﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(029) سافر معي في المشارق والمغارب

(029) سافر معي في المشارق والمغارب

برهان ساطع يدحض الدعاوى الكاذبة على المناهج:

بعد أن رأيت نشاط حزب العدالة والرفاهية في إندونيسيا وتحالفه الرئيسي مع رئيس الجمهورية، وما حققه هذا التحالف من نجاح في البرلمان المركزي وفي الحكومة، وتحالف الحزب مع أحزاب أخرى في انتخابات فرعية، أثبت ذلك برهاناً ساطعاً على كذب من يدعي من أعداء الإسلام أن المناهج الإسلامية في بعض البلدان الإسلامية هي سبب العنف والعدوان والتفجيرات التي حصلت من بعض الشباب، لأن قادة هذا الحزب ومؤسسيه هم ممن درسوا في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة.

وعلى رأس هرمه في التأسيس من البداية رئيس مجلس شورى الحزب الأستاذ حلمي الذي أسس هو وعدد لا يتجاوزون عدد أصابع اليد في مطلع الثمانينات الميلادية نواة الدعوة إلى الله في عهد الحكم الاستبدادي واستمر هو وزملاؤه في عمل دعوي سلمي برغم ما لا قوه من ظلم واضطهاد، ولم يصدر من أحد منهم أي عمل من أعمال العنف والتخريب، بل كانوا يوجهون من يرون منه ميلاً لاستعمال العنف بسبب الظلم المتسلط على رقابهم، إلى التريث والصبر ونشر معاني الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.

وإني أشهد لهم بذلك، فقد طلب مني الأستاذ حلمي الاجتماع بمجموعة من الشباب كانوا يرون تكفير المجتمع الإندونيسي، وبخاصة الحاكم وموظفيه، واجتمعت بهم في أول زيارة لإندونيسيا في تاريخ: الاثنين: 2/9/1400ﻫ ـ 14/7/ 1980م وكان يرأسهم شاب درس في مصر، واسمه "الشيخ بَكِير بن سعيد عبده" وقد توفي رحمه الله.

فاجتمعت بهم وحاورتهم حواراً طويلاً، ولم أخرج من عندهم إلا بعد اقتنعوا اقتناعاً كاملاً بأن ما كانوا يعتقدونه من التكفير غير صحيح، وقد فصلت ذلك في الجزء الأول من الرحلات الإندونيسية (المجلد الرابع).
وهاهم اليوم طلابنا الذين تخرجوا في الجامعة الإسلامية مع طلاب تخرجوا في الجامعات اليابانية والأوربية والأمريكية والأسترالية قد اجتمعوا وكونوا صفاً واحداً في حزب العدالة والرفاه، ورئيس شوراهم هو الأستاذ حلمي أمين الدين، ورأس حزبهم الدكتور محمد هدايت نور وحيد، وهو متخرج في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وقد أصبح في آخر انتخابات أجريت في إندونيسيا رئيساً لمجلس الشعب.

وزميله الدكتور سالم سقاف جفري، سفيراً لبلاده في المملكة العربية السعودية، وهو ممن تخرجوا في الجامعة الإسلامية، ولهم زملاء كُثُر في مجلس النواب المركزي، وآخرون في المجالس الفرعية في المحافظات والمناطق والدوائر، وكثير منهم موظفون في الدولة في مواقع متنوعة. ومنهم من أسسوا معاهد ومدارس وروضات أطفال ونفعوا شعبهم في التعليم وفي غير ذلك من الأعمال الخيرية النافعة.

ومثل الإخوة الإندونيسيين كثير في بلدان العالم ففي اليمن عدد كبير ممن تخرجوا في الجامعة الإسلامية أعضاء في حزب التجمع اليمني للإصلاح ومنهم الأعضاء في مجلس النواب، ومنهم من كان تقلد بعض الوزارات، وهكذا لا تجد بلداً إلا وفيه طلاب تخرجوا في الجامعة الإسلامية أو غيرها من الجامعات في المملكة العربية السعودية في آسيا وأفريقيا وغيرهما قائمون بأعمالهم الرسمية أو الخاصة دون أن يحدث منهم عنف أو عدوان على أحد. بل إن غالب علماء المملكة العربية السعودية تخرجوا في مدارسها وجامعاتها، وهم يملئون وظائف الدولة في كل الوزارات والمؤسسات، وينكرون العنف ويفتونه ولا يقرونه.

وإذا كان بعض الشباب قد حصل منهم ما حصل فإنما هو تصرف خاص بهم لم يكن سببه المناهج الدراسية التي يتجنى أعداء الإسلام من اليهود ومن شايعهم من الصليبيين الجدد والمنافقين من ذراري المسلمين، عليها ويطلقون أكاذيبهم بأن تلك المناهج هي التي خرجت هذا الشباب الذي اتخذ العنف منهجاً له في نشاطه.

بل الواقع أن أعداء الإسلام يريدون حربه مطلقاً سواء وجد من بعض أبنائه عنف أو لم يوجد، ولكنهم يتلمسون لحربه وسائل يجعلونها مسوغة لحربه، وما يحصل في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من البلدان البراهين الساطعة على كذبهم.






السابق

الفهرس

التالي


16125304

عداد الصفحات العام

3919

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م