﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(013)سافر معي في المشارق والمغارب

(013)سافر معي في المشارق والمغارب

الأحد: 17/12/1410-17/9/1989م.


وفي صباح هذا اليوم استؤنف الاجتماع مع الأخ يوسف يو.


قال: إن وزير الأوقاف الكويتي وعد بأن يدفع راتباً لأحد الذين يخدمون الدعوة عندهم، وكان هذا الوعد في السنة الماضية، كما وعد الدكتور أحمد توتنجي بتكملة الراتب إذا لم يكف ما وعد به وزير الأوقاف، وإلى الآن لم يحصل شيء مما وعد به كل منهما، وهم في وضع مادي صعب يحتاجون إلى مساعدة، وهم يبحثون عن شخص مناسب للدعوة بحيث يكون منسجماً معهم ويرشحونه لتسلم الراتب الذي وعد به وزير الأوقاف، ولكنهم لم يجدوا هذا الشخص إلى الآن. ويرغبون في أن يحصلوا على شخص مناسب من الطلاب الذين يتخرجون في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة أو غيرها على أن يجيد اللغة الإنجليزية.

مستقبل الشيوعية في الصين:

وسألت الأخ يوسف: هل سيتمكن الشيوعيون المتشددون من السيطرة في الصين؟ فقال: إن الجواب صعب ولكنْ هؤلاء المتشددين جادون في إحكام قبضتهم على الحكم، وبناء على ذلك يغلب علي الظن أنه لا يستطيع مجموعة أخرى أن تتغلب على هذه الحكومة في السنوات الخمس القادمة على الأقل. وستحاول الحكومة فتح مجال للاستثمار الأجنبي لحاجتها إلى العملة الصعبة. ويمكن أن يجد الشعب بسبب ذلك شيئاً من الحرية وأن يتحسن الوضع الاقتصادي.

وقد كان متوسط دخل الفرد العادي يعادل خمسة دولارات أمريكية شهرياً، وأصبح دخله الآن يعادل ستة عشر دولاراً، أي أكثر من ثلاثة أضعاف ما كان يحصل عليه سابقاً، وهذا يدل على تحسن، والذي عنده عمل خاص يحصل على أكثر من هذا المبلغ. وفي السنوات العشر الأخيرة كسبت بعض العوائل مبالغ كثيرة من الأموال ما بين عشرة آلاف إلى مائة ألف. والذين يعيشون في القرى معيشتهم صعبة في الغالب، بعض الأفراد لا يحصل على خمسة دولارات أمريكية في الشهر. والحكومة لم تكن تسمح للمسلمين بأخذ مساعدات من الخارج والآن سمحت.

الاتحاد الإسلامي المركزي في بكين وسيطرة الدولة عليه:
ويوجد الاتحاد الإسلامي في الصين الذي تعترف به الحكومة، ومركزهم في مدينة بكين، ولهم فروع في أنحاء الصين ونشاطه في القرى أجود من نشاطه في بكين وعندهم مكتبة كبيرة في المركز لا تفتح إلا إذا زارها ضيف، فهي شبيهة بالمتحف، والطلاب لا يذهبون إلى المركز لأداء الصلاة. وقد بعثت لهم رابطة العالم الإسلامي كتباً ليوزعوها فلم يوزعوها إلى الآن. قال الأخ يوسف: ونحن برغم ذلك نتصل بهم ونحاول التعاون معهم، لأنهم هم يستطيعون تنفيذ العمل ولو كان ضعيفاً تحت الحكم الشيوعي.


مسجد الاتحاد الإسلامي في هونغ كونغ

والمسؤولون في المركز مختارون من قبل الحكومة ولهم رواتب رسمية، وإخلاصهم للحكومة أكثر من إخلاصهم للعمل الإسلامي، وبعضهم يحب أن يخلص للإسلام ولكنهم يخافون الحكومة، ولذلك لا بد من تعاوننا معهم بحكمة وسياسة بحيث لا يؤثر ذلك على خدمة الإسلام.

وعندما حصل زلزال في منطقة يونان جاءت مساعدات عن طريق الحكومة مائة ألف ين، ووزع على الأهالي مائتا ألف ين بطريقة سرية، فلا بد من التعاون مع الحكومة في الظاهر في الحدود الممكنة والاتصال بالمسلمين مباشرة بطريقة سرية. [زرت الصين سنة: 1416ﻫ وسجلت معلومات عن المسلمين في رحلتي الثالثة في هذا الكتاب.]

وسألته: هل توجد صلة لحكومة تايوان في الأحداث الأخيرة؟ فقال: لا توجد لها صلة حسب علمه. وأكد الأخ يوسف على تخصيص منح دراسية كثيرة للطلاب المسلمين وضرب مثالاً لذلك، فقال: إذا كانت الحكومة الصينية تعترف بثلاثة وعشرين ألف مسجد، فنحن نحتاج لهذه المساجد فقط ثلاثة وعشرين ألف داعية مدرب على الدعوة وأساليبها. كما أن الحاجة ماسة إلى وجود محطة إذاعية لنشر الدعوة والتعليم تكون هذه المحطة في خارج الصين.

وسألت الأخ يوسف عن مصير الحركة الإسلامية الموجودة في هونغ كونغ إذا تم ضمها إلى الصين؟ فقال: سوف لا توجد الحرية للدعوة الإسلامية الموجودة الآن. والمسيحيون يسجلون أشرطة هناك وينشرونها في أمريكا والفلبين ويبعثون بها من هناك رسمياً، لوجود إمكاناتهم فلو كان عند المسلمين إمكانات لعملوا مثل ذلك. ويوجد ستون طالباً مسلماً صينياً في باكستان، ولو وجدت محطة إذاعية في باكستان أو ماليزيا لأمكن نشر الدعوة بين الصينيين عن طريقها.

قلت: هل توجد جريدة أو مجلة أو منشورات توزع على المسلمين في الصين؟ قال: نحن نفكر في ذلك، وفي السنوات الخمس الأخيرة وزعت منشورات، والآن يقوم بذلك المسلمون في منغوليا في داخل الصين. وقد كان عددُ العناوين التي توزع في تلك المنشورات في البداية خمسة وعشرين عنوانا فقط في البداية والآن بلغت العناوين أكثر من ألف.

الجماعات الإسلامية الموجودة في هونغ كونغ:

وسألت الأخ يوسف عن نشاط الشيعة في هونغ كونغ؟ فقال: عددهم قليل يبلغ المئات (300 تقريباً) وقد قدم بعض الشباب تقريراً سرياً عنهم. ومع قلتهم فإن إمكاناتهم المادية التي يسيرون بها نشاطهم كبيرة بالنسبة لحجمهم. ثم تحدث الأخ يوسف عن الجماعات الموجودة في هونغ كونغ، فقال: توجد منظمة رسمية باسم الأمة الإسلامية، وهي مكونة من أربع جماعات:

1 - الاتحاد الإسلامي في هونغ كونغ.
2 - الجماعة الإسلامية الباكستانية.
3 - الجماعة الهندية الإسلامية.
4 - جماعة البهرة الداوودية، وهذه الجماعة لا تصلي في مساجد المسلمين، ولهم مسجد خاص، ولكنهم عضو في الجماعة المسؤولة عن المساجد، ولهم في مقبرة المسلمين محل خاص بموتاهم لا يدفن فيه غيرهم.

والمساجد والمقبرة مسجلة باسم أوقاف جماعة المسلمين التي تشمل هذه الجماعات. ويتكون أعضاء جماعة المسلمين من سبعة أشخاص، منهم اثنان من البهرة، واثنان من باكستان، واثنان من الاتحاد الإسلامي، وواحد من الهند. والجماعة الهندية اتحدت قريباً مع جماعة الأمة الإسلامية، وليس عند هذه الجماعة الهندية نشاط. أما الباكستانيون فعندهم نشاط قومي وترويحي، وأكثرهم أميون ويقودهم تجار يتحكمون فيهم.

والاتحاد الإسلامي كان مثل الباكستانيين، ولكنه تقدم في الفترة الأخيرة، لأنه توفي أحد أعضاء الاتحاد وترك مالاً للاتحاد فاستفادوا منه. والاتحاد الإسلامي مكون من مواليد هونغ كونغ الذين هم من آباء صينيين وأمهات باكستانيات أو ماليزيات أو هنديات أو العكس، وكثير منهم إسلامهم تقليدي لا يمارسون الإسلام في حياتهم، والذي يهمهم أن يكون المسجد نظيفاً، وأن يكون لموتاهم مدافن، والقيام ببعض الاحتفالات في المناسبات.

وقد أسسوا قبل ثمان سنوات جماعة سموها جماعة الدعوة، تأثراً ببعض المسلمين الذين يأتون من الخارج ويتحدثون عن الدعوة، ووجود دعاة من قبل الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، وأصبح بعضهم يحافظون على الصلاة، ويصلون الجمعة في المسجد، وكان الأخ يوسف عضواً في هذه الجماعة قبل اثنتي عشرة سنة، وكانوا يسمعون الأذان ويستمرون في أحاديثهم ولا يذهبون إلى المسجد للصلاة، وكان بعضهم يدخن في شهر رمضان، ولكنهم الآن اتجهوا إلى الإسلام أكثر، وفي ذلك تقدم طيب.

وقال الأخ علي تينج: إن أكثر أعضاء هذا الاتحاد كانوا يعملون مع الحكومة البريطانية، وكان زعماؤهم متفقين فيما بينهم يجتهدون في حل مشكلاتهم الخاصة، ولا يهتمون بمصالح المسلمين العامة. وقد بلغ استثمار هذا الاتحاد في خارج هونغ كونغ سبعة عشر مليوناً ونصف المليون بالعملة المحلية وهو يعادل مليونين ونصف المليون بالدولار الأمريكي. ولا يدرَي أين هو هذا الاستثمار، وفي داخل هونغ كونغ بلغ استثمارهم مليون دولار أمريكي. وآخر تقرير كان في شهر مارس ذكر فيه أن مجموعة الاستثمار ثلاثون مليون دولار بعمله هونغ كونغ، وهو يعادل أربعة ملايين دولار أمريكي.

أما اتحاد الشباب الإسلامي - وهو الاتحاد الذي يعمل فيه الأخ يوسف يو - فهو عضو في الاتحاد الإسلامي، وله نشاط مستقل، وقد حصل على مكتب في مركز الاتحاد الإسلامي وفصل دراسي مؤقت. ويقوم اتحاد الشباب الإسلامي بطبع منشورات باسم الاتحاد الإسلامي من أجل الحصول على دفع التكلفة. والأخ يوسف والأخ علي عضوان في الاتحاد الإسلامي أيضاً وصلتهما به قوية، ويساعدان الاتحاد في بعض أعماله كتجهيز الجنائز ونحوه. وليس لاتحاد الشباب الإسلامي مشاركة في شؤون إدارة المساجد وجمع التبرعات وصرفها.

وقال الأخ يوسف: إنه عندما تم بناء مسجد كولون قبل خمس سنوات أحب كثير من السائحين والموظفين غير المسلمين أن يروا المسجد، وكذلك بعض طلاب المدارس، وأكثر جماعة المسجد من الهند والباكستان، وطلبوا من الاتحاد أن يبعث من يترجم لهؤلاء الزوار وكانت الزيارة تتم يومي السبت والأحد في أول الأمر.

ثم رتب الأخ يوسف وزملاؤه منهجاً للزيارة ومواعيد معينة، يطلعون فيها الطلاب والزوار على نشاط المسلمين عن طريق عرض أشرطة فيديو، ويجيبون عن أسئلتهم ووصل عدد الزائرين في بعض الأيام ألف زائر خلال أربع ساعات. وقد استفاد أعضاء اتحاد الشباب الإسلامي من هذه الترتيبات مع الزائرين خبرة وتدريباً على إلقاء المحاضرات والحوار والإجابة عن الأسئلة.

ثم قرر الاتحاد الإسلامي بعد ذلك منع غير المسلمين من زيارة المساجد بسبب إنكار الهنود والباكستانيين دخول الكفار المساجد، فتوقف نشاط اتحاد الشباب الإسلامي في هذا المجال الذي كان يؤمل فيه تقوية الصلة بغير المسلمين وإيصال معاني الإسلام إليهم.

وقد وظف الاتحاد الإسلامي أختاً تخرجت في ماليزيا تقوم بالدعوة، وقد نفع الله بها في هذا المجال. وينفق الاتحاد نصف المصاريف على المساجد والمقبرة، مع أن هذا الاتحاد [الاتحاد الإسلامي] لا يمثله في الأمة الإسلامية إلا اثنان فقط من أعضائه، وهم يأخذون من النفقات أكثر مما يستحقون.

وتوجد جماعة أخرى - خارج الأمة الإسلامية - وهي من الجالية الصينية. ولهذه الجماعة مدرستان – حضانة - ومدرسة ابتدائية، ومدرسة ثانوية، وكلها إسلامية، ولها مطعم إسلامي. وهذه الجماعة تكونت منذ خمسين سنة. ولكن أكثر أعضاء هذه الجالية لا يمارسون الإسلام في أعمالهم. وكانت هذه الجماعة مختلفة مع الاتحاد الإسلامي، والآن بينهم صداقة، ولا توجد بينهم مشكلات. وهذه الجماعة والاتحاد الإسلامي أقوى الجماعات الإسلامية مادياً.





السابق

الفهرس

التالي


15251478

عداد الصفحات العام

272

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م