﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(077) سافر معي في المشارق والمغارب

(077) سافر معي في المشارق والمغارب

السبت 27/3/1420ﻫ ـ 10/7/1999م

سحابة ممطرة من لبنان إلى جنوب أفريقي!

مع رئيس دار التوحيد الشيخ وليد السعدي: [تاجر الدنيا والآخرة بإذن الله]

بشرى مفاجئة

الحلقة الأولى

لم يدرج اسم الأخ وليد ولا اسم الدار المذكورة في جدول زياراتي في دربن، وكان ذلك يقتضي أن أغادر مدينة دربن دون أن أراه أو أجتمع به. غير أن الله تعالى هيأ لي العلم بوجوده - على غير ميعاد - في وقت اشتدت حاجتي إلى أن أجد مثله في هذا البلد، وكان ذلك في منزل (الشيخ داود بن قاسم كَدْوَه) نائب رئيس مؤسسة إقامة المخيمات الإسلامية للشباب الإسلامي، حيث كنا على موعد مع أعضاء هذه المؤسسة بعد صلاة المغرب، من يوم السبت: 20/3/1420ﻫ ـ 3/7/1999م لأخذ معلومات عن هذه المؤسسة.

وكان الأخ داود يطلعنا على بعض الصور الفوتوغرافية التي التقطت في بعض المخيمات، فرأيت صورة لشاب لابس زي عالم عربي: ثوباً عربياً وعمامة، فسألت: من هذا؟ فقال: هذا تاجر عربي شارك في أحد المخيمات، قلت: وهل هو موجود؟ قال: نعم، قلت: وهل يجيد اللغة الإنجليزية؟ قال: نعم. قلت: لقد عانيت من مشقة الترجمة اليوم، لأن الأخ حسيناً المغربي لا يجيد مصطلحات لغته العربية ولا اللغة الإنجليزية وأنا في حاجة إلى مساعدته.

فقال: عندي رقم هاتفه وسأتصل به الآن، فاتصل به وأخبره بوجود ضيف عربي يرغب في لقائك، واتفقنا على أن نلتقي غداً، وتم اللقاء، ودهش لعدم إشعاره بوصولي. [السبب في ذلك أن كثيراً من زعماء الجمعيات الإسلامية لا يرغبون في اتصال الزائر لجنوب أفريقيا بغيرهم، وقد لمست هذا منذ وطئت قدماي أرض هذا البلد، إلا أني اتخذت كل وسيلة ممكنة لتجاوز هذه الرغبة، وإن أزعج ذلك من أزعج، لأني قررت في جميع رحلاتي أن أجتمع بكل الجماعات والعلماء والشخصيات الإسلامية ما أمكنني ذلك، بل إنني أحاول الاجتماع بغير المسلمين من مستشرقين ومنصرين وأساتذة جامعات، ووثنيين… يعرف ذلك من اطلع على مذكراتي اليومية من سلسلة "في المشارق والمغارب"]. وقد رافقني في كثير من زياراتي ونفعني الله به في الترجمة وفي تبصيري ببعض الأمور المتعلقة بمهمتي.

اسمه الكامل: وليد بن رشيد العشي السعدي. عمره: 43 عاماً


الكاتب في دار التوحيد وعلى يمينه مدير الدار وليد اللبناني وعلى يساره المسلم منصور.

الدراسة: نال الشهادة الثانوية من الكلية الإسلامية في مدينة طرابلس ببلده لبنان، سنة 1971م ثم نال شهادة البكالريوس في إدارة الأعمال وتخرج في سنة: 1975م.

الأعمال: أعماله كلها من صغره تجارية، فقد كان مع أسرته في جدة يعملون في شركة الكردي للنقليات، من سنة: 1975 إلى 1985م. وبعد أن حصلت لهم مشكلات في هذه الشركة، رجعوا إلى طرابلس في لبنان وقت أحداث الحرب اللبنانية، وعمل في الصرافة ـ ولا زال ـ كما قام بالدعوة في تلك الفترة.

وفي سنة: 1992م نقل تجارته الرئيسة إلى جنوب أفريقيا في "دربن" وأسس شركة استيراد وتصدير الإطارات (عجلات السيارات). وهو متزوج من امرأة مسلمة من جنوب أفريقيا، وقد منح جنسية البلد.
وأنشأ ورشة لإصلاح السيارات، وبيع قطع الغيار، ويبيع ويشتري السيارات، ومطاعم، وهو نشيط وخبير في شؤون التجارة.



الكاتب وعلى يساره مدير دار التوحيد الشيخ وليد وعلى يمينه الدكتور فيصل مراد السوداني الموظف في الدار.

بداية نشاط الشيخ وليد في الدعوة:

بدأ اهتمامه بالدعوة في جنوب أفريقيا سنة: 1994م وكان نشاطه الدعوي منحصراً في المسلمين الهنود.
وكان التمييز العنصري الذي اتبعته الحكومة البيضاء يمنع المسلم الهندي من الاختلاط بغيره، ولكن فرصة الاختلاط متاحة له لأنه أجنبي، فاغتنم ذلك وقام بنشر الدعوة بمفرده.

وفي سنة: 1995م طلب منه أن يكون مسئولاً عن مسجد الملكة في دربن - كان المسجد شبه مهجور _ ولما كان المسجد يقع في منطقة صناعية ولم يكن له إمام ولا داعية، فقد جمع من المسلمين بعض التبرعات وقام بترميم المسجد، كما قام بالخطابة أيام الجمع والوعظ والإرشاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله على أساس الكتاب والسنة.

وأُسِّس أول مصلى خاص بالنساء في مدينة دربن، وقرر إلقاء دروس مسائية في يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. وأصبح المسجد عامراً بالمصلين ومركزاً للدعوة التي تنطلق منه إلى جميع الفئات في جنوب أفريقيا: السود والبيض والهنود والملونين، دون تفرقة.

تأسيس دار التوحيد وسببه:

وفي مطلع هذا العام (1999م) وجد أن العمل الدعوي أصبح كبيراً لا قدرة له في القيام به وحده، فعزم على تأسيس مركز يضطلع بالمهمة، فأسس دار التوحيد لنشر الدعوة. وبدأ في تنظيم هذه الدار وبتدريب بعض الإخوان والأخوات، للمساعدة في نشر الدعوة إلى الإسلام، وبخاصة في المناطق التي لا يصل إليها المسلمون، وهي مناطق مسيحية دخلها النشاط التنصيري، حيث يوجد في كل شارع من هذه المناطق كنيسة.

الناس ينتظرون من المسلمين البلاغ المبين!

وقد كان الدخول إلى منازل الناس في تلك المناطق يعتبر صعباً جداً، ولكن الزيارات التي قام بها دعاة الدار - ورئيسها واحد منهم - دلت على أن الناس في تلك المنازل كانوا ينتظرون ـ بلسان حالهم ـ من المسلمين زيارتهم ودعوتهم إلى الإسلام، والسبب في ذلك أن الكنيسة كانت تدعمهم مادياً وتطلب منهم الإيمان بالنصرانية، فكانوا يعلنون إيمانهم بها لفظاً، ولم يكن إيمانهم مبنياً على قاعدة أساسية، لذلك تبقى قلوبهم أقرب إلى فطرة الإسلام.

قال الأخ وليد: ومع دعوتنا لهم إلى الإسلام بدأنا نصحح لهم معلوماتهم الخاطئة وعقيدتهم الفاسدة، عن طريق الإنجيل نفسه ونثبت لهم أن كل ما تعلموه من القسس والكنائس غير مطابق لما في الإنجيل، وأن أولئك القسس لا يسمحون لهم بالنقاش في تلك الموضوعات، وهذا الأسلوب جعلهم يستقبلون الدعوة برحابة صدر.

بعد ذلك نبدأ نشرح لهم مبادئ الإسلام، فنجد منهم قبولاً لتكرار زيارتنا لهم، ونفتح لهم الباب على مصراعيه للسؤال عن كل ما يدور بأذهانهم في أي موضوع من موضوعات الإسلام، مع الإجابة عن أسئلتهم، ونوضح لهم أن الإسلام هو دين الناس جميعاً، وليس خاصاً بفئة معينة من الناس. [قد كان غالب سكان جنوب أفريقيا في العهد العنصري يعتقدون أن الإسلام هو دين الهنود فقط، ولكنهم بعد الانفتاح ووفود كثير من المسلمين من بلدان متنوعة علموا أن الإسلام ليس ديناً خاصا بالهنود، ولهذا بدءوا يتساءلون عن تقصير الهنود في دعوتهم إلى الإسلام؟!] وأنه شريعة الحياة السعيدة.

وعندما يصبح الشخص مستعداً للدخول في الإسلام نعلمه الشهادتين، ونبدأ بتدريسه فروض العين، ونحثهم على حضور المسجد، ونعلمهم كيف يتحابون فيما بينهم، دون تفريق بين أبيض وأسود وهندي وملون، وهو التفريق الذي ورثوه من الحكم العنصري السابق، ونعلمهم أن المساجد للمسلمين جميعاً، وليست كالكنائس التي كان يفرق فيها بين الأبيض وغيره، فكان للبيض كنائسهم وللسود كنائسهم ولا يدخل هؤلاء في كنائس أولئك، ولا أولئك في كنائس هؤلاء، وقد أثمرت الدعوة ثماراً طيبة.

الاتجاه بالدعوة إلى الطبقات المتعلمة:

ومع حرصنا على دعوة الطبقات الفقيرة والجاهلة، بدأنا نتجه بالدعوة إلى الطبقات المتعلمة من محامين وأطباء وغيرهم، وندعوهم إلى مناقشة الإنجيل الذي يؤمنون به ونبين لهم أن فيه ما يخالف اعتقادهم، وقد اتبعنا هذا الأسلوب عن طريق أخ لنا دخل في الإسلام وكان وزير كنيسة في كيب تاون، وعنده علم غزير بـ(العهدين: القديم والجديد) وهذا الرجل يعتبر هدية من الله للإعانة على نشر الدعوة بين المسيحيين، وبخاصة المثقفين منهم، وهو (الأخ منصور جوبير) وقد سبق الحوار معه.





السابق

الفهرس

التالي


15251579

عداد الصفحات العام

373

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م