﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(033) سافر معي في المشارق والمغارب

(033) سافر معي في المشارق والمغارب

سبقت الحلقة (32) مع الدكتور عبد الرشيد عمر، ولا زال الحوار معه في هذه الحلقة، والتي تليها.

أصناف أربعة جَنَتْ على هذا الدين:

وقلت له: لقد جنى على هذا الدين أربعة أصناف:

الصنف الأول: طلبة علم صغار، قد لا يفقهون أول باب من أبواب الفقه وهو باب الطهارة، يزعمون أنهم مجتهدون ويفسدون مع زعم أنهم مصلحون.

الصنف الثاني: علماء السوء الذين يفهمون حقيقة الأحكام الشرعية، ثم يحرفون الكلم عن مواضعه ويشترون بآيات الله ثمناً قليلاً، فيحلون ما حرم الله أو يحرمون ما أحل الله.

الصنف الثالث: علماء الجمود الذين يدعون أن باب الاجتهاد أغلق، فهؤلاء يلزم على قولهم أن الإسلام ليس صالحاً لكل زمان ومكان، وأنه ناقص لا قدرة له على إصدار أحكام في مسائل تنزل بالناس، وهم آثمون من وجهين: الوجه الأول: إغلاقهم باباً فتحه الله لأهله. الوجه الثاني: قعود القادر منهم على الاجتهاد عن القيام به.

الصنف الرابع: أعداء الإسلام من المستشرقين الذين يزعمون أنهم تعمقوا في دراسة الإسلام، ويظهرون أنهم أعلم بدين الله من علماء الإسلام، ويحرفون أحكام الله أو يطعنون فيها بأساليب ماكرة ليشككوا المسلمين في كثير من أحكام دينهم، ومثلهم تلاميذهم من أبناء المسلمين الذين درسوا على أيديهم وسلكوا مسلكهم، وأصبحوا أشد إفساداً لدين الله من أساتذتهم.

أما مسألة الإرث فالجواب عليه من ثلاثة أوجه:

الوجه الأول: أن الله تعالى تولى بيان أحكام الميراث بنفسه في كتابه، وفصلها تفصيلاً يدل على أنه أمر مقطوع به وأنه مما علم من الدين بالضرورة، وليس لأحد أن يحدث فيه زيادةً أو نقصاً، بل بين تعالى أن ذلك التقسيم فريضة منه، وليس فيما فرضه الله من اجتهاد، فقال تعالى ـ بعد أن بين أن للذكر مثل حظ الأنثيين -: {فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما} وقال ـ بعد الانتهاء من آيات الميراث ـ: Vتلك حدود الله … C.

الوجه الثاني: أن تفضيل الذكر على الأنثى لم يبن على علة كون الرجل هو الذي ينفق على المرأة، حتى يقال: إن الحكم يدور مع علته، فإذا انتفى إنفاق الرجل على المرأة انتفى التفضيل، بل يظهر من قوله تعالى: {آباؤكم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله إن الله كان عليما حكيما } عدم النظر في تقسيم الإرث إلى تعليل، وإنما هو فريضة يجب أن تطبق كما مضى، ويلزم من بنى التفضيل على علة الإنفاق أن يقول: إن للأنثى مثل حظ الرجلين إذا أصبحت هي التي تنفق على الرجل!

الوجه الثالث: أن أحكام الميراث المفصلة في القرآن أجمع عليها علماء الإسلام من عهد الصحابة إلى يومنا هذا ولم يخالف في ذلك عالم يعتد بعلمه، ومعلوم أن من أنكر حكماً مجمعاً عليه معلوماً من الدين بالضرورة، فهو كافر.

النقطة الرابعة:

أن زملاء الأخ عبد الرشيد عمر البارزين الذين يشترك معهم في المؤتمرات أو الندوات التي تعقد في جنوب أفريقيا أو خارجها، هم من ذوي الثقافات الغربية العلمانية المتطرفة ومن الذين أشربت قلوبهم حب أفكار المستشرقين، ويهاجمون الإسلام في كتبهم وأبحاثهم ومقالاتهم ونشاطهم، من أمثال حسن حنفي ومحمد أركون، وعبد الرحمن واحد، إضافة إلى بعض المستشرقين وأعضاء المؤسسات التنصيرية في أوربا وغيرها، وقد دهش الأخ عبد الرشيد عندما قلت له: أنت من زملاء عبد الرحمن واحد! وسألني: كيف عرفت ذلك؟ قلت له: من أفكارك الواضحة، وعبد الرحمن أكثر تطرفاً في أفكاره.

قال: ينبغي قبل الهجوم عليه أن تعرفوا أفكاره. قلت له: لقد عرفتها معرفة جيدة، وقابلته في داره، وحاولت أن يصرح بأفكاره لي لأناقشه كما فعلت معك، ولكنه لم يفعل، وأنا على علم تام بتصريحاته المحاربة لتطبيق الشريعة ولصلته باليهود في فلسطين وعضويته في معهد بيريز، وليس المشكلة في أنه يعتقد ما يريد من الأفكار المنافية للإسلام، ولكن المشكلة أن يتزعم أكبر جمعية إسلامية في إندونيسيا وهو يحارب تطبيق الشريعة ودعاتها، ويتعاون مع اليهود والنصارى والوثنيين والباطنيين على ذلك. [وقد أصبح الرجل رئيساً لجمهورية إندونيسيا، وصرح في مقابلات تلفازية أن تطبيق الشريعة يعود إلى الأفراد في الشعب، وأما الحكومة فلا! وفي رحلتي الأخيرة لإندونيسيا سنة 1426ﻫ أخبرني بعض طلابنا في جاكرتا أن مجلس علماء إندونيسيا المركزي في جاكرتا صرح بأن القاديانية المنكرين لختم النبوة الذين يعتقدون أن زعيمهم القادياني نبي، ليسوا من الطوائف المسلمة بل هم خارجون من ملة الإسلام، وهو ما جرى عليه علماء الأمة الإسلامية في هذا العصر، فأنكر عبد الرحمن واحد على العلماء وصرح بأنهم يتدخلون في حرية الناس وعقيدتهم ويجب أن يحل مجلسهم، وهو كما ترى يخالف في ذلك كافة علماء العصر ويخالف صريح القرآن والسنة وإجماع العلماء قديماً وحديثاً].

النقطة الخامسة:

إطلاقه القول: بأن طلاب الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة يكثرون من الكلام على العقيدة، ولا يتعرضون للشئون الاجتماعية التي يحتاج إليها الناس، وأنهم يعرفون عقيدة الشيعة ولكنهم يضخمون أمرها، ولا يقومون بالدعوة. أقول: إن هذا الإطلاق غير صحيح، وأنا أعرف كثيراً من طلاب الجامعة ـ وبعضهم من طلابي ـ ينتشرون في غالب المعمورة، ويتولون مؤسسات إسلامية تعليمية ودعوية واجتماعية، بل بعضهم تولوا مناصب وزارية، وبرلمانية ولا أنكر أنه يوجد بعض الطلاب الكسالى أو قليلي العلم والثقافة، منهم أو من غيرهم، لعدم استمرارهم في الاطلاع وانزوائهم وعدم اختلاطهم بالناس للقيام بالدعوة، وبعضهم قد يكون قليل الحكمة في دعوته، أو متصفاً بالشدة، ولكن الإطلاق غير صحيح.

وأما الاهتمام بالعقيدة وترسيخ أصول الإيمان في نفوس الناس بالحجج والبراهين على طريقة الكتاب والسنة، فإن هذا هو الأساس الذي سار عليه الرسول  من وقت نزول الوحي إليه إلى أن لقي ربه، وما استطاع أعداء الإسلام النفوذ بباطلهم إلى عقول أبناء المسلمين إلا عندما ضعف الإيمان في نفوسهم، وأصبح خامداً لا يحركهم للعمل ولا يلهب في قلوبهم الشعور بالغيرة على دينهم، وإن الذي يعرف حقيقة الإيمان كما أراده الله وفصله في كتابه وفي سنة رسوله، لا يمكن أن يترك أي شأن من شئون حياة الناس دون التطرق له وبيانه، لأن الإيمان ليس مجرد عقيدة ميتة في القلب لا تتحرك، ولا مجرد قول باللسان لا يثمر عملاً، وإنما هو قول وعمل واعتقاد، ولهذا نجد في آيات القرآن الكريم ذكر الإيمان والعمل الصالح والقول الصادق.

النقطة السادسة:

الاهتمام بمقارنة الأديان وبعث طلاب من المسلمين إلى المؤسسات النصرانية ـ ومنها ـ الفاتيكان للاطلاع

المباشر على عقيدة النصارى من مصدرها، من أجل الرد عليها رداً مبنياً على علم. أقول: لا شك أن العلم بالعقائد والأفكار من مصادرها الأصلية، لإقرار ما فيها من حق ورد ما فيها من باطل، هو الذي ينبغي لمن يتصدى لذلك سلوكُه، ولا ينبغي الرد على عقيدة أو فكرة دون معرفة حقيقتها وصدق نسبتها إلى من تنسب إليه، ودون مصدر يوثق تلك النسبة.






السابق

الفهرس

التالي


16111387

عداد الصفحات العام

3185

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م