﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07) سافر معي في المشارق والمغارب

(07) سافر معي في المشارق والمغارب

زيارة دار الأيتام: 1404هـ [كولمبو]

وفي الساعة الثانية عشرة زرنا دار الأيتام، وهي تشتمل على مسجد ومساكن وفصول دراسية، وفيها
بعض أنواع التدريب المهني كالكهرباء والنجارة. وعدد الأيتام الذين يعيشون في هذه الدار حالياً سبعة وخمسون ومائتا يتيم ويتيمة، ويحتمل أن يزيد العدد قريباً فيصل إلى ثلاثمائة، ومساحة الأرض التي تقع عليها الدار فدانان، ويخطط المشرفون على الدار لتوسعتها، حتى تستوعب ألفاً من البنين في موضع آخر ويخصص البناء الحالي للبنات.

بدأت الدراسة وإيواء الأيتام سنة 1962م، ولها أوقاف في العاصمة كولمبو. وقد زارها عدد من البلدان العربية، وأخذ بعض الزائرين من إمارة دبي عشرة أيتام ليكفلهم ويربيهم. وقام بتأسيس هذه الدار لجنة من المسلمين وهي برئاسة عبد الجبار محمد حالياً، وأسهم أولاً في إنشائها الحاج نظيم والحاج سليم.
.
زيارة الجماعة الإسلامية:

ثم قمنا بزيارة الجماعة الإسلامية في مقرها بـ(كولمبو) في الساعة الواحدة والنصف ظهراً، واجتمعنا برئيسها الحالي الشيخ مولوي محمد إبراهيم، وأطلعونا على نشاطهم الذي يقومون به، وأخذنا منهم المعلومات الآتية:

تأسيس الجماعة:

أسست الجماعة الإسلامية السيلانية سنة 1954م، وهي في الحقيقة امتداد للجماعة الإسلامية التي أسسها داعية العصر الكبير الأستاذ: أبو الأعلى المودودي رحمه الله. وتتركز دعوة الجماعة الإسلامية السيلانية [نسبة إلى سيلان اسم البلد سابقاً قبل أن تسمى سريلانكا]. ومنهاجها على الجوانب الدينية والتعليمية والثقافية والاجتماعية، ولا تتدخل في السياسة الحزبية، ولكنها تسعى دائماً للدفاع عن حقوق الأمة الإسلامية في جمهورية سريلانكا.

أهداف الجماعة:

1 ـ تصحيح أفكار المسلمين وتربيتهم أفراداً وجماعات تربية دينية.
2 ـ الاهتمام بحقوق المسلمين في جمهورية سريلانكا، والسعي للمحافظة عليها.
3 ـ السعي لتنظيم المسلمين في البلد ليصيروا أمة دعوة مثالية.
4 ـ تبليغ الدعوة الإسلامية لغير المسلمين من البوذيين والهندوس والمسيحيين الذين يبلغ عددهم تسعين في المائة من مجموع السكان.

أهم نشاط الجماعة:

1 ـ رعاية المنظمة الطلابية التي أسستها الجماعة الإسلامية، ومحاولة توفير حاجاتها المادية والمعنوية.
2 ـ نشر الكتب الإسلامية باللغات الأهلية: لغة التاميل، واللغة السنهالية والإنجليزية، وقد تم نشر خمسين كتاباً باللغات الثلاث المذكورة.
3 ـ ترجمة تفسير القرآن الكريم والسنة النبوية باللغة السنهالية، وقد تمت ترجمة تفسير سورة البقرة من تفسير الأستاذ المودودي، والعمل مستمر بإذن الله.
4 ـ إصدار مجلة أسبوعية وأخرى شهرية، وهذه تصدر منذ ثلاثة عشر عاماً بالتتالي.
5 ـ تقديم الخدمات الاجتماعية للمسلمين خاصة، ولجميع المواطنين عند الحاجة.
6 ـ إنشاء رياض الأطفال للمسلمين والمدارس الدينية في المدن والقرى.
7 ـ تدريب الشباب المسلمين والشابات المسلمات على الحرف والمهن اليدوية.
8 ـ تربية المسلمين الحديثي العهد بالإسلام وتعليمهم.
9 ـ تملك الجماعة مطبعة لطبع القرآن الكريم، والكتب الإسلامية وتبيعها بثمن رمزي.
10 ـ السعي لتحويل بعض قرى المسلمين إلى قرى إسلامية نموذجية، في بيئتها وتقاليدها.
11 ـ جمع التبرعات وأموال الزكاة لإسكان المسلمين الفقراء وبخاصة الجدد منهم وقد تم إسكان مائة عائلة في ثلاث قرى، كلهم جدد في المنطقة الشرقية من سريلانكا وامتد المشروع إلى المناطق الأخرى.

دعوة قائد السيارة إلى الإسلام:
عندما بدأنا السير راجعين إلى مدينة كولمبو، طلبت من الإخوة الشيخ مولوي إبراهيم، والشيخ محمد مخدوم، أن يترجما بيني وبين قائد السيارة الذي اتفقنا معه على إيصالنا إلى المدرسة وإعادتنا إلى كولمبو، إذا رغب أن نشرح له بعض مبادئ الإسلام فاخبروه، فقال: إنه يحب أن يسمع شيئاً من ذلك، وسألناه: هل درس عن الإسلام شيئاً؟ فقال: إنه يأسف لأنه لم يسمع عنه إلا قليلاً، فسألناه عن ثقافته، فقال: إن عنده بكالوريوس، وكان مدرساً في المدارس الحكومية، ثم إنه استقال، وهو يعمل الآن سائقاً لسيارة أجرة

فبدأنا نشرح له مبادئ الإسلام:
الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالرسول ، والإيمان بالوحي، وذكرنا له شمول الإسلام لحياة الإنسان ومحاسن المنهج الإلهي. وسأل هو عدة أسئلة وأجيب عنها، وطال النقاش بيننا وبينه حيث استغرق الطريق كله الذي يزيد عن خمسين ميلاً، وكانت النتيجة أنه استسلم واعترف بأن المعاني التي ذكرناها له عن الإسلام كلها صحيحة، وأنه اطلع على أمور كان جاهلاً بها. ومن الأمور التي تعجب منها: نفينا أن يكون محمداً صلى الله عليه وسلم، هو المعبود عند المسلمين، فقد كان يعتقد أن المسلمين عندما يدخلون المساجد إنما يعبدون محمداً صلى الله عليه وسلم ، فلما فهم معنى لا إله إلا الله محمد رسول الله، علم أن محمدا صلى الله عليه وسلم، إنما هو مبلغ عن الله، وليس هو الله ولا ابن الله ولا ثالث ثلاثة كما يزعم النصارى في عيسى عليه السلام.

وقال: إن الأجرة التي سيأخذها منا في ذهابه وإيابه معنا، لا تساوي شيئاً بجانب هذه المعلومات التي يسمعها لأول مرة في حياته عن الإسلام [وهذا دليل على تقصيرنا في البلاغ المبين الذي كلفه الله رسوله، ثم أمته من بعده، وأن كثيرا ممن يختلطون بالمسلمين ويعرفون لغتهم، ويرونهم يؤمون مساجدهم يجهلون حقيقة هذا الدين، بل يجهلون قاعدة قواعده: (شهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله). فكيف بمن لم يخالطوا المسلمين ولم يفهموا لغتهم...؟!]

ووعد بقراءة ترجمة معاني القرآن الكريم، وأي كتب أخرى يستفيد منها عن الإسلام، وإنه يريد معرفة الحق، وكان في أول النقاش يدافع عن تعليمات بوذا بشدة، ويحاول أن يصرفنا عن النقاش في هذه الأشياء، وكان يعتقد أن النار والهواء والتراب تعاونت مجتمعة على إيجاد هذا الكون، وعندما بينا له زيف هذا الاعتقاد، قال: إن بوذا أمرهم بعدم الخوض في هذه الأمور، وأن الذي سيخوض فيها سيصيبه الجنون.

ولكن بحمد الله ذهبت هذه الاعتقادات بعد المناقشة، ولا زلنا جميعا نتمتع بعقولنا، وقد ودعنا عندما وصلنا إلى الفندق بحرارة، واتفق مع الشيخ مولوي إبراهيم والشيخ محمد مخدوم، أن يقدما له الكتب المفيدة عن الإسلام باللغة الإنجليزية. واتضح لنا أنه أخو مدير الشرطة في كولمبو، وهذا الموقف يدل أن الناس لم يبلغوا الإسلام على حقيقته.






السابق

الفهرس

التالي


16130869

عداد الصفحات العام

1595

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م