﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(05)سافر معي في المشارق والمغارب

(05)سافر معي في المشارق والمغارب



الأحد: 23/9/1400ه ـ 5/8/ 1980م



الجو مهيأ للدعوة الإسلامية في الصين الشيوعية:



التقينا شاباً عربياً مسلماً جاء لتوه من الصين الشيوعية، فاشتقنا لنسمع منه عن المسلمين في الصين، وكان هذا الشاب قد تلقى بعض العلوم التجريبية في الصين، فسألناه أن يحدثنا عن أحوال المسلمين في الصين فأعطانا خلاصة الحالة التي كانوا عليها في عهد ماو تسي تونغ، فقال: لقد كانوا في عهده مضطهدين مطاردين غير مسموح لهم بدخول المساجد والصلاة فيها، بل هدم كثيراً من مساجدهم وقتل الكثير منهم.

[كانت أخبار المسلمين في الصين تلك الأيام عزيزة، أما الآن فقد فتحت الصين أبوابها للسياحة والتجارة، كما فتحت الباب لخروج الصينيين، وإن كان ضغطها على المسلمين لا يزال مستمراً في بعض المناطق - وبخاصة تركستان الشرقية - والنشاط الإسلامي المأذون فيه لا زال محدوداً، ولكنه في تنامٍ مستمر، وأعظم ما يحتاج إليه المسلمون هو انتشالهم من الجهل بالتعليم الصحيح، وقد قمت بزيارة للصين في عام: 1416ه - 1995م وسجلت ما توصلت إليه من معلومات في كل المناطق التي زرتها في الجزء الأخير من هذه الرحلات.]



أما الآن فقد حصل شيء من التسامح من الحكومة الجديدة، وسمحوا للمسلمين أن يقيموا شعائر دينهم في مساجدهم، بل إن الحكومة رممت لهم بعض المساجد المتهدمة، كما سمحت لهم بتداول المصحف الشريف وكتبهم الدينية.



بل سمحت الحكومة ببناء الكنائس والمساجد، وقد شرع المسيحيون في بناء عشرين كنيسة في بكين. ولو أن المسلمين في الدول العربية وغيرها أمدوا إخوانهم المسلمين الآن في الصين بالمصاحف المطبوعة والمسجلة والكتب الإسلامية والعربية وساعدوهم في بناء المساجد، لكان ذلك خيراً من التأخر؛ لأن المسلمين في الصين سيصابون بخيبة أمل إذا أبطأ إخوانهم عن مساعدتهم وهم يرون المسيحيين تنهال منهم الإعانات والمساعدات على بني دينهم.



وقال الأخ المذكور: إن الجو الآن مهيأ للدعوة الإسلامية في الصين، ولكنه يحتاج إلى خطة مدروسة وأسلوب مناسب لحالة الانفتاح الاقتصادي في الصين، ولو وجد دعاة مسلمون على هيئة تجار، فإنهم يقدرون على الاتصال بالمسلمين ومساعدتهم وتفقيههم في دينهم.



وقال: إن المصاحف والكتب يمكن بعثها إلى بعض تجار المسلمين الصينيين في هونغ كونغ وهم يبعثون بها إلى أقربائهم في الصين ويمكن بعثها إلى جامع بكين مباشرة.



مع المسلم الصيني يوسف:

جاء إلينا الأخ يوسف، وهو شاب صيني نشيط متحمس لدينه الإسلامي، مولود في هونغ كونغ، جاء إلينا في الساعة العاشرة صباحاً وكانت معه شابة مسلمة مشهورة - أيضاً - بالنشاط الإسلامي، وتسمى: (ربيعة) ولها كتابات في المجلات والجرائد عن الإسلام، وبدأنا نتشاور في كيفية اللقاء بالمنظمات الإسلامية في هونغ كونغ، واتفقنا على دعوة زعماء المنظمات الإسلامية وأعضائها في لقاء واحد يتم في مسجد كولون بعد عصر غدٍ الثلاثاء، وطلبوا مني عنواناً لموضوع محاضرة تلقي في هذا الاجتماع فلبيت طلبهم.



إلحاح السيدة ربيعة في طلب زيارة سعاد الفاتح:



وطلَبَتْ منا الأخت ربيعة أن نتصل بالسيدة سعاد الفاتح السودانية التي كانت تعمل عميدة لكلية البنات في الرياض، ونحثها على زيارة المسلمين في هونغ كونغ، لما بلغها عنها عن تحمسها للإسلام وثقافة إسلامية طيبة، قالت: إن وجودها هنا سيساعدنا كثيراً على اجتذاب الفتاة المسلمة إلى مبادئ دينها.



وقالت: إن المناسبة لدعوتها هي أننا نريد أن ننظم ندوة عن المرأة في الإسلام بمناسبة الاحتفال بالهجرة، وتقوم ربيعة بعمل سكرتيرة لجنة الاحتفال هذا الذي تشترك فيه جميع المنظمات الإسلامية.



الكلية اللإسلامية في هونغ كونغ



وقال الأخ يوسف: إننا نعاني مشقة عدم وجود من يقوم بتدريس اللغة العربية لأبناء المسلمين، والشيخ صلاح السوداني لا يكفي وحده، وعندنا الكلية الإسلامية لو أن الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة منحتها مدرسين لأفادوا فيها.



فسألت عن هذه الكلية وعن نشأتها وطلابها وأساتذتها ومناهجها، فأخبرت أن الذي أسسها رجل مسلم صيني اسمه "قاسم تويت" وهو رئيس الجمعية الإسلامية الصينية في هونغ كونغ - وقد التقيناه فيما بعد - وأنه أسس هذه المدرسة - في الأصل - لأبناء المسلمين ولكن لجهل المسلمين وعدم وجود مدرسين متفقهين في الدين منهم يضعون المنهج الإسلامي ويدرسون مواده، تسلمت المدرسة السلطات الحكومية، لا قهراً ولكن خداعاً من جانبها وعجزاً من جانب المسلمين، ووضعت مناهجها مثل مناهج بقية مدارسها وأساتذتها من رجال الحكومة نصارى أو صينيين، وأكثر طلابها من غير المسلمين، ونسبة المسلمين فيها 10% فقط.



قلت: لقد زرع المسلمون وحصد غيرهم، ويجب أن تبذلوا جهدكم في تعديل المناهج وإيجاد المدرسين المسلمين، ليقوموا بتدريس الطلاب الدين الإسلامي وتكثروا من أبنائكم في المدرسة، حتى تؤثروا أنتم في غيركم بالمنهج والكتاب والمدرس، ولا يؤثر فيكم غيركم كما هو الشأن الآن.



قال الأخ يوسف: نحن لا نقدر على ذلك بدون مساعدة منكم، فانقلوا رغبتنا إلى المسؤولين في المملكة العربية السعودية، في أن يساعدونا بمدرسين لأبنائنا وكتب إسلامية ووضع مناهج.



وقال الأخ يوسف: أُدخلت الآن في مناهج المدرسة هذه مادة التاريخ الإسلامي ويدرسها الأستاذ صلاح شيخ، ومن خلال تدريسه لها يستطيع أن يعطي الطلبة فكرة عن مبادئ الدين الإسلامي، وهي مادة يدرسها المسلمون وغير المسلمين.



وقال: توجد في هونغ كونغ ثلاث جامعات: جامعة هونغ كونغ الأم، وجامعة صينية يشترك فيها الصينيون والأوروبيون، وجامعة أمريكية تنصيرية كاثوليكية ولم يعترف بشهادتها إلى الآن، ويستفيد الأوربيون من الجامعة الصينية بل يكادون يسيطرون عليها.



وكثير من الشباب الإسلامي تكون صلتهم بالمنظمات الإسلامية ونشاطاتها الإسلامية جيدة، ولكنهم عندما يدخلون في هذه الجامعات ينعزلون عن إخوانهم، وقد لا نراهم إلا بعد تخرجهم، وذلك بسبب الواجبات الملقاة عليهم في الدراسة وخشية فشلهم فيها، وهم هنا لا بد أن يتعبوا أنفسهم ليحصلوا على وسيلة جلب رزقهم.



وقال: إن المنظمات هنا لها كامل الحرية في نشاطاتها، لا فرق بين المنظمات اليهودية والنصرانية والصينية، وكذلك المنظمات الإسلامية فتستطيع أي منظمة أن تقوم بأي عمل دون أن تصطدم بالمنظمات الأخرى، واليهود هم الذين يسيطرون على الاقتصاد العام ورئيس الجهاز التعليمي يهودي. والبوذيون أغنياء بالأراضي والعمارات.



مكافحة الحكومة في هونغ كونغ للنشاط الشيوعي:



وكان النشاط الشيوعي في هونغ كونغ على أشده سنة: 1967م ولكن الحكومة هنا استطاعت بصورة ذكية وقف هذا النشاط وذلك بأمرين ظاهرين:



الأمر الأول: تحديد إقامة القادمين في هونغ كونغ.



الأمر الثاني: عدم السماح بدعوة أحد من الصين من قبل الصينيين المقيمين في هونغ كونغ إلا إذا كانت العلاقة قوية بين الداعي والمدعو، ولا يكون منه خطر، مع أن حكومة هونغ كونغ تحاول مهادنة السلطات الصينية، خشية من بطشها بها فيما بعد؛ لأنها قد تعود إلى الصين بعد عام: 1997م الذي تنتهي به المعاهدة الصينية البريطانية وقد عادت.



وإن كانت الصين قد لا تطلب عودة هونغ كونغ إليها، بل قد تجدد الاتفاقية مع بريطانيا مرة أخرى لتبقى بيدها، لأن ذلك يتيح للصين منفذاً تجارياً حراً باسم دولة أخرى وتتقي بذلك انتقاد المتطرفين الشيوعيين انفتاحها. [كان هذا أملاً يراود سكان هونغ كونغ من البريطانيين والصينيين الخائفين من عودة ضم البلاد إلى الصين، ولكنه لم يحصل.]

وقد استفادت هونغ كونغ من استيراد السلع من الصين بأسعار رخيصة، وقد كانت منتجات الصين كلها تصدر عن طريق هونغ كونغ، وهذا ما جعلها تتغلب في عام: 1973م على السيولة النقدية والانهيار الاقتصادي الذي أصيب به العالم آنذاك، ولكن الصين بدأت الآن تربط علاقات مباشرة مع بعض الدول الأخرى - غير هونغ كونغ -.



وقد كان الصينيون الذين يقيمون في هونغ كونغ يخافون إذا عادت سيطرة الصين عليهم أن تؤمم ممتلكاتهم، وكان هذا الخوف وارداً في عهد ماو تسي تونغ، أما الآن فإن رئيس الوزراء صرح بأن لكل صيني الحق في امتلاك ما يريد وبناء ما يشاء من المساكن، ووعد أنه إذا عادت هونغ كونغ إلى الصين فلن تصادر أموالهم.





السابق

الفهرس

التالي


16111566

عداد الصفحات العام

3364

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م