﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(023) سافر معي في المشارق والمغارب

(023) سافر معي في المشارق والمغارب

الأربعاء 10/3/1420ﻫ ـ 23/6/1999م

الاجتماع بمدير مكتب لجنة مسلمي أفريقيا:

كنت على موعد صباح هذا اليوم، مع الشيخ "محمد بن عبد الحق إبراهيم شونارا في المكتب الرئيس لجنوب أفريقيا في جوهانسبرج. وقد أدلى بالمعلومات الآتية رداً على الأسئلة التي ألقيتها إليه: ولد في 3/11/1949م، في جوهانسبرج. وهو مهندس تخرج من" كلية سلطان". زاول التجارة لمدة سنتين. ثم دخل في مجال العمل الإسلامي في تاريخ 10 ديسمبر عام 1970م.

1 - كان عضواً عادياً في حركة الشباب المسلمين في جنوب أفريقيا. 2 - ثم ترقى في الحركة، فأصبح عضواً برتبة "رفيق". ثم برتبة: "نقيب"ثم برتبة" ركن "ثم برتبة "منفذ وطني".3 - ثم أصبح مديراً للحركة في منطقة: "ترنسفال" 4 - ثم مديراً وطنياً للحركة في جنوب أفريقيا.

وكان نشاط الحركة يشمل المجالات الآنية: 1 - المجال الطلابي في المدارس الثانوية والجامعات. 2 - البدء بدعوة السود إلى الإسلام. 3 - القيام بأعمال اجتماعية، كتوزيع الملابس والأغطية في الشتاء، وتوزيع الطعام ولحوم الأضاحي. 4 - تأسيس بنك إسلامي صغير يسمى: "جامع".5 - إنشاء المؤسسة الطبية الإسلامية، أعضاؤها من الأطباء المسلمين. 6 - إقامة المخيمات، وعقد المؤتمرات والندوات الشبابية.
وأنشطة أخرى تتعلق بالمسلمين في جنوب أفريقيا. كان هذا إلى سنة: 1985م.

وكانت لهم علاقات بالمؤسسات الإسلامية في الخارج، مثل الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وقد جاء بعض الأساتذة السعوديين لإلقاء محاضرات. وكذلك اتصلوا برابطة العالم الإسلامي، واتحاد الطلاب المسلمين في كل أنحاء العالم. وكانت صلتهم قوية بالجماعة الإسلامية في باكستان.

دخول الإسلام في جنوب أفريقيا:

كان دخول الإسلام إلى جنوب أفريقيا من بلدان شتى:
أولها: المسلمون الذين جاء بهم الاستعمار من أرخبيل الملايو في سنة: 1600م، حيث نفوا قادتهم السياسيين الذين كانوا يحاربونهم ليطردوهم من بلادهم، وكان بعضهم من كبار العلماء والشخصيات البارزة، وجاءوا بأتباعهم عبيداً يخدمونهم في كيب تاون. وقد نشر أولئك العلماء وأتباعهم الإسلام، وصاهروا المواطنيين، وهم إحدى فئات جنوب أفريقيا حسب تصنيف الحكومات العنصرية، وتسمى هذه الفئة بـ"فئة
الملونين".


الكاتب يحاور مدير مكتب لجنة مسلمي أفريقيا محمد فريد شونارا ( في الوسط ) والداعية الشيخ أحمد فيصل على يسار الصورة

ثانيها: المسلمون الذين جاءوا من الهند سنة: 1850م أحضرهم الإنجليز للعمل في حقول السُّكر، [ذكر بعض المؤرخين ـ كما سيأتي في معلومات كيب تاون ـ أن الهنود ـ أيضاً ـ جاء بهم الإنجليز عبيداً، كما جاء الهولنديون بالملايويين عبيداً، إلا أن الهنود حافظوا على جنسهم فلم يصاهروا غيرهم]. في منطقة "دربن" ثم جاء بعد ذلك التجار المسلمون من الهند إلى دربن، ثم زحفوا إلى الشمال بالتدريج، وأخذوا يؤسسون مجتمعاتهم الإسلامية. وهؤلاء كانوا أقل من البيض في الاقتصاد، ولكنهم أقوى من السود في ذلك. وبسبب الحجر عليهم في السكن في أماكن معينة، لم يستطيعوا نشر الإسلام بين الأفارقة السود. [لقد ناقشت كل من احتج من الهنود بهذه الحجة على عدم نشر الإسلام بين السود، بأنه كان في استطاعتهم نشر الإسلام بين السود الذين كانوا يخدمونهم ـ ولا زالوا ـ في منازلهم وشركاتهم ودكاكينهم، وكانوا من الرجال والنساء والكبار والصغار، وهم كثيرون نسبياً، ولو أسلموا أو أسلم أكثرهم لكان لهم تأثير على قومهم الذين يختلطون بهم، وقد اعترف غالب من ناقشته بالتقصير في هذا الأمر، ولعلهم يتداركون الآن ما فاتهم من قبل].

ثالثها: المسلمون الذين أتوا من زنجبار، وبلدان أفريقية أخرى، وبخاصة من"ملاوي" بعد الانتخابات سنة: 1994م.

الجمعيات في جنوب أفريقيا

وسألت الأخ محمد شونارا عن الجمعيات الإسلامية في جنوب أفريقيا؟ فقال: الجمعيات الصغيرة كثيرة، ولكن الجمعيات الكبرى هي الجمعيات التي وضعنا لك برنامج زيارتها.

المذاهب الفقهية في جنوب أفريقيا:

كان يوجد مذهبان فقهيان في جنوب أفريقيا: هما المذهب الحنفي الذي يتبعه الهنود، والمذهب الشافعي الذي يتبعه الملايويون، والسود كانوا يتبعون أحد المذهبين. والآن بدأ بعض المسلمين يتبعون المذهب المالكي، بسبب مجيء بعض المغاربة إلى البلد. ويوجد قليل جداً من أهل الحديث السلفيين.

أسباب الاختلافات بين المسلمين:

الجماعات الإسلامية هنا ـ وفي غير هنا ـ متفرقة تراهم من الخارج كأنهم متحدون، ولكنهم في الداخل في تفرق شديد، والتفرق حاصل بين العلماء، وبين الجهال. والسبب في ذلك الحرص على المنافع الخاصة، والتضحية بالإسلام. وقال الأخ أحمد فيصل ـ وكان حاضراً هذا الاجتماع وكان هو المترجم ـ : إن بعض الأسباب يعود إلى اختلاف المذاهب، وبعضها يعود إلى القوميات، وبعضها يعود إلى الاتجاهات المتباينة، كالصوفية وغيرها.

معلومات عن لجنة مسلمي أفريقيا في جنوب أفريقيا:
أسس مكتب اللجنة في جنوب أفريقيا قبل عشرين سنة (سنة 1987م) وهو المسئول الأول عنها.
ولها ثلاثة فروع:

الفرع الأول في جوهانسبرج. والفرع الثاني في كيب تاون. والفرع الثالث في دربن. [وقد زرتها كلها].

نشاط اللجنة:

جمع التبرعات. بناء المساجد في أفريقيا. طباعة منشورات إسلامية. جمع تبرعات الأضاحي وتوزيع لحومها على المحتاجين. إفطار الصائم في مناطق الجفاف. بناء المستشفيات، وحفر الآبار. مساعدة الطلاب بالمنح الدراسية. مساعدة المؤسسات الإسلامية في أفريقيا. وقد جمعوا لمساعدة الصوماليين أيام المحنة مليون دولار.

برنامج دعوة السود.

للأخ "شونارا" رأي في كيفية دعوة السود، وهو العمل مع قليل منهم مع الاهتمام بتربيتهم واستمرارهم على الإسلام، بدلاً من دعوتهم عن طريق تقديم الإعانات المادية، مثل الطعام والكساء، ويعلل رأيه هذا بأن الذي يستجيب للدعوة إلى الإسلام عن طريق الطعام، قد يترك الإسلام إذا قدم له أهل دين آخر مساعدات مادية أكثر، وينتقد بعض الدعاة الذين يسلكون في دعوتهم سلوك الإعانات المادية.
وهذا نص ترجمة كلامه: ترجمة الأخوين أحمد فيصل وإبراهيم سلو ـ: (تحاول بعض المؤسسات الإسلامية دعوة السود بطريقة إطعامهم، ولو أدخلناهم في الإسلام بطريق الإطعام لدمروا الإسلام، بسبب عدم إبلاغهم الإسلام الصحيح، لأنهم يستقبلون الإسلام بسبب الطعام، وإذا حصلوا على طعام أكثر سيميلون إلى من أطعمهم أكثر، كالنصارى.

وقد دخل بعض السود الذين هم الآن في الحكومة، ولا يظهرون إسلامهم بسبب خوفهم من المشكلات، والذين يسلمون بدون فهم صحيح لحقيقة الإسلام لا يصلحون للإسلام. وكل يوم يدخل عدد من السود في الإسلام، بسبب حبهم للمساعدة، وهم لا يفهمون شيئاً من الإسلام ولا يطبقونه في حياتهم.

برنامج المكتب في دعوة السود:

عندنا الآن عشرون طالباً في"مركز الفرقان" ونحب أن نعمل مع عدد قليل مع التعليم والتربية، لأن ذلك خير من أن يكونوا كثيرين بالاسم دون الفعل. وفي السبعينات أعطينا المسلمين السود كتب المودودي وكتب محمد قطب وغيرهم، فأصبحوا أعضاء نافعين في الحكومة.

وسألته عما يشعر به المسلمون السود تجاه المسلمين الهنود؟

فقال: بعضهم يحقدون على الهنود، وبعضهم لا يحقدون، وسبب حقد هؤلاء أنهم يرون الهنود عندهم أموال وإمكانات ولا يهتمون بالمسلمين السود، حيث يبني الهنود مساجد كبيرة ومراكز إسلامية ضخمة، ينفقون في ذلك الملايين، ومع ذلك لا تجد من المصلين في تلك المساجد في صلاة الفجر صفاً واحداً كاملاً، وليس للسود مساجد يقيمون فيها شعائر دينهم وتعليم أبنائهم، وإذا وجدت لبعضهم مساجد صغيرة لا يهتم بها الهنود.

وإن من أكبر المشكلات أن يبنى مسجد واحد في منطقة الأغنياء يكلف من النفقات خمسة عشر مليون راند يعادل: 250000 دولاراً أمريكياً ـ كما هو الحال في "منطقة هاوتن" ولا يوجد بقربه من المسلمين ما يبلغ مائتي مصل، والذي دفع ذلك المبلغ لا يعلم بذلك. عدد سكان جنوب أفريقيا (40 مليون نسمة) ونسبة المسلمين 2% من عدد السكان.

تعليق الكاتب على تقديم الدعاة مساعدات مادية للمدعوين:

غالب من اجتمعت بهم من الدعاة يشكون من قلة الإمكانات المادية، التي يرون أنها لو قدمت للسود على سبيل الهدايا والإغاثة للمحتاجين لكان في ذلك مصلحة لانتشار الدعوة بينهم، لأن كثيراً منهم لا يجدون الضروري من الغذاء والكساء، والإحسان إليهم يجعلهم يحبون المسلمين ويشعرون باهتمامهم بهم، فإذا تكررت زياراتهم وتقديم المساعدات لهم كثر إقبالهم إلى سماع الدعوة والتأثر بها، ثم الاستجابة لها والدخول في الإسلام طوعاً لا كرهاً.

وكل الدعاة متفقون على أنه لا بد من متابعة التعليم والتربية لمن يدخل في الإسلام حسب الطاقة، حتى يستمر على التمسك بالإسلام. وبعض العلماء قد لا يرى إدخال عدد كبير منهم بدون قدرة على متابعتهم بالتعليم والتربية، خشية من أن يرتدوا عن الإسلام بدون ذلك.

والذي أراه في هذا لموضوع ـ وأزعم أن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسلم قد دلت عليه ـ أن الواجب على المسلمين اتباع سبيلين رئيسين في الدعوة إلى الإسلام:

السبيل الأولى: الاجتهاد في الدعوة إلى الإسلام ونشرها بين البشر في كل مكان يستطاع الوصول إليه، بأي وسيلة من الوسائل المتاحة المشروعة، ولا يجوز تأخير إيصال الدعوة إلى أي إنسان أو أي يلد يمكن الدعاة أن يوصلوا دعوتهم إليه، لأن في ذلك مخالفة لقاعدة إسلامية عظيمة، وهي عدم جواز تأخير البيان عن وقت الحاجة، ولا يجب على الدعاة إلى الله ـ إلا ما كان واجباً على رسولنا صلى الله عليه وسلم، وهو البلاغ المبين، فإذا بلغوا دين الله إلى الناس فدخلوا في الإسلام وجب على الدعاة، إذا استطاعوا أن يبينوا لهم أصول الإيمان والإسلام، وفروض العين بالتدريج، فإن لم يستطيعوا ـ لأي سبب من الأسباب ـ فعليهم أن يدلوا الداخلين في الإسلام إلى مراكز المسلمين ومساجدهم ويحثوهم على الاتصال بها لاستكمال معرفة ما تجب عليهم معرفته من دينهم، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.

وقد سلك الرسول صلى الله عليه وسلم، هذه السبيل، فكان يطوف بالناس في مكة وفي مشاعر الحج وفي الأسواق والقرى، لتبليغ الناس هذا الدين، وكان يأتيه في المدينة الرجل على ناقته فيسأله وهو واقف على ناقته عن أركان الإسلام، ويدخل في الإسلام وينطلق راجعاً إلى قومه داعياً لهم إلى ما تعلمه.

ونطق الإنسان بالشهادتين يدخله في دائرة الإسلام، وإذا مات على ذلك نجا من التخليد في النار، وقد يكون نطقه بالشهادتين مع معرفة القدر الضروري من معانيهما سبباً في مواصلة المسلم البحث عمن يعلمه ما يجهله.

ولا أرى مانعاً شرعياً من تقديم الدعاة إلى المدعوين المحتاجين ما يسد حاجتهم من طعام أو كساء أو مسكن أو غير ذلك، بل إن ذلك لمطلوب شرعاً في الإسلام، بل لا يوجد ما يمنع من صلة بعضهم بالمال والهدايا، إذا رجي من ذلك اقترانُهم من المسلمين وتأثرهم بسلوكهم وقبول دعوتهم، وما الذي يمنع من الإحسان إليهم لقصد استمالتهم إلى الدخول في الإسلام. [محل هذه المسألة بحث البلاغ المبين الذي أرجو أن يهيئ الله لي كتابته].

السبيل الثانية: تعليم الدعاة وتدريبهم على الدعوة إلى الإسلام وبعثهم إلى القرى والمدن والبلدان، للقيام بالدعوة إلى الله، وهؤلاء يمكنهم متابعة من أسلم وتربيته وتفقيهه في الدين، وهذا ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، مع خلص أصحابه في دار الأرقم..

والواجب الجمع بين السبيلين حسب القدرة. وقد وجدت بعض المراكز الإسلامية في جنوب أفريقيا تقوم بذلك، وبعضهم يقومون بإحدى السبيلين، كما سيأتي ذلك في مكانه، وقد مر بعضه سابقاً. والذي ظهر لي أنه توجد خلافات وأحقاد بين بعض الدعاة، فيكره كل خصم طريقة خصمه في الدعوة، وقد صارحت بعضهم بذلك ونصحت لهم، أسأل الله أن يجمع كلمتهم على الحق، وأن يرزقنا وإياهم الإخلاص في العمل، إنه سميع مجيب.






السابق

الفهرس

التالي


16125312

عداد الصفحات العام

3927

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م