يعتقدها المسلمون الحمر، وهي أن أحد الأولياء قاطعه الأولياء الآخرون بسبب عدم تعمقه في الإسلام، فاستاء منهم وتشكل بصورة دودة ودخل بينهم وهم يتناقشون وسمع نقاشهم كله، ثم رجع إنساناً وادعى الألوهية، وحكم عليه الثمانية بالقتل، ومثل هذه الخرافة التي يعتقدها جهال المسلمين كثيرة. ومن أهم العقبات التي تعترض الإسلام في إندونيسيا السياسة المعارضة للإسلام.

ويوجد بعض العلماء المتعمقين في العلوم الإسلامية، ومنهم شيخ يسمى "استخار" في بوقور وهو متواضع وبعض العلماء يخفون أنفسهم. ويمكن طلب قائمة بأسماء هؤلاء العلماء من الدكتور محمد ناصر. وتوجد طائفة غرب جزيرة جاوة يسمون أنفسهم "بدوي" باللغة الإندونيسية، وتعمدت هولندا حجزهم عن الحضارة، وهم لا يستعملون الأشياء الحديثة، ولم يستطع أحد أن يدخل في منطقتهم، بعضهم دخلوا في الإسلام، وبعضهم دخلوا في المسيحية، وما زالوا يستعملون الأشياء القديمة إلى الآن، وتسمى بلادهم: بنتن BANTAN.

نشاط المجلس الأعلى الإندونيسي:

وقال الدكتور رشيدي عن نشاطهم الدعوي: نجمع عدداً من الدعاة الصالحين، ونوزِّعهم على المناطق لنشر الإسلام فيها، كل عشرة يذهبون إلى منطقة ويعطون مكافآت تغطي احتياجاتهم (مائة ريال في الشهر تقريباً) ونترك لهم حرية العمل واتخاذ الوسائل للاتصال بالناس والتخطيط ونشرف عليهم، وهذا ما يحصل الآن في جاوة الوسطى جوك جاكرتا، حيث يقوم بعض طلاب الجامعة الإسلامية في جوك جاكرتا بالدعوة في الجبال. ويجتمعون بعد ذلك ويناقشون النتائج.

ويرى الدكتور رشيدي أن المجلس الأعلى للدعوة هو المؤهل لهذا، لأنه يتصل بالشعب أكثر من غيره من حيث الدعوة، وعندهم مسجد الفرقان تقام فيه الصلاة في الطابق الثالث، والطابق الثاني للمحاضرات والاجتماعات، والطابق الأرضي للمكاتب، وقد ساعد في بنائه بعض المحسنين في الكويت. [والدكتور رشيدي هو نائب رئيس المجلس الأعلى الإندونيسي للدعوة الإسلامية، قال: رسمياً، أما من حيث العمل فصحتي لا تمكني من القيام بنشاط عملي].

ويوجد قسم كبير عن شؤون إندونيسيا في جامعة ليدن في مدينة لاهاي بهولندا، وهو يهتم بالأجناس وأديانها وعاداتها. والسكان الأصليون في إندونيسيا لهم لغة خاصة وحروف خاصة يكتبون بها.

والشيعة يوجد عدد قليل منهم من الشبان، ولا مستقبل لهم إن شاء الله في إندونيسيا. وقد أدرك بعضهم خطر الشيعة بعد أن ترجم الدكتور رشيدي كتاب سلامة الدقس: عقائد الشيعة في الميزان، واحتجت السفارة الإيرانية على ذلك، واتصلت بالناشر وقالت: إن في ذلك إساءة لزعيمهم الخميني، وقد اهتم الناس بقراءة الكتاب.

تعليق: تركت للدكتور رشيدي في هذه الجلسة أن يذكر كل ما يعن من خواطر، وإن كنت أحياناً أوجه له بعض الأسئلة والاستفسارات، وكان يتحدث والحزن باد عليه بسبب ما يراه من محاربة الإسلام في بلاده من الداخل والخارج.





السابق

الفهرس

التالي


16130646

عداد الصفحات العام

1372

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م