﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(049) سافر معي في المشارق والمغارب

(049) سافر معي في المشارق والمغارب

معلومات عن المركز الإسلامي في غرب أستراليا:

يوجد مسجد يصلي بالمسلمين فيه ويقوم بخطبة الجمعة فيهم الشيخ سليم بن محمد سازكين التركي، وهو
من مدينة "ليدن" في غرب تركيا ولد سنة 1951م، وتعلم في مكتب الأئمة والخطباء، ثم في المعهد العالي الإسلامي في استنبول، وفي سنة 1969م توظف واعظاً في المحمودية في وسط تركيا، بعد أن تخرج من مكتب الأئمة والخطباء، وتزوج سنة 1973م، وانتقل إلى ولاية نازلي في غرب تركيا، وبعد سنتين أصبح مفتياً.

وفي سنة 1977م دخل دورة دراسة الفقه والتفسير والعربية لمدة سنتين، وقبل إكمال هذه الدورة بشهرين بعث إلى أستراليا ليقوم بإمامة الأتراك المسلمين في "ولنجتون"، جنوب مدينة سدني، وبقي فيها ثلاث سنوات ونصف السنة، ثم طلبت منه الحكومة التركية العودة إلى تركيا ـ لأنه أتى إلى أستراليا بإذن منها ـ ولكن الاتحاد طلب منه البقاء في أستراليا فقبل ذلك واستقال من وظيفته في تركيا.

وتسلمت جمعية ولنجتون رسالة من تركيا إلى الجمعية تعرض فيها بعث إمام تبعثه الحكومة التركية، إذا قبلت الجمعية، وقبلت ذلك الجمعية وراجع الأخ سليم المسؤولين في الاتحاد، فأخبره الاتحاد أن الجمعية الإسلامية في مدينة "أدلايد" تطلب إماماً، وعرض الاتحاد عليه ذلك فقبل وانتقل في أول هذه السنة إلى مدينة "أدلايد" وله فيها ستة شهور، وقال: إنه سيعود إلى تركيا بعد سنة ونصف حفاظاً على تربية أولاده في بلده، خوفاً من نار الكفر والعادات السيئة في بلاد الكفر. وقال: إن في المدارس الأسترالية من المنكر ما لا يطاق وعمر أكبر أولاده عشر سنوات وعمر الثاني خمس، والثالث عمره سنتان.

ثم ذهبنا إلى ساحل البحر، وكان معنا الأستاذ أحمد سقاقا، وقد وجهت له في السيارة السؤال التالي:
متى نظمت هذه المدينة هذا التنظيم، ومتى أنشأت هذه الشوارع التي نرى كأنها الآن فرغ من إنشائها؟
فأجاب: إن هذه الأمور التي ترونها كلها، جئت وهي هكذا، مع العلم أن له في هذا البلد أربعة وثلاثين عاماً، وقال: إن الأستراليين نظيفون في شوارعهم ومنازلهم وفي كل مرافقهم، وأن هذه المعاني أخذوها من ديننا، ولكن أخذنا منهم الأخلاق الفاسدة وتركنا محاسن ديننا.


أندر من الكبريت الأحمر:

وقفنا على ساحل البحر في غرب مدينة "أدلايد" أمواجه الهادرة تتلاحق، ثم تكر الأولى راجعة فترتطم باللاحقة، وقد وضع سد من الصخور الكبيرة على الشاطئ لوقاية البيوت المجاورة من هياج البحر الذي قال لنا الإخوة: إنه هاج قبل سنتين، حتى كاد يغمر أطراف المدينة في وقت مَدِّه.

وعندما رجعنا إلى السيارة لنواصل السير على شاطئ البحر متجهين إلى الجنوب، رأى الشيخ عمر ثلاث قطع أو أربعاً من قشور البرتقال مرمية على الأرض، فقال: هذه هي المرة الأولى التي نرى هذا المنظر في أستراليا، فقال الشيخ أحمد سقاقا: يمكن أن بعض الأطفال رموها هنا، لبعدهم عن المنازل، وهذا منظر نادر، بل هو أندر من الكبريت الأحمر في هذا البلد، بخلاف بعض البلدان المسماة بالنامية، فإن الغرابة فيها أن تجد فيها شارعاً أو بقعة نظيفة سليمة من القمامات والنفايات. والبلد النظيف هو الذي يستجلب له جيوش من العمال يُتابَعون في تنظيف شوارعه وحاراته طوال اليوم. ثم تجولنا قليلاً بالسيارة على شاطئ البحر وتوجهنا إلى منزل الأخ سليم.

ممرض ماهر!

كان الشيخ قد أصابته شجة خفيفة في وسط رأسه من حافة باب السيارة عندما أراد الدخول في الصباح، وسألني عندما ذهبنا إلى البحر: هل يوجد عندي مطهر؟ قلت: ماذا تريد به؟ فقال: جرح خفيف في رأسي من ضربة السيارة، فقلت نشتري الآن عندما نعود مطهراً من الصيدلية، فقال: لا داعي لذلك فالجرح خفيف، ولكني ألححت على شراء المطهر، وعندما دخلنا إلى بيت الأخ سليم، أخذت طاقية الشيخ، وإذا الشجة يخرج منها قليل من الدم فأخذت القطن وطهرت به المكان من الدم، ثم وضعت عليه المطهر وغطيت رأس شيخنا، فقال: أنت اليوم ممرض ماهر، فقلت: الحمد لله على هذه الشهادة بالخبرة في مجال آخر من مجالات الحياة، وشفى الله الشيخ مما أصابه.

وقد قابلنا أولاد الأخ سليم الثلاثة: وهم بلال، وعمره عشر سنوات، وطلحة وعمره خمس سنوات، ومصطفى وعمره سنتان، وقد اسمعنا بلال آخر سورة البقرة بقراءة مجوّدة جيّدة. وقد طلب الإمام سليم بن محمد سازكين أن نبعث له بكتاب بدائع الصنائع إن كانت الجامعة الإسلامية توزعه.


المذهب الثالث:

كان شيخنا فلاتة يشرب الشاي والقهوة، وأنا أشرب شيئاً من العصير ثم اكتشفت أن الحليب الأسترالي كثير جداً، وهو حليب بقر طبيعي، يوجد في البيت والدكان والفندق والطائرة، فكنت إذا طلب الشيخ الشاي أو القهوة طلبت أنا الحليب، واستمر الشيخ على ذلك فترة، ثم رأى أن يجمع بين المذهبين، فكان يطلب الشاي والحليب أو القهوة والحليب، فقلت له: لماذا لم تبق على عادتك الأولى؟ فقال: عندي مذهب ثالث، لا أدعك تستأثر بالحليب وحدك! كنا بين حين وآخر نمزح فيما بيننا لقوة انسجامنا، وتآلفنا، وسماه الشيخ "مزح المحبة:





السابق

الفهرس

التالي


16125351

عداد الصفحات العام

3966

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م