﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(17)سافر معي في المشارق والمغارب

(17)سافر معي في المشارق والمغارب



السبت 5/11/1406ه



السفر إلى مدينة سبُّورو:



في الساعة السادسة من صباح هذا اليوم خرجنا من الفندق ـ كيوبلازا ـ وهو من العمارات الشاهقة في وسط مدينة طوكيو إلى المطار المحلى الذي يبعد عن مكان الفندق بأربعين دقيقة تقريباً،



في الوقت الذي لا توجد فيه زحمة، حيث رافقنا الدكتور صالح وزميله في اليابان عندما كانا طالبين، ويعملان في الدعوة، والآن أيضاً كلاهما أستاذ في جامعة الملك عبد العزيز بجدة وإن كان الأول زراعياً والثاني معمارياً، رافقانا إلى مدينة سبُّورو الواقعة في شمال الجزر اليابانية، وقد تناولنا طعام الإفطار في المطار، وقد جرت أحاديث متنوعة...



الحرية تُؤدِّب وتَحترم!



لا أريد بالحرية هنا الحرية المفهومة في الإسلام، فهي الحرية الحقة التي لا توجد حرية في العالم شرقه وغربه تشابهها، لأن الحرية في الإسلام معناها: العبودية المطلقة لله الواحد الذي، تقتضي عبوديته التحرر من عبودية كل من سواه من مال أو جاه أو منصب أو هوى أو نفس أو شيطان أو حاكم أو كبير أو صغير، فلست أتحدث عنها هنا، وإنما أتحدث عن الحرية المعهودة عند الناس في هذا العصر في الغرب.



وفي بعض البلاد المتأثرة به في الشرق، كاليابان، والمراد بها إعطاء الشعب حريته في أن يختار من يريد من نوابه وزعمائه في الحكم، وإن كانت تلك الحريات المدعاة قد تحيط بها ضغوط خفية داخلية وخارجية، فإن خفاء تلك الضغوط على عامة الناس يجعلها تظهر فعلاً حرية براقة تأخذ بالألباب، ولا أريد أن أُعلق الآن على تلك الضغوط، فإن الكلام سيطول ويخرج بي عن هذه اليوميات في المشارق والمغارب.



أعود إلى موضوع العنوان: أشار لي الدكتور صالح إلى إحدى الطائرات اليابانية الجاثمة في المطار، وهى من نوع ترايستار الأمريكية وقال: إن رئيس الوزراء الياباني الحالي (ناكاسونى NAKASUNI) سجن بسبب هذه الطائرة، لأنه حث الشركة اليابانية على شرائها وأخذ مقابل ذلك رشوة، وحكمت المحكمة بسجنه، وعندما اعتقلوه ربطوا يديه بالحديد وأدخلوه السجن، وكان كغيره ينام على حصير ويصرف له ما يساوى مائتين وخمسين ينا للوجبة الواحدة ـ أي ما يعادل أربعة ريالات سعودية ـ ولكنه دافع عن نفسه بأنه أخذ المال للحزب وليس لنفسه.



وعندما جرت الانتخابات في اليابان فاز ناكاسونى فوزاً ساحقاً، وقد حصل بعد المحاكمة مباشرة على مائتي ألف صوت، والذي يليه حصل على عشر هذا العدد، وزاد عدد مؤيدي ناكاسونى في البرلمان.



أما في الانتخابات الجديدة فقد بلغ عدد مؤيديه مائة وسبعة وثلاثين شخصاً من جملة ثلاثمائة وأربعة نصيب الحزب الحاكم الذي كان يرأسه، وأقرب جناح إليه حصل على سبعين نائباً، والمعارضة مجتمعه حصلت على مائتين وأحد عشر نائباً، والحزب الرئيسي في المعارضة حصل على ستة وخمسين نائباً.



قلت: إن الحرية الديمقراطية على الرغم من العيوب التي تتضمنها هي خير من الاستبداد والدكتاتورية، لأن الحرية الديمقراطية تؤدب من يستحق عند أهلها التأديب مهما كان منصبه، وتحترم ما وضعته لنفسها من أنظمة، فلا تحول بين الشخص وما يستحقه من إكرام من قبَل الشعب، فقد دخل الزعيم الياباني السجن محكوماً عليه بجريمته، وخرج من السجن زعيماً لاقتناع الشعب ببراءته. هل يوجد مثل هذا في كثير من بلدان ما تسمى بالعالم الثالث بما فيه الشعوب الإسلامية التي يكرم فيها المجرم ويهان فيها الشريف النزيه؟!



ما رأيت في أوروبا إلا العَلَم!



عندما مررنا بإحدى قاعات مبنى المطار رأينا مجموعة من اليابانيين متجمعين حول رجل يحمل عَلَماً ملونا، فأشار لنا الدكتور موسى إلى العلم وقال: إن اليابانيين يحترمون العلم الذي يحمله المسؤول عنهم أيما احترام، وهذا أحد مظاهر التزامهم بالنظام الذي أثمر هذه الثمار التي تشهدها اليابان.



ثم ذكر الدكتور قصة يقال: إنها حصلت لأحد اليابانيين، وهي تتعلق بالعَلَم، وذلك أن مجموعة من اليابانيين ذهبت في رحلة إلى أوروبا، وأُكد عليهم بأن يحرصوا على متابعة حامل العَلَم ولا يفرطوا فيه، حرصاً على انضباطهم وعدم تفرقهم، فلما رجعوا من هذه الرحلة سئل أحدهم: ماذا رأيت في أوروبا؟ قال: ما رأيت في أوروبا إلا العَلَم! أي إنه لم يكن يلتفت إلى شيء غير العَلَم.. مع أنه ذهب للسياحة والنزهة. قلت ولعل في القصة مبالغة.



وهل يفصلون لك مقعدا خاصا في الطائرة؟!



أقلعت بنا الطائرة وهى بوينغ 747 في الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة والأربعين صباحاً بتوقيت اليابان، أي الساعة الثانية والدقيقة الثالثة والأربعون بتوقيت المملكة (مساء) وكانت مشكلة الدكتور صالح السامرائي صغر الكراسي في الطائرة لطول قامة الرجل، فقد كانت قدماه في أرض الطائرة وركبتاه تكادان تصلان إلى صدره، ورأسه يكاد يلامس سقف الطائرة وكان متضايقا من ذلك.



وبهذه المناسبة ذكر لنا أنه أول ما جاء إلى اليابان لم يكن يجد له ملابس تناسبه ولا نعلين، وقد كان اليابانيون يفصلون له الملابس والنعال، ولكن بعد ذلك كثر روادهم من الخارج، ومنهم من هو في مستوى الدكتور صالح، لذلك أصبح الآن يجد الملابس والنعال بدون تفصيل خاص.



قلت: ترى لو عرف اليابانيون صغر مقاعد طائراتهم بالنسبة لك أيفصلون لك مقعداً خاصاً؟ فضحك وقال: لعلهم يفعلون كما فعلوا في الملابس والنعال لعامة الناس.



معلومات متفرقة:



وقال الدكتور صالح: إن أقوى شعب في القدرة على الاقتصاد والتوفير هو اليابان، ففي خلال 1985م تفوق توفيره على صرفه بثلاثة تربيون ين ـ وهى تعادل سبعمائة وأربعة عشر بليون ريال، وأصبح اليابان أكبر بلد دائن في العالم.



وقال الدكتور صالح: إن أولاد أحمد أريجا أول مسلم ياباني كانوا نصارى وهم أساتذة جامعات، اصطادهم النصارى لأن والدهم كان مشغولاً عنهم، وهذه أساليب أهل الشر يغتنمون اشتغال المشايخ عن أبنائهم ويخطفونهم، وقال: إن اليابانيين يهتمون أولا بالطفل، ثم الشيخ المسن ثم الرجل العادي، ثم المرأة.



ولد الدكتور السامرائي سنة 1932م في سامراء من العرب السُنَةّ، درس في العراق إلى المرحلة الثانوية، والبكالوريوس في باكستان في الزراعة، والماجستير والدكتوراه في اليابان في الزراعة أيضا، وهو الآن رئيس قسم الزراعة في جامعة الملك عبد العزيز في كلية الاقتصاد في جدة، وشارك في كلية الزراعة في جامعة الملك سعود بالرياض سنة 1386هـ وأنشأ قسم الزراعة للمناطق الجافة في جامعة الملك عبد العزيز. مكث في اليابان إحدى عشر سنة وعلاقاته باليابان لها مدة ستة وعشرين عاماً.





السابق

الفهرس

التالي


15251417

عداد الصفحات العام

211

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م