﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(046)سافر معي في المشارق والمغارب

(046)سافر معي في المشارق والمغارب

خطبة زعيم الرابطة العلوية السيد علوي بن طاهر ال
وهو من كبار علماء العلويين، وهو في هذه الخطبة [مع ثنائه على الرسوم الصوفية] يحث العلويين على التمسك باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، ويوضح بأن شرف أهل بيته إنما يكون بذلك، وليس بمجرد الانتساب إليه، بدون عمل صالح واقتداء صادق. وهي الخطبة التي ألقاها في حفلة افتتاح المؤتمر الأول للرابطة العلوية، قال:

الحمد لله، إن اجتماع الأمم والشعوب والعشائر أمر طبيعي في البشر معهود في الوجود بما أن شؤونهم لا تصلح إلا عليه ولا تقوم إلا به، وهو أمر قد أيدته الشرائع السماوية ودعت إليه. وما جاء كل كتاب سماوي بالحث على الاجتماع والنهي عن التفرق والاختلاف، بمثل ما جاء به القرآن كتاب الله العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد، فقد حث المؤمنين أتم الحث على الاجتماع معتصمين بحبل الله الذي هو كتابه وهو المثل الأعلى الذي جعلته الأمة المحمدية قديما مطمح أبصارها ومرمى أفكارها، حتى نشرت حكم الله بكتابه في بلاده وبين عباده، وقد شرع لهم فيه من أسباب الاجتماع والتكافل ما لو أخذوا به، لكانوا أشد الأمم تلاحما والتئاما.

فدعاهم إلى المحبة والإحسان وأوجب عليهم العدل والإنصاف، وقرن بعبادته الإحسان إلى الوالدين وذوي القربى والجار والصاحب والمسكين وابن السبيل وحث على إكرام اليتيم وإطعام المسكين ومن هؤلاء تتألف الأمة، والإحسان باب المحبة والألفة، وشرع لهم من الجماعة والجمعات وتوحيد الحركات في الصلاة والتضام فيها ما يؤيد ذلك ويكفله، وأقام لهم من الحقوق المتبادلة فيما بينهم ما يسقي غرس المودة ويقوي شجرة التآلف.


ودل على المعاشرة الحسنة والتباذل في المعروف والتراحم والبر كل البيوت والأسر والعشائر، وأثبت أن أولي الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وحكمه، وقد نهاهم أشد النهي عن التفرق ودواعيه، حتى لقد حرم عليهم من أسبابه أمورا دقيقة، لا يتفطن لها إلا أكابر الحكماء والأذكياء يطول القول في تعديدها، وإذ كان حال الاجتماع والتكافل كما ذكرناه معروفا في الدين الإسلامي لا يجهله أحد عرفه، فلا حاجة للإطالة فيما عرفه الناس، وفي ذلك الحجة الكبرى على أن الرابطة العلوية إنما تسعى في أمر تشمله أوامر الدين الشريف.

وقد انتشرت فكرة الاجتماع والتعاضد في العالم لهذا العهد انتشارا عظيما، ونتج عن ذلك أيضا تعدد الجمعيات الخاصة، فلا تحصى كثرة على اختلاف منازعها ومشاربها. فلا عجب إذا نهض العلويون ومن كان على مشربهم من العرب الحضرميين في إقامة هذه الرابطة التي تجمعهم على أمر نافع لهم، وما أحد بأحوج منهم إلى مثلها، فالدواعي ماثلة أمام أعينهم، ودينهم يندبهم إلى ذلك، والحاجة تدعُّهم إليها دعا، ولو لم يكن منها إلا المحافظة على مالهم من الهدي المعروف والسمت الخاص والسيرة المشهورة، ونعني بذلك ما يسمونه أهل العصر بالثقافة، فإن لهم بحكم الدين والتاريخ والتوارث نفسا وجسما وخلقا ومعاملة، طابعا خاصا لازمهم في جميع أدوار تاريخهم، ولهم مع ذلك من دواعي الاجتماع ومؤكداته ما ليس لأحد مثله من خلوص نسبهم وتعارفهم به، فكل واحد منهم يعرف ما هو من رفيقه، فهم كأفنان الشجرة وأغصانها لا يخفى على عارفيها فنن منها ولا غصن، فمن أحق بالتعارف والتآلف منهم؟.

ثم إنهم في محافظتهم على هديهم يحافظون على أثمن كنز وأقدمه، تدوالته الطبقات منهم من لدن إبراهيم وإسماعيل ومحمد، أنبياء الله وأصفياؤه عليهم أفضل الصلاة والسلام الذين ابتعثهم الله لهداية البشر وحملهم راية الرحمة والعدل، وقد عهد الله إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام، أن يجعل من أعقابه أئمة للناس كما قصه الله علينا في كتابه المجيد، وقد صدقه وعده فلا يوجد في العالم شرقيه ولا غربيه أمة تأخذ بكتاب سماوي ودين إلهي إلا وقد أخذته عن أعقابه عليه الصلاة والسلام. فما لنا لا نحافظ على ما نحن أخص به على حين نرى غيرنا يهتم به ويحافظ عليه أو على ما يماثله، أفيسعد غيرنا به ونشقى؟ أيأتِي الناس يوم الجمع الأكبر إلى الديان الأعلى بالأعمال ونأتي بالأوزار نحملها على ظهورنا؟

أيجمل بنا أن تتزاحم الأمم على مواريث أسلافنا ونتركه؟ وتحافظ هي عليه ثم نحن نهمله؟ لا لعمري بل نحن الذين ينبغي لنا أن نكون أول مزاحم عليه، وأقومهم بحفظه والعمل به. لقد أرسل الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة للعالمين، بشريعة هي كالفلك الأعلى رفعة ونظاما واتساقا، وكالشمس المنيرة بهجة وإضاءة وإشراقا، داعية إلى الحياة الطيبة في الروح والجسم، موفية لحقوق كل منهما داعية إلى الإحسان والفضل، موجبة للإنصاف والعدل، الدين فيها مماشيا للدنيا، هي معينة عليه وهو يقوم بتنظيمها وحراستها، والقرآن محالفا للسلطان، والقرآن يدعو إلى الحق ويبينه، والسلطان يحرس دعوة القرآن أن تخنق أو تكاد.

ولقد كانت القوة المؤيدة بالأمة قائمة بكفالة الهدي الديني في الأفراد والجماعات من جميع نواحيه، واستمر الأمر على ذلك برهة حتى جاء ما كان منتظرا موعودا به من افتراق القرآن والسلطان كما ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (ألا إن رحا الإسلام دائرة فدوروا مع الكتاب حيث دار، ألا أن الكتاب والسلطان سيفترقان فلا تفارقوا الكتاب) فوقع ذلك كما وعد به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم.

ونتج عن ذلك أن ذوي السلطة عادوا لا يهتمون من كفالة الدين إلا بما يقوم به النظام وتُثبِّت معه ركني السمع والطاعة لهم، وأهملوا كفالة ما يرجع منه إلى تهذيب النفوس وتربية الأخلاق إلا قليلا، فتلافى هذا النقص الأئمة من علماء الأمة ونصبوا أنفسهم قدوة للناس يأتسون بهم ويقتفون خطاهم، وأكملوا ذلك بوسائل التعليم والوعظ والدعوة إلى الخير.

وكان كلما امتد الزمان وبعد العهد بعصر النبوة ازدادت مسافة الانفراج بين السلطة والدين، حتى عادت دنيوية محضة، فاستقل أئمة الدين من العلماء العاملين والعارفين الصالحين بالجانب الروحي الأدبي من الدين، ينشرونه للأمة في كل عصر غضا طريا، ويجددون لهم ما اندرس من معالمه، وقد كان للصوفية منهم في ذلك يد بيضاء لا ينكرها من عرف تاريخ الإسلام، وإن كانوا قد جعلوا لهم رسوما، فإنما أسسوها لتضمن لهم القدرة على كفالة أخلاق مريديهم، حتى لقد ألزموا المريد بالسمع والطاعة المطلقة في شؤون التربية، كما كان ذلك لأولي الأمر منهم علما منهم بأن كفالة ذلك الهدي الثمين لا تتم بدون ذلك.

لم يكن أسلافنا العلويون أول من وضع السلاح ولا آخر من وضعه، ولكنهم قد أعذروا، ولقد أبلوا في حفظ الهدى الإسلامي بلاء حسنا من قبل ومن بعد-فالحمد لله على ذلك فهو ولي النعم وموليها-ولقد كانت طريقتهم التي سلكوها إلى هذا المقصد الأسمى أمثل الطرق وأقربها إلى هدي الصدر الأول من السلف الصالح وأبعدها عن الصور والرسوم المستحدثة.

إنا لنحرص أشد الحرص أن يبقى لنا ميسمنا الخاص، فإنه النسب المعنوي الذي يصل آخر الأمة بأولها ولسنا-والحمد لله-لقطاء لا أول لنا، ولا مغفلين نجهل ما بأيدينا ونطيع عن غرارة من مارانا في حسنه. ولقد كانت القوة الروحية والأدبية التي كفلها سلف العلويين وغرسوها في خلفهم ومن كان معهم غرسا، هي السبب الأولي في بقاء العلويين ظاهرة شخصيتهم محفوظة ذاتيتهم محروسين عن الذوبان والانمحاق منذ أحد عشر قرنا في وطنهم، على تعدد السلطات القوية التي تداولته وكلها ذهب واضمحل، ولكن العلوي-وأشياعه معه-بقي ثابتا راسخا شاهدا حاله على أن القوى المعنوية، أشد ثباتا على نوائب الدهر من كل قوة مادية مهما عظمت وامتدت، فكم سمع السامعون عن أمم نشرها الله في الأرض ومكن لها في البلاد وآتاها أسباب القوة، ثم طواها كما تطوى الصحيفة فعادت خبرا يروى، إن الروح المعنوية الأدبية هي السند المتين لكل ضعيف غشيته أمواج القوة أو حملته الضرورة على الغربة والهجرة، فهي وحدها التي تحرسه أن يذهب وينمحق.

إن الإسلام الذي هو عماد روحنا المعنوية وأساسها أحكام ظاهرة، تحيفها الدهر واستنقصها وبقي منها ظاهرا على الأيام ما يتعلق بالبيوت والأسر من أحكام النكاح والمواريث ونحوها، فعز بقاء ذلك على الملاحدة والزنادقة الذين خرجوا عن حظيرة الإسلام، فهبوا إلى هدمها بوسائل مختلفة تحت ستائر وحجب من الألفاظ المزوقة، وهم يسمون هذا الهدم والتخريب تجديدا ومرادهم من ذلك هدم البيوت الإسلامية لينمحي ما بقي بأيديها من أخلاق الدين.

فإن روح المجون والخلاعة التي عصفت بالعالم اليوم، ستدك صروحا من الأخلاق كانت عالية، وتسقط معها بيوتات كان يشار إليها بالأصابع ويذكر تاريخها بغاية التمجيد. إن عندنا علما بأن ذلك سيكون عن نبينا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، حتى يبلغ فساد الأخلاق وانحلال النظام المتعلق بالجنسين، إلى أن تفعل الفاحشة جهارا نهارا على قارعة الطريق كما تفعل البهائم لا ينكر ذلك أحد ولا يغيره، ولكن ليس معنى هذا أنه يعم العالم كلهم أو الطوائف كلها، لأن الخير باق في هذه الأمة إلى أن تقوم الساعة ولا تزال طائفة منها قائمة على الحق ظاهرة عليه حتى يأتي أمر الله، ومن منا لا يتمنى أن يكون من هذه الطائفة؟ وإنما يصدق في هذا التمني من عمل واحترس.

لقد كان الأحرى والأولى بالعلويين ومن معهم أن يتفطنوا لوجوب المحافظة على هديهم وسمتهم وروحهم المعنوية من قبل اليوم. ولكن بطأ بهم أنهم لم تقم فيهم دعوة عامة إلى ذلك منذ سنين. ولعلهم كانوا عن ذلك غافلين، وجاءت أمور عرضية إنما يقصد بها تحقيرهم في أنفسهم والكذب على تاريخهم وقتل هممهم في أجسادهم، فكانت من أعظم المنبهات لهم، وإذا أراد الله شيئا هيأ أسبابه، ورب ضارة نافعة.

إن أقوى روابط العلويين التي تربطهم بعضهم ببعض والتي تربطهم ببقية إخوانهم من سائر المسلمين، والتي تحل من قلوبهم محلا مكينا، لهي رابطة الدين التي ثبتت بها بين أهله الأخوة الإيمانية، وصار المؤمنون بها إخوة. ثم رابطة اللغة لغة الدين، لغة القرآن، لغة محمد صلى الله عليه واله وسلم، لغة شريعته ودعوته، لغة الصلاة والصيام والحج والذكر والدعاء، اللغة الدينية لسائر الأمم الإسلامية.

ثم رابطة الأخلاق وما يتصل بها من الآداب والعادات، وهذه هي مقوماتهم بل مقومات الأمة الإسلامية كلها، ولن يتم تكافلهم وتضامنهم إلا بتقويتها كلها فالرابطة العلوية ستهتم بهذه الناحية التي هي بالنسبة إليها بمثابة الروح للبدن والأساس للبناء. ثم رابطة النسب وهي ملحقة بنظام البيوت والأسر الذي هو أعظم كافل للأخلاق والعادات الإسلامية وأقوى ضامن لها، وهذه وإن كانت رابطة خاصة فإن الرعاية لها من جملة ما يعود نفعه عاما، لأن المحافظة على البيوت الإسلامية مما يقوي هدى الدين ومعناه، وإنما الأمة ببيوتاتها.

تحيى الأمة أو القبيلة من أمة بروح معنوية تنفخ فيها، فيتصل أفرادها بعضهم ببعض فيعود أفرادها أعضاء لجسم واحد تديره روح واحدة هي تلك الروح المعنوية التي أحيتهم، فمهما طرق واحدهم طارق تألم له سائرهم ونهضوا إلى مدافعته، وتموت-والعياذ بالله-فيتمزق أفرادها متفرقين كما تتمزق أعضاء الجسد الميت، فلا يهتم أحد منهم بعشيرته الأقربين فضلا عن الأبعدين فضلا عن سائر المسلمين.

كل من يعلم أن للعلويين بهذه الجزائر إخوانا شملهم الجهل وغشيتهم ظلماته واكتسحتهم تيارات مختلفة من النزعات المنتشرة لهذا العصر، فبعدوا عن دينهم ولغتهم وقومهم وتقطعت روابطهم، وترك يتيمهم لا راحم له وأرملتهم لا كافل لها، يحكم حكما باتا بوجوب نهوضهم والتفاتهم إلى نفوسهم ومسارعتهم إلى مواصلة الرحم المقطوعة والقيام بحقها الذي أوجبه الله، كما أن على أغنيائهم خاصة أن يلتفتوا إلى هذا المشروع الحقيق بالالتفات والعناية، وأن يتحولوا عن العهد الذي كانت الأموال تتسرب فيه إلى المراحيض لتعود نتنا كلها، إلى العهد الذي فتحت فيه باب مشاريع ينتشر للمشارك فيها من الثناء الحسن الخالد والذكر الجميل الباقي ما تتعطر به مشام الأرواح الذكية.

ليس للرابطة العلوية أدنى تعلق بالسياسة، وليس لها من الوسائل في القيام بأعمالها

وآمالها إلا الوسائل الأدبية المشروعة، كما هو مبين في مقاصدها وقانونها الأساسي. أما التهم والأكاذيب التي وجهها إلى الرابطة العلوية بعض من لا يتحرج عن ذلك، فيكفي في دحضها ما تقدم من شرح خطتنا الواضحة الصريحة، وهناك من تنحصر اعتراضاته في سبيل اقتراحات تخطر بباله أو أعمال يلوح له وجوبها، فيقول:لم لا تفعل الرابطة كذا وكذا، ولم لم تفعل كذا وكذا؟

ولو فحصت اقتراحاته لوجدت مزيجا منوعا ملتقطا من كل صحيفة، ولو قررت لوازم تنفيذها لناءت بها ميزانية حكومة، وليت هؤلاء المقترحين يقدمون مع كل اقتراح وسائله، وهؤلاء تشفع لهم حسن النية، ويعذرون بغفلتهم عن الفرق البعيد بين سهولة القول وصعوبة العمل.

إنما مثل ما نحن فيه كمثل من غرس شجرة يرجو ثمرها، فلا بد لها من السقي والعناية حتى تؤتي أكلها في حينه، وكلما امتد زمنها، وتكاثفت أغصانها، كانت الثمرة أكثر وأطيب، ولكن الإنسان خلق من عجل، فلا بد من التأني في الأمور والتثبت في الأعمال، وإعداد الوسائل قبل المقاصد، وانتظار الوقت المناسب لكل عمل، ونسأل الله أن يتم علينا كلمته الحسنى، ويسبغ علينا نعمته العظمى، ويكون لنا في الآخرة والأولى، ويجمع لنا بين قوة اليقين وعزيمة الصبر وحسن التوفيق إنه ولي كل خير والقادر عليه آمين.انتهت خطبة السيد العطاس.

قلت: وليس في تحمسه لقومه الذين يعتبر من رعاتهم وإشفاقه عليهم والذب عنهم بالحق ما يعيبه، فلا يوجد في الأرض عضو في جماعة أو حزب إلا وهو يحب جماعته ويتحمس لهم ويدافع عنهم، فإذا كان دفاعه عنهم حقا فهو مصيب مأجور، وإن كان خطأ بدون تعمد فهو مخطئ مأجور أيضا، إلا أن للمصيب أجرين وللمخطئ أجر واحد.

قلت: وقد تصفحت مجلة الرابطة بمجلداتها الأربعة الموجودة عندي، فلم أجد فيها ذكرا للوهابية التي ذكر الشيخ أحمد السوركتي أنه يخاف من أن يتهم بالدفاع عنها، لا سلبا ولا إيجابا، مع اعترافي أنني لم أستوعب قراءتها. ولكن بها موضوعات كثيرة ترد على من ينتقد الرابطة ويهاجمها-مع مبالغات بعضهم في الرد





السابق

الفهرس

التالي


16125477

عداد الصفحات العام

4092

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م