﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(07) سافر معي في المشارق والمغارب

(07) سافر معي في المشارق والمغارب



فأين هو سد يأجوج ومأجوج؟



إن وصف السد ـ وهو كونه بين جبلين، وكونه من الحديد والنحاس، وكونه بذاته كافياً لصد غارة المعتدين عند بنائه، قد يبدو منطبقاً على السد الموجود بين جبلين من سلسلة الجبال الممتدة من قرب مدينة [دربند]. على ضفة بحر قزوين الغربية، إلى مرفأ [سوخوم]. على ضفة البحر الأسود الشرقية، وهذه الجبال تُكَوِّن سلسلة متصلة بين البحرين المذكورين، تمتد من جنوب جمهورية (جورجيا) إلى شمالها، لا يفصل بينهما فاصل إلا فتحة واحدة عميقة، سُدَّت بقطع من الحديد والنحاس، وهذه الفتحة، هي التي رجح بعض المؤرخين والكتاب أن ذا القرنين (كورش الأخميني) هو الذي بناها، وتسمى بـ[مضيق داريال]، وأن هذه الفتحة هي التي كانت تغير منها القبائل المتوحشة (يأجوج ومأجوج) من الشرق على القبائل المظلومة في الغرب. [مفاهيم جغرافية في القصص القرآني، ص: 225 - 300، وبخاصة ص: 280. وقد اهتم صاحب الكتاب بنقل آراء المؤرخين والجغرافيين، وما يتعلق بالقبائل الموجودة على جانبي السد في عهد ذي القرنين وما كان يحدث من عدوان القبائل المتوحشة التي تقطن في الجانب الشرقي للسدين قبل مجيء هذا الإمبراطور العظيم (ذي القرنين) على القبائل التي تقطن في الجانب الغربي للسدين، وما نعمت به القبائل الأخيرة من أمن بعد ردم الفتحة الواقعة بين السدين].



ولا أرى مانعاً من هذا الترجيح إذا تعينت هذه الأوصاف لهذا السد وحده في الأرض، كما لا أرى القطع بأنه هو، قبل البحث الميداني في هذا العصر بالذات، لكثرة الوسائل المتاحة، التي يمكن الاستعانة بها لاكتشافه.



مشروع لاكتشاف السد:



ولو أن بعض الحكومات في الشعوب المسلمة اهتمت بهذا السد، وخصصت له فريق عمل من ذوي التخصصات المناسبة له، من علماء الشريعة، وعلماء الجولوجيا، وعلماء التاريخ، وعلماء الجغرافيا، وذوي التخصص الإعلامي، وزودتهم بما يحتاجون إليه من مواصلات، ومن أهمها الطائرات المروحية وغيرها مما يتحقق به الهدف، وأضافت إلى ذلك التنسيق مع الدول التي يظن احتمال السد في أراضيها، لمنح الفريق حرية العمل والتنقل والتصوير، أقول: لو اهتمت بعض حكومات المسلمين بذلك لأمكن تعيين مكان السد ـ الذي لا بد أن يكون موجوداً ـ وليبدأ بالسد المذكور (سد داريال)، ولكن لا يُكْتَفَى به لاحتمال أن يوجد غيره.



مسوغات مشروع البحث عن سد يأجوج ومأجوج:



ولا شك في أن الاهتمام به أولى من الاهتمام بالتنقيب عن آثار الفراعنة والآثار الجاهلية في البلدان العربية وغيرها. [وإن كان التنقيب عن تلك الآثار لا يخلو من فوائد، ومن أهمها الاعتبار بقصص الأمم وغير ذلك مما يحتاجه المؤرخون وغيرهم، كما تشير إليه آيات القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: )أَوَ لَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الأَرْضِ فَأَخَذَهُمْ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ( غافر (21)]. لأن في تحديد مكانه ومعرفته زيادة بيان لما ورد به القرآن الكريم والسنة النبوية، ولأنه من أمارات الساعة التي ينبغي الاهتمام بها، وللاعتبار بعاقبة الظلمة المفسدين في الأرض الذين يُحْوِجون الناس إلى إقامة مثل هذا السد لاتقاء شرهم، كما أن فيه عبرة لمن مكنهم الله في الأرض وهيأ لهم أسباب الملك والقوة، ليستعملوا ذلك في طاعة الله، وفي مصالح خلق الله ونصر المظلومين والمستضعفين على الظالمين والمتجبرين!



هل يمكن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج؟



نعم، يمكن اكتشافه عقلاً، وعادة، وشرعاً:



1 ـ أما عقلاً: فلا مانع مطلقاً من السير في أرض الله والوصول إلى كل بقعة فيها بالوسائل المتاحة.

2 ـ وأما عادة: فقد اعتاد الناس الأسفار والانتقال من مكان إلى آخر في الأرض، بَعُدَ أو قربَ، وفي تلك الأسفار تمت اكتشافات كثيرة لما كان مجهولاً من الأرض، ومنها قارات كبرى، كأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية، واستراليا، كما اكتشفت أماكن دقيقة وصغيرة في البحار والأنهار والجبال والشعاب.



واستخدم الناس لتلك الاكتشافات كل الوسائل المتاحة لهم، من المشي على الأقدام، إلى الركوب على الدواب بأنواعها، واستخدام آلات النقل البرية، من العربات التي تجرها الدواب، كالخيول، إلى الدراجة العادية، فالنارية، فالسيارة، والقطارات، فالمراكب القادرة على السير في المسالك الوعرة - جبلية أو مستنقعات وأوحال أو غيرها - كالدبابات والمصفحات.. كما استخدموا وسائل النقل البحرية والنهرية الصغيرة والكبيرة السريعة والبطيئة.



وجاء دور الوسائل الجوية، من المناطيد إلى الحوامات الصغيرة والكبيرة، إلى الطائرات العملاقة، عسكرية ومدنية. ثم المراكب الفضائية، وما زُوِّدت بها تلك المراكب كلها من آلات تصوير مدهشة، تصور أدق التفاصيل في أصغر الكائنات الممكن تصويرها. هذه الوسائل وغيرها جرت العادة باستخدامها لاكتشاف غالب ما يظهر في المعمورة، ومعنى هذا أن اكتشاف سد يأجوج ومأجوج ممكن عادة، ولا يوجد مانع عادي يمنع من اكتشافه.



الأدلة الشرعية على إمكان اكتشاف السد:



وأما شرعاً: فلا يوجد نص شرعي ـ لا من القرآن ولا من السنة ـ يدل على كونه من الأمور الغيبية التي لا يطلع عليها الناس، لأنه ليس من الغيب الذي استأثر الله بعلمه، بل يستفاد من نصوص الشرع عكس ذلك، وهو معرفة الناس للسد ومعرفتهم ليأجوج ومأجوج، والأدلة على ذلك ما يأتي:



الدليل الأول: معرفة قبيلتي يأجوج ومأجوج وقت بناء السد.



لقد كانت قبيلتا يأجوج ومأجوج معروفتين للقبائل التي شكت من اعتدائهما عليها إلى ذي القرنين: قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ...}
[الكهف].



الدليل الثاني: بلوغ ذي القرنين مكان السد.



فقد بلغ ذو القرنين المكان الذي كان يأجوج ومأجوج يعيثون فيه فساداً، وهو الذي بنى السد بإعانة أهل البلد المتضررين: {فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً} 95[الكهف 95]. ويوجد من الوسائل في التي تساعد في البحث عن السد، في هذا العصر، ما لا يوجد في سواء في العصور الماضية



الدليل الثالث: أن خروج يأجوج ومأجوج من أمارات الساعة.



وعلاماتها، وأمارات الساعة تظهر للناس، وخروجهم يكون من ذلك السد، فلا بد أن يرى الناس خروجهم والمكان الذي يخرجون منه، وأخبر الله تعالى إن يأجوج ومأجوج ستُفتَح ـ أي يُفتَحُ السد الذي كان يحول بينهم وبين الخروج ـ كما قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96) وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ... } [الأنبياء 96 -97] وفتحه من أمارات الساعة، وأمارات الساعة ليست كالساعة التي لا يعلمها إلا الله، ولو كانت لا تظهر للناس ولا يطلعون عليها لما صح أن تكون أمارات.



الدليل الرابع: إخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، بوجود فتحة في السد في عهده.



فقد أخبرنا صلى الله عليه وسلم، قبل موته أن رَدْمَ يأجوج ومأجوج ـ الذي قال الله تعالى فيه، بعد أن بناه ذو القرنين: {فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْباً } [الكهف 97] قد نُقِب وفُتِحَ شيء يسير منه، وهذا الفتح اليسير هو بداية ما أخبر الله به في سورة الأنبياء أنه سيحدث، ففي حديث زينب بنت جَحش، رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، دخل عليها فَزِعاً يقول: (لا إله إلا الله! ويل للعرب من شر قد اقترب، فُتِحَ اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثلُ هذه) وحَلَّقَ بإصْبَعِه الإبهام والتي تليها. قالت زينب ابنة جحش: فقلت: يا رسول الله! أنهلِك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم إذا كَثُر الخَبَث) [اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان: رقم الحديث: 1829، ص: 808]. وهو دليل على أن يأجوج ومأجوج قد استطاعوا أن يحدثوا في السد من النَّقْبِ ما يتمكنون به من نوع خروج منه. وفي حلقات قادمة مزيد بيان عن هذا السد.








السابق

الفهرس

التالي


16130967

عداد الصفحات العام

1693

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م