﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014)حوارات دعوية عالمية:

(014)حوارات دعوية عالمية:

حوار مع الأخ المسلم الألماني: يحيى شولستكة. [في برلين الغربية، في 16/11/1407هـ، وهو ذو وعيٍ عال بحقيقة الإسلام].


حدد لنا موعد مع بعض الأخوة الألمان المسلمين، والتقينا في منزل الأخ إبراهيم ذي النون، وهو طالب مصري في مرحلة الدكتوراه.



ولد الأخ يحيى في 5/11/1931م، أي إن عمره 56 سنة، وهو موظف في البريد.

سألته: متى سمعت عن الإسلام؟.



فقال: سنة 1963م، وقال: إنه على الرغم من أن ترجمة معاني القرآن الكريم في تلك الأيام غير سليمة، فإنه دخل الإسلام عن طريقها..



وقال: إنه لو اقتصر على معرفة سلوك المسلمين، ما دخل في الإسلام، لأن سلوكهم ينفر من الإسلام ولا يدعو إليه..



وقال: إن الترجمة كانت لرجل يدعى صدر الدين، ثم قرأ ترجمة الأحمدية – القاديانية - وأول دخوله في الإسلام كان في مسجد الأحمدية، لأنه المسجد الوحيد الذي كان موجوداً.



وكان يظن أن المكان الذي يوجد فيه مسجد يوجد فيه مسلمون صالحون وكان يوجد طلبة مسلمون، وعندما رأوا أنني أسلمت تعجبوا من إسلامي.. وقالوا: كيف يسلم وهو ألماني؟ وحصل بينه وبينهم نقاش تمسك بعضهم بعد ذلك النقاش بدينه، ورجع إلى بلاده وهو متمسك به.



وقد شرح لهم في ذلك النقاش سبب إسلامه، وأنه أسلم عن اقتناع، فأثر ذلك فيهم مع أنهم جاؤوا من بلادهم مسلمين ولكن بالهوية.



[قلت: كثير من المسلمين الذين يبتعدون عن دينهم في الغرب، يؤثر فيهم المسلمون الأوربيون، فيعودون إلى إسلامهم]



وقال: إن القاديانيين حاولوا التأثير عليه، وقد كان في صفهم. ولكن اتصاله بالطلبة المسلمين في الجامعة من السعوديين وغيرهم، وتحذيرهم له وبيانهم لفساد اعتقاد الأحمدية، جعله يعرف الحق ويتركهم.



وقال: إن الذي أثر فيه وجعله يحب الإسلام ويدخل فيه، هو التوحيد الخالص الذي فهمه من سورة الإخلاص.



وكان يظن أن اليهود عندهم توحيد، ولكنه تحقق أنه لا يوجد توحيد خالص إلا في الإسلام.. وكان قبل ذلك نصرانياً. وقال: إنه يعتقد أن سبب انتشار الإسلام في الأرض هو التوحيد.



[صورة]



وقد عاش في الحرب العالمية الثانية، والنصارى في حالة حرب، ورأى أنهم لا يعملون بما يدعون إليه في المسيحية، ومن ذلك أنهم يتقاتلون ويعتدي بعضهم على بعض، مع أنه يوجد في الإنجيل: "من ضربك على خدك الأيسر فأعطه خدك الأيمن" وهذا أمر غير ممكن تطبيقه، والإسلام أمر بالإحسان، ولكنه أمر المسلم أن يحذر من عدوه ويدافع عن نفسه.. وهذا يوافق الفطرة والحياة العلمية.



وسألته: ما الموضوعات الإسلامية التي يرى أنها تؤثر على الأوربي، إذا شُرحتْ له؟

فقال: عندنا في الإسلام أمران:



الأمر الأول: العقيدة.



الأمر الثاني: العمل.



ونحن نتكلم عن العقيدة ولكن لا نتكلم عن العمل، والناس إنما يدخلون في الإسلام إذا رأوا ثمرة العقيدة وهي العمل.



وذكر قصة مستدلاً بها على قوله، وهي أن أحد اليهود كان يضع القمامة في طريق الرسول صَلى الله عليه وسلم، وكان هذا اليهودي يسمع الكلام عن العقيدة ولم يسلم، وعندما مرض عاده الرسول صَلى الله عليه وسلم، فأسلم متأثراً بالعمل.



[قلت: يبدو أنه غلط بين قصة تذكر عن يهودي كان يؤذي أبا حنيفة، وبين القصة التي رواها أنس رضِي الله عنه، قال: كان غلام يهودي يخدم النبي صَلى الله عليه وسلم فمرض، فأتاه النبي صَلى الله عليه وسلم يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: (أسلم) فنظر إلى أبيه وهو عنده، فقال له: أطع أبا القاسم صَلى الله عليه وسلم فأسلم. فخرج النبي صَلى الله عليه وسلم، وهو يقول: (الحمد لله الذي أنقذه من النار) [وهو في صحيح البخاري 1/455)]

فقد أثرت عيادة الرسول صَلى الله عليه وسلم، في اليهودي المريض وفي أبيه الذي نصحه أن يستجيب لدعوته]



ثم قال الأخ يحيى: والمسلمون كثير منهم يدعون إلى الإسلام ولم يسلم الناس، ولو وجدوا قدوة حسنة بحيث ينفذ المسلمون أحكام الإسلام وآدابه، لدخل كثير من الناس في الإسلام..

وذكر الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ} [الصف:2-3].

وقال: إنه قبل الإسلام عمل كل شيء، مباحاً أو غير مباح مما يغضب الله، وفي فترة أحس أنه يجب أن يغير سلوكه ويترك بعض الأشياء لأنه غير راض عنها نفسياً.

وعندما عرف الإسلام ودخل فيه تغيرت نفسه، فتغير عمله، وذكر الآية الكريمة: {نَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ..} [الرعد: من الآية11]. فلا بد من تغيير أنفسنا.

وقال: إن الإسلام يعترف بواقع الدنيا، ويحثنا أن نعمل صالحاً، أما المسيحية فإنها تبني نظريات خيالية، ولكنها تصطدم بالواقع.



وسألته: هل سمع عن الإسلام شيئاً عن طريق وسائل الإعلام في الشعوب الإسلامية، أو من دعاة مسلمين جاؤوا يدعون إلى الله بأنفسهم، أو توزيع كتب، وهل يسمع الآن أو يقرأ من وسائل الإعلام في الشعوب الإسلامية شيئاً عن الإسلام بلغته أو بلغة أخرى يفهمها؟.



فقال: لم يسمع شيئاً مطلقاً قبل إسلامه من البلدان الإسلامية، ولم يكن ذلك مهماً عنده، وإلى الآن لم يسمع شيئاً من تلك الوسائل.



قلت له: لو أسلم أهل بلدك مثلك كيف ستكون حياتهم؟ وما الفرق بين حياتهم الآن وحياتهم بعد الإسلام لو أسلموا؟.



[كانت توجد في هذه المقابلة امرأة غير مسلمة وزوجها معها وهو مسلم مصري، جاء بها لتسمع شيئاً عن الإسلام رغبة في إسلامها، ولهذا كنت أحاول أن ألقي شيئاً من معاني الإسلام في هذه الأسئلة]



قال: عندما يدخل الإنسان في الإسلام يبدأ الطريق، ولكن لا بد من مواصلة السير بالعمل، وسيكون تقدم كبير إذا عملنا بالإسلام، أما إذا قلنا إنا مسلمون دون عمل فلا نصل إلى الغاية.



قلت: هل يجوز لمن دعي إلى الإسلام وفهمه أن يبقى على دينه ولا يدخل في الإسلام؟.

قال: لا يجوز، ولكن الذي لا يرى القدوة الحسنة لا يدخل في الإسلام.. ويمكن أن يكون سبب عدم دخوله في الإسلام عدم تطبيق الإسلام عند أهله. [تأمل كيف يكرر القدوة الحسنة وأثرها، والقدوة السيئة وأثرها]!



وسألته: عن أهم المشكلات التي يراها في أوروبا ولم يجدوا لها حلاً، وحلها موجود في الإسلام؟.



فقال: أهم المشكلات في أوروبا التعصبات الوطنية، وهم يحاولون أن يجدوا لها حلاً ولم يتمكنوا من ذلك إلى الآن، ولكنهم جادون في ذلك، وحلها في الإسلام أن الأرض لله، ولكن المسلمين الآن يعيدون هذه الوطنية العصبية.



ومن المشكلات: كيف يعيش أهل الأديان في أمان ويحاولون حل هذه المشكلة، وحل المشكلات كلها إنما هو في الحكم بما أنزل الله.



وقال: إنه يوجد كتاب غير معترف به من الكنيسة يدرس للقساوسة في الجامعات الدينية، ويحظر تدريسه للناس، وفيه يخاطب المسيح الناس بأشياء تتفق مع القرآن. من ذلك: أن الله يطوي السماوات كطي السجل للكتب، وأن الله سيجازيكم على أعمالكم.



والإنجيل الحالي فيه أنه يكفي أن تعتقدوا في المسيح، وهو يخلصكم من كل شيء، يعني بدون عمل صالح.



وسألته: عن الوسائل الممكنة المفيدة لنشر الإسلام؟.



فقال: المهم وجود جامعة إسلامية في ألمانيا، لكل من يتكلم باللغة الألمانية، حتى لا يعتمد الألمان على من يتكلم باللغة العربية فقط لترجمة معاني القرآن الكريم وغيرها..



فإنه إذا وجدت هذه الجامعة ستوجد كتب ومؤلفات، سواء كانت مؤلفة ابتداء أو مترجمة، وسيستفيد الألمان منها أكثر.



قال: وتوجد تفاسير كثيرة للقرآن مختلفة، والمهم وجود تفسير أقرب لحقيقة القرآن، ويترجم إلى اللغة الألمانية ويعتمد هو ويترك غيره مما يسبب الخلاف، وهذا أقرب طريق لمعرفة الإسلام.



قلت له: أولاً لا بد من طلبة من ألمانيا يدرسون اللغة العربية والإسلام، ثم يعودون ليعلموا الألمان ويترجموا لهم ويؤلفوا كتباً في ذلك.



قال: هذا غير سليم، لأنه إذا تعلم في البلدان العربية يعود إلى بلاده بدون عمل ولا خبرة فيرتبك، ولا يفيد. ويقترح أن يساعد المسلمون غير الصغار بتعلم الإسلام في البلاد الإسلامية، لأن عندهم خبرة وهم يفيدون أكثر.



والمشكلة اختلاف المسلمين، وزعم كل طائفة أنها وحدها على الحق والحق يكون في اجتماع المسلمين كلهم على الحق.



[هنا بينت له أسباب الاختلاف ومتى يسوغ ومتى لا يسوغ، والقاعدة التي يجب أن يتبعها المسلم عند الخلاف.]



فقال: المشكلة: أن غير المسلم عندما يرى هذا الاختلاف قد يصدم ويضطرب، وقد لا يثبت على الإسلام.



والأخ يحيى هو نائب اتحاد المسلمين الآن في برلين، ويحاولون أن يؤذن للمسلمين بتدريس أبنائهم في المدارس الألمانية مبادئ الإسلام، وسيرفع محاميهم دعوى بذلك، وستمر بمراحل كثيرة حتى تصل إلى المحكمة العليا، وهم في حاجة إلى مساعدات مادية لذلك.



وهذا الاتحاد يشمل كل المسلمين في برلين، ورئيس الاتحاد هو إمام مسجد الفتح المسجون في تركيا.



[تأمل كيف تعامل حكومات الشعوب الإسلامية زعماء الدعوة الذين يرأسون اتحادات إسلامية في دولة أوربية رئيس الاتحاد في ألمانيا مسلم، وهو مسجون في بلاده التي ولد فيها وهذا الاتحاد هو حجر الأساس للمسلمين. !]



وقال الأخ يحيى: يجب على الحكومات في الشعوب الإسلامية أن تجتهد في نشر الدعوة الإسلامية، بنشر الكتب والنشرات الصغيرة وترجمات معاني القرآن الكريم باللغات العالمية.. ولا بد من تعليم الإسلام والعمل به بطريقة جدية، كما نتعلم الأقمار الصناعية، ولا بد من علماء يكونون على مستوى ثقافة البلد، بحيث يكون عندهم استعداد للإجابة على أسئلة الناس ومعرفة مشكلاتهم.



ولا بد أن يبقى الشخص في البلد ولا يغير بعد فترة من وصوله، لأنه كلما طال بقاؤه في البلد ازداد خبرة وألفه الناس أكثر. ولا بد أن يكون ذا شخصية قوية مؤثرة.



وألح الأخ يحيى على بعث عالم إلى برلين تتوافر فيه تلك الصفات، ثم يجب أن يعقب ذلك قيام مدرسة إسلامية، كما أكد على إجادة لغة البلد واللغة الإنجليزية على الأقل.





السابق

الفهرس

التالي


16130975

عداد الصفحات العام

1701

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م