﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(093)السباق إلى العقول

(093)السباق إلى العقول


النتيجة السابعة: وفرة إمكانات سباق أهل الحق المعنوية.


لقد منح الله تعالى أهل الحق من الإمكانات المعنوية، ما يستطيعون بها سبق أهل الباطل بحقهم إلى عقول الناس.



من تلك الإمكانات توافق منهاج هذا الدين، الذي هو الحق والذي لا يملكه إلا المسلمون، مع الفطرة، ولو تراكمت عليها أتربة الباطل ردحا من الزمن.



فأصول منهاج هذا الدين من الإيمان والرسالة والوحي تُقِرُّبها الفطر وتتجاوب معها، كما تخضع لها العقول وتستقبلها، مُسلِّمةً بالحجج والبراهين التي تكمن فيها من جهة ويتضافر معها الكون كله علويه وسفليه من جهة، وبخاصة إذا اجتهد أهل الحق فسبقوا أهل الباطل بتلك الأصول-مع الحجج والبراهين-إلى عقول الناس.



يتضح ذلك بالمقارنة بين أصول هذا الدين وبين العقائد الأخرى، كاليهودية والنصرانية المحرفتين، والوثنيات المنتشرة في الأرض، كالهندوسية والبوذية وغيرهما.



وعلى سبيل المثال، فإن الإله المعبود في دين الإسلام قد حسم معناه حسما لا يتطرق إليه الشك في قاعدة قواعد الإسلام: [لا إله إلا الله] وجميع نصوص القرآن تدل عليه.

مثل قوله تعالى: {هل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد}.[الإخلاص]. ومثل قوله تعالى: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}[البقرة 255]. وقوله تعالى: {الله لا إله إلا هو ليجمعنكم إلى يوم القيامة}[النساء 87].



فهو خالق الكون وحده وهو المعبود وحده، وهو منزه عن صفات المخلوقين: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}[الشورى 11]. وكل مخلوقات الله تدل على ذلك.



فإذا رجع الباحث إلى عقيدة اليهود وتصورهم للإله، وجدهم يصفونه بأوصاف ينزهون أنفسهم عنها كقولهم-تعالى الله عنه-: {إن الله فقير ونحن أغنياء}. وقولهم: {يد الله مغلولة... غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا}. وما يصفونه تعالى به في التوراة الموجودة بين أيدي الناس اليوم، يصعب على الباحث إيراده تنزيها لمداد قلمه من أن يسطره في جناب الله سبحانه وتعالى.



أما النصارى فقد جعلوا الإله الواحد ثلاثة، والثلاثة واحدا.



وأما الوثنيون فكل حجر عندهم إله وكل شجرة إله وكل حيوان إله.



فإذا قارن العاقل بين ما جاء في قاعدة قواعد الإسلام: [لا إله إلا الله] وما يفسرها من نصوص الكتاب والسنة، وبين هذه العقائد الفاسدة، مالت فطرته السليمة إلى تلك القاعدة، ونفرت من هذه العقائد الفاسدة، مقتديا بخليل الله إبراهيم عليه السلام الذي حاول اليهود والنصارى وغيرهم صرف الناس عن ملته، فأبى الله لهم إلا ملته، كما قال تعالى: {وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ}[البقرة 135]. وقال تعالى: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين}[آل عمران 67].



وتلك هي فطرة الله التي أمر بها رسولَه محمدا صَلى الله عليه وسلم، ودعا إليها الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون}[الروم 30].



فما تضمنته أصول هذا الدين من حق وما أودعه الله في نفوس الخلق من الفطرة، يرجحان كفة سبق أهل الحق بحقهم إلى عقول الناس، إذا جدوا في ذلك واجتهدوا.



فإذا انتقلنا إلى فروع هذا الدين من شريعة الله الشاملة، وجدناها كذلك تناسب الفطرة التي فطر الله الناس عليها، وتحقق لهم مصالحهم في الحياة الدنيا والآخرة، بخلاف القوانين البشرية التي يكتنف واضعها الجهل والظلم والغفلة، والتي تغلب مفاسدها ما قد يوجد فيها من مصالح، لأن مصدر شريعة هذا الدين هو الله المتصف بالعلم المحيط بكل شيء، والحكمة التي هي وضع الشيء في موضعه، والعدل الثابت الذي لا يتغير، المنزه عن الجهل والظلم والغفلة: {لا تأخذه سنة ولا نوم}. {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (74) } [البقرة].



فتَوَافُقُ منهاج هذا الدين وفطرة الناس من أهم ما يعين دعاة الحق على السبق بحقهم إلى عقول الناس، بخلاف أهل الباطل، فإن باطلهم يحمل في ذاته ما يعطل سيره، أو يبطئه، كما أن الفطرة السليمة تنفر منه، والفطر التي فسدت باجتيال الشياطين، تتيقظ لخطره إذا انُفض عنها غباره، بدعوة أهل الحق وسبقهم إلى عقول أصحابها به.



ومناهج التعليم-لو بنيت على أساس المنهج الرباني-في بلدان المسلمين، لكان لها أثر عظيم في السباق إلى عقول الناس الوافدين إلى هذه البلدان من بلدان غير المسلمين، وهم يمثلون كل المستويات التعليمية، ومن أهل الديانات المتنوعة من مشارق الأرض ومغاربها، من يهود ونصارى ووثنيين وملحدين، إضافة إلى تحصين تلك المناهج عقولَ أبناء المسلمين من سبق أهل الباطل بباطلهم إليها، كما هو الحال اليوم، حيث يؤثِّر الوافد من أهل الباطل بباطله في ذرية أهل الحق!.



هذه إشارة عابرة إلى ما منح الله به أهل الحق من الإمكانيات المعنوية التي تمكنهم من غلبة أهل الباطل في سباقهم إلى العقول.



وهي لا توجد عند غير أهل الحق من المسلمين، وهي أساس الإمكانات وأعظمها تأثيرا في النفوس.



يضاف إلى ذلك أن منهاج الحق الذي لا يملكه إلا المسلمون، وهو: الكتاب والسنة، محفوظ من التغيير والتبديل بإذن الله إلى يوم القيامة، فهو ثابت دائم لا ينقطع تأثيره في الخلق ما اجتهد المسلمون في تطبيقه ودعوة الناس إليه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}.[الحجر 9].





السابق

الفهرس

التالي


16130733

عداد الصفحات العام

1459

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م