﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(08)حوارات دعويه عالمية

(08)حوارات دعويه عالمية

حوار مع الحاج مصطفى كمورا. [طوكيو 4/11/1406هـ]


الحاج مصطفى كمورا، من تلاميذ أحمد أريجا، وهو الذي أسلم على يديه.



ولد الحاج مصطفى سنة 1912م في كيوتو عاصمة اليابان القديمة لألف سنة تقريباً إلى ما قبل مائة سنة..كان مع أبيه في كوريا عندما كان عمره خمس سنين، وكان في المدرسة الابتدائية في سيئول. ودرس المرحلة المتوسطة في كيوتو، ودرس المرحلة الثانوية في مدينة نارا باللغة الصينية.



قابل في هذا الوقت أحمد أريجا [ويرى أنه أول مسلم ياباني] وتعرف منه على الإسلام، كما تعرف والد الحاج مصطفى على أحمد أريجا وفهم الإسلام وأسلم وتسمى عمر.



وذهب الحاج مصطفى الى منشوريا قبل خمسين سنة [شمال شرق الصين] وكانت المساجد في الصين كثيرة، وزار بعض أئمتها وسلم عليهم واستمع إليهم.. مكث في منشوريا ثلاث سنين، ثم ذهب إلى منغوليا الداخلية (الصين) ليساعد حركة استقلال تركستان الشرقية.



وكان الشيوعيون من الروس والصينيين لهم نشاط، واليابانيون لهم مصالح في هذه المنطقة الحساسة.



وكان المسلمون الأتراك "الويغور" يحاربون الروس والصين، فانكسروا وعبروا جبال الهيمالايا إلى الهند، ووصلوا إلى كلكتا وشانغاهاي، وتلقفهم اليابانيون فدربوهم وكونوا منهم مقاومة.



وكانت اليابان ترفع شعار آسيا الكبرى، لعمل اتحاد آسيوي كبير، وكان الحاج مصطفى ضمن من استقبل هؤلاء المسلمين...



وكـانت اليابان ذات قوة عسكرية عظمى، فالتقوا هؤلاء وذهبوا إلى غرب الصين لمحاربة الصينيين، ولكن المؤسف أن هذا التخطيط فشل بعد قنبلة هيروشيما، فاندحرت اليابان ولم تتحقق الآمال.



قال الحاج مصطفى: اعتقل الشيوعيون بعض المسلمين، وعددهم ستة وعشرون وقتلوهم، ونحن انسحبنا من منغوليا الداخلية، أنا وعمر ميتا، وسودا، ورجعنا إلى اليابان..



هذه مرحلة ما قبل الحرب العالمية الثانية 1945م، وفي العشر سنين التي تلت احترقت طوكيو، ولم يكن يوجد قوت، أكل الناس أوراق الشجر وغيرها، ولم توجد ملابس ولا غيرها من الحاجات الضرورية، وبذلك لم توجد دعوة إلى الإسلام، لأن الناس مهتمون بالطعام وغيره مما يحتاجون. [قارن بين حالة اليابان في تلك الفترة واليوم، ولم يمض عليها إلا ستون عاما!]



وبعد عشر سنين أخرى بدأ الناس يتنفسون، وأسست أول جمعية إسلامية سنة 1953م، وبدأنا نفكر في الإسلام والدعوة إليه ومنطقتي "كيوتو" في غرب اليابان عزمت على فعل شيء للإسلام فيها.. فكونت جمعية سميت بـ"جمعية الصداقة الإسلامية اليابانية" لجمع الناس، وبدأت بذلك صحوة، وكان جماعة التبليغ يعملون في اليابان، ولكنهم في سنة 1960م [قال الدكتور صالح السامرائي: وهي السنة التي جئت فيها] رجعوا إلى باكستان، وذهبت معهم إلى لاهور، وملتان وبشاور. [قال الدكتورصالح: كأني أراه الآن وهو يحمل حقيبته ويخرج من اليابان إلى باكستان مع جماعة التبليغ].



قال الحاج مصطفى: وبعد أن رجعت من باكستان ذهبت إلى السعودية مع عمر ميتا سنة 1964م-1965م، وفي مكة المكرمة ترجم عمر ميتا معاني القرآن الكريم، بإشراف رابطة العالم الإسلامي، وكنت معه أساعده في ذلك..



وكان الشيخ محمد سرور الصبان والشيخ القزاز في الرابطة، والذي كان يحركهم هو المهندس عبد الرشيد أرشد من كبار جماعة التبليغ، وقد جاء إلى اليابان سنة 1959م، واهتدى على يده خيرة الناس في اليابان.. فلما سمع أن عمر ميتا بدأ في ترجمة معاني القرآن للغة اليابانية، أراد أن تتم الترجمة تحت إشرافه وبمساعدته، وكان يحفظ القرآن الكريم فتكلم مع الشيخ الصبان، واستدعت الرابطة عمر ميتا لعمل ذلك في سنة 1962 م، وبعد أن قضى عمر ميتا مدة في مكة استدعاني عن طريق الرابطة لمساعدته.



[وقال الدكتور صالح السامرائي: في سنة 1964م ذهب عمر ميتا وأرشد ومصطفى إلى المدينة النبوية، وعند رجوعهم منها إلى مكة أحرموا بالعمرة ورأوا رجلين باكستانيين في الطريق وكان يسوق السيارة أرشد.. فأراد أحد الباكستانيين أن يساعده في القيادة، وحصل حادث انقلاب ومات عبد الرشيد، وانكسرت ترقوة عمر ميتا وتجرح مصطفى، وأدخلوا المستشفى في مكة، وقد تعرفت عليه عن طريق الشيخ أبي الحسن الندوي].



قال الحاج مصطفى: ورجعنا من مكة بعد أن انتهت مسودة الترجمة، وفي اليابان تم ترتيبها وتنقيحها، وطبعت أول طبعة لها في سنة 1972م. وساعد الملك فيصل رحمه الله بمبالغ ما زالت إلى الآن تنفق على طباعة الترجمة كلما نفدت طبعتها.



ثم بدأت مرحلة النشاط، فاتصلنا، أنا وعمر ميتا، بالدكتور صالح السامرائي سنة 1966م، وبدأت الدعوة في اليابان، وكنا نقضي الليالي والأيام في جنوب اليابان، نحاول نشر الإسلام بين الناس، وهم يطردوننا مثل الكلاب، وصبرنا حتى استطعنا أن نتغلغل في جامعات اليابان، بسبب النظام العلماني.



وبدأ العمل باسم التبليغ، ولا يوجد مركز ولا مساعدات، وكان كل واحد ينفق على نفسه من جيبه.



إنشاء المركز الإسلامي في طوكيو



وبعد حرب البترول بدأ الناس يتساءلون عن الإسلام، وتذاكرنا مع السامرائي، واتفقنا على إنشاء قاعدة تدعم العمل للإسلام، وكان ذلك فكرة إنشاء المركز الإسلامي، فكانت اجتماعاتنا في أول الأمر للتخطيط سنة 1974م..



وفي أول سنة 1975م فتح مقر المركز في غرفتين متجاورتين، ودعونا إلى المركز عمر ميتا وخالد كيبا، وأنشأ الحاج مصطفى [وهو المتحدث] مسجداً صغيراً في أوساكا مع مشاركته في العمل في طوكيو.



وحضر الإمام الجندول وإمام الحرم المكي عبد العزيز آل الشيخ، إلى مسجد أوساكا ومعهم أحمد التوتنجي، وأقيم احتفال جيد بهذه المناسبة وتوليت رئاسة المركز في الفترة الثانية، وكنت بعدها مستشاراً، وذهبت مرتين إلى السعودية، وإلى ليبيا، وزرت منطقة الشرق الأوسط.. كانت المرة الأولى من زيارة السعودية لطلب مساعدة المركز، والمرة الثانية لمساعدة المسجد في أوساكا.


ومكثت ثماني سنوات أكتب عن تاريخ اليابان فيما يتعلق بالإسلام، وكان معي اثنان يساعدانني، وأنهيت الكتاب وهو جاهز للطبع، وهذا أول كتاب يكتب عن تاريخ الإسلام في اليابان من مسلم ياباني، ولم يكتب أحد مثله ولا يستطيع أحد أن يكتب مثله - هكذا قال – [ثم ابتسم].





[فقال الدكتور صالح: إن هذه ابتسامة أسف، لتعبه وعدم مساعدته في الطبع، والياباني يبتسم في أحرج الظروف على حد قول الشاعر:



لا تَحْسِبَنْ رقصتي في الهوى طرباً ،،،،،،،،،،فالطير يرقص مذبوحاً من الألم





وقال الدكتور صالح: لقد فتشت عن وثائق في جامعة واسيدا، ووجدت أربعة صناديق مملوءة بوثائق باللغة اليابانية عن المسلمين في اليابان، وقد أخذت منها ما يخصني في كتابي.



ثم قال الحاج مصطفى: إن كياشي[أحد المسلمين اليابانيين] ذهب إلى الأزهر قبل خمسين سنة ودرس هناك، وذهب إلى أندونيسيا عندما استعمرها الأوروبيون، وأصيب بضربة طائرة هناك واستشهد.



ويحمل الحاج مصطفى معه في حقيبته، أينما ذهب، خرائط وصوراً لشخصيات إسلامية يابانية وغير يابانية، والخرائط للأماكن التي زارها أو لها صلة بالمسلمين، وهي تنبئ عن جهود بذلها هو وزملاؤه لنشر الإسلام].



تساؤلات حزن وأسى!



وقال الحاج مصطفى: إنه يشعر بالألم عندما يسمع أسماء إسلامية للمسلمين اليابانيين، ولكن بعضهم لا يحمل غير الاسم، بخلاف جيلنا قبل الحرب العالمية الثانية، كان عددنا قليلاً، ولكن كان عند هذا الجيل همة ونشاط، وكان هدفنا الإسلام لا الماديات.. وقال: إن من المؤسف أن كثيرا من شباب المسلمين اليابانيين الذين يذهبون إلى بلدان المسلمين لدراسة اللغة العربية والدين الإسلامي، يحملون العربية كتابة وتحدثاً، ولكنه يستخدمونها لحسابهم الخاص.. [يعني لأعمالهم الوظيفية مع الشركات ولا يهتمزم بتعليم الإسلام].


ولا نرى منهم من يضحي في سبيل الإسلام كما كنا نضحي، إنهم يجرون وراء الفلوس وليس وراء العمل الصالح، وأعتقد أن الإخلاص في العمل ومراقبة الله، هو أهم الصفات للداعية في اليابان. [قلت: وفي كل مكان]



حديقة الأزهار ناراتو : وفي الصورة من اليمين: الكاتب-محمد باكريم-مصطفى كمورا-خالد كيبا 11/11/1406هـ ـ 18/7/1986م ص: 143



قال الحاج مصطفى: ولا بأس أن يتعلم الياباني اللغة العربية ويعمل في شركة، ولكن لا بد أن يخصص شيئاً من وقته للدعوة الى الإسلام.



أين الإخلاص الموجود في الشباب الآن من الإخلاص الذي كان يحمله الجيل السابق، الذي ذهب للحج على حساب نفسه، وتعرض للمخاطر خلال ستة أشهر ذهاباً وإياباً، أين هذا الإخلاص؟.



إن على المسلم أول ما يأتي من الخارج أن يتصل بالمسلمين الأوائل في اليابان، ليأخذ منهم الحقائق عن الإسلام والمسلمين في اليابان، وأنا واحد من هؤلاء، وسأعطي ما عندي من معلومات.



انتهى ما أدلى به الحاج مصطفى كمورا من معلومات في أحد المطاعم اليابانية في طوكيو.

وكان المترجم الدكتور صالح السامرائي، وقد يساعد في ترجم بعض الجمل الأخ عبد العزيز التركستاني الذي جاء أثناء الحديث وبقي معنا.



وبعد أن فرغ الحاج مصطفى من الإدلاء بهذه المعلومات، وختمها بإظهار أسفه الشديد على انقراض جيله المخلص ووجود شباب ذي عدد أكثر من ذلك الجيل القليل..
وقد تعلم بعض هذا الشباب اللغة العربية والدين الإسلامي في بعض بلدان المسلمين، ولكنهم لم يخلصوا كالأوائل ولم يضحوا مثلهم، وإنما غلب على أكثرهم حب الدنيا، حمل حقيبته وودعنا وذهب..



ولم تظهر من الحاج مصطفى أي قرينة تدل على أنه يريد مساعدة مالية، لا تصريحاً ولا تلويحاً، على الرغم مما هو فيه من الفقر والعوز، وعدم وجود مصدر مادي لرزقه، كما ذكر لنا الإخوة الدكتور صالح وغيره، بل ذكروا لنا أنه لا يجد المأوى الذي يسكن فيه.





السابق

الفهرس

التالي


15327179

عداد الصفحات العام

3473

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م