﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(019)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين

(019)علماء حاورتهم في موضوع البلاغ المبين



(1) إجابات الدكتور: جمال بدوي على أسئلة البلاغ المبين بتاريخ: 16/9/1409هـ من فندق: إنتر كونتننتل بمكة المكرمة، إلى مطار الملك عبد العزيز بجدة



السائل: أرجو أن تعرف نفسك تعريفا موجزا.



الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.



أخوكم في الله جمال الدين عابدين بدوي، من مواليد مصر، ومن المقيمين في كندا، وأستاذ لمادة إدارة الأعمال في جامعة: (سنتميري) في: (هاليفكس)، ومن العاملين في حقل الدعوة الإسلامية. نرجو الله تعالى القبول.



السؤال الأول: عن سر تكرر (البلاغ المبين) في القرآن الكريم؟ وكذلك الحجة والآيات، والبينات والبرهان … وهل يوجد فرق بين هذه الألفاظ؟



الجواب: السر في ذلك على ما نفهم:



أولا: التأكيد على حرية التدين، فكثير من آيات القرآن الكريم التي يذكر فيه البلاغ، تأتي في صورة محددة: {إن عليك إلا البلاغ} {بلاغ فهل يهلك إلا القوم الظالمون} {وما على الرسول إلا البلاغ المبين}. فهذه التوضيحات وهذه الصور الدقيقة التي ذكرت بها، يبدو-في نظري والله أعلم-أنها تؤكد على حرية التدين، لأن البلاغ المبين أن يخبر الشخص، ثم تترك له مجال الاختيار.



ثانيا: إقامة الحجة. وذلك من عدل الله سبحانه وتعالى، ونجد في ذلك آيات كثيرة، منها: قوله تعالى: {وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا … أتهلكنا بما فعل المبطلون}. وهي تحمل ذلك المعنى أيضا. وقوله تعالى: {وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا}. فإقامة الحجة لا تتم إلا بعد حصول البلاغ المبين.



أما بالنسبة للسؤال القائل: وهل يوجد فرق بين هذه الألفاظ وما ماثلها؟ فلست عالما في اللغة، ولكن نقول-على قدر فهمنا المتواضع البسيط-: إن الله تعالى لم يقل لنبينا صَلى الله عليه وسلم: علم أو فقه أو اصنع، وإنما ورد القول بالإبلاغ، فالإبلاغ هنا إنما يكون بأمر غيبي يقيني، وإن مهمة الرسول صَلى الله عليه وسلم قاصرة على إبلاغ هذه الرسالة من الله تعالى.

[قال السائل: لكن التعليم من وظيفته صَلى الله عليه وسلم: {ويعلمهم الكتاب …) وتعليمه لهم يؤدي إلى تفقيههم وتَفَقُهِهِم : {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين …}. والتعليم والتفقيه من أهم وسائل البلاغ المبين ، بل هما صلبه.]



الأمر الآخر أنه يبدو لي أن كلمة: (بلاغ) فيها عامل السرعة، يقال: بلغه الخبر، أي على وجه السرعة، وفي ذلك استعجال للبشر للعودة إلى ربهم، فإن عمر الأرض قصير وعمر البشرية أقصر، وعمر الإنسان المبلغ أقصر، وقد يموت الإنسان بساعات بعد أن يصله البلاغ الذي استشفه من هذه الكلمة (البلاغ) أنه أمر عاجل سريع، تعجل به قبل فوات الأوان (ومعلوم أنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، كما في علم أصول الفقه).



الأمر الثالث: أنه لو استخدم القرآن الكريم لفظا آخر سوى البلاغ، كأن يقول للرسول: أقنع، لانتقل الرسول إلى الرفيق الأعلى وهو لم يؤد مهمته. فالإقناع أمر تدخل فيه عوامل كثيرة. ولذلك الآية الكريمة قالت للرسول صَلى الله عليه وسلم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فالبلاغ يستطيع الإنسان أن يقوم به طالما فيه رمق، بخلاف الإقناع فإن الرسول صَلى الله عليه وسلم لم يستطع أن يقنع قومه.



أما لفظة: (المبين) فنستشف منها الوضوح والإبانة أي إن البلاغ يجب أن يكون واضحا لا غموض فيه ولا لبس، ولا نظريات لاهوتية. ونجد الألفاظ القرآنية استخدمت كلمة: (مبين) كثيرا، مثل: {فإذا هي ثعبان مبين} {أولم ير الإنسان أنا خلقناه من نطفة فإذا هو خصيم مبين} {إن هذا إلا سحر مبين} وذلك في غاية الإبانة والوضوح.



السؤال الثاني: ما أهداف البلاغ المبين، وهل تختلف من وقت لآخر أو من أمة لأخرى؟



الجواب، وبالله التوفيق: إن الهدف العام للبلاغ واحد لا يتغير بتغير الزمان والمكان والأفراد، الهدف العام لخصه القرآن الكريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}. فذلك جوهر الرسالات كلها: {وما أرسلنا من رسول ولا نبي إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. وهذه لا تختلف، إنما يختلف أسلوب العرض، الذي يختلف هو إبانة وتوضيح كيف نطبق الأمر الإلهي (بعبادة الله) واجتناب الطاغوت. كيف نجتنب الطاغوت في ظروف معيشة معينة؟ مثلا نجد في القرآن الكريم إشارات مختلفة إلى كيفية اجتناب الطاغوت: الطاغوت الاقتصادي في قوم شعيب. والطاغوت الخلقي والانحراف كما في قصة قوم لوط. الطاغوت السياسي كما في دعوة فرعون … إلخ. فأسلوب العرض يختلف وتطبيق اجتناب الطاغوت يختلف، وكذلك التأكيد على جوانب معينة أو زوايا تشغل الناس في عصر معين. أما الهدف الأساسي فواحد.



السؤال الثالث: ما مصادر البلاغ المبين؟ وهل ترى تلاوة القرآن على غير العربي الذي لا يفهم العربية؟



الجواب: يقول تعالى: {وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم} فإن الرسالة واحدة، ولكن علينا أن نوصلها إلى الناس باللغة التي يفهمونها، وبالتالي فلا بأس أن نبلغ رسالة الإسلام ورسالة القرآن إلى غير الناطقين بالعربية باللغة التي يفهمونها. طبعا من الأفضل أن نشجعهم على تعلم اللغة العربية حتى يتذوقوا القرآن ويفهموه فهما أفضل، ولكن يمكن فهم أساس الإسلام من القرآن الكريم بأي ترجمة.



السؤال الرابع: على من تقع مسئولية البلاغ المبين؟.



الجواب: نشير في ذلك إلى حديث الرسول صَلى الله عليه وسلم: (بلغوا عني ولو آية). وليس هناك مسلم لا يعرف آية أو حديثا يمكن أن يبلغه إلى غير المسلم. ومسئولية البلاغ مسئولية كل البشر (من المسلمين): {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين}. فالأمر بالدعوة والتبليغ أمر عام يشمل جميع المسلمين. ولكن نجد أن مسئولية العالم-مثلا-تكون أكبر، لأن لديه الفهم ولديه وسيلة إيصال هذه الأفهام إلى سائر البشر. فواجبه في ذلك أكبر.



ونقول لذلك الإنسان الذي لم يصل إلى درجة العلم والعلماء، ولكن أمامه فرصة وواجب وفرص متاحة ليبلغ الدعوة، تكون مسئوليته أكبر كذلك، فهو على ثغرة من ثغور المسلمين عليه أن يقوم بها. وتزداد المسئولية كذلك بالنسبة لحكومات المسلمين.



[قال السائل: كلام الدكتور هنا غير واضح ، والظاهر أنه يريد أن يقول: إن كل مسلم مسئول عن البلاغ المبين في موقعه الذي يستطيع أن يسهم فيه مع غيره من المسلمين في القيام بالبلاغ المبين ، كالأغنياء ببذل الأموال ، والإعلاميين بنقل الحق وأدلته … ]



كذلك بالنسبة لحكومات المسلمين، فإن الرسول صَلى الله عليه وسلم قد نظم مسألة الدعوة، كما كان يرسل حفاظ القرآن إلى هنا وهناك. فإذن الدول الإسلامية: دول المسلمين وحكوماتها مسئوليتها أكبر، لأن لديهم الإمكانات والمقدرة والاتصالات والعلاقات بالحكومات الأخرى. وهذه لا بد أن تستخدم وتسخر لأداء واجب الدعوة.





السؤال الخامس: ما وسائل البلاغ المبين؟



الجواب: أولا: المثل الطيب (يعني القوة الحسنة) وهذا من أقوى وسائل البلاغ المبين. فإن المسلم الذي يلتزم بالإسلام يكون نورا ساطعا يجذب من حوله، فيحاولون أن يتساءلوا عن سر هذا الخلق وهذا السلام والأمان النفسي؟ وقد يدفعهم ذلك إلى اعتناق الإسلام عاجلا أو آجلا … ولكن من الواجب كذلك إبلاغ الرسالة بشتى الطرق، وبالكلمة المسموعة في صورة حديث إذاعي، وفي صورة الكلمة المقروءة في صورة الكتب والمقالات والنشرات والكتيبات، وعن طريق التلفاز، وهي وسيلة تزداد أهمية، والأفلام الثقافية والوثائقية، وكذلك عن طريق الحوارات والمناظرات التي تتيح للمستمع أن يقارن بين الحق والباطل.



السؤال السادس: ما دور أجهزة الإعلام في الشعوب الإسلامية في أداء البلاغ المبين؟



الجواب: دورها في غاية الأهمية. فعليها أن تطهر ما تعرض على المستمعين أولا من كل من كل ما يتنافى مع العقيدة الإسلامية والخلق الحسن. وعليها كذلك أن تقوم ببث برامج مسموعة ومرئية للإجابة على أسئلة الناس. وإن شاء الله يأتي تفصيل أكثر للقسم الأخير من هذا السؤال.

الدور الذي يمكن أن تؤديه لو أحسن اختيارها في البلاغ المبين: حسن اختيار المادة للشرائح المختلفة من المستمعين، وحسن الإخراج من الناحية الفنية وتصميم البرامج.



الجزء الأخير من هذا السؤال-السادس -: لو قيل لك: ضع خطة إعلامية للبلاغ المبين، فما ذا تقترح؟



أولا: دراسة شرائح المستمعين أو المشاهدين، وحاجاتهم. فمنهم-مثلا-المستمع المسلم المتحدث بالعربية والمسلم غير المتحدث بالعربية. محاولة تفهم ثقافاتهم وخلفياتهم ومستوى استيعابهم. شرائح أخرى كالنساء والأطفال. ولكل برامجه المناسبة. هناك برامج مشتركة، ولكن هناك أيضا برامج خاصة. يجب أن تستهدف بعض هذه الشرائح من المستمعين.



الأمر الثاني: محاولة دراسة وفهم الجوانب الهامة التي يُحتاج إليها في زمان ومكان معينين، كالشبهات الشائعة حول الإسلام، أو الجوانب المختلفة التي تعكس عدم الفهم الصحيح للإسلام بين المسالمين أنفسهم. الجوانب التي فيها أمور بدعية، وما شاكل ذلك. هذه الأمور يجب أن تؤخذ في الحسبان عند تصميم هذه البرامج.



الأمر الثالث: اختيار الأشخاص المناسبين والعلماء المناسبين، ممن يستطيعون أن يتحدثوا إلى الناس بعلم شرعي، ولكن كذلك باللغة التي يفهمها هؤلاء المستمعون أو المشاهدون، بناء على خلفياتهم.





الأمر الرابع: أن يكون هناك منهج متكامل لما يعرض في التلفاز أو يذاع في الراديو، فأحيانا تكون هذه البرامج خبط عشواء لليمين واليسار، وليس هناك خيط واحد يجمعها. ويمكن أن تكون هذه المناهج مصممة كذلك كما تصمم المناهج الدراسية بالطرق الحديثة، يكون بينها ترابط وشيء من التكرار للتأكيد، بحيث تلتقي النقاط وتكتمل مع بعضها البعض. ويشمل ذلك العقائد والعبادات … ويؤكد في تصميم هذه المناهج على شمولية الإسلام، فلا يعاد ويزاد في جانب معين، وإن كان هاما، وإنما يعطى الإسلام بصورته الكاملة الشاملة.



الأمر الخامس: أنه لا بد من التخطيط ووضع جداول زمنية، لتنفيذ هذه المناهج والبرامج المنظمة، فلا بد من إتاحة وقت وتخطيط مسبق لها وحسن الإخراج والعرض.



السؤال السادس: فضيلة الدكتور: هناك أساليب حديثة، كالتمثيليات والمسلسلات والقصص والأناشيد. ما الموقف منها في أجهزة الإعلام ، والناس أكثر إقبالا عليها وهي أكثر تأثيرا فيهم الآن؟.



الجواب: هذه مسألة تتعلق بالوسائل، ولا أجد ضيرا في ذلك إلا إذا خرجت عن الحدود الشرعية المتفق عليها، لأن هناك اختلافا أيضا في أمور جزئية.



فمثلا: اتفقت كلمة المسلمين على أنه لا يجوز أن يمثل إنسان أو يتمثل إنسان بالصحابة، أو برسول الله صَلى الله عليه وسلم، احتراما لمقاماتهم، ولا يجوز كذلك أن نأتي بالنساء أو الفتيات البالغات ليظهرن على شاشات التلفاز، وخاصة إذا كن سافرات. فهذه أمور نعتقد أن علماءنا يعتبرون أنها من الحدود التي لا يجوز أن نتجاوزها.



وأما ما شاكل ذلك من تمثيليات تخرج بصورة دقيقة وجيدة تجتنب فيها هذه المحظورات فإنها وسيلة قوية جدا. فنقول: هذه المسألة قد يختلف العلماء في بعض جزئياتها وقد تختلف اجتهاداتهم فيها، ولكن معيارنا هنا أن الأمور التي أجمعوا على حرمتها، هذه لا بد من تجنبها. أما الأمور التي تخضع لمسألة الاجتهاد وتطبق قاعدة المصالح المرسلة والفائدة التي ترجى منها، فلا أرى في ذلك ضيرا. وهذه الأناشيد والتمثيليات تَنفُذ إلى الشباب بصورة لا تنفذ بها المحاضرات، وبذلك تكون إن شاء الله ذات فائدة كبيرة. والأناشيد لها أصل إسلامي، فكان المسلمون يخرجون إلى الغزوات ويكبرون. فهذه الأمور إن شاء الله لعلها تستخدم ولكن بحذر وبدقة …



[قال السائل: بل كانوا ينشدون في أوقات المعارك ، وفي أوقات الإعداد لها ، وفي أوقات الأعمال المرهقة ، كالبناء ، وفي أوقات السفر …. راجع كتابنا: (دور المسجد في التربة]





السابق

الفهرس

التالي


15248540

عداد الصفحات العام

971

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م