﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(057)السباق إلى العقول- مؤتمرات دعوية.

(057)السباق إلى العقول- مؤتمرات دعوية.


ومن الأمثلة للمؤتمرات العالمية التي يحتاج إليها المسلمون مؤتمرات الدعوة، وهي حاجة عامة شاملة للمسلمين وغير المسلمين في كل أنحاء العالم، وفي كل الأوقات، والدعوة إلى الإسلام، بالأساليب والوسائل –المناسبة لكل فئات الناس- التي تبين حقيقة الإسلام-البلاغ المبين- هي أساس السباق إلى العقول



ومؤتمرات الدعوة العالمية تحتاج قبل عقدها إلى دراسة جادة وعميقة، من قبل مختصين يحددون أهدافها القريبة والبعيدة، ومناهجها وأساليبها ووسائلها، ويكتبون في ذلك بحوثا محددة، وهذه الدراسة وحدها تحتاج إلى مؤتمر عالمي يجتمع فيه أفذاذ العلماء والدعاة وزعماء الجماعات الإسلامية، وعلى ضوئه يحدد المكان والزمان ويحضر الأشخاص الذين ينبغي أن يُدْعَوا لحضوره وتمويله والموضوعات التي توزع على القادرين للكتابة فيها، واللجان الإدارية والتنظيمية والإعلامية وغيرها، حتى إذا ما اجتمع المؤتمرون وجدوا أمامهم موضوعات عملية محددة، تدرس لتنفذ قرارتها وتوصياتها، لا لتحفظ في ملفات يأكل عليها الدهر ويشرب كما هو واقع كثير من المؤتمرات التي عقدت ولا زالت تعقد.



ويجدر بالمؤتمرين أن يبدؤوا في مؤتمراتهم بالأوليات من الموضوعات التي يترتب عليها تقدم الدعوة وانتشارها وكفاءة الدعاة، ودعوة الناس إلى ما يجهلونه من الإيمان والعبادات العينية والمعاملات اليومية، مثل فقه الأسرة وبعض أحكام الحلال والحرام.



وكذلك تحذيرهم مما يحيط بهم من المخاطر الحاضرة من أعدائهم ووجوب اجتماعهم على الحق والتعاون على البر والتقوى.



ويتلخص ذلك في الأمور الآتية:



الأمر الأول: إعداد دورات لتدريب الدعاة تؤهلهم لتخريج دعاة أكفاء.



وهذه الدورات تشمل التفقه في العلوم الإسلامية المتنوعة، من مصادرها وفي طليعتها الكتاب والسنة والسيرة، وكتب العقيدة السلفية السليمة من التعقيدات الكلامية والفلسفية، وعلوم التفسير وكتبه وعلوم الحديث وكتبه، وأصول الفقه وكتبه وكتب الأخلاق، والثقافة، ومعرفة شبهات الأعداء كالمستشرقين والمنصرين وغيرهم والرد عليها بالحجة والبرهان، وإجادة بعض اللغات العالمية أو بعض اللغات المحلية حسب الحاجة، ومعرفة البيئات والعادات للبلدان التي تسند إليهم شؤون الدعوة فيها، وكذلك معرفة أديان أهلها مع مقارنتها والاستعداد لكشف معايبها وإظهار محاسن الإسلام، وكونه هو الدين الحق الذي لا يوجد دينُ حقٍّ سواه.



هذا التدريب يكون-في الأصل-لذوي المؤهلات في الدراسات الإسلامية، ولكن ينبغي أن يختار عدد من ذوي المؤهلات الأخرى الراغبين في الدعوة كالمهندسين والأطباء والكهربائيين والبيطريين وغيرهم، من ذوي المهن ممن عندهم ثقافة إسلامية محدودة وثقافة معاصرة، وتعقد لهم دورات تدريبية في العلوم الإسلامية السابقة، ليأخذوا حظا كافيا منها، ليؤهلهم لتعليم الناس فروض العين وتوعيتهم بما يجب أن يعلموه في حياتهم، ويساعدوا المحتاجين إلى معرفة علومهم من فقراء المسلمين وغيرهم بالدواء والتعمير والزراعة وتربية الدواجن والماشية وبعض المهن العملية، كالنجارة والخياطة ونحوها، ليجمع الدعاة إلى الإسلام بين بيان الإسلام والدعوة إليه وبين ترقية الناس المعاشية، ولا يتركوا هذه الأخيرة لغيرهم من المنصرين.



وهؤلاء الدعاة بنوعيهم يُدَرِّبون-مع دعوتهم عامة الناس-من يرونهم ذوي قدرة على الاستيعاب في كل بلد من بلدان المسلمين أو غيرهم، لمناهج في حدود ما يرونهم قادرين على استيعابه من المعلومات الدعوية ونقلها إلى بني قومهم بلسانهم، لما في ذلك من الانتشار السريع للدعوة بكثرة القائمين بها.



ومن الوسائل التي تسهل تدريب الدعاة على تنوع مستوياتهم، إنشاء معاهد عليا لذوي المؤهلات في الدراسات الإسلامية-خاصة بمناهج الدعوة وأساليبها ووسائلها، لا تزيد مدتها عن سنتين ولا تنقص عن سنة، يستقدم لها علماء كبار متخصصون وذوو خبرة في هذا المجال، بحيث تكون الدراسة قوية والمواد مختارة مناسبة-مع التدريب العملي الميداني على ما يدرسون، وتقوى عندهم الجوانب العبادية ليكونوا قدوة لغيرهم فيما يدعونهم إليه.



وكذلك تنشأ معاهد متوسطة لذوي الثقافة الإسلامية المحدودة من ذوي الاختصاصات الأخرى، يأخذون فيها ما يؤهلهم لمهمتهم الدعوية كما مضى، وتحدد لهم المواد التي يحتاجون إليها والمراجع والمدة المناسبة مع تدريبهم العملي.



الأمر الثاني: أن يبدأ الدعاة في كل بلد بالموضوعات الأهم في ذلك البلد، فإذا كان أهل البلد يجهلون فروض العين، كأصول الإيمان وقواعد الإسلام التي تضمنها حديث جبريل المشهور، والأحكام المتعلقة بها كصفة الصلاة وأركانها وشروطها، وأموال الزكاة ومقاديرها ومصارفها، وصيام رمضان وما يتعلق به من واجبات ومفطرات، ومناسك الحج، فإن على الدعاة أن يبدءوا بهذه الفروض بالترتيب الذي لقنه الرسول صلّى الله عليه وسلم، لداعية اليمن معاذ بن جبل رضِي الله عنه: [فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن عليهم خمس صلوات، فإن هم أطاعوك لذلك فأخبرهم أن عليهم صدقة تؤخذ من أغنياءهم فترد على فقرائهم...]



فإن وجدهم على علم بذلك ويجهلون غيره، فليعلمهم ما يجهلون الأهم فالأهم. مع مراعاة نفور النفوس عما لا تألف والتدرج مع أهلها في ذلك، كما هي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبخاصة مع غير المسلمين أو المسلمين بالاسم الذين يجهلون كل شئ في الإسلام، فإن مطالبتهم دفعة واحدة بأداء كل الفرائض واجتناب كل النواهي بدون تدرج حكيم، قد ينفرهم من الإسلام كله.





الأمر الثالث: أن يتدارس المؤتمرون الموضوعات المهمة التي يحتاج إليها المسلمون لتوعيتهم بها في أمور دينهم ودنياهم وتحصر عناوينها، ويحصر العلماء القادرون على التأليف والكتابة فيها أو إلقاء محاضرات تسجل في أشرطة كاسيت أو فيديو، أو تعقد ندوات وتسجل كذلك ويستنسخ منها أعداد كافية لنشرها وتوزيعها على العالم الإسلامي، عن طريق إدارة خاصة بنشر الدعوة، وكذلك تطبع في رسائل وكتيبات صغيرة بكميات كثيرة بلغات عالمية ومحلية وتوزع على المسلمين، وفي الشبكة العالمية اليوم ما يمهد السبيل من الوسائل الكثيرة، وقد وجدت الآن وسائل للدعوة والتعليم جديدة، يمكن استعمالها.



وليس من الصعب أن تكتب أو تقرأ تلك الموضوعات في الأشرطة بلغات المسلمين المتنوعة، فالبلدان الإسلامية ممتدة في القارتين: الآسيوية والإفريقية من مشارق الأرض إلى مغاربها، وقلما يوجد بلد لا يوجد فيه طلبة علم قادرون على الترجمة أو التأليف أو القراءة، كما أن المسلمين منتشرون في القارات الأربع الأخرى: أوربا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأستراليا، بل وفي أطراف العالم كله.



إن أي موضوع من الموضوعات التي تهم المسلمين يمكن أن يصل إلى المسلمين كلهم في العالم خلال فترة قصيرة جدا بتلك الوسائل، لسرعة المواصلات الجوية والبحرية والبرية، ولوجود الاتصالات التي تحطم حواجز الرقابة والمنع، كالقنوات الفضائية والفاكسات والإنترنت، وغيرها…



وما أحوج المسلمين اليوم إلى اتخاذ هذه الوسائل، لإبلاغ ما يهمهم إلى كل مسلم في العالم سواء كان متعلقا بالشعائر التعبدية أو الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية أو العسكرية، حتى ينتشر الوعي ويشعروا كلهم أنهم معنيون بتلك الموضوعات والتعاون على البر والتقوى فيها.





السابق

الفهرس

التالي


16130662

عداد الصفحات العام

1388

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م