﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(01)سافر معي في المشارق والمغارب

(01)سافر معي في المشارق والمغارب



الزيارة الأولى إلى هونغ كونغ 1398ه ـ 1978م وهي عبارة عن وقوف مواصلة "ترتنزيت"



الجمعة الموافق 23/8/1398ه



هذه هي الدولة الرابعة التي زرناها في رحلتنا العالمية بعد بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان.



من طوكيو إلى مطارها الدولي:



استأجرنا سيارة لإيصالنا إلى المحطة المذكورة، وكان خروجنا من الفندق الساعة الخامسة صباحاً، وكنا في سيرنا نرى الشمس أمامنا تارة ووراءنا تارة أخرى، وعن اليمين مرة وعن اليسار مرة أخرى، لكثرة التواء الشارع.



وفي طريقنا حصل خطأ من بعض السائقين كاد سائق السيارة التي أمامنا يصطدم بسيارة المخطئ الذي كان أمامه، وكاد سائقنا أيضا يصطدم بالسيارة التي أمامه، ولشدة الضغط على الكابح "الفرملة" حصلت أصوات مزعجة من السيارة التي أمامنا ومن سيارتنا، ولكن أيًّا من السائقين لم يضغط على البوق، بل كأنه لم يحصل شيء، ولم يزد سائقنا أن التفت إلينا وقال: عفواً عن الإزعاج الذي حصل!



ولو حصل مثل هذا في بلد عربي، لنزل السائقون الثلاثة بعد أن يزعجوا الناس بالأبواق وعطلوا سير الناس بترك سياراتهم في الطريق وقضاء مدة طويلة في الخصام، وربما في الخناق حتى يأتي جنود المرور لفك الارتباط بالوسيلة المناسبة.



وحصل أمر آخر يدل على ثبات جأش اليابانيين وعدم تأثرهم السريع، فقد كان سائقنا يسوق سيارته، وكابحها اليدوي مربوط وهو لا يشعر، وعندما وصلنا إلى المحطة كان الدخان مرتفعاً تكاد السيارة تحترق، وكنا نظن ذلك بسبب ربط كابح الرجل عندما حصل الخطأ في الطريق، ولم يزد السائق على أن قال لنا عندما رآنا نشفق على سيارته: لا تهتموا فالأمر سهل، وأخبرنا بسبب ذلك.



دخلنا إلى قاعة المحطة فلم نجد أحداً من الموظفين، لأن وقتهم لم يحن بعد، فانتظرنا وقبل أن يحين الوقت بخمس دقائق أخذ كل موظف مكانه. وكان أهم ما في الأمر هو التفتيش الدقيق على الأثاث كله، سواء ما يؤخذ باليد أو ما ينقل إلى الطائرة، لشدة خوف الأجهزة الأمنية من أعمال التخريب التي أحدثها اليابانيون الساخطون على جعل المطار في تلك المنطقة، والذين يغذي فيهم روح التخريب الجيش الأحمر. وبين فترة وأخرى تأتي الحافلات التي تنقل المسافرين مع أثاثهم بعد تفتيشه ونقله إليها، تنقلهم إلى المطار، انتظرنا إلى أن جاءت الحافلة التي عينت لنقلنا فذهبنا إلى المطار.



السفر إلى هونغ كونغ:



وبعد إنهاء الإجراءات اللازمة انتظرنا في القاعة إلى أن حان موعد إقلاع الطائرة، وهي يابانية، وكان إقلاعها في الساعة العاشرة صباحاً إلى هونغ كونغ، وكان السحاب كعادته معي يغطي المحيط الهادي في طرفه الغربي، ولكنه كان يعطينا بين وقت وآخر فرصة لنتمتع فيها بغيره.





في هونغ كونغ


خريطة تبين موقع جزيرة هونغ كونغ



وكان وصولنا إلى مطار هونغ كونغ في تمام الساعة الثانية بتوقيت طوكيو، الواحدة بتوقيت هونغ كونغ، فكانت مدة الطيران أربع ساعات وكان الاتجاه إلى الجنوب الغربي باستمرار.



وعندما دخلنا إلى قاعة مبنى المطار بدأنا نحس بأن المعاملة تختلف عن البلدان التي زرناها، وأصبحت شبيهة بمعاملة الموظفين والعمال في مناطق ما يسمى بالدول النامية، أو العالم الثالث، فكان العمال يرمون العفش بعنف، وبدأ موظفو الجوازات يدققون، كما بدأنا نشعر بالخوف من المجرمين الذين يختلسون الجيوب أو يسرقون الأثاث، إلا أن المفتش كان لطيفاً معنا فلم يفتح حقائبنا الكبيرة.



شاب صالح في انتظارنا:



وبعد إنهاء الإجراءات خرجنا من الباب المعد لخروج القادمين على الرحلات الخارجية، وجدنا شاباً ملتحياً بيده ورقة كتب فيها اسمي، وعندما رآنا سأل هل فيكم الأخ عبد الله قادري؟ فقلت: نعم. فأخذ يعانقنا ويرحب بنا ترحيباً عاطفياً، ومعه شاب من نفس الجزيرة اسمه يوسف، وهو مسؤول الطلبة المسلمين في هونغ كونغ.



وكان الأخ الشاب الباكستاني وهو محمد أحمد الذي اتصل به بعض الإخوان من طوكيو عن طريق الهاتف وأخبروه بقدومنا، فأخذ هو وزميله حقائبنا وخرجنا إلى الشارع لاستئجار سيارة توصلنا إلى الفندق الذي كان الأخ محمد قد حجز لنا فيه، وكان المطر منهمراً بغزارة، كأنها سحب كاملة تسقط على الأرض.



والمعمول به في سيارات الأجرة توزيعها تحت إشراف جندي مرور على المسافرين يجب ترتيبهم الأول فالأول، وجاء دورنا فأخذنا سيارة أوصلتنا إلى الفندق. وصعد بنا الفرّاش إلى الغرفة وبعد أن وضع العفش في الغرفة وقف ينتظر، ولم ندر لماذا؟ ولكن الأخ محمد أفهمنا أنه يريد شيئاً من المال، وهذه أول مرة في رحلتنا هذه يقف الخادم ينتظر منا شيئاً من المال، نعم إذا أعطي الخادم في الغرب مالاً يأخذه ويشكرك، ولكنه لا ينتظرك ولا يشير بحركات تدل على أنه يطلب شيئاً، بل بعضهم لا يقبل منك شيئاً.



غزارة الأمطار حالت بيننا وبين الاجتماع بالمسلمين:



ومكث الأخ محمد معنا في الفندق مدة طويلة يشرح لنا أوضاع المسلمين في هذه البلاد، وهو في غاية السرور لقدومنا وهو ذو أخلاقه فاضلة، وحماسه للإسلام واضح وتمسكه به كذلك، وأراد أن يرتب لنا لقاء عاماً مع من يمكن إبلاغهم من المسلمين الموجودين، ولكن المطر كان غزيراً ومستمراً ليلاً ونهاراً، إذ كان ذلك موسم الأمطار.



ولذلك كان محتاراً لا يدري ما يفعل، وسألنا عن الوقت الذي يمكن أن نقضيه فسألناه نحن عن الرحلات الجوية هل هي متيسرة في كل وقت؟ فقال: هي متيسرة إلا أن الرحلات تتعطل في هذه الأيام بسبب وجود العواصف بين وقت وآخر، وفي الأسبوع الماضي بقي الركاب لمدة يومين لم يتمكنوا من السفر بسبب ذلك، ولذلك فقد حصلت الآن زحمة في الرحلات، وذكر أنهم يتوقعون عاصفة شديدة يشتد بسببها هياج المحيط وتتعطل الرحلات.



وكنا عازمين على أن نكون في المملكة من أول يوم من أيام رمضان، وكان الزميل الدكتور بيلو السودني يبدي رغبته في مواصلة السير لارتباطه بنهر النيل من الدلتا إلى الأزرق والأبيض [لأن بعض أهله في القاهرة وبعضهم في الخرطوم.]وذلك يقتضي منه رحلات أخرى بالإضافة إلى قرب وقت عودته إلى المدينة.



لذلك طلبنا من الأخ محمد أحمد أن يحجز لنا يوم الأحد في أقرب رحلة، وواصل معنا الحديث وتمنى أن يوجد في هذه البلاد من يقوم بإرشاد المسلمين وتعليم أولادهم، وذكر أن المسلمين يجتمعون يوم الأحد مع أولادهم على الطعام، ويلعب الأولاد، وبهذا الاجتماع والأكل واللعب يشعرون بارتباطهم بالإسلام، وهذا يقع في قاعة تابعة لأحد المساجد.



وطلب منا إبلاغ الملك خالد هذه الرغبة، وذكر أنه قد طلب من الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ومن رابطة العالم الإسلامي بعث مرشدين إلى هونغ كونغ عندما زار المملكة في صيف السنة الماضية 1397ه عضواً في ندوة الشباب العالمية.



وذكر أن إمام الحرم المكي، والأخ أحمد توتونجي زارا هذه البلاد واطلعا على حالة المسلمين وحاجتهم، ووعدا أنهما سيقدمان تقريراً بذلك، وأنه قد جاءت كتب من المملكة على إثر ذلك، ولكن الكتب لا تفيد إلا قليلاً من المسلمين، والمهم هو بعث من يدعو الناس ويعلمهم مباشرة.



وقال الأخ محمد: إن عدد المسلمين في هونغ كونغ يبلغ ما بين خمسة وعشرين ألفاً وخمسين ألفاً، وأغلبهم من أهل الصين، وهم المتعلمون "العلم المدني" والأقليات الأخرى يغلب عليهم الجهل.



وقال الأخ محمد: حبذا لو منحت المملكة المسلمين في هذه البلاد مدرسة ومدرسين، وتكون جامعة بين المنهج الإسلامي والمواد المطلوبة هنا. وذكر أن المدرسة الثانوية التي يدرس فيها الدين عامة، ويدرس فيها شخص واحد مسلم صيني، وهو لا يمثل الإسلام في سلوكه، وإن تأثر قليلاً بنصح إمام الحرم وأحمد توتونجي له.


متى وصل الإسلام إلى كوريا الجنوبية؟ ومن كان وراء ذلك؟ - كان إسلام أول كوري بواسطة البعثة العسكرية التركية، التي وصلت إلى كوريا الجنوبية ضمن قوات الأمم المتحدة في يوم 17 أكتوبر 1950م.. ولأن تركيا بلد إسلامي، فإن نظامها العسكري يحرص على وجود أئمة ومرشدين دينيين مع الجنود، وكلما استقرت القوات التركية في مكان ما نصبت خيمة وسط معسكرها للصلاة.. تلك الخيمة من القماش تكون مسجداً يؤدي واجبه الدعوي وينطلق منه نور الإيمان.



وقد شاءت إرادة الله أن يزور بعض الكوريين تلك الخيمة التي اتخذتها القوات التركية مسجدا للتعرف على الإسلام. وقد قام إمام هذا المسجد الشيخ "زبير كوش" - يرحمه الله - باستقبال الزوار من الكوريين، وشرح لهم أشياء عن الإسلام فأسلم منهم "عمر كيم جين كيو"، و"محمد يون دو يونغ"، و"صبري صو" (يرحمهم الله)، وذلك في عام 1953م..



وأصبح "محمد يون" أول إمام من أصل كوري جنوبي، وقد قابلته عام 1984م، وكنت رئيس مكتب الدعوة، ثم مرض وتُوفي؛ فقمتُ بغسله والصلاة عليه في المسجد، ثم دفنته بنفسي.



وقد ساهم رئيس وزراء ماليزيا الراحل "تنكو عبدالرحمن" في دعم المسلمين في كوريا الجنوبية، وأدى الصلاة معهم خلال زيارته القصيرة للبلاد، ثم تبرع بمبلغ مالي لبناء مسجد وتأسيس جمعية إسلامية في العاصمة «سيول»، وكان ذلك عام 1965م. ومن دولة باكستان، قدمت وفود طبية رسمية بواسطة الأمم المتحدة، وساهمت في تعزيز وتقوية عنصر الإيمان عند الكوريين الجنوبيين، وكان يجمعون المال لهم من جهات عديدة لبناء مسجد، وأسسوا جمعية إسلامية عام 1965م، ولم تنجح هذه الجمعية.



وقد واصلت مجموعة من المسلمين الكوريين جهودها، إلى أن هيأ الله لهم القدرة على اختيار وفد لجمع التبرعات من الدول الإسلامية، فسافروا إلى دول الخليج، وجمعوا أموالاً كثيرة كافية لبناء المسجد الكبير في «سيول»، على أرض تبرعت بها الحكومة الكورية، وتم افتتاحه عام 1976م.. وهكذا، انتشر الإسلام في أقصى الأرض شرقاً، وثبتت قواعده والحمد لله.



ثم تتابع بناء المساجد في كبريات المدن؛ حيث قام «د. فلاح» من ليبيا ببناء مسجد في مدينة «بوسان» عام 1980م على نفقته، ومازال هذا المسجد يقوم بدوره حتى الآن.. وفي عام 1982م تكفل «محمد ناصر الحمضان» - وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الكويتية حينذاك - ببناء مسجد في منطقة «كوانجو» قرب العاصمة «سيول».



وفي عام 1985م، أعطاني الحاج «عبداللطيف الشريف» - أحد رجال الأعمال في مصر - مبلغاً من المال يكفي لبناء مسجد، واشترط عليَّ عدم ذكر اسمه لأحد، وقال لي: «اعتبر هذا المبلغ من مالك وهو لك»، ولكني لم أوافق على ذلك، وقمتُ بتسليم المبلغ كاملاً للكوريين لبناء المسجد.. وبفضل الله تعالى، تم بناؤه وأطلقنا عليه «مركز ومسجد أبي بكر الصديق الإسلامي»، وهو من أنشط المراكز والمساجد في الدعوة. إقبال على الإسلام .



بوصفكم داعية في المجتمع الكوري منذ عام 1984م، وحالياً مفتياً للمسلمين فيها، كيف تجد إقبال الشعب الكوري على اعتناق الإسلام؟ - الكوريون لديهم معتقدات كثيرة، مثل البوذية والكونفوشيسية أي أرواح الآباء والأجداد، ومنهم يعتقد بوجود آلهة للخير والشر (الكيوشين).. وأغلبية الكوريين لا يعتقدون بإله أو دين، ومنهم من يشعر بنقص في شخصيته فيتظاهر بالانتماء لأي ديانة.. ولذلك، فمن السهل جداً على الكوري قبول دعوة أي دين إن كان له مصلحة له فيه.



ومن واجبنا أن نبيّن حقيقة الإسلام والخالق عز وجل عن طريق المحاضرات، التي نشرح فيها صفات هذا الخالق، وما أنعم علينا من نِعَم في حياتنا دون غيره، ونوضح عقيدته التي أرسل من أجلها الأنبياء والرسل، ومحاسن الدين الإسلامي.. وأحياناً نقيم حفلات نجمع فيها المسلم وغير المسلم؛ لنبني علاقات طيبة بين طبقات المجتمع، ويستأنس كل فرد بغيره.ويعتنق الإسلام سنوياً عددٌ كبير من الكوريين - من الرجال والنساء - من مختلف الشرائح الاجتماعية، عن قناعة بصلاحية عقيدته وأركانه العملية كالصلاة والزكاة والصوم والحج.



كم يبلغ عدد المساجد والمراكز الإسلامية في كوريا؟ وأين يتركز المسلمون؟ - توجد ستة مساجد كبيرة في مدن مختلفة، وهي العاصمة «سيول»، ومدينة «بوسان» وبها أكبر ميناء كوري، ومدينة «جنجو» وسط البلاد، ومدينة «كوانجو» قرب العاصمة، ومدينة «إنيانج» قرب العاصمة أيضاً، وفيها مراكز إسلامية صغيرة ومصليات أسسها المسلمون غير الكوريين، من العمال والتجار المهاجرين من دول إسلامية مجاورة لكوريا، وهي: بنجلاديش، وباكستان، وإندونيسيا، والهند، وماليزيا. ويوجد أكثر من 70 مصلى موزعة في أنحاء البلاد؛ تُقام فيها الصلوات الخمس، والجُمَع، والأعياد، ودروس القرآن. ولنا زيارات منتظمة لها.



لغة التواصل "كيف تغلبتم على مشكلة اللغة؟ وكيف تتعاملون مع الشعب الكوري في حال قيامكم بالتعريف بالدين الإسلامي؟ - في بداية الأمر، هيأ الله لي من الكوريين من يجيد اللغة العربية، وهو الأخ الصيدلي «قمر الدين» (مون سي جو)، والأخ «سليمان» (إي هينج ني)؛ فشكلت مجموعة مؤلفة منا نحن الثلاثة.. الأخ سليمان ينظم اللقاءات، ومهمتي التحدّث والدعوة، و«قمر الدين» يقوم بالترجمة. ثم بعونه تعالى تعلمتُ اللغة الكورية، فلا أترك فرصة إلا واستفدت منها في حفظ الكلمات الكورية، وخاصة اللغة الدينية التي هي مجال حياتي وعملي.



وقد ألفتُ كتباً عديدة تشرح عقيدة الإسلام، وطرحتُ المواضيع التي يحتاجها المسلم الجديد، ويحتاجها غير المسلم لفهم الإسلام، بأسلوب ينسجم مع عقلية الكوري، وهذه الكتب تزيد على عشرين كتاباً باللغة الكورية.



هل يُقبل المسلمون من أصل كوري على تعلم اللغة العربية من أجل قراءة وفهم وحفظ القرآن الكريم، أم أن غالبيتهم يستقون المعلومات من خلال الكتب المترجمة؟ وهل هناك كتب إسلامية موجودة باللغة الكورية؟



كثير من الكوريين يطلبون مني تعلم اللغة العربية من غير اعتناق الإسلام، وهناك جاليات كورية في البلاد العربية عن طريق شركات كورية تعمل في دول الخليج، والعراق وليبيا، مما يدفعهم إلى تعلم اللغة العربية. ونحن - بدورنا - نحرص على عقد دورات تعليم اللغة العربية في المراكز الإسلامية؛ بهدف فتح باب الصداقة بين الكوريين والعرب، ونشر الثقافة الإسلامية



وقد ألفتُ كتاباً خاصاً لدراسة اللغة العربية للمبتدئين غير الناطقين بها، وراج هذا الكتاب، وتعلم عن طريقه عدد كبير من الكوريين، من المسلمين وغيرهم.. وتوجد كتب مترجمة من الإنجليزية إلى اللغة الكورية تشرح الإسلام وتفي بالغرض.



مساعدات عربية هل هناك مساعدات عربية وإسلامية للمساجد والمراكز الإسلامية في كوريا؟ - تقوم المملكة العربية السعودية ودولة الكويت وغيرهما من دول الخليج بتقديم المساعدات للمسجد الكبير في «سيول» فقط، وغيره من المساجد لا تصل إليها مساعدات، بل تقوم هذه المساجد على نفقة الجالية المسلمة المقيمة في المدينة التي يوجد بها المسجد.



ما أهم الخدمات التي يتم تقديمها للمسلمين الكوريين بعد أن يمنّ الله عليهم بالإسلام؟ - هناك خدمات كثيرة، من بينها الدورات التعليمية والثقافية التي تشرح أمور العقيدة الإسلامية، وتعليم اللغة العربية حتى يتمكن المسلمون الجُدد من قراءة القرآن الكريم في الصلاة.. وأشير هنا إلى أن الكوري بعد أن يعلن إسلامه، نضع له برنامجاً تعليمياً لمدة شهرين على الأقل، حتى يتعلم أحكام الطهارة، ويلتزم بالصلاة قدر استطاعته من الوقت، ونوضح له بعضاً من تعاليم الإسلام السمحة.




السابق

الفهرس

التالي


15327535

عداد الصفحات العام

3829

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م