﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حوار مع الأخ المسلم عبد الواحد فانبوميل-لاهاي

حوار مع الأخ المسلم عبد الواحد فانبوميل-لاهاي



[هولندا لاهاي 7/12/1407هـ].



ولد الأخ عبد الواحد سنة 1944م في أمستردام.



دينه قبل الإسلام: النصرانية (هيروفورمد).



وكان يعتقد ذلك الدين عندما كان في المدرسة، وعندما وصل عمره إلى سبع عشرة سنة، أصبح ضد الاعتقاد الإيماني.[هذه حال كثير من الشباب الغربي]



وسألته: عن الأسباب التي جعلته يقف ضد دينه؟.



فقال: عدة أسباب:



السبب الأول: اجتماعي، وهو أن حياة النصارى الاجتماعية مفككة والناس يحبون الفردية والأنانية والأثرة، ولا تواصل بين الجيران، ولا يتعرف أحد على أحد، ولخص ذلك في الجملة الآتية: (انعدام التكافل الاجتماعي).



السبب الثاني: ديني، وهو التثليث، لم يستسغه عقله وفطرته، وإذا سأل عن ذلك يريد جواباً مقنعاً لا يجد الجواب، وكل مسؤول في كنيسة يجيب بغير ما يجيب به مسؤول كنيسة آخر، ووصف عيسى في الكنيسة غامض غير معروف.



السبب الثالث: فكري، وهو أن الشاب يحتاج إلى أن يجاب عن بعض الأسئلة التي تتوارد على ذهنه مثل: لماذا جاء الإنسان إلى الحياة الدنيا؟ وإلى أين مصيره؟ فلا يجد في المسيحية تلك الأجوبة..



ولهذا كثير من الشباب يلجأون إلى الأديان الشرقيه، ليأخذوا منها أصول فكرهم، لعدم وجود ما يقنعهم، ومن تلك الأديان التي يلجأون إليها: اليوجا...



قلت للأخ عبد الواحد: عندما تركت دينك هل كنت تشعر بالحاجة إلى دين أو لا؟.

فقال: نعم كنت أشعر أنه لا بد لي من إيمان، وكنت ألتمس من يخبرني عن إله حق وبحثت سنوات فلم أجد.



قلت له: ومتى سمعت عن الإسلام؟.



قال: سمعت عنه وأنا صغير في المدرسة، وكانوا يسخرون من الإسلام ويشوهونه ويستهزئون بالصلاة وغطاء الرأس.



وكان له صديق في المدرسة الثانوية، ويسمى نطيف نور من ماليزيا سمع منه بعض المعلومات عن الإسلام، ولم يكن داعية وإنما سمع منه بعض الكلام عن النظافة والطهارة.



واجتمع مع بعض الباكستانيين وعمره 18 سنة في أمستردام، وفي هذا الاجتماع سمع كلاماً عن الإسلام وتأثر به، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يتأثر فيها بما سمع عن الإسلام.



وبين هذه الفترة ودخوله الإسلام خمس سنوات، لأنه دخل الإسلام وعمره ثلاث وعشرون سنة، عن طريق بعض المسلمين الإندونيسيين. وفي تلك الفترة درس الفلسفة ومن ضمنها الإسلام، وكان قبل الإسلام يحب الموسيقى.



وله صديق تزوج فتاة إندونيسية وحضر هو عقد زواجه، ورأى كيف يصلي المسلمون ويطبقون بعض عباداتهم، وكان ذلك في قرية بلك في شمال هولندا.



وصديقه مسلم جديد من سورينام، واسمه إبراهيم، وهو يتعلم في جامعة أم القرى بمكة المكرمة في معهد تعليم اللغة العربية.



وكانت لديه أسئلة تتعلق بالدين فسأل الإندونيسيين الموجودين وبقي عندهم ضيفاً لمدة ثلاثة شهور، من أجل أن يسألهم عن الإسلام، ويرى تطبيقهم له، وتعجب من قبولهم بقاءه معهم هذه المدة الطويلة [وحق له أن يتعجب فكثير من الأوربيين يصعب أن يزور بعضهم بعضاً زيارات خاطفة!].



وقال: إن الإندونيسيين مشهورون بإكرام الضيف ووجد الإجابات عن أسئلته عندهم.

وكان يمشي خارج البيت وحده ويفكر ماذا يعمل؟ ثم هداه الله فدخل في الإسلام سنة 1967م.



قلت له: بماذا تشبه نفسك قبل الإسلام وبعده؟



قال: قبل الإسلام كنت عبد نفسي، وبعد الإسلام أنا عبد الله، وغير المسلم حيوان، والمسلم إنسان.



[قلت: كأنه يشير إلى قوله تعالى: ?وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ? الأعراف (179)]



قلت له: ما الموضوعات الإسلامية التي ترى أنها تؤثر في الأوربي؟

قال: الأوربيون لا يشعرون بالراحة والاطمئنان، بل إن قلوبهم قلقة مضطربة. [شهد عليها شاهد من أهلها]. بسبب أنهم يأخذون معلومات كثيرة وكلها غير مريحة، مثل العناوين التي تصدر في الجرائد، أكثر من ستين عنواناً عن الديانات المختلفة: مثل البوذية واليوجا والهندوسية، وهركسنة وغيرها.



وهذا يدل على أن الناس في هولندا وبخاصة الشباب من سن 16 إلى سن 30 يرغبون في معرفة معلومات عن الحياة تريح قلوبهم.



فإذا بينا لهم الصلاة والوضوء على حقيقتهما [الأولى البدء بالإيمان] وقراءة القرآن والذكر فإن ذلك ينفع.



وعندنا تجربة، وهي أن كثيراً من الناس يلجأون إلى المخدرات والخمور وغيرها، بسبب عدم وجود الروحانية، وذلك يوجِد عندهم شتاتاً نفسياً، بحيث إن الشخص يشعر بشيء ويتكلم بخلافه، لنقص الإيمان والتوحيد.



قلت له: ما صفات الداعية المسلم الذي ترى أنه يقدر على التأثير في أوروبا في مجال الدعوة إلى الإسلام؟.



قال: الصفات المطلوبة في الداعية المؤثر كثيرة، ومنها ما يأتي:



1ـ أن يكون شخصية علمية، قوي الحجة والبرهان، وكثير من المسلمين عاطفيون يغضبون بسرعة، فلا بد أن يكون قوي الصبر.



2ـ أن يكون عنده إلمام بالأديان المقارنة.



3ـ أن يعرف الثقافة الأوروبية التي يدعو أهلها وعقليات الناس في أوربا.



4ـ أن يكون روحانياً عالماً وعاملاً.



5ـ أن لا يكون عنده حب الرئاسة، بل يكون متجرداً مخلصاً، ولا يتلوث بأمراض الإدارة حتى يكون مرتاح القلب.



6ـ ولا بد أن يجيد لغة البلد، وفائدة الذي لا يجيد اللغة تكون بواسطة غيره، وهي محدودة.



قلت له: هل تظن أن المؤسسات الإسلامية والجهات القادرة في البلدان الإسلامية، قد قامت بواجب تبليغ الإسلام إلى الناس في أوروبا؟.



فقال: الذين يقومون بشيء من الدعوة إلى الإسلام لم يستفرغوا جهدهم، وأكثر المسلمين القادرين لم يقوموا بواجب التبليغ، كل حسب قدرته.




الكاتب وعلى يساره المسلم الهولندي الأخ عبد الواحد



وقال الأخ عبد الواحد: لا ينفع الهولنديَّ أن يبعث لتَعَلُّم الدين في البلدان الإسلامية، وإنما ينبغي أن يدرس الدين في بلده، ولا بد أن يكون المدرس ملما إلماماً كاملاً بالبلد التي يراد الدعوة فيها، ويجب أن ينشأ معهد إسلامي في الدول الأوروبية.



والدعاة الذين يبعثون من البلدان الإسلامية، تعودوا على حب الرئاسة والزعامة والإدارة، والواجب أن يكونوا دعاة فعلاً عاملين مع الناس في كل شؤونهم النافعة للدعوة وأن يختلطوا بغيرهم.



سألته: عن الوسائل الناجحة في نشر الدعوة الإسلامية؟.



فقال:



1ـ القدوة الحسنة.



2ـ الكتب المؤلفة أو المترجمة بلغة البلد، لأن الناس هنا يحبون القراءة المنفردة في بيوتهم، بخلاف الشرقيين فإنهم يحبون أن يسمعوا أكثر مما يقرأون، ويجب أن تكون هذه الكتب كثيرة وسليمة تحرك فكر الأوروبيين.



3ـ كتابة مقالات في الجرائد.



4ـ التلفاز.



5ـ الراديو.



والعيب الكبير عدم وجود مدارس للمسلمين، لأن أولادهم يضيعون، وينشأون بعيدين عن التربية الإسلامية، والإمكانات التي يمكن أن تؤسس هذه المدارس غير موجودة.



وليس صعباً من الناحية القانونية أن يكون للمسلمين مدارس وإذاعة وقناة تلفزيونية وصحف، ولكن المشكلة هي في الخلافات بين المسلمين في هولندا. [قلت: والأمر كذلك في كل بلدان العالم الإسلامي وغير الإسلامي].



فإذا تكلمنا عن إنشاء مدرسة فإن الأتراك يريدون مدرسة تركية، والمغاربة يريدون مدرسة مغربية، وهكذا... وهذا من أهم الأسباب التي تحول بين المسلمين والاستفادة من الإمكانات المتاحة لهم في هذا البلد.



والآباء والأمهات في الأسرة الإسلامية فكرهم مرتبط ببلدانهم، فالأتراك يريدون ثقافة تركية، والمغاربة يريدون ثقافة مغربية...

ولا توجد الآن الإمكانات البشرية والمادية، ولا توجد المادة التي يجب أن تدرس في المدرسة، ولا بد من تهيئة ذلك بالممارسة والتجربة.



والمدرسة إذا أنشئت يجب أن تساوي المدارس الهولندية، فلا بد من مدرسين هولنديين يدرسون المواد الهولندية، ومدرسين مسلمين يدرسون الإسلام.

فوجود مؤهلين ضروري قبل إنشاء المدرسة، وهذا واجب المسلمين.



أما الحكومة فهي تسمح لأهل كل ديانة أن تنشئ مدارس تابعة لها، وهي تمول تلك المدارس إلى حد مائة في المائة.



قلت له: هل يقبل الأوروبي الحوار في أمور الإسلام؟.



قال: عند الأوروبي نظرة سلبية عن الإسلام، والذي يريد أن يتحدث عن الإسلام يجب أن يكون قادراً على إزاحة الشبهات التي علقت بذهن الأوروبي عن الإسلام بالبراهين والحجج، والأوروبي من عادته قبول الحوار عن أي شيء، ومن ذلك الإسلام.



قلت له: أيهما أنفع لنشر الإسلام في أوروبا الطلاب أم الجالية؟.



قال: الحكومة الهولندية تتجاوب مع الجالية بسبب كثرتها، بخلاف الطلاب، أما الشعب فيسمع للطلاب أكثر لأنهم متعلمون، بخلاف الجالية.



قلت له: هل سمعت بلغتك من وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية اهتماماً بنشر الإسلام والدعوة إليه؟. قال: لا.



[سبب تكراري لهذا السؤال مع من حاورتهم، إثبات عدم وصول الدعوة عن طريق وسائل الإعلام في البلدان الإسلامية إلى البلدان الغربية، لأن كثيرا من العلماء يظنون أن وسائل الإعلام تقوم بتبليغ الدعوة، لم تكن توجد في ذلك الوقت فضائيات تبث إلى الغرب بلغاتهم، وإلى الآن ما زال البلاغ المبين قاصرا قصورا شديدا في هذا الأمر]



قلت: هل تظن أن الحجة قد قامت على الأوروبي في الدعوة إلى الإسلام؟ قال: لا.



قلت له: ما سبب الإكثار من اقتناء الكلاب ومحاولة التقليل من الأولاد؟.



قال: يعود ذلك إلى الناحية الاقتصادية، الأولاد يكلفون أكثر، وكذلك من ناحية المسؤولية، لأن تربية الولد أصعب من تربية الكلب، هذه هي نظرة الأوروبي.



قلت له: كيف صلة الجار بالجار؟.



قال: ضعيفة جداً، وهي في القرى أفضل!. وكان الأخ عبد الواحد يتحدث باللغة العربية، وقد يحتاج إلى أن تترجم له بعض الكلمات.





السابق

الفهرس

التالي


16125570

عداد الصفحات العام

4185

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م