﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(014)سافر معي في المشارق والمغارب العودة إلى سيؤول:

(014)سافر معي في المشارق والمغارب العودة إلى سيؤول:



وفي الساعة الثانية عشرة والنصف ظهراً كنا في مطار بوسان، أوصلنا إليه إمام مسجد مدينة بوسان والأخ عمر ياسين. وقد أقلعت الطائرة من مطار بوسان في الساعة الواحدة والربع ظهراً، وهبطت في مطار سيؤول في الساعة الثانية. فكانت مدة الطيران ساعة إلا ربعاً. وذهبنا إلى فندق حياة ريجنسي الذي كنا تركنا حقائبنا فيه وحجزنا غرفة من هذا اليوم

الثلاثاء.



الأربعاء: 23/11/1406ه.



قوافي الشعر لا تأتي نياماً!



ألفت أن أكون بعد صلاة الفجر صاحياً، ولا أنام – غالباً - إلا إذا لم أتمكن من النوم مبكراً في الليل، وكان صاحبي محمد باكريم لا يفرغ من صلاة الفجر إلا ليدرج نفسه في غطائه، ويحتاج إلى غفوة ضحوية طويلة، فأضطر بعض الأوقات أن أتحرك، لأني أسأم من الاستلقاء على السرير بدون نوم، وفي هذا اليوم أكثرت من الحركة، حيث كنت أنظم أغراض في حقيبتي. أحس صاحبي بذلك فتحرك وقال لي: ما عندك نوم اليوم؟ لو كنتُ شاعراً لقلت فيك شعرا، فأجبته بقولي:



يهددني بشعر لو يكون،،،،،،،،،،،،،،،،،له في الشعر شيطان قرين

فقلت له تمهل با كريم،،،،،،،،،،،،،،،فقرض الشعر صعب لا يلين

قوافي الشعر لا تاتي نياما،،،،،،،،،،،،،،،،،،إذا وقت لوافدها يحين

يهيج الكون في الأبار قلبا،،،،،،،،،،،،،،،،يحل به التفكر والحنين

فيأتي الشعر مثل الغيث عفوا،،،،،،، تدغدغه العواطف والشجون



على برج سيؤول:



وبعد أن تناولنا طعام الإفطار جاءنا الأخ الدكتور حامد تشوي، ورافقنا إلى برج سيؤول (SEULTOWER) ويسمى أيضاً: نامسَن تاور، أي برج نامسن، (NAMSAN TOWER)، وكنا في البرج في الساعة العاشرة. وكان الجو اليوم صحواً على خلاف عادة سيؤول في أيامنا الأولى، فقد كنا نود أن نرى الشمس أو القمر أو النجوم فلم نرها إلا في مدينة بوسان.



وقد جلسنا في الدور المتحرك في أعلى البرج حتى دار بنا دورة واحدة حول نفسه، وليس حول المدينة، لنطلع على جهات المدينة كما تدور الأرض حول نفسها، لتأخذ كل منطقة نصيبها من ضوء الشمس نهاراً، ومن جلباب الظلمة ليلاً، وقد استغرقت دورتنا خمسين دقيقة حتى عدنا إلى المكان الذي انطلقنا في الدوران منه، ويمر بوسط مدينة سيؤول نهر هان كانج (HANKANG) وتمتد عليه جسور كثيرة ذكر لنا الإخوة أن عددها ستة عشر جسراً، تربط بين شقي المدينة، ويقع النهر جنوب البرج.



ويقع في جنوب شرق البرج المسرح الذي قال الدكتور حامد تشوي: إن جاسوساً من كوريا الشمالية قتل فيه زوجة رئيس الجمهورية السابق. ومدينة سيؤول كبيرة جداً تحيط بها الجبال، وتقع في وسطها جبال صغيرة متفرقة بين أحيائها مكسوة بالغابات، ويصعب على من فوق هذا البرج على الرغم من ارتفاعه أن يرى أطراف المدينة، إلا إذا نظر من مجهر، وهو لم يوجد في هذا البرج على غير عادة بعض الأبراج، وعدد سكان مدينة سيؤول عشرة ملايين.



حيلة شرعية نافعة!



وفي مساء هذا اليوم جاء إلينا الدكتور حامد والأخ محب الحق عارف، وتذاكرنا موضوع مدرسة علي بن أبي طالب في بوسان، واتفق الأخوان على أن القانون الكوري يمنع تدريس الأديان مباشرة في المدارس والجامعات، إلا في حدود ساعة واحدة، ولو أنشأ تلك المدارس والجامعات أهل الأديان كالبوذيين والمسيحيين والمسلمين.



ولكن قال الدكتور نحن من الناحية الرسمية لا نستطيع تجاوز القانون، إلا أننا عندنا قدرة على إدخال المواد الإسلامية بالحيلة، وذلك أننا إذا درَّسنا مادة التاريخ العالمي، نستطيع أن ندرس التاريخ الإسلامي وهكذا الاقتصاد، والجغرافيا، والاجتماع، والأخلاق وغيرها.



واقترح الأخ محب الحق أن يجتمع سفراء الدول الإسلامية بالحكومة الكورية للتفاوض معها في شأن المنهج الدراسي الإسلامي في مدرسة علي بن أبي طالب، فإن الحكومة الكورية قد تحترمهم وتوافق على ذلك. والحكومات الإسلامية الممثلة في كوريا هي: السعودية، وباكستان، وماليزيا، وإندونيسيا، وتركيا، والعراق، والأردن، وليبيا، وإيران.



وقال الإخوة: إن مدرسة متوسطة للبنات أنشأها أحمد بارك الذي وقَفَتْه الحكومة الآن بسبب بعض الديون التي تحملها لنفقات المدرسة، واسم المدرسة نامدو (NAMDO) أنشئت منذ ثلاثين عاماً، وعدد الطالبات فيها يقارب ألفي طالبة. بدأ تدريس الإسلام فيها سنة 1982م، العام الذي أسلم فيه المؤسس على يد محب الحق، ودرَّس فيها محب الحق مبادئ الإسلام في ثلاثين صفاً.



و بها مسجد مؤقت، وأسلم فيها ستمائة طالبة خلال أربع سنوات، وقد تخرج نصفهن. وأسلم في نفس المدرسة خمسة وأربعون مدرساً على يد محب الحق. ومؤسسها هو رئيس اتحاد مسلمي كوريا في بوسان. وقد رفع محب الحق تقريراً إلى ليبيا لغرض مساعدة مدرسة البنات هذه، فلم يأت رد على ذلك.



ولهذا اتصل الأخ الدكتور حامد تشوي بالشيخ عبد الله عمر كامل يطلب مساعدة بإنشاء مدرسة للبنين، فوافق وأنشأت مدرسة الإمام علي بن أبي طالب رَضِي الله عنه. ويرى الأخ حامد أن الاستمرار في مساعدة هذه المدرسة، ولو كانت من الناحية الرسمية لا تدرس فيها إلا ساعة واحدة للدين الإسلامي، لا بد منه لما في ذلك من المصالح الكبيرة التي تتحقق من إسلام كثير من الطلاب والمدرسين، والمدرس يستطيع أن يدخل ما يشاء من أمور الإسلام في هذه الساعة في كل فصل دراسي، ووافقه على ذلك الأخ محب الحق عارف، وقال: إن في ذلك سبيلاً لنشر اللغة العربية والإسلام بالتدريج.



مع الأخ محب الحق عارف عبد القادر:



ولد في سنة 1948م في سوات في شمال باكستان، نال درجة الماجستير من جامعة بيشاور في الأدب العربي، ودبلوم في العلوم الإسلامية، درس في الأزهر ولم يكمل دراسته فيه، لعدم قبول شهادة الماجستير التي كان يحملها.



ووجد بعض الليبيين يبحثون في القاهرة عن شباب يدرسون في ليبيا سنة واحدة الفلسفة ومقارنة الأديان في المعهد العالي للدعاة، فقابلوه مع خمسة وستين طالباً من خمس عشرة دولة، في وقت حرب مصر مع اليهود سنة 1973م، فسافروا إلى ليبيا وقابلهم القذافي، وقال لهم: إنه أسس المعهد العالي للدعاة، وإنه يُدرس فيه الفقه وعلم الاجتماع ومقارنة الأديان.



وبعد سنة خيِّر كل واحد في البلد الذي يريده، فاختار الشيخ محمود صبحي للأخ محب الحق السفر إلى كوريا، فجاء إلى كوريا سنة 1974م قبل وجود المسجد الحالي في كوريا، وكانت في مكانه غرفة واحدة، يبللها المطر، ويصعب الوصول إليها، لوقوعها في مكان مرتفع ولا توجد سبيل ممهدة توصل إليه، وقابل الإمام محمد يون الذي يعد ثاني مسلم كوري، وقد أسلم على يد الإمام التركي عبدالرحمن في وقت الحرب مع كوريا الشمالية سنة 1953م وأول مسلم كوري هو الحاج عمر كيم جانجو.



وكان الإمام محمد يون رئيس اتحاد مسلمي كوريا الذي جمع بعض التبرعات لبناء مسجد، ولكن المال لم يكف، فخجل وذهب إلى القرية ثم رجع بعد ذلك إلى المسجد في سيؤول الذي أسس سنة 1976م ولم يكن الكوريون يعرفون الإسلام جيداً في تلك الفترة، وقد دَرَّسَ الإمامُ محبُّ الحق الإمامَ محمد يون وتحسنت حالته، وأصبح هو نفسه يدرس الإسلام وقد توفي رحمه الله في آخر سنة 1984م. [تنبيه: المقصود بالإمام هنا: إمام المسجد، وليس المراد: أنه إمام في العلم].



والتقى الأخ محب الحق ببعض الشباب الكوريين، ومنهم الدكتور حامد تشوي، وأسسوا جمعية الطلبة المسلمين، وتحركوا في سنة 1974م فما بعدها للدعوة إلى الإسلام، وكان الأخ حامد قد أسلم من قبل على يد الإمام يون ولكن إسلامه كان ضعيفاً [هكذا قال لي الأخ حامد عن نفسه]. وأنشئ قسم اللغة العربية في جامعة ميونجي، وكان الأخ محب الحق أول رئيس لهذا القسم لمدة سنتين، ويرأس القسم الآن الدكتور حامد تشوي.



وقال الأخ محب الحق: إن عادات الكوريين وتقاليدهم، كثير منها يتفق مع الآداب الإسلامية: مثل احترام الصغير للكبير، وإكرام الضيف والجد في العمل. ولم يكن يوجد قبل سنة 1974م إلا فندق واحد في كوريا، وهو شوزان هوتيل بالاشتراك مع أمريكا، والآن فنادقها لا يحصيها العد. كان يوجد على النهر الذي يقسم العاصمة جسران فقط، والآن توجد خمسة عشر أو ستة عشر جسراً.



والذي يتخرج من الجامعة عنده همة عالية يرى لنفسه أنه يجب أن يكون رئيس شركة، فيبدأ من الصفر في العمل حتى يصل إلى مبتغاه [أين هذه الهمم من كسل الشباب في أغلب بلدان المسلمين وبخاصة الدول العربية، وقد يقف بعض المسئولون في الحكومات العربية ضد طموح الشباب النشيط].



قال الأخ محب الحق: ومما نتفق فيه مع الكوريين كره الشيوعية، وهذا يجعلهم يميلون إلينا إذا تحدثنا ضد الشيوعية، ولهذا يمكن للداعية أن يبين مبدأ الإلحاد بالحجج الدامغة له، ويدخل في شرح مبادئ الإسلام. ويرى الأخ محب الحق أن أنفع الوسائل للدعوة في كوريا، إنشاء المدارس، وتدريس اللغة العربية، ومبادئ الإسلام، في الأقسام العربية بالجامعات، والكتاب المترجم باللغة الكورية، والبث في الإذاعة.



وأفضل من ذلك كله أخذ الطلبة الكوريين وتعليمهم في البلدان الإسلامية، فإذا رجع إلى بلاده نفع الله به، ولا بد من متابعة الطالب الذي يدرس في البلدان الإسلامية وتربيته تربية خاصة.



وأثنى الأخ محب الحق على السفير الباكستاني الموجود في كوريا حالياً، لأنه مجتهد في نشر الإسلام، وهو يقوم ببعض المحاضرات، وكان هنا قبل أسبوع شريف الدين بيرزادة، وقد تبرع للاتحاد بخمسة عشر ألف دولار، وكان ذلك بترتيب من السفير الباكستاني، وهو الذي رتب للاتحاد كيفية طلب المساعدة من منظمة المؤتمر الإسلامي والبنك الإسلامي، وهو رجل مسلم ودكتور في الفلسفة وأبوه عالم.



وقد استقال الأخ محب الحق من العمل مع ليبيا، لأن القذافي طلب منه تدريس الكتاب الأخضر في جامعات كوريا ومدارسها، عن طريق تعليم اللغة العربية.





السابق

الفهرس

التالي


16111725

عداد الصفحات العام

3523

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م